الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » ربيع الأمين الساخر “يصفع” المصارف وخير الدين وجرائم المعلوماتية

ربيع الأمين الساخر “يصفع” المصارف وخير الدين وجرائم المعلوماتية

by admin

المدن : وليد حسين / لم يكن استدعاء السينمائي ربيع الأمين للمرة الثانية إلى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية مساء السبت في 30 كانون الأول، بعد ساعات قليلة من خروجه من التحقيق الأول، إلّا تعبيراً عن مدى عمق سلطة أصحاب المصارف، وضعف اللبنانيين وأجهزة الدولة والقضاء أمامهم.

 

فالمصارف التي كشفت عن أنيابها بحجزها أموال المودعين بلا مسوغ قانوني، استطاعت إذلال اللبنانيين وحملهم على تسول أموالهم. ولم نسمع عن استدعاء صاحب مصرف واحد وتوجيه سؤال واحد إليه، بينما تتحرك أجهزة الدولة لأن ناشطاً مدنياً انتقد صاحب مصرف، مستهولاً أقواله وافعاله ودعوته اللبنانيين إلى سحب ما أودعوه بالدولار في المصارف بالليرة، بعد انهيار قيمتها وسعر صرفها.

مافيا المصارف
في حديثه إلى “المدن” استغرب الأمين كيف يتجرأ مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية على استدعائه مرتين وفي اليوم نفسه: الأولى، لما دوّنه على حسابه الفيسبوكي. والثانية، لما قاله في حديث تلفزيوني فور خروجه من التحقيق الأول، الذي طلب منه المحقق فيه حذف ما كان دوّنه عن رئيس مجلس بنك الموارد مروان خير الدين.

وروى الأمين أنه قال للمحقق: “من هو الغبي الذي أمر بتوقيفي للمرة الثانية؟ نحن في ثورة! وهناك غضب عارم على المصارف في البلد كله، بسبب إجراءاتها غير القانونية. فإذا بأجهزة الرقابة البوليسية على كلمات الناس تتحرك بعزيمتها الكاملة، لأن صاحب مصرف رفع دعوى على فرد انتقد احتجاز المصارف أموال مودعيها جميعاً، ويريد تحويل أموالهم إلى الليرة. فبدلاً من وقوف الدولة أقله على الحياد، أو استدعاء أصحاب المصارف للتحقيق معهم، تستدعي الأفراد لأنهم ينتقدون المصارف! هل تريدون تأديبي كي لا أتجرأ على انتقاد المصارف وأصحابها مرة ثانية؟ إذا كان خير الدين على حق فليأخذه في المحكمة، ولكن ليس من الجائز استدعائي مرة ثانية للتحقيق معي”.

وما نعيشه اليوم، وفق الأمين، حرب تشنها المصارف على الناس. وهو يرى أنها حرب فعلية أوكلت إلى إجهزة في الدولة خوضها عنها بالوكالة والأصالة، لتلاحق الناس والناشطين وتروعهم وتكتم أنفاسهم وتسكتهم على ما يتعرضون له من مظالم موصوفة.

“المصارف شرسة – قال الأمين – فلدى أصحابها شبكات من عصابات مافيوية. وعندما يستدعي الأمر قد تلجأ إلى عنف مباشر ضد المواطنين. وهي لن تستسلم، ولن ترضخ. وقد تلجأ شبكاتها إلى تمويل حروب أهلية بين اللبنانيين. وهي شبكات تتحكم بالبلد والإعلام وبمراكز قوة تتواطأ مع السياسيين. فالإعلام والمصارف والسياسيين طبقة أوليغارشية واحدة، تتهكم على الناس، تحتقرهم وتزدريهم”.

خداع واحتيال
وبصفته من ناشطي 17 تشرين اعتبر الأمين أن المعركة مع القضاء مؤجلة، ما دام كل شيء في لبنان يحتاج إلى تغيير شامل يطال القوانين والدستور. والمرحلة تحتاج إلى ابتكار أفكار جديدة. وهو يضرب أمثلة على ذلك: هناك علاقات قوة غير عادلة بين المصارف والأفرد العاديين. والقوانين التي تحكم بدعاوى ما يسمى القدح والذم وإساءة السمعة، يجب إلغاءها. والمصارف هي التي تسيء إلى الناس جميعاً. كانت تقوم بتلميع سمعتها وصورتها، وتغري المواطن بالقروض، حتى لإجراء عمليات التجميل. أما اليوم فيدعونا رئيس مجلس بنك الموارد مروان خير الدين إلى التقشف، متهماً اللبنانيين بالتبذير والبذخ. وهذا خداع مزدوج للمواطنين: تارة تغريهم بالقروض لجني الفوائد، وطوراً تطلب منهم التقشف وتحتجز أموالهم.

