رئيس طائفة الموحدين الدروز وشيخ العقل حكمت الهجري (اندبندنت عربية) عرب وعالم حكمت الهجري… شيخ العقل الدرزي في زمن الفتن by admin 7 مايو، 2025 written by admin 7 مايو، 2025 15 اتسم بتوازن حديثه وأنه رمز ديني لا يشتغل بالسياسة لكنه ينشط أخيراً عقب سقوط نظام الأسد اندبندنت عربية / مصطفى رستم صحافي @MustafaRostom1 كثيراً ما حاول الدروز تحييد محافظتهم السويداء، جنوب سوريا الحروب الطائفية والصراعات المسلحة التي دارت خلال حقبة نصف قرن من حكم نظام الأسد، وأرخت الهيئة الروحية ومشيخة العقل تأثيرهما الواضح في مسار الصراع السوري الحاصل أخيراً، كما فعل رئيس طائفة الموحدين الدروز وشيخ العقل حكمت الهجري، لافتاً الأنظار بمواقفه المتفاوتة والمؤثرة من السلطات السابقة والجديدة. من فنزويلا إلى السويداء وبرز اسم الهجري (مواليد عام 1965) كواحد من أكثر الشخصيات الدرزية المثيرة للجدل، وعرف بوقوفه إلى جانب النظام السابق قبل أن ينقلب عليه في أعقاب اندلاع الحراك الشعبي السلمي، إذ كان منفتحاً على أركان نظام الأسد وسلطته، أو الفصائل الموالية له من بينها الحشد الشعبي العراقي حين استقبل وفداً من فصائل موالية لإيران، بينما رفض باقي مشايخ العقل والمرجعيات الدرزية أي تعاون معها، أو تسهيل للتغلغل الإيراني في السويداء. ولد الهجري في فنزويلا بحكم عمل والده، وعاد لسوريا ليكمل تعليمه الأساس من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية، ونشأ خلال هذه الفترة في بيئة دينية محافظة وتلقى تعاليم المذهب الدرزي حتى دخوله المرحلة الجامعية والتحاقه بكلية الحقوق في جامعة دمشق وتخرج عام 1990 . وبعد عقد من الزمن خلف الهجري شقيقه (أحمد) في منصب الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز عام 2012 إثر حادثة سير، واتهم المجتمع المحلي أجهزة الأمن بتدبير هذه الحادثة وسط نفي النظام السابق لهذه الادعاءات، إلا أن الثابت هو توارث العائلة المنصب منذ القرن الـ19 الميلادي. انقلاب بعد مناصرة وكانت مكالمة هاتفية دارت بين شيخ العقل حكمت الهجري وأحد قادة فروع الاستخبارات العسكرية في المدينة في عهد النظام السابق العميد لؤي العلي كفيلة بإنهاء حال الوفاق التي دامت طويلاً مع نظام الأسد وأججت تظاهرات شعبية احتجاجية، تنديداً بالطريقة التي تعامل معها ضابط الأمن البارز في السويداء مع الهجري حين هاتفه مستفسراً عن مصير معتقلين من أبناء المدينة احتجزهم الأمن السوري، وبعد عام 2021 اعتمد الهجري خطاباً يحمل تصعيداً بحق تصرفات الاستخبارات والنظام. في غضون ذلك لم يعُد الهجري يمسك العصا من المنتصف، بل نقل صدامه مع النظام السابق إلى العهد الجديد في دمشق وسجل موقفاً صارماً من الحكومة الحالية، حينما طالبها بألا تكون بـ”لون واحد” ورفع صوته في وجهها داعياً إياها إلى إشراك جميع مكونات الشعب السوري مع تشكيل حكومة تكنوقراطية، وسط انتقادات سياسية وشعبية طاولته بضرورة إعطاء فرصة لحكومة وليدة، جاءت على أنقاض نظام دمر البلاد، واستغراب من حال الطائفية وتصاعد العنف خلال خطاباته. ورفض في الوقت نفسه تسليم سلاح الفصائل الدرزية ودخول قوات أمنية إلى المدينة من خارجها والمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في فبراير (شباط) الماضي، وما تبعه من إعلان دستوري موقت للبلاد في مارس (آذار) الماضي. ساحة الكرام من مدينة السويداء (اندبندنت عربية) وطالب كذلك بنظام ديمقراطي علماني تشاركي، مما جعل ملف جنوب البلاد والطائفة الدرزية من أكثر القضايا حساسية إلى جانب ملفات مثل الأكراد والعلويين في الساحل أقرب إلى سيناريوهات تهدد وحدة سوريا وسط نداءات من مكونات سورية بإعلان حكم لا مركزي. جرمانا الجرح النازف واتهم عصابات إرهابية تكفيرية بالوقوف خلف أحداث دامية اندلعت في جرمانا وأشرفية صحنايا في ريف دمشق بعد تصعيد رافق تسجيل صوتي غير موثوق المصدر ومزيف فيه إساءة للنبي محمد، مما دفع مجموعات تكفيرية إلى التوجه إلى مدينة جرمانا (تبعد 10 كيلومترات من دمشق) والهجوم على المدينة والاشتباك مع فصائل درزية مسلحة، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات. وكان الهجري إلى جانب عدد كبير من الشخصيات الدينية والعسكرية الدرزية المنتقدة للإساءة إلى الأديان والمعتقدات والأصول والكبار من قبل أية جهة كانت أو شخص كان، ومحذراً من إشعال الفتن “لأن نارها ستأكل الجميع” وفق بيان له تعقيباً على الأحداث الأخيرة، مستنجداً بالمجتمع الدولي بـغية تطبيق “حماية دولية” في أعقاب الأحداث الأخيرة في مدينة جرمانا القريبة من العاصمة. في المقابل انتقد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الدعوة إلى التدخل الخارجي تحت أية ذريعة أو شعار وأضاف في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” في الأول من مايو (أيار) الجاري أن “هذه الدعوات تؤدي إلى مزيد من التدهور والانقسام”. نفوذ مشيخة العقل وكانت الأنظار تتجه إلى السويداء (معقل الطائفة الدرزية) أولى المحافظات السورية التي رفعت العلم السوري في ساحة الكرامة بالمدينة، لكن الأمر تبدّل سريعاً بعد مرور ما يناهز ثلاثة أشهر حين أظهرت مقاطع مصورة مدنيين ينزلون العلم السوري ويرفعون صورة الشيخ الهجري، ومعه صورة الزعيم الدرزي في إسرائيل موفق طريف، خصوصاً أن العلاقة بين الشخصيتين تعمقت وزادت تقارباً إبان سقوط الأسد، مما زاد من الانتقادات التي طاولت الهجري من داخل البيت الدرزي ومن خارجه تجنباً لتحقيق الأجندات الإسرائيلية. ومشيخة العقل في السويداء يتزعمها ثلاثة مشايخ هم حكمت الهجري ويوسف الجربوع وحمود الحناوي، والمشيخة هي عبارة عن هيئة روحية وزعامة دينية متوارثة منذ العهد العثماني ضمن العوائل الثلاث. ويتقاسم الشيوخ الثلاثة (مشايخ العقل) النفوذ الديني على امتداد مناطق محافظة السويداء الجغرافية، إذ تنحصر سطوة الشيخ الهجري في الريف الشمالي والشمالي الشرقي والريف الغربي للسويداء، أما الشيخ الحناوي في منطقة سهوة في الريف الجنوبي للمحافظة، فيما يحكم الشيخ الجربوع من مقام الطائفة في عين الزمان مدينة السويداء والقرى المجاورة لها. ويصف القائد العسكري في السويداء طارق الشوفي في حديثه إلى “اندبندنت عربية” الشيخ الهجري بأن لديه بُعد نظر ورجاحة في التفكير، وهو الممثل الروحي لطائفة الموحدين، وقال “كلنا نشد على يده لأنه كان الداعم لحراك السويداء السلمي ضد بشار الأسد ووقف في وجهه، وظل مصراً على موقفه، كما يقف اليوم وقفة قوية ضد الهجمة الإرهابية على الطائفة الدرزية ولا يزال ثابتاً على موقفه”. ويرى أن الشيخ الهجري رمزاً دينياً ورجل حكمة، وبيّن أنه خلال لقاءاته المتكررة معه “كان على الدوام يوضح لنا حين يتحدث بالسياسة أنه رجل دين وحسب، وليس رجلاً سياسياً، ولكنه يحاول إبداء رأيه فقط في كل اللقاءات التي تجمعنا”. وأضاف الشوفي “ندعم موقف الشيخ الهجري وأيدنا قراره ورفضنا الإعلان الدستوري والمواقف الأخرى من حكومة دمشق، ونراها مجحفة بحق الأقليات والمكونات السياسية البعيدة من التوجه الحكومي”. في المقابل بدأت تسريبات إعلامية ووثائق تتكشف من أجهزة الاستخبارات عن علاقة الشيخ الهجري بنظام الأسد، إذ كان مصنفاً بالنسبة إلى نظام الأسد أنه شخصية موالية، وكشفت إحدى الوثائق عن ارتباط فصيله (الهجري) بقيادة على صلة بشعبة الاستخبارات، والدفاع الوطني مع مجموعات عدة من بينها الشيخ نزيه الجربوع ورامي مزهر ورشيد سلوم وعماد صقر ورامي فلحوط، أما فصائل سليم حميد فتتبع لروسيا، ومجموعات ناصر السعيدي تتبع “حزب الله” اللبناني، وكلها مرتبطة مع الأجهزة الأمنية. من زيارة الدروز إلى إسرائيل (أ ف ب) اليوم يرمي الهجري الكرة في ملعب الحكومة الجديدة التي يتربع على سدة حكمها الإسلاميون وسط مخاوف من تصاعد العنف حيال الأقليات، وتباطؤ في إجراء إصلاحات واستئثار بالحكم، في حين التقى الرئيس السوري أحمد الشرع وفداً من السويداء، وسبقه لقاء مع الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط عندما تسلّم السلطة، ثم لقاء آخر بعد أحداث جرمانا الأخيرة حيث نبّه جنبلاط من أخطار التقسيم ودعا إلى الحفاظ على وحدة البلاد. زيارة إلى إسرائيل وليس خافياً ما عاشته السويداء (تبعد 110 كيلومترات من دمشق) من معارك ميدانية في وجه جماعات متطرفة في الفترة الممتدة من عام 2014 إلى عام 2019، وبحكم قرب السويداء من البادية السورية لم تنتهِ الحرب الضروس مع تنظيم “داعش” إلا بزواله، فصدّ أهالي جبل العرب وأبناء السويداء كثيراً من هجمات تنظيم الخلافة، وشهدت المحافظة أياماً دامية في أعقاب هجمات انتحارية أزهقت حياة مئات من أبناء المحافظة. ويقدر عدد الدروز في العالم بـ 1.5 مليون شخص يعيش منهم 700 ألف في سوريا يتوزعون في السويداء والمنحدرات الشرقية لجبل الشيخ والقنيطرة والجولان وريفي دمشق وإدلب. وبالعودة للتنسيق بين الهجري ورئيس الطائفة الدرزية في إسرائيل موفق طريف، فإن الزيارة الأخيرة لوفد ديني مؤلف من 60 رجل دين درزياً إلى مرقد ديني “مقام النبي شعيب” الواقع في بلدة جولس قرب طبريا في الجليل الأسفل بعد عقود طويلة، وبحماية من وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس أثارت تساؤلات عن الغاية من توقيتها والغاية منها. وحملت الزيارة رسائل سياسية، في وقت يصف الهجري حكومة دمشق بـ”المتطرفة والمطلوبة للعدالة ولا توافق معها”، وترفع تل أبيب صوتها بحماية الطائفة الدرزية، مما يرفضه معظم أبناء الجبل ويطالبون بالجلوس إلى طاولة حوار مع حكومة دمشق ويعارضون التدخل الإسرائيلي والأجنبي في شؤونهم الداخلي. ومع الاتفاق الجديد حلم أبناء جبل العرب والسوريين بأن تمتد أواصر التفاهم بين الهجري والشرع، وتتوصل السويداء ودمشق إلى تفاهمات مرضية لكل الأطراف، تجنباً لحرب مقبلة قد لا تبقي ولا تذر. المزيد عن: نظام الأسدالسويداءسورياالدروزإسرائيلالشيخ حكمت الهجري 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post حسام عيتاني يكتب عن: الأمويون الجدد next post هل تحولت الحماية إلى لعنة؟ الأقليات بين الأنظمة والسلاح والطائفية You may also like جيمس جيفري: ترمب يصغي لأصدقائه العرب وعليهم إقناعه... 8 مايو، 2025 باريس: الجزائر أصدرت مذكرتي توقيف دوليتين بحق الكاتب... 8 مايو، 2025 قاض أميركي: الترحيل السريع لمهاجرين إلى ليبيا يخالف... 8 مايو، 2025 “خور عبدالله” ومعضلة ترسيم الحدود بين الكويت والعراق 8 مايو، 2025 القصة الكاملة للاتفاق بين ترمب والحوثيين: مفاجئ وغامض 8 مايو، 2025 بعد 17 عاماً من «أحداث 7 مايو»… سلاح... 8 مايو، 2025 مصادر: الإمارات تتوسط في محادثات سرية بين إسرائيل... 8 مايو، 2025 سموتريتش يقول إن غزة ستُدمّر ”بالكامل“ و”تركيز” سكانها... 8 مايو، 2025 مصادر: أمريكا وإسرائيل تناقشان إمكان تشكيل إدارة بقيادة... 8 مايو، 2025 السيسي يؤكد حرص مصر على عدم تهجير الفلسطينيين... 8 مايو، 2025