رست السفينة الحربية الأميركية _يو إس إس ماونت ويتني_ بشكل مفاجئ في ميناء طرابلس الأحد 19 أبريل 2025 (ويكيبيديا) عرب وعالم بارجة حربية أميركية تحمل رسائل دبلوماسية لفرقاء ليبيا by admin 23 أبريل، 2025 written by admin 23 أبريل، 2025 20 بؤر استراتيجية مهمة وساخنة أخرى ستستمر إدارة ترمب في الحضور والانتظام بها لأهميتها اندبندنت عربية / زايد هدية مراسل من دون إعلان مسبق رست السفينة الحربية الأميركية “يو أس أس ماونت ويتني” بصورة مفاجئة في ميناء طرابلس الأحد الـ19 من أبريل (نيسان) 2025، حاملة على متنها وفداً أميركياً رفيع المستوى ضم نائب الأدميرال جيه تي أندرسون قائد الأسطول السادس الأميركي والمبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند والقائم بالأعمال جيريمي برنت. السفارة الأميركية لدى ليبيا قالت إن الزيارة تهدف إلى “تعزيز التعاون الأمني ودعم وحدة ليبيا”، إلا أنها أثارت أسئلة كثيرة في شأن دلالاتها وانعكاساتها المحتملة على المشهد الليبي، فضلاً عن خلفيات العودة الأميركية المفاجئة إلى الانتظام، بصورة ملحوظة، في الملف الليبي، بعد سنوات من التراجع والابتعاد النسبي. ملفات متنوعة والتقى وفد واشنطن على ظهر البارجة التي أقلت عدداً من القيادات السياسية والعسكرية في طرابلس، من بينهم عضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي، ورئيس الأركان العامة الفريق أول محمد الحداد، ووكيل وزارة الدفاع عبدالسلام الزوبي، ومستشار الأمن القومي لرئيس حكومة “الوحدة الوطنية” إبراهيم الدبيبة، والمكلف تسيير شؤون وزارة الخارجية والتعاون الدولي الطاهر الباعور، ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية. وقالت وزارة الدفاع بحكومة “الوحدة الوطنية” إن “اللقاء ناقش سير تنفيذ التعاون العسكري والأمني بين البلدين، وسبل الارتقاء وزيادة حجم التعاون، بخاصة في مجال التدريب وبعض القضايا المشتركة، كمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية”. رسائل مبطنة أما السفارة الأميركية لدى ليبيا فقالت إن مناقشات وفد بلادها مع هذا الجمع من القيادات السياسية والعسكرية ركزت على “سبل تعزيز العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة وليبيا، ودعم الجهود الليبية الرامية إلى تحقيق التكامل العسكري”. ووصف المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند الزيارة بأنها “حدث تاريخي”، مشيراً إلى أنها “تعكس التزام واشنطن بتسخير أدواتها الدبلوماسية والعسكرية لتحقيق الاستقرار في ليبيا”. وأضاف في تصريحات صحافية “هذه الخطوة ترمز إلى دعمنا لليبيين في سعيهم نحو الوحدة والسلام، ليس فقط في ليبيا، بل في عموم المنطقة”. وحظيت تصريحات نورلاند، بالذات، باهتمام كبير من المحللين والمهتمين بالشأن السياسي في ليبيا لما حملته من رسائل ركزت على أهمية الشق الأمني في المضي قدماً بالعملية السياسية، وخصوصاً توحيد المؤسسة العسكرية المنقسمة بين شرق البلاد وغربها. القوة لأجل السلام هذه الرسالة كانت حاضرة بوضوح أيضاً في تصريحات لنائب الأدميرال جي تي أندرسون قائد الأسطول السادس، خلال مؤتمر صحافي على متن البارجة قال فيها إن “الشراكة مع ليبيا ثابتة، ونحن هنا لتعزيز التعاون الأمني وحماية سيادة ليبيا، تحت شعار (القوة من أجل السلام)”. وأشار أيضاً إلى أن “وجود البارجة يهدف إلى دعم الأمن في البحر المتوسط والدول المجاورة”. وما يدعم أيضاً هذه الفرضية التي ترجح وجود خطة أميركية تبدأ بحسم الملف الأمني قبل السياسي في ليبيا، تصريحات أدلى بها قائد القيادة الأميركية لأفريقيا “أفريكوم” الجنرال مايكل لانغلي، قبل هذه الزيارة بأيام قليلة، حذر فيها من تداعيات الانقسامات الأمنية بين شرق ليبيا وغربها، وقال “التنافس بين الجهات الأمنية يعوق الاستقرار ويؤثر في الاقتصاد العالمي، بخاصة في قطاع الطاقة”، وأكد لانغلي أن “واشنطن