مسيرة تضامن مع إسرائيل وجمع تبرعات لها في تورونتو

راديو كندا الدولي / RCI

تجمّع عشرات آلاف الأشخاص في تورونتو يوم أمس في مسيرة سنوية لجمع التبرعات تضامناً مع دولة إسرائيل، وهو حدث قال المشاركون فيه إنّ هناك حاجة خاصة له هذا العام في ظلّ تصاعد معاداة السامية على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة الفلسطيني.

وقالت ساره ليفتون، كبيرة مسؤولي التطوير في فرع تورونتو الكبرى في ’’النداء اليهودي الموحّد‘‘ (UJA) الذي نظّم المسيرة، إنّ الجالية اليهودية تشعر بالعزلة بشكل متزايد بعد الهجوم الذي قادته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 انطلاقاً من قطاع غزة وبزيادة كبيرة في معاداة السامية في كندا منذ ذلك الحين.

’’نريد من جيراننا وأصدقائنا وزملائنا في تورونتو أن يقفوا معنا لأنّ هذا وقت مروّع لجاليتنا‘‘، أضافت ليفتون.

وتفيد بيانات وكالة الإحصاء الكندية، وهي مؤسسة عامة فدرالية، بأنّ جرائم الكراهية التي تستهدف الكنديين اليهود ارتفعت بنسبة 71% بين عاميْ 2022 و2023، مع تسجيل القدر الأكبر من الزيادة بعد هجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) والحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع الفلسطيني رداً على ذلك الهجوم.

من جهتها قالت شرطة تورونتو إنها تلقت بلاغات عن 43 ’’حادثاً معادياً للسامية‘‘ منذ بداية العام الحالي، ما يمثل 43% من جميع جرائم الكراهية المبلغ عنها. وأوضحت الشرطة يوم أمس أنّ هذا يمثّل انخفاضاً بنسبة 48% في البلاغات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

ساره ليفتون، كبيرة مسؤولي التطوير في فرع تورونتو الكبرى في ’’النداء اليهودي الموحّد‘‘ (أرشيف).
الصورة: Radio-Canada

وجرت هذه المسيرة التضامنية بعد أيام من إطلاق النار على اثنيْن من موظفي السفارة الإسرائيلية وقتلهما أمام المتحف اليهودي في وسط العاصمة الأميركية. وقد ندّد المحققون وقادة دول كثيرة حول العالم، من بينها كندا، بجريمة القتل باعتبارها جريمة كراهية مستهدفة ومعادية للسامية.

’’مشاهدة جرائم القتل المروعة في واشنطن هي في الحقيقة لنا جميعاً جرعة من الواقع لما يمكن أن يحدث عندما تُترك الكراهية دون رادع‘‘، قالت ليفتون.

وقدّر ’’النداء اليهودي الموحّد‘‘ في بيان صحفي أنّ حوالي 56.000 شخص شاركوا في مسيرة يوم أمس.

وحضر متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين، وضربت الشرطة طوقاً لفصلهم عن مسيرة التضامن مع إسرائيل.

الشرطة ضربت طوقاً لفصل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين عن مسيرة التضامن مع إسرائيل.
الصورة: La Presse canadienne / Arlyn McAdorey

ستيوارت لويس، أحد المشاركين في مسيرة التضامن مع إسرائيل، قال إنه شارك فيها لأنّ الحق في العيش كيهود في إسرائيل وتورونتو ’’يتعرض للهجوم‘‘.

’’أنا هنا لدعم حقوقنا، هنا في تورونتو وفي (سائر) كندا وفي إسرائيل‘‘، قال لويس.

لكنّ مولي كرافت، وهي ناشطة في تحالف ’’اليهود يقولون ’لا‘ للإبادة الجماعية‘‘، قالت إنها تشعر بالإهانة من فكرة أنّ المسيرة هي ’’بشكل ما من أجل الصدمة النفسية اليهودية أو سلامة اليهود‘‘.

’’بصفتي يهودية، أُؤمن أيضاً بمكافحة معاداة السامية، لكني أعتقد أنّ (المسيرة) هي حول دعم قوة عسكرية عظمى مصممة على الاحتلال والإبادة الجماعية وتدمير حياة الفلسطينيين‘‘، قالت كرافت.

دبابات إسرائيلية على حدود إسرائيل مع قطاع غزة.
الصورة: afp via getty images / MENAHEM KAHANA

ونفت إسرائيل مراراً وتكراراً مزاعم ارتكابها إبادة جماعية في حربها في قطاع غزة التي أسفرت عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص.

يُذكر أنّ هجوم حماس على جنوب إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 أسفر عن مقتل 1.218 شخصاً، معظمهم مدنيون، وأسر 251 شخصاً اقتيدوا كرهائن إلى القطاع.

وتمّ الإفراج لاحقاً عن أكثر من نصف الرهائن أحياء على دفعات وعن جثامين عائدة لعشراتٍ منهم. ولا يزال في قطاع غزة 57 رهينة، من بينهم على الأقل 34 فارقوا الحياة، وفقاً للسلطات الإسرائيلية.

وقتلت الحرب الانتقامية التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة حوالي 54.000 شخص، معظمهم من المدنيين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التابعة لحماس، والتي تعتبرها منظمة الأمم المتحدة موثوقة.

(نقلاً عن موقع ’’سي بي سي‘‘، مع إضافات من وكالة الصحافة الفرنسية وموقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

روابط ذات صلة: