تعيين الكندية اللبنانية لينا متلج دياب وزيرة للهجرة في الحكومة الكندية

راديو كندا الدولي / سمير بن جعفر

عيّن اليوم الزعيم الليبرالي مارك كارني أعضاء حكومته بعد فوزه في الانتخابات الفدرالية العامة ليوم 28 أبريل/نيسان الماضي.

وعهد رئيس الحكومة الكندية بوزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة إلى عضو مجلس العموم لينا متلج دياب ذات الأصول اللبنانية.

وقد أُعيد انتخاب هذه الأخيرة للمرة الثانية في دائرة ’’هاليفاكس-ويست‘‘ الانتخابية ، وليست هذه أوّل تجربة وزارية لها.

فقد شغلت في السابق عدة مناصب وزارية في حكومة مقاطعة نوفا سكوشا، بين عامي 2013 و2021، منها العدل والهجرة والشؤون الأكادية والفرنكوفونية.

وفي هذا السياق، جاءتها أوّل التهاني من الاتحاد الأكادى في نوفا سكوشا.

وقال الاتحاد في بيان صحفي: ’’تحافظ لينا متلج دياب على علاقات وثيقة مع المجتمع الأكادي والفرنكوفوني في نوفا سكوشا […] وقد أظهرت التزامها بالثنائية اللغوية وحيوية مجتمعات الأقليات الفرنكوفونية.‘‘

شاركت النائبة الليبرالية لينا مثلج دياب عن دائرة هاليفاكس الغربية في نوفا سكوشا في حفل افتتاح ساحة المهاجر اللبناني في فيكتوريا، عاصمة بريتيش كولومبيا. 24 سبتمبر/أيلول 2023. (الصورة من الأرشيف)
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

الأكاديون هم شعب يتحدث اللغة الفرنسية، كاثوليكي في الغالب، ينحدرون من الفرنسيين الذين استقروا في منطقة أكاديا في شرق كندا بداية من القرن السابع عشر.

لبنان

ولدت لينا متلج دياب منذ ما يقرب من 60 عاماً في هاليفاكس لأبوين مهاجرين لبنانيين، وعادت للعيش في لبنان وهي طفلة قبل أن تعود إلى نوفا سكوشا بسبب الحرب الأهلية في بلدها الأصلي.

وعملت كمحامية في هذه المقاطعة. وكانت أول امرأة تتولى رئاسة الجمعية اللبنانية في هاليفاكس لسبع ولايات متتالية.

أداء اليمين

أدت لينا متلج دياب، وهي المسيحية المارونية، اليمين الدستورية صباح اليوم في ’’ريدو هول‘‘ (Rideau Hall)، المقر الرسمي لحاكمة كندا العامة ماري سايمون في أوتاوا، وهي تحمل نسخة من الكتاب المقدس.

كما هنأتها الأبرشية المارونية في كندا عبر صفحتها على الفيسبوك على ’’دورها الجديد في حكومة مارك كارني.‘‘

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، رحب العديد من أفراد الجالية اللبنانية في كندا، التي تقدر بنحو 500.000 شخص، بتعيينها وزيرة للهجرة.

وديع فارس، القنصل اللبناني الفخري في هاليفاكس في مقاطعة نوفاسكوشا (الصورة من الأرشيف).
الصورة: Radio-Canada / Julie Sicot

وفي حديث مع راديو كندا الدولي، اعتبر وديع فارس، القنصل الفخري اللبناني في هاليفاكس تعيينها ’’مصدر فخر للجالية اللبنانية في هاليفاكس وفي كافة أنحاء كندا.‘‘

وأضاف أنّ ’’هذا ليس تعيينا تاريخيا فحسب، بل هو شهادة على تفانيها الثابت وكفاءتها والتزامها بخدمة الناس.‘‘

وقال إنّ ’’هذا يعكس بوضوح قدرتها والثقة التي تتمتع بها على المستوى الوطني. فبعد عدة سنوات من الخدمة، جاء الوقت لتتم لمكافأتها‘‘.

وقبل أيام قليلة من تعيينها، سألها إن كانت ستُعيّن في الحكومة الجديدة وكان ردّها : ’’تابع الأحداث‘‘. حينها، ’’قلت في نفسي إنّه من الممكن أن يتمّ تعيينها على الأقل كوزيرة منتدبة.‘‘.

واعتبر السيد فارس أن تعيين لينا متلج دياب الذي كان مفاجأة سارة له ’’يعكس ما هي كندا‘‘.

بالنسبة للأجيال القادمة، [تعيين لينا متلج دياب وزيرة للهجرة] يعني أن أحلامنا مشروعة، وأصواتنا مهمة، ومساهماتنا معترف بها. وهذا أمر ضخم بالنسبة لنا اليوم وغداً ولفترة قادمة طويلة.

نقلا عن وديع فارس، القنصل الفخري اللبناني في هاليفاكس

وأضاف رجل الأعمال أنّه يعرف السيدة متلج دياب ’’منذ منذ زمن طويل. نحن من نفس القرية في لبنان، الديمان [في محافظة الشمال ].‘‘

وقال إنّ الوزيرة الجديدة ’’امرأة ذكية للغاية، مجتهدة، ديناميكية وتنجز الأمور مثلها مثل رئيس الحكومة. أعتقد أنه رأى ذلك فيها.‘‘

وتعهّد بأنه سيكون بجانب السيدة متلج دياب ’’لتعزيز الصداقة بين كندا ولبنان‘‘

حُسان سيّد، المدير العام لِتحالف العمال المهاجرين للتغيير (Migrant Workers Alliance for Change). (الصورة من الأرشيف)
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

خلال الحملة الانتخابية، تعهّد الليبراليون بتغييرات في نظام الهجرة الكندي أبرزها :

• إعادة الهجرة إلى مستويات مستدامة من خلال تحديد العدد الإجمالي للعمال المؤقتين والطلاب الدوليين بأقل من 5٪ من سكان كندا بحلول نهاية عام 2027، مقارنة بأعلى مستوى وصل إليه 7,3أي ٪، لتقليل الضغط على الإسكان والبنية التحتية العامة والخدمات الاجتماعية.

• العمل على استقرار معدلات قبول المقيمين الدائمين عند أقل من 1% من سكان كندا كل عام بعد عام 2027، مع التركيز على جذب أفضل المواهب العالمية التي ستدفع النموالاقتصادي. وستعمل الخطة أيضًا على تمكين لم شمل الأسر، مع الحفاظ على قيادة كندا على الساحة الدولية في الترحيب بالأشخاص الأكثر ضعفاً، بما في ذلك المدافعين على حقوق الإنسان واللاجئين.

وفي حديث مع راديو كندا الدولي، أوضح حُسان سيّد، المدير العام لِتحالف العمال المهاجرين للتغيير (Migrant Workers Alliance for Change) أنه ’’يتواجد في كندا ما يقرب من مليوني شخص يحملون تصاريح الدراسة أو العمل أو طلبات اللجوء ولكنهم لا يملكون الإقامة الدائمة. وهناك احتمال تواجد 500.000 شخص غير موثّقين.‘‘

ويعتقد أنه على الوزيرة الجديدة أن تركز على حقوق المهاجرين

منذ عامين، لم نكن نتحدث إلا على عدد المهاجرين في البلاد ونمو السكان. ولم نتحدث عن حقوق وظروف معيشة ما يقرب من مليوني شخص يعتنون بأطفالنا، ويطعمون مجتمعاتنا، ويبنون منازلنا. ولذلك يتعين علينا أن نعطي الأولوية لحقوق المهاجرين. وهذا يعني منح الإقامة الدائمة للجميع.

نقلا عن حُسان سيّد، المدير العام لِتحالف العمال المهاجرين للتغيير