تدعم بناء جيش ليبي موحد تحت سيطرة مدنية”، مشدداً على “استعداد (أفريكوم) لتقديم مساعدة محدودة في هذا الإطار”. رمزية “ماونت ويتني” من أكثر الأمور التي لفتت الانتباه وحظيت أيضاً باهتمام كبير في هذه الزيارة الرسمية الأميركية كانت رمزية حضور وفد واشنطن على ظهر السفينة “يو أس أس ماونت ويتني” لأنها ليست مجرد قطعة بحرية عادية، بل تعد واحدة من أبرز السفن القيادية في الأسطول السادس الأميركي، وتستخدم عادة كمنصة عمليات لإدارة الأزمات والتدخلات العسكرية والدبلوماسية في منطقة البحر المتوسط. كل ما سبق جعل البعض يعتبر اختيارها لإجراء هذه الزيارة رسالة أميركية واضحة بأن واشنطن عازمة على استعادة نفوذها في المشهد الليبي، ليس فقط عبر القنوات الدبلوماسية، بل من خلال أدواتها العسكرية أيضاً. ورأت تحليلات أن ما حملته هذه البارجة من رسائل يمثل سعياً إلى تأكيد الحضور الجيوسياسي لواشنطن في منطقة تعدها ذات أهمية استراتيجية، خصوصاً مع تنامي أدوار قوى دولية منافسة مثل روسيا وتركيا في ليبيا، وسعياً أميركياً أيضاً لبسط نفوذ طويل الأمد في الشمال الأفريقي، ضمن بؤر استراتيجية مهمة وساخنة أخرى ستستمر إدارة الرئيس دونالد ترمب في الحضور والانتظام بها لأهميتها. تفتيت الجمود الباحث الأكاديمي الليبي مبروك الغزالي عد في تحليله أسباب الزيارة أنها “ربما تكون جاءت بدفع أوروبي لواشنطن للضغط على الأطراف الليبية لكسر الجمود السياسي الحاد، ما ينعكس أمنياً واقتصادياً على دول جنوب القارة العجوز تحديداً بملفي الطاقة والهجرة”، وتابع “على رغم المحاولات الأوروبية الكثيرة، لا تزال ليبيا منقسمة بين حكومتين متنافستين، والانتخابات مؤجلة منذ 2021، فضلاً عن فشل المساراًت الأممية المختلفة في توحيد المؤسسات، مما وضع ليبيا على حافة تجدد الصراع، وهذا تحديداً ما لا تريده أوروبا التي تئن من تبعات الحرب الروسية – الأوكرانية، خصوصاً على مستوى إمدادات الطاقة التي تعتبر ليبيا من أهم البدائل للتقليل من آثارها”. رؤية جديدة من جهته رأى الصحافي الليبي أحمد سالم أن أهمية الزيارة “تكمن في تعبير الولايات المتحدة عن رغبتها في إعادة ترتيب الأولويات لإنجاح العملية السياسية، ووضع الملف الأمني على رأسها، عكس التوجه الذي مضى به سابقاً الاتحاد الأوروبي، وحتى المجتمع الدولي، بقيادة الأمم المتحدة، الذي يبدأ بمفاوضات سياسية طاولت وتعثرت سنوات”. وتابع “هذا التوجه يعكس رغبة أميركية في رعاية مسار أمني جديد يقود إلى توحيد الجيش الليبي، إدراكاً منها أنه لا سلام بلا أمن، وهو الملف الذي فشلت الأمم المتحدة، إلى جانب بعثات أوروبية، في إحراز تقدم كبير فيه، وتصريحات الجنرال مايكل لانغلي قائد (أفريكوم)، جاءت لتدعم هذا التوجه، إذ قال إن التنافس بين الكيانات الأمنية في ليبيا يعوق الاستقرار ويؤثر في الأسواق العالمية، مما يعني إدراكاً أميركياً بأن الحل الأمني مدخل ضروري لأي حل سياسي دائم”، وأشار أيضاً إلى أن من أهداف الزيارة “إدراك واشنطن أن أي فراغ في ليبيا قد يملأ بسرعة من قبل موسكو، لذلك فإن الوجود العسكري الرمزي في طرابلس يحمل رسالة تحذير لكل من روسيا وأيضاً الصين بأن منطقة شمال أفريقيا لا تزال ضمن دائرة النفوذ الغربي”. دبلوماسية متوازنة في السياق حذر بعض الشخصيات الليبية الرسمية والنشطاء السياسيين من مغبة الانتظام في صراع القوى الدولية الكبرى وضرورة استخدام دبلوماسية متوازنة. وكتب عضو المجلس الأعلى للدولة أحمد لنقي عبر منصة “إكس”، “يجب عدم التفريط في توازن علاقاتنا الخارجية بالقطبين الكبيرين أميركا وروسيا، واستغلالها بصورة تؤمن وحدة أراضينا واستقرارنا الأمني والاقتصادي، وزيادة ضخ الاستثمارات الأجنبية في نواح اقتصادية مختلفة، وعلى رأسها صناعة النفط والغاز واستخراج المعادن وإقامة الموانئ والمناطق الحرة”. المزيد عن: السفينة الحربية الأميركية يو أس أس ماونت ويتنيميناء طