الأربعاء, أبريل 30, 2025
الأربعاء, أبريل 30, 2025
Home » هل ستصبح القبائل الليبية وقودا لـ “جيش الظل” الروسي في أفريقيا؟

هل ستصبح القبائل الليبية وقودا لـ “جيش الظل” الروسي في أفريقيا؟

by admin

 

خبراء يحذرون من اختراق موسكو لمكون الـ “تبو” بغية الحصول على حاضنة اجتماعية جنوب البلاد

اندبندنت عربية / كريمة ناجي صحافية @karimaneji

أكد مركز “جيمس تاون الأميركي للدراسات الإستراتيجية” أن الروس تواصلوا مع الـ “تبو”، وهو مكون عرقي في ليبيا له امتدادات قبلية في عدد من الدول الأفريقية مثل تشاد والسودان والنيجر، ويتوزعون على مناطق عدة في الجنوب الليبي على غرار مدينة الكفرة الواقعة أقصى الجنوب الشرقي الليبي، ويتقاسمون شريطاً حدودياً مع تشاد ومصر والسودان، وتتربع في محيطه قاعدة “معطن السارة” التي تتخذ منها روسيا موطئ قدم لها بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024، حيث تستخدم روسيا قواعد ليبية عدة مثل قاعدة “الجفرة” و”القرضابية” و”الخادم” و”براك الشاطئ” و”الويغ” و”تمنهت”.

وتحظى قاعدة “معطن السارة” الواقعة أقصى الجنوب الشرقي لليبيا بموقع إستراتيجي مهم، باعتبار وجودها داخل المثلث الحدودي الذي يربط ليبيا مع تشاد والسودان، ما يجعل الوجود الروسي هناك محركاً إقليمياً مهماً في المنطقة الأفريقية الملتهبة بالتجاذبات السياسية والصراعات الأمنية.

ورقة القبائل

وبرزت روسيا كمنافس دولي لفرنسا وإيطاليا على ورقة القبائل الليبية عام 2017، حين توسط فريق الاتصالات الروسي للصلح بين قبائل “الطوارق” والـ “تبو” جنوب البلاد مع حكومة “الوفاق الوطني” على خلفية التهميش الذي تعانيه هذه القبائل، وهو تدخل فُسر وقتها على أنه استغلال روسي للأقليات العرقية الليبية لمحاولة إيجاد موطئ قدم لها في الجنوب الليبي الغني بالثروات والموارد الطبيعية، والمنفتح حدودياً على أكثر من بلد أفريقي.

ويقول المستشار السياسي إبراهيم لاصيفر إن “انفتاح روسيا على الأقليات العرقية الليبية ليس وليد اللحظة بل يعود لأعوام مضت، ولكنه برز للضوء الآن بسبب تركز قوات ‘الفيلق الأفريقي – الروسي’ في قاعدة ‘معطن السارة’ المهجورة منذ أعوام، بحكم أنها كانت المقر الرسمي للقوات المسلحة الليبية خلال حربها على التشاد عام 1987.”، ويؤكد لاصيفر أن التواصل الروسي مع قبائل الـ “تبو” الملقب أفرادها بـ “أمراء الصحراء” وقبيلة “الزوية العربية”، وقد دار بينهما صراع تاريخي، ضرورة حتمية يتطلبها استمرار الوجود الروسي في هذه المنطقة، مضيفاً أن توفير مناخ مستقر أمنياً واجتماعياً بين القبائل الليبية المنتشرة قرب محيط قاعدة “معطن السارة” عنصر ضروري للوجود الروسي هناك، بخاصة أن هذه القاعدة مهمة لتوسيع النفوذ الروسي في الساحل والصحراء الأفريقية.

اقرأ المزيد

شبح الحرب الأهلية يطرق أبواب ليبيا من الغرب

ليبيا المكبلة ماليا تنفق من مصرف واحد على حكومتين

هل ينقل “الدعم السريع” مخاطر الحرب السودانية إلى ليبيا؟

بديل لحفتر

ويوضح المتخصص في الشأن الليبي أن تفكير روسيا في التواصل مع الأقليات العرقية الليبية ليس اعتباطياً، بخاصة أن أفراد قبائل الـ “تبو” و”الطوارق” يلقبون بـ “أمراء الصحراء” لأنهم يعرفون الصحراء والممرات الآمنة جيداً، ولهم امتدادات قبلية في بلدان أفريقية أخرى عدة مثل تشاد والنيجر والسودان، وهي مزايا يمكن لروسيا أن تستغلها لتكوين جيش ظل لها في عدد من الدول الأفريقية، من دون الحاجة إلى وجودها الرسمي على الأرض.

وينوه لاصيفر بأن التمركز الروسي في “قاعدة السارة” يمكن أن يسهم في فتح ممرات عبر الصحراء لتهريب البشر والمعادن على غرار اليورانيوم عبر البحر الأبيض المتوسط، ويرى أن روسيا تنتهج الطريقة نفسها التي كان يتعامل بها الرئيس الراحل معمر القذافي مع ملف الجنوب الليبي، حيث تغيب القوة العسكرية وتحضر الدبلوماسية الاجتماعية، عكس التعامل مع مدن الساحل، لأنه يعرف أن التركيبة الاجتماعية في مدن الجنوب لها خصوصية تجب مراعاتها، مؤكداً أن التقارب الذي حدث أخيراً بين “معسكر الرجمة” الذي يقوده خليفة حفتر والولايات المتحدة الأميركية، جعل روسيا لا تثق كثيراً في قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر لأنها تعرف جيداً أن الضغط الأميركي قد يدفعه نحو الارتماء في أحضان أميركا في مقابل التخلي عن روسيا، ولذلك تتجهز موسكو الآن لمرحلة ما بعد حفتر ويبدو أنها لم تجد سلاحاً أفضل من الدبلوماسية الناعمة للتغلغل وسط التركيبة الاجتماعية للقبائل في مدن أقصى الجنوب الشرقي الليبي، على غرار الكفرة التي توجد بها قاعدة “معطن السارة” لكي تؤمن وجودها في هذه المناطق عبر ضمان حاضنة شعبية لها، ولا سيما أنها تعي جيداً أن قبائل الجنوب الليبي على غرار الـ “تبو” و”الطوارق” لها امتدادات في دول أفريقية تطمح روسيا إلى أن يكون لها فيها موطئ قدم مستقبلاً، على غرار التشاد، خصوصاً بعد الفراغ الذي تركه انسحاب القوات الفرنسية والأميركية هناك.

تمدد غريب

ويقول العميد عادل عبدالكافي إن روسيا استطاعت أن تمرر أجندتها داخل ليبيا وأن تنفذ إستراتيجيتها منذ بداية عام 2018، بسبب الفراغ الذي وجد في البلد على خلفية تراجع الدور الأميركي في ليبيا وشمال أفريقيا، مما مكنها من السيطرة على قواعد ليبية إستراتيجية عدة، مثل “قاعدة الخادم” في بنغازي و”قاعدة الجفرة” وسط ليبيا و”قاعدة براك الشاطئ” في الجنوب و”السارة” في الجنوب الشرقي الليبي.

ويصف عبدالكافي التمدد الروسي نحو قاعدة “معطن السارة” بالغريب لأنها بعيدة جداً في عمق الصحراء الليبية وتبعد من مدينة الكفرة 400 كيلومتر مربع، ويؤكد أن المنطقة المحيطة بـ “معطن السارة” صحراوية بالكامل وقريبة من الحدود التشادية – السودانية، مما يجعلها مرنة لنقل الأسلحة عبر الطائرات “نيوجن” والـ “أنتونوف” من الأراضي الليبية نحو قواعد الحديقة الخلفية لدول الساحل والصحراء الأفريقية أو غرب أفريقيا، وتحديداً مالي والنيجر وبوركينافاسو.

ويبرز عبدالكافي أن “روسيا معروفة باستغلالها العوامل الاجتماعية للأقليات العرقية التي تعيش حال إقصاء وتهميش، وهي عوامل تعانيها قبائل الـ ‘تبو’ و’الطوارق’ الموجودة في عدد من الدول الأفريقية ومنها ليبيا”، منوهاً بأن روسيا تعمل على تجنيد مزيد من الأفارقة لدمجهم في “الفيلق الأفريقي – الروسي”، خصوصاً أنه متعدد الجنسيات من ليبيا بوركينافاسو وتشاد والسودان والسينغال وغيرها، فروسيا تسعى إلى الاستفادة من المكونات العرقية والقبيلة لتجنيد عناصر إضافية في صلب “الفيلق الأفريقي – الروسي” حتى تصل إلى العدد المستهدف للفيلق والذي يقارب 45 ألف عنصر من متعددي الجنسيات، والتي لا تنحصر فقط في الجنسيات الأفريقية بل تشمل أوروبا الشرقية وأميركا اللاتينية.

ويقول عبد الكافي إن “روسيا تستغل حال الصراع والعداء بين الأنظمة الأفريقية والمكونات العرقية والقبيلة لتقوية قبيلة على حساب أخرى، وتجنيد أبنائها للقتال في صفوف مرتزقتها، وهي أداة من أدوات روسيا لتنفيذ إستراتيجيتها في المنطقة، إذ سبق وجندت عناصر عدة من قبائل أفريقية للقتال في صفوف قواتها خلال حربها على أوكرانيا”.

المزيد عن: ليبياروسياالأقليات العرقيةقبائلقبائل الطوارققبائل التبوالتشادمصرالسودانقاعدة معطن السارةقاعدة الجفرةسقوط الأسدحكومة الوفاق الوطنيخليفة حفتر

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili