السبت, نوفمبر 23, 2024
السبت, نوفمبر 23, 2024
Home » موسى اليوسف من بيروت : ثورة لبنان.. موازين القوة تهتز

موسى اليوسف من بيروت : ثورة لبنان.. موازين القوة تهتز

by admin

انتفاضه ١٧ تشرين الاول احدثت صدمة وارتجاجات قوية في كل لبنان ، وصارت في أيام قليلة « الاقوى» بين الأقوياء

بيروت خاص : موسى اليوسف

هنا ، في لبنان أحزاب وتيارات سياسية مغرمة بوصف “القوة» وتضخيم الذات لكي تحتل المرتبة الأولى في قائمة « الأقوياء» .

التيار الوطني الحر ، الحزب الحاكم ، الذي ينتمي إليه رئيس الجمهورية ميشال عون « ويرأسه وزير الخارجية جبران باسيل يطلق على نفسه « تكتل لبنان القوي» ، وعلى رئيس الجمهورية « الرئيس القوي» .
حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع يصف كتلته ب « الجمهورية القوية».
حزب الله الذي يقود « جيشا قويا» من المقاتلين تجاوز المبارزة حول من هو القوي في لبنان وطرب على وصف أنصاره له بأنه» حزب الهي» فوق الأقوياء، وبذلك خرج من المنافسة مزهوا في الوصف القوي….وباسمه : «حزب الله».

وهنا في لبنان ، أحزاب وتيارات ؛ من بين أكثر من ٨٠ حزبا في لبنان ، تجرب حظها ، من دون كلل أو ملل ، على أمل أن تحظى بموقع ومكانة في قائمة الأقوياء.
خلال الأيام الستة الماضية حاول عدد كبير من الاحزاب الثمانين أن يزاحم ، من قلب الانتفاضة ، و على هامشها، على موقع بين الأقوياء ، لكن ما زال من المبكر الجزم بأنها ستحظى بمثل هذه المكانة ام لا ، وان كان من المرجح أن محاولاتها ستفشل كما يعتقد ناشطون في ساحة الشهداء.
الانتفاضة ، أو الثورة ، أو الحراك أو الاحتجاج أو التظاهر ،( تختلف التسمية من طرف الى اخر من المتنافسين على « القوة» كل حسب نظرته لما يجري في الشوارع والساحات )، تمضي بثبات لتشكل قوة عابرة لكل ما هو سائد في هذا البلد.
في الأيام الأولى من الحراك بدأ كل معني بالوصف يستخدم قوته ، وكل على طريقته .

جبران باسيل استخدم أسلوبه وطريقته التي يصفها خصومه ب» الاستفزازية والمستبدة» ، خاطب من في الساحات، أن تياره ، وهو تيار رئيس الجمهورية ، مستعد لقلب الطاولة على رؤسهم ، وهددهم بلهجة الواثق القوي : «تذكروا أننا تيار وطني حر وكما الماء نحن ، نجرفكم في لحظة لا تتوقعونها « ملوحا ب «قلب الطاولة على الجميع في حال طلب الرئيس عون ذلك، عندما يغضب».

السيد حسن نصرالله ، تحدث عن القوة على طريقته أيضا ، واعلن إنه لا يوافق المتظاهرين الذين ينادون بإسقاط الحكومة ، رئيسا واعضاء، مشيرا إلى أن المحتجين يضيعون وقتهم وان حزب الله هو الوحيد القادر على التغيير بالتظاهر.
ويؤكد السيد نصرالله ان « حزب الله قادر على النزول إلى الشارع وتغيير المعادلات ، وكأنه يبلغ الجميع أن لا تغيير من الشارع وفي الشارع من دون إرادته.
سمير جعجع زعيم تكتل « الجمهورية القوية « له طريقة أيضا في استعراض القوة ..هو أعلن استقالة وزرائه الأربعة من الحكومة، بعدما وصف حكومة حليفه رفيق الحريري بالعجز والفشل في إيجاد حلول للأزمات البلاد.