بين الصواريخ والشتائم
ويعتبر الأمين أن ثورة 17 تشرين العفوية والمباشرة تحررت من المحرمات الأخلاقية المزيفة والمألوفة. فهي ابتكرت لغة (الشتائم) جديدة مباشرة وحية في مخاطبتها السياسيين، الذين يقنّعون بذاءاىتهم اليومية وانحطاطهم الأخلاقي بكلمات معسولة خاوية، تخفي الوقائع.

فعندما طلب حسن نصرالله مثلاً – بحسب الأمين – من المتظاهرين عدم استخدام الشتائم، سرعان ما تزايدت الشتائم عفوياً: “هو يملك من الصواريخ ما لا تملكه دولة. وأنا وسواي من اللبنانيين المستقلين لا نملك بنادق صيد. والسياسيون الذين يؤذون الناس والبلاد أذىً مزمناً أوصلهم إلى حضيض الهوان والبؤس واليأس، يستكثرون عليهم شتمهم شتيمة مرحة، لاهية وساخرة، خرجت من غضبهم المكتوم طوال سنين! ربما بدا للمنتفضين أن هذا النوع من الشتائم يؤذي السياسيين، لأنه يكسر الكلام الببغائي الفارغ عن الإصلاح ومكافحة الفساد والهدر. وهو كلام يلوكه السياسيون جميعاً وبطاناتهم من ببغاوات التلفزيون. كأنما أشباح مجهولة ارتبكت هذه المفاسد! لقد هابوا الشتائم المرحة، لانها تحطم صورهم الكاذبة. فالمنتفضون لا يملكون سوى هذا السلاح المسالم. وشعروا أنهم به يحطمون الأصنام. ولأنني حطمت ببعض الكلمات الساخرة صورة خير الدين فعل ما فعله، وتقدم بدعوى ضدي”.

وتابع الأمين: “لم أتوجه بتلك الشتائم إلى خير الدين حصراً. بل ضد كل السياسيين والمصارف. هو من أختار أن يكون مروّجاً لفكرة تبديل ودائع اللبنانيين بالدولار بالليرة اللبنانية، معتقداً أنه رجل خارق الذكاء، ويستطيع إقناع الناس بأفكاره. وعندما سمعت تصريحاته ودعوته اللبنانيين إلى التقشف، لم أكن أعلم عنه شيئاً. فرحت أتقصى أخباره لمعرفة من هو يكون. مقالة بينت لي أنه كان برفقة نقولا صحناوي في رحلة سياحية، فمر بينهما حيوان وحيد القرن، فانقضا عليه. وتبين لي أنه من المغرمين برحلات السفاري لمطاردة الحيوانات البرية. ووجدت له وصوراً يقف فيها ناظراً بشغف إلى طرائده النافقة أمامه. وضعت الصور على فيسبوك، فانتشرت سريعاً. حتى أنني تلقيت رسائل من جمعيات أجنبية تعنى بالرفق بالحيوان. هذا ما أزعجه. وسارع إلى قلب صورته من صائد حيوانات إلى صديق للحيوان، وتمنّع عن أكل اللحوم. وهو في هذا مثال رائج للسياسيين في لبنان وسواه من البلدان. فأمثاله يبحثون عما هو رائج في العالم ويمتثلون له. يرسمون صورهم وفق الرائج. يرون مثلاً أن اليوغا مربحة في الغرب، فيداومون على ممارسة اليوغا.

حملة مطاردة وتخويف
عن طريقة استدعائه إلى مكتب جرائم المعلوماتية يقول الأمين: “عندما اتصل بي المكتب، بقيت لدقائق شارداً سائلا نفسي: ماذا يريد مني هذا المتصل! ثم بدأت تتضح الصورة في ذهني، وعندما قال المتصل إن بنك الموارد رفع دعوى ضدي، تذكرت اسم صاحبه. وحدثني أحد معارفي بأن خير الدين اتصل بالنائب نقولا صحناوي مستفسراً عني. واتصل أحد المحامين بأكثر من شخص من عائلتي ومعارفي، وأخبروني أن أحدهم يسأل عني. وحتى أصحاب مقاه أرتادها، أخبروني أن ثمة أشخاصاً يحضرون ويسألون عني”.

وذهب المستدعى إلى ذلك المكتب، مطمئناً إلى أن المسألة تقتصر على أمور قضائية وقانونية، ولن تصل إلى تسليط شبيحة وزعران للنيل منه، لأنه يدرك أن أصحاب المصارف لديهم شبكات من العصابات.

تحقيق قاموسي
بدا له المكتب مدنياً وعادياً. لا يشبه المخافر ومراكز التوقيف. والموظفون لطفاء. وشعر أن المحقق يريد سريعاً إنهاء التحقيق بطريقة ترضي الطرفين. كانت ثمة كلمات كتبها المحقق أمامه للاستفسار عنها، وما الذي قصدته بها: “رحتُ أشرح له معنى مصطلح أوليغارشية الذي لا يعني شتيمة. وكلمة السحل تعني قاموسياً نقل الشخص من مكان إلى آخر، ولا تعني تهديد بالقتل. وأن (ك…أمك)، مستعارة من المحكية المصرية، وليست كما هي متداولة في لبنان. بالتالي كل ما كتبته دلالاته سياسية وساخرة. ومن “العباطة” اعتبارها تتضمن القدح والذم. أراد المحقق أن أوقع تعهداً بعدم التعرض لخير الدين، فرفضت. فهو شخصية عامة. لكن قراراً قضائياً ورد، بعدما تواصل المحقق مع القاضية، ويلزمني بعدم توجيه إهانات شخصية لخير الدين، وبتعديل التعليقات على صفحتي الفيسبوكية”.

عندما خرج، تقصد، في مقابلة تلفزيونية على قناة الجديد، ذكر الكلمات التي طلبوا منه حذفها. أراد بذلك التهكم على القناة التي كانت قد فتحت هواءها قبل يوم من التحقيق معه، معتبرة كلماته تهديداً لخير الدين. لذا استدعي في اليوم نفسه في الساعة السابعة مساء، للحضور فوراً إلى التحقيق. لكنه كان في منطقة صور، وأصيب بعارض صحي، ما استدعى المثول إلى التحقيق بعد عيد رأس السنة.

ليلة مرحة ومنغِّصة
رجّح الأمين أن خير الدين انزعج من تصريحه الساخر لقناة الجديد، فأراد ثأراً منه أن يقضي ليلة رأس السنة موقوفاً على ذمة التحقيق، ومكتب التحقيق يكون مقفلاً في عطلة الأعياد. فخابت رغبة خير الدين: “لقد تمتعت بسهرة رأس السنة برفقة الأصدقاء – قال الأمين بسخريته المعتادة – بينما قد يكون خير الدين أمضى ليلة منغّصة، دفع عليها آلاف الدولارات، لأنني بقيت حراً طليقاً”.

التحقيق في المرة الثانية كان نزهة أو مزحة: “لم أشعر أنني في تحقيق، ولا أن محدثي محقق يريد انتزاع اعتراف ما. صرت أبذل جهداً كي أكون في دور متهم، وليكون الشخص الذي أمامي محققاً. بدا لي موظف لطيفاً يريد انتهاء دوام العمل كيفما اتفق. وعندما خرجت لم أصرح مثلما فعلت في المرة السابقة، لأن لا رغبة لدي بالعودة إلى جولة ملل إضافية. أصررت على عدم توقيع أي تعهد بعدم تناول خير الدين. فهو ليس إنساناً عادياً. لذا لا أريد كلما كتبت عنه أن أُستدعى. وفي المقابل طلبت كتابة تعهد يضمن لي تناوله سياسياً. فهو شخصية عامة وأريد حفظ حقي في التعرض له مثل غيره من المسؤولين والسياسيين والمصرفيين والطبقة الأوليغارشية كلها”.

توقيف تكديري
وذكر الأمين أن مشكلة مكتب جرائم المعلوماتية هي أن لا حق له في استدعاء الناشطين، لأن التعليقات تدخل ضمن اختصاص محكمة المطبوعات. ذلك المكتب وظيفته سياسية أكثر منها قضائية. يطلبون من الشخص توقيع محضر لحذف ما كتبه، مثلما يطلبون من شخص يشهّر بشخص آخر على خلفية نشر صور مشينة. يتعاملون مع التعليقات السياسية كأنها صور فضائحية للابتزاز. لكن هذا يجب ألا ينطبق على التعليقات السياسية التي تفترض أن تدخل في إطار قانون المطبوعات.

وختم الأمين: “بعد انتهاء التحقيق معي في المرة الثانية لم يفرج عني مباشرة. طلب مني المحقق الصعود إلى مكتب الضابط لشرب فنجان قهوة، فرفضت. سألته ما إذا كنت موقوفاً، فقال لا. احتجيت على السبب الذي يبقيني عنده، طالما أن التحقيق انتهى. رحت أقول كلاماً كيفما أتفق. مثلاً: هل تريدون إرسال صورة لخير الدين تبين له أنني موقوف؟ وعلمت بعدها أن بقائي تلك المدة بعد انتهاء التحقيق، ربما كان لإرضاء المصرفي النافذ. وتبين لي بعد ساعتين أنني كنت موقوفاً تكديرياً. بمعنى توقيفي لإزعاجي، لأنني أقلقت مصرفياً”.

 

 

You may also like

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00