ثقافة و فنونعربي متى سنعود أبناءً لأولادنا؟ – سؤال نصر الله في “ثلاثيّة الأجراس” by admin 11 مارس، 2020 written by admin 11 مارس، 2020 146 عرب 48 / فسحة – أحمد زكارنة لا أحد يملك إجابة شافية على السؤال: هل شاء الربّ أن يكافئ الفلسطينيّ بما ابتلاه؟ أم أنّ التاريخ شاء أن يُخضعه للتجربة؟ الإجابة عن الأولى بـ “نعم” جازمة، كمن يسعى إلى التهرّب من مسؤوليّاته؛ فيستدعي مواجهتها، والإجابة عن الثانية بـ “لا” تنوء بحمولتها اليوميّة، كمن يُراوغ دائرة محكمة الإغلاق، ما دام لم ينظر في المرايا ليعلم مَنْ أصاب ومَنْ أخطأ، نحن أم التاريخ؟ ما يعني أنّنا عالقون بين هاويتَين: الأولى قد تسلبنا شيئًا من الإيمان، والثانية قد تذهب بالإيمان كلّه. لكنّ الشيء الأكيد أنّنا لا نملك ترف أن نُخبِّئ الشمس وراء إصبع صغير، وكذلك الشمس لا يمكنها إلّا أن ترانا. ولأنّ حضور الشمس صباح كلّ يوم، تمامًا كحبّ البلاد الّتي لا تقبل القسمة على اثنين، ليس من الصعب أن نستنتج العلاقة الأكيدة، الّتي تربط صاحب “الملهاة الفلسطينيّة”، الشاعر والروائيّ إبراهيم نصر الله، بالواقع والمأمول في قضيّته الوطنيّة؛ وهو ما يدفعه إلى مواصلة اجتراح القول بعد الآخر في عرض مستمرّ، تؤكّد أحد أهمّ قواعده الفقهيّة المُستلهَمة من المرافعات الحقوقيّة، “إن أحسنت العرض، حقّقت القناعة، فحصّلت الحقوق”، وهذا ما وصلني بوضوح كامل، ما إن وصلت إلى السطر الأخير من مجموعته الروائيّة الأخيرة “ثلاثيّة الأجراس” (2019)[1]. الثلاثيّة … تستعرض حال القضيّة الفلسطينيّة، وتعالج أسئلة نسيجها الاجتماعيّ، مستدعية المسيحيّ منه على وجه الدقّة، منذ مطلع القرن العشرين إلى ما بعد الانتفاضة الأولى والثلاثيّة الّتي تتكوّن بالترتيب من روايات ثلاث: “ظلال المفاتيح”، و”سيرة عين”، و”دبّابة تحت شجرة عيد الميلاد”، تستعرض حال القضيّة الفلسطينيّة، وتعالج أسئلة نسيجها الاجتماعيّ، مستدعية المسيحيّ منه على وجه الدقّة، منذ مطلع القرن العشرين إلى ما بعد الانتفاضة الأولى، مع بعض الإشارات الناقدة للحالة الوطنيّة الّتي وصلنا إليها اليوم. ويمثّل الجزء الثالث من العمل، وهو رواية “دبّابة تحت شجرة عيد الميلاد”، موضوع هذا المقال، الإطار الأوسع لتناول كامل المشهد الّذي أسّس له في الجزأين الأوّل والثاني. المرافعات وجلساتها في الجلسة الأولى من جلسات المرافعة، وهي جلسة الجزء الأوّل من الثلاثيّة المعنون بـ “ظلال المفاتيح”، إن صحّ تقسيمها إلى جلسات، والكاتب مَن قسّمها إلى ليالٍ ولقاءات، حاول نصر الله – ومِن خلال الهاجس الّذي انتاب الإسرائيليّ من “ثنائيّة الظلّ وصاحبه” – أن يُشير إلى واحدة من أهمّ قواعد الغرباء المحتلّين، وهي قاعدة الغدر، حين نجد الأب يعلّم ابنه: “إنّ أفضل مكان يمكن أن تختبئ فيه هو بيوت أعدائك؛ فهي الأكثر أمانًا من غيرها، وأمّا أفضل حياة يمكن أن تعيشها، فهي الحياة الّتي تعيشها في تلك البيوت، بعد أن تتخلّص من أولئك الأعداء”[2]؛ فحدث أن عاش الغرباء حياتهم وما زالوا في العار، بدلًا من أن يعيشوا موتهم فيه. وأمّا الجلسة الثانية، وهي جلسة الجزء الثاني من الثلاثيّة المعنون بـ “سيرة عين”، فيدخل الروائيّ إلى عوالم ما يمكن أن نسمّيها عوالم “العين الثالثة” أو “حرب الصور”، عبر ما يُطلق عليه “السيرة الغيريّة”، تلك الّتي راح فيها يوثّق حياة بعض الروّاد بأسمائهم الحقيقيّة؛ فكانت شخصيّة كريمة عبّود، رائدة التصوير الفلسطينيّة. وهذا الصراع الخفيّ حينًا، والمُعلَن أحيانًا بين الكاميرا والبندقيّة، حيث الأولى، أي الكاميرا، بما تمثّله من سلطة أشار إليها الكاتب بأنّها أكبر سلطة لامتلاك الزمان، عمل المحتلّ لجعلها أكبر سلطة لسرقة المكان أيضًا. هذه الأداة، أي الكاميرا، تتفوّق بمراحل على الثانية، ونقصد البندقيّة الّتي “تستطيع أن تقتل شخصًا واحدًا أو اثنين، لكنّ الكاميرا تستطيع أن تُبيد مدينة حين تُخليها من سكّانها”[3]. الصراع الخفيّ حينًا، والمُعلَن أحيانًا بين الكاميرا والبندقيّة، حيث الأولى، أي الكاميرا، بما تمثّله من سلطة أشار إليها الكاتب بأنّها أكبر سلطة لامتلاك الزمان، عمل المحتلّ لجعلها أكبر سلطة لسرقة المكان أيضًا نصر الله الّذي احترف – ولا يزال – فنّ التصوير، كما احترف الشعر والرواية والرسم والموسيقى، ولأنّه يعلم تمامًا بلاغة الصورة وقوّة تأثيرها، الّتي عادةً توظّف لغتها العينيّة والضمنيّة لصالح أهداف سياسيّة بعينها، منذ الظهور الأوّل لهذه الآلة، بوصفها آلة حديثة في بدايات القرن العشرين، تَمكّن من استعراض كيفيّة استخدامها من قِبَل المحتلّ، ومحاولات الجانب الفلسطينيّ متمثّلًا في كريمة عبّود وأقرانها، التصدّي لهذا الاستخدام. نصر الله عبّر بحرفيّة عالية عن أهمّ مضامين توظيف المحتلّ لهذه الأداة بالقول: “في الوقت الّذي يكتفي فيه المصوّر بالتقاط صورة للمكان وقد تجمّد الزمان فيه، ناقلًا المكان إلى الورق، يستطيع السمسار بحنكة ساحر وخفّة يد نشّال، وذكاء ثعلب، أن ينقل المكان من يد إلى يد، مع أنّ المكان يبقى في مكانه”[4]. العصيان هكذا ذهب العمل في معالجاته الثلاث يتّخذ من الكاميرا أداة بتلك الخطورة، وهكذا أقام الكاتب بنيته الروائيّة في الجزء الثالث من الثلاثيّة، المعنون بـ “دبّابة تحت شجرة عيد الميلاد”، وهو المُشكّل الأساس للسرديّة. وعلى الرغم من أنّها تُلقي نظرة فاحصة على أمرين أساسيّين: العصيان المدنيّ، الّذي قامت به مدينة بيت ساحور أيّام الانتفاضة الأولى المعروفة بـ “انتفاضة الحجارة”، والدور المسيحيّ في المواجهة، وإفرازاته المُعبّرة عن مدى تلاحم النسيج الاجتماعيّ للشعب الفلسطينيّ، إلّا أنّ هذا الجزء الثالث تناول المشهد الفلسطينيّ منذ بداية القرن العشرين، من اللقطة البعيدة إلى القريبة، أو كما تُسمّى في لغة السينما من “Zoom OUT” إلى “Zoom in”؛ وهذا ما وفّر للقارئ متعة متابعة نموّ شخصيّات العمل وتفاعلاتها، وأتاح للروائيّ أن يُسلّط الضوء على صراع الأجيال الّذي تشهده القضيّة الفلسطينيّة، فها هم ياكوف، وموشيه، وناحوم، وشاؤول، يصطدمون بمواجهة شرسة من الجدّ إسكندر، والأب بشارة، والابن زيدان، والطفلة رولا. العصيان؛ لغة المجابهة الأشرس خلال الانتفاضة الأولى، كان الامتياز فيها لمدينة بيت ساحور، الّتي تميّزت عن كامل مشهد الانتفاضة، بإطلاقها هذا الفعل النضاليّ؛ وذلك لسببين أساسيّين: الأوّل أنّها مدينة مسيحيّة في ظاهرها العامّ، أمّا الثاني ففي حسن صياغتها وتدبيرها، وما أنجزته من نتائج؛ عرّت وهن الدولة الّتي انتصرت على جيوش ستّ دول عربيّة مجتمعة، قبل وقت قصير. هذه المفاجأة، مفاجأة العصيان، وما شكّلته من رمزيّة بالغة التأثير، خلقت صراعًا خاصًّا، بين الكيان الغاصب بكلّ ما يملك من قوّة إرهاب وبطش بشكل عامّ، وناحوم أو الكابتن داود بشكل خاصّ، وبين المكان بكلّ رمزيّته ودلالاته اللذين تمثّلا في انصهار الفعل المقاوم للكنيسة والمسجد، دونما حاجة إلى تحديد هويّته العقائديّة أو المذهبيّة أو الحزبيّة، وهو ما عبّر عنه الكاتب ببراعة في واحد من أهمّ مشاهد الرواية، حين “سأل أحد الجنود النمر: إنتو مسلمين ولّا مسيحيّين؟ فالتفت النمر إلى رولا وسألها: إحنا شو؟، فردّت: قل له نحن فلسطينيّون”[5]. “هل تريدون أن تُقنعوا أنفسكم بأنّ أطفالنا الرضَّع، وأطفالنا الّذين يرشقون جنود الاحتلال بالحجارة، سيكون عليهم … أن ينتظروا سيّارات تنوفا الإسرائيليّة لكي تزوّدهم بالحليب؟ كيف سنستطيع أن نرجمهم وننتظر حليبهم؟” ولأنّ “الدبّابة لم يكن لها وطن في يوم من الأيّام، ولن يكون”[6]؛ كان سؤال إسكندر السؤال الأكثر بلاغة في كامل مشهد الانتفاضة الأولى، الّتي جابت البلاد من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها، “هل تريدون أن تُقنعوا أنفسكم بأنّ أطفالنا الرضَّع، وأطفالنا الّذين يرشقون جنود الاحتلال بالحجارة، سيكون عليهم … أن ينتظروا سيّارات تنوفا الإسرائيليّة لكي تزوّدهم بالحليب؟ كيف سنستطيع أن نرجمهم وننتظر حليبهم؟”