مواقف» الأقوياء» هذه أثارت ردود فعل قوية في الساحات خصوصا موقف حزب الله.
محتجون يقولون إن موقف الحزب أصابهم بالصدمة والدهشة ، وتساءلوا كيف لحزب الله أن يقف مع سلطة وحكومة متهمة بالفساد ، ونحو مليوني مواطن يعملون على اسقاطها «.

ويقولون أيضا « أن الحزب يؤكد تكرارا وفي كل المناسبات أنه مع المحرومين والفقراء والمهمشين . الناس تطالب بإسقاط الفاسدين من أجل حياة كريمة تؤمن لهم رغيف الخبز والدواء والكهرباء والماء وأبسط مستلزمات العيش الكريم ، لماذا يريد حزب الله أن يعيق طريقنا ويضع نفسه في خانة حماة الفسادين»
كلام اخر كثير وحاد أطلق على « القوي» جبران باسيل الذي نال الحصة الاوفر من الانتقاد والشتائم والسباب ، وكل أصناف الهجوم اللفظي ، حتى أن صورة مفبركة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تظهره وهو يتسلم جائزة من موسوعة غينيس على نيله رقما قياسيا من الشتائم!

احد المحتجين يقول إن شتائم منسية مر عليها الزمن، لم يستخدمها اللبنانيون منذ سنوات تم احياؤها للنيل من باسيل ، الذي يشغل أيضا منصب وزير خارجية لبنان.

سمير جعجع الذي جاهد لنيل لقب « الاقوى في محاربة الفساد» طلب من وزرائه الأربعة الاستقالة في خطوة قال عنها ناشطون في حركة الاحتجاج أنها « محاولة فرار من سفينة الفساد الذي كان واحدا من قراصنتها» لسنوات طويلة في الحرب والسلم في لبنان».

على اي أساس تصنف الاحزاب والتيارات الناڜطة في لبنان؟

سياسيون في لبنان يرون انه يجب توفر مواصفات وڜروط محددة لاكتساب وصف « القوة» ، من ضمنها أن تكون طائفيا ، كما هي الحال بالنسبة لتكتل « لبنان القوي» الذي يستند الى قاعدة مسيحية واسعة ، ويعمل أيضا على أحداث اختراقات في صفوف طوائف ومذاهب أخرى من خلال تحالفات تحكمها مصالح مشتركة مع زعمائها مثل التحالف مع حزب الله ، وشخصيات من الدروز مثل الوزير السابق وئام وهاب والنائب طلال ارسلان .
من هذا المنطلق يحمل باسيل على اتفاق الطائف الذي وضع حدا للحرب الأهلية في عام ١٩٩٠ ، ويرى ان الاتفاق اقطتع من حصة المسيحيين نفوذا وصلاحيات لصالح الطائفة السنية.

لكن « القوة» الحقيقي لهذا التيار مستمدة من تحالف مع حزب الله أمن له وصول زعيمه ميشال عون إلى سدة الرئاسة ، ووفر غطاء في حجم « قبة حديدية» تحميه من الخصوم حتى نهاية عهده .
ويأمل التيار أن تستمر هذه الحماية ، إضافة إلى دعم سياسي يقدمه الحزب، لتوريث زوج ابنة الرئيس جبران باسيل،
كرسي الرئاسة.

وعن سمير جعجع يقول أحد « ثوار» الساحات إن الرجل جاء إلى الزعامة من «إرث قوة» يعود إلى الحرب الأهلية ، عندما قاد «ميليشيا» مسيحية بالحد الأقصى من القتل والعنف أثناء مواجهة خصومه في « الحركة الوطنية اللبنانية».
ويضيف « الثائر» في ساحة الشهداء بالعاصمة اللبنانية أن الطائفية والمناطقية تبقى قوية وفاعلة في فكر جعجع مثلما هو الحال مع غريمه باسيل الذي ينافسه على زعامة المسيحيين ، وعلى قيادة لبنان بعد انتهاء ولاية الرئيس عون.فالرجلان يتنافسان على منصب رئيس الجمهورية بضراوة .
عن قوة حزب الله ، لا يوجد من يجادل بها وبمصادرها. فهي قوة دينيه ، عسكرية وسياسية وشعبية، يهابها العدو قبل الصديق وممتدة من لبنان الى سوريا والعراق وإيران ، ومناطق أخرى « حيث تقتضي الحاجة» .

انتفاضه ١٧ تشرين الاول احدثت صدمة وارتجاجات قوية في كل لبنان ، وصارت في أيام قليلة « الاقوى» بين الأقوياء «، حتى أن ناشطا قال أن الانتفاضة الثوريه بصدد إحداث نقلة إيجابية ، معنوية وسياسية واجتماعية واقتصادية تأخذ البلاد من حال الى حال ، كان التفكير به قبل الثورة ضرب من الجنون.
ويرى أن ما يميز « القوة الجديدة بما فيها من حسم وإصرار، أنها لا تشبه « الأقوياء» الممسكون بمفاصل البلاد ويتحكمون بكل شاردة وواردة فيه.
ويرى أن الثورة انجزت بأيام قليلة خطوات كانت تحتاج إلى سنوات لتحقيقها في ظل هيمنة القوى النافذه المشتبكبن طائفيا مذهبيا .
ويذكًر الناشط، أن حكومة الحريري قامت في ٧٢ ساعة بعمل ، لو لا وجود اللبنانيين في الساحات , لاستغرق سنوات طويلة ، وربما لن يتحقق مدى الحياة.

لكن لماذا قوى سياسية فاعلة تلهث خلف وصف « القوي» ، وتستعرض قوتها بالتهديد ب» قلب الطاولة» ؟
في هذا الجانب ، وفي دردشة مع المحتجين،بساحة الشهداء في وسط العاصمه، يقول أحدهم أن هؤلاء يتبعون قولا لا ينطبق على كل مدعي القوة، مفاده « أن العالم لا يحترم الضعفاء ، إذا أراد أحدهم أن يفاوض أو يتكلم مع أحد فهو يختار الاقوى …كما أن الأقوياء نادرا ما يتعرضون لابتزاز، ولا يجرؤ أحد على الأساءة اليهم « أو تجاهل وجودهم». ناشط اخر يقف إلى جانبه يوضح « هذا الكلام صحيح وهو ينبطبق على الثورة التي نعيشها الآن.ثورة قوية ، اقوى ما فيها انها عابرة للطوائف والطبقات والمناطق .وقوتها انها تسعى إلى إحداث تغيير جذري في البلاد بطريقة حضارية ديمقراطية سلمية مئة بالمئة».

في مواقف لافته في اليومين الخامس والسادس تفاعل رئيس الجمهوريه ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري وقائد الجيش جوزف عون مع الانتفاضه .عون طالب بحمايتها والحريري أشاد بما حققته من انجازات وقائد الجيڜ ايد مطالبها.

الثلاثة « الأقوياء» في السلطتين السياسية والعسكرية لم يتعاملوا مع الانتفاضة كعبء ثقيل ، بل كحدث يستأهل الاطراء والاشادة، متجاهلين ان الساحات تتهمهم بالفساد وتطالب باسقاطهم ، باستثناء قائد الجيش الذية ينال تقدير الغالبية الساحقة من اللبنانيين.

لماذا هذا الموقف المتجاوز لحالة تسامح إلاب مع أبنائه ( عون يقول إنه اب لجميع اللبنانيين)، إلى مرحلة الرضا والاڜادة؟

استاذ جامعي كان في المكان يعلق على السؤال بالقول ، « أن اذان العالم وعيونه متجه الى لبنان لمراقبة ما يحدث ، ومن الحكمة في هكذا ظروف أن يظهر القادة قدرا من الاحترام للشعب الذي يغلي غضبا ،حتى ولو صدرت صيحات حول الفساد».
ويضيف أن دول العالم واعلامها تترقب ماذا سيحدث في هذه « الفوضى المنظمة» لاسيما وان بينها ، « دول مانحة» تريد تقديم العون لاقتصاد لبنان، وهؤلاء يتحدثون كثيرا عن ، « حقوق الإنسان» والحريات وحق التظاهر والتعبير عن الرأي ، و في حال حصل انتهاكات لهذه « القيم» فإن المعونات قد تتعرض لانتكاسة كبيرة.

وفي السياق يضيف الاستاذ الجامعي أن المشكلة ليست هنا ، هذا شأن لن تعجز السلطات الرسمية اللبنانية , الحالية أو أي سلطة قادمة ، من التعامل معه، المشكلة في ما لو احدثت الثورة انقلابا حقيقيا في موازين القوة والقوى…هنا تكمن المشكلة الأكبر.

في لبنان قوى سياسية بددت سنوات من عمرها تسعى الى نفوذ سياسي تتمتع به الآن ، وهنا قوة خاضت معارك عسكرية حامية لتصل إلى ما هي عليه الآن .
ويشير الجامعي الذي يشارك في الانتفاضة منذ اليوم الأول لاندلاعها أن حزبا بحجم حزب الله يقال إن لديه فائض قوة وفائض مؤيدين وفائض توسع وانتشارة في الاقليم …وفائض سلاح ورجال يحملون السلاح ، من الصعب تصور هكذا حزب جالسا في مكان غير لائق على طاولة الأقوياء.

ويوضح أكثر ، ان التغيير في القوة والقوى حصل فعلا لكن ليس إلى حد إحداث خلل كبير ، ..حتى الآن كل شئ في لبنان يترنح ، حتى الأقوياء يترنحون والثورة لم تصل بعد إلى خاتمتها.

ويشير إلى أن القوة تختلف من قوى إلى أخرى . حزب الله ، على سبيل المثال، يتمتع بقوتين ، سياسية وعسكرية..في حين أن الثورة الوليدة تؤثر بجمهورها عابر الطوائف والمناطق ، وهي تمكنت في اقل من اسبوع من أن تكون صاحبة الكلمة الأولى في الشوارع والساحات. واذا كان القوي هو الذي يمسك بالجانب السياسي ، والكلمة الأخيرة، فالثورة ، وفق هذا التصنيف هي الأقوى …اقله حتى الآن بعدما تبين ان للثورة قوة في التأثير على قرار الدولة وقوى قوية في الوطن.
ويلخص الاستاذ الجامعي الذي غادر ، العام الماضي، موقعا قياديا في حزب عقائدي، رأيه بالاشارة إلى أن أحد أشكال الاستخدام الناجح للقوة هو منع قوى أخرى من استخدام ، أو الاستفادة الكبيرة ، من قوتها للهيمنة على الدول وهذا ما هو حاصل الان بين قوة الثورة وقوة قوى أخرى.

وفي سؤال عما إذا كان للثورة الوليدة تأثير على وضع الاقليم يقول : في المدى المنظور لا يوجد تأثير مباشر ، لكن في حال استأنف العراقيون « ثورتهم « ضد الفساد في هذه الحالة من الممكن أن يتأثر « طريق الحرير» طهران- بغداد – دمشق – بيروت ويتحول من سالك ومستقر إلى طريق مضطرب غير أمن.
عندئذ ، سيتغير المشهد في لبنان ، وداخل قواه وقوتهم ، ولن يكون من المبالغة القول أن المشهد في المنطقة لن يبقى بالحال الذي نراه هذه الأيام.

You may also like

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00