[7]. هذا العصيان الّذي ابتكرته مدينة بيت ساحور أثناء الانتفاضة، أسّس لفعلين مهمّين في خطوته الأولى: فعل الاعتماد على الذات، وفعل المقاطعة. ولأنّ “الّذي ثمن حصانه أعلى من ثمنه؛ من العيب أن تحكي معه، ومن العيب أن يكون صاحبك”، على حدّ قول إسكندر[8]. طوّر أهل المدينة من أدواتهم، فأعلنوا رفضهم لدفع الضرائب، تحت شعار “لن ندفع ثمن الرصاص الّذي يقتلنا”[9]؛ ببساطة لأنّ هذه المدينة الّتي تستمدّ قوّتها من بنيتها الاجتماعيّة وكذلك الدينيّة على حدّ سواء، هي “مدينة تسند ظهرها إلى مهد المسيح، وتشرب من بئر السيّدة، وتأكل لقمتها ممّا تزرعه في حقل الرعوات، هذه مدينة لم تُولَد اليوم”[10]. ولم يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ، بل تصاعد بشكل منظّم قولًا وفعلًا؛ وهو ما وضع دولة الاحتلال في مأزق التعريف: مَنْ نحن؟ حين راقبت “من كلّ الجهات تدفّق الناس، حاملين هويّاتهم، وكلّ من يصل يرفع هويّته في الهواء، ثمّ يُلقيها، وسط غناء لا ينتهي: إحنا إل رمينا الهويّة/ في بيت ساحور الأبيّة”[11]. الاحتلال خطأ مطبعيّ ختامًا، “ثلاثيّة الأجراس” لإبراهيم نصر الله، الّتي لم ترَ الاحتلال إلّا “خطأ مطبعيًّا فاحشًا في كتاب الزمن”[12]، وبات كاتبها متأكّدًا على لسان أحد أبطاله “أنّنا كفلسطينيّين، أصبحنا أفضل، منذ أن حمل أولادنا الحجارة، وعلّمونا كيف نرشق الجنود (…) في هذه الانتفاضة، كلّنا أبناء أولادنا”[13]، لم يقدّمها الكاتب معالجًا قرنًا من الزمن الفلسطينيّ؛ لأنّه لا يعرف ماضيه، لكن لأنّه يحاول أن يتلمّس مستقبله، ذاك الّذي بحاجة إلى أن نُصغي السمع لأحد أبطاله وهو يقول: “لو قلت لي قبل الانتفاضة إنّنا سنفعل كلّ ما فعلناه، لقلت لك إنّ ذلك مستحيل، ولكنّني توصّلت إلى نتيجة، هي أنّ عليك أن تبدأ، لكي تعرف أنّك تستطيع”[14]، وكأنّي بصوت نصر الله ينادي من علٍ برسالته الأهمّ: “متى سنعود أبناءً لأولادنا؟”. ………. إحالات: [1] إبراهيم نصر الله، ثلاثيّة الأجراس [الملهاة الفلسطينيّة] (الدار العربيّة للعلوم ناشرون، 2019). [2] إبراهيم نصر الله، ثلاثيّة الأجراس – ظلال المفاتيح [الملهاة الفلسطينيّة] (الدار العربيّة للعلوم ناشرون، 2019)، ص 12. [3] إبراهيم نصر الله، ثلاثيّة الأجراس – دبّابة تحت شجرة الميلاد [الملهاة الفلسطينيّة] (الدار العربيّة للعلوم ناشرون، 2019)، ص 103. [4] المرجع نفسه، ص 62. [5] المرجع نفسه، ص 271. [6] المرجع نفسه، ص 296. [7] المرجع نفسه، ص 316. [8] المرجع نفسه، ص 441. [9] المرجع نفسه، ص 395. [10] المرجع نفسه، ص 441. [11] المرجع نفسه، ص 442. [12] المرجع نفسه، ص 369. [13] المرجع نفسه، ص 279 – 280. [14] المرجع نفسه، ص 501. أحمد زكارنة شاعر وإعلاميّ يقيم في رام الله. يعمل في إذاعة “صوت فلسطين”، ويرأس تحرير موقع “اليوم الثامن”، كما عمل سابقًا مستشار تحرير في “صحيفة الحدث”. له مجموعة شعريّة بعنوان “ما لم أكنه” (2017). المزيد عن : ثلاثية الأجراس /الملهاة الفلسطينية /كريمة عبود /بيت ساحور /المقاطعة /العصيان المدني /المسيحيون في فلسطين /القضية الفلسطينية /إبراهيم نصر الله /أدب /رواية /سرد /أحمد زكارنة 44 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post Watch a hernia surgery live in VR next post “مشكي وعاود”… فيلم يكشف شخصية التونسي بعد الثورة You may also like بول شاوول يكتب عن: أمير القصة العربية يوسف... 25 ديسمبر، 2024 محمد أبي سمرا يكتب عن.. جولان حاجي: الكتابة... 25 ديسمبر، 2024 (20 رواية) تصدّرت المشهد الأدبي العربي في 2024 25 ديسمبر، 2024 “الحياة الفاوستية” رحلة في عوالم غوته السرية 25 ديسمبر، 2024 “أن تملك أو لا تملك” تلك هي قضية... 25 ديسمبر، 2024 أضواء جديدة على مسار فيكتور هوغو السياسي المتقلب 24 ديسمبر، 2024 صبحي حديدي يقارب شعر محمود درويش بشموليته 24 ديسمبر، 2024 الثنائي هتلر – ستالين في ما هو أبعد... 24 ديسمبر، 2024 رحيل محمد الخلفي الممثل الرائد الذي لم ينل... 24 ديسمبر، 2024 كاتب مسلسل “يلوستون” أبدع قصة ويسترن معاصرة وصنع... 24 ديسمبر، 2024 44 comments зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 22 مارس، 2024 - 4:33 م This is very interesting, You are an overly professional blogger. I have joined your feed and sit up for looking for more of your wonderful post. Also, I have shared your web site in my social networks Reply глаз бога бот 10 أبريل، 2024 - 8:15 ص Nice post. I used to be checking continuously this blog and I am inspired! Very useful information particularly the final part 🙂 I maintain such info a lot. I used to be seeking this particular info for a long timelong time. Thank you and good luck. Reply бот глаз бога телеграмм 10 أبريل، 2024 - 9:33 م First off I want to say terrific blog! I had a quick question that I’d like to ask if you don’t mind. I was curious to know how you center yourself and clear your thoughts before writing. I have had trouble clearing my mind in getting my thoughts out. I do enjoy writing but it just seems like the first 10 to 15 minutes are wasted just trying to figure out how to begin. Any ideas or tips? Thanks! Reply steam cs2 skin bet websites 2024 8 مايو، 2024 - 5:38 م Hey there! This is kind of off topic but I need some advice from an established blog. Is it hard to set up your own blog? I’m not very techincal but I can figure things out pretty fast. I’m thinking about creating my own but I’m not sure where to start. Do you have any tips or suggestions? Cheers Reply Гомельский государственный университет имени Франциска Скорины 16 مايو، 2024 - 1:17 ص Крупный учебный и научно-исследовательский центр Республики Беларусь. Высшее образование в сфере гуманитарных и естественных наук на 12 факультетах по 35 специальностям первой ступени образования и 22 специальностям второй, 69 специализациям. Reply Гостиничные Чеки СПБ 24 مايو، 2024 - 4:58 م Hello! I just want to give you a huge thumbs up for the great info you’ve got here on this post. I’ll be coming back to your site for more soon. Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 30 مايو، 2024 - 7:32 م Hi there to all, the contents present at this website are truly awesome for people experience, well, keep up the nice work fellows. Reply 乱伦色情 3 يونيو، 2024 - 6:10 م Hi everyone, it’s my first pay a visit at this site, and post is truly fruitful designed for me, keep up posting such articles. Reply www.russa24-diploms-srednee.com 11 يونيو، 2024 - 5:03 م Hi my family member! I want to say that this article is awesome, great written and come with almost all important infos. I’d like to see more posts like this . Reply hot fiesta game 13 يونيو، 2024 - 12:31 ص Hi there, yeah this post is actually nice and I have learned lot of things from it about blogging. thanks. Reply хот фиеста game 14 يونيو، 2024 - 4:34 ص What i do not realize is if truth be told how you’re now not really a lot more smartly-favored than you may be right now. You are so intelligent. You know therefore significantly in relation to this matter, produced me personally consider it from so many various angles. Its like men and women aren’t interested unless it’s something to accomplish with Lady gaga! Your own stuffs excellent. Always deal with it up! Reply hot fiesta слот 14 يونيو، 2024 - 4:15 م Hey! Would you mind if I share your blog with my zynga group? There’s a lot of people that I think would really enjoy your content. Please let me know. Thanks Reply хот фиеста играть 15 يونيو، 2024 - 3:33 ص This excellent website definitely has all of the information I wanted about this subject and didn’t know who to ask. Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 1:10 ص Every weekend i used to visit this web site, because i want enjoyment, since this this website conations in fact good funny information too. Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 6:59 م WOW just what I was searching for. Came here by searching for %keyword% Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 8:36 ص Appreciation to my father who shared with me concerning this blog, this blog is truly awesome. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 9:52 م Simply want to say your article is as amazing. The clearness for your submit is simply spectacular and i can assume you are a professional in this subject. Well with your permission allow me to grasp your RSS feed to stay up to date with imminent post. Thank you one million and please keep up the gratifying work. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 10:36 ص You ought to take part in a contest for one of the highest quality blogs on the internet. I most certainly will recommend this website! Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 11:34 م Thank you for any other wonderful article. Where else may just anyone get that kind of information in such a perfect means of writing? I have a presentation next week, and I am at the look for such information. Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 3:42 م Hi there would you mind stating which blog platform you’re working with? I’m planning to start my own blog in the near future but I’m having a tough time selecting between BlogEngine/Wordpress/B2evolution and Drupal. The reason I ask is because your design and style seems different then most blogs and I’m looking for something completely unique. P.S My apologies for getting off-topic but I had to ask! Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 5:41 ص Quality posts is the secret to be a focus for the people to go to see the website, that’s what this web site is providing. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 7:23 م Very nice article, just what I needed. Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 8:06 ص I have read so many articles or reviews about the blogger lovers but this post is actually a pleasant piece of writing, keep it up. Reply строительство автомоек под ключ 6 يوليو، 2024 - 12:16 ص “Франшиза автомойки” от нас подразумевает полную поддержку и совместные усилия. Мы тесно взаимодействуем с каждым из наших партнеров. Reply строительство автомойки под ключ 6 يوليو، 2024 - 6:53 م Предлагаем строительство автомоек под ключ по индивидуальным проектам. Все работы выполняются в срок и с гарантией. Reply автомойка под ключ 7 يوليو، 2024 - 8:38 ص Строительство автомоек под ключ – наша специальность. Мы заботимся о каждой детали, чтобы обеспечить надежное и прибыльное хозяйство. Reply мойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 9:10 م Заказывая автомойку под ключ, вы экономите время и деньги. Наши специалисты возьмут на себя все этапы работ, от разработки до ввода объекта в эксплуатацию. Reply автомойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 8:42 ص Франшиза автомойки позволяет быстро начать свое дело с проверенной моделью бизнеса и полным пакетом услуг от партнера. Reply Rent Lamborghini Urus Miami 8 يوليو، 2024 - 8:25 م I found this article to be very eye-opening. Thanks for sharing. Reply строительство автомоек под ключ 8 يوليو، 2024 - 8:26 م Франшиза автомойки – отличное решение для начинающих бизнесменов. Мы предлагаем проверенную модель и постоянную поддержку. Reply автомойка самообслуживания под ключ 9 يوليو، 2024 - 7:59 ص Автомойка под ключ – это быстрый старт в автомобильном бизнесе. Наши специалисты помогут вам во всём. Reply Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 6:48 م It’s in fact very complex in this busy life to listen news on TV, thus I simply use internet for that purpose, and take the most up-to-date news. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 3:10 م I enjoy what you guys are up too. This sort of clever work and coverage! Keep up the good works guys I’ve incorporated you guys to my blogroll. Reply строительство автомойки 15 يوليو، 2024 - 2:52 ص Мойка самообслуживания под ключ – это модернизированный и клиентоориентированный подход к организации моечного сервиса, где каждый может быстро и эффективно очистить свое авто. Reply Jac Амур 19 أغسطس، 2024 - 5:29 ص Hi! I know this is kinda off topic however I’d figured I’d ask. Would you be interested in exchanging links or maybe guest writing a blog article or vice-versa? My website addresses a lot of the same subjects as yours and I believe we could greatly benefit from each other. If you are interested feel free to send me an e-mail. I look forward to hearing from you! Superb blog by the way! Reply theguardian 23 أغسطس، 2024 - 2:31 ص I visited several websites except the audio quality for audio songs current at this site is actually excellent. Reply theguardian 23 أغسطس، 2024 - 9:18 م It’s not my first time to visit this site, i am visiting this site dailly and get nice information from here daily. Reply theguardian 24 أغسطس، 2024 - 2:06 م Hi, this weekend is good for me, as this point in time i am reading this impressive informative piece of writing here at my house. Reply theguardian 25 أغسطس، 2024 - 6:14 ص Thanks for finally writing about > %blog_title% < Liked it! Reply theguardian.com 25 أغسطس، 2024 - 9:07 م Hi there! This is my 1st comment here so I just wanted to give a quick shout out and tell you I genuinely enjoy reading through your blog posts. Can you suggest any other blogs/websites/forums that deal with the same subjects? Many thanks! Reply theguardian.com 26 أغسطس، 2024 - 12:05 م great publish, very informative. I’m wondering why the other experts of this sector do not understand this. You should continue your writing. I am sure, you have a huge readers’ base already! Reply theguardian 28 أغسطس، 2024 - 9:49 ص An interesting discussion is worth comment. I think that you should write more on this issue, it might not be a taboo subject but usually people don’t speak about such subjects. To the next! Kind regards!! Reply theguardian.com 28 أغسطس، 2024 - 11:05 م Hello there, simply become aware of your blog thru Google, and found that it is really informative. I’m gonna watch out for brussels. I will appreciate should you continue this in future. Many folks will be benefited from your writing. Cheers! Reply theguardian 29 أغسطس، 2024 - 12:41 م At this moment I am going away to do my breakfast, once having my breakfast coming again to read more news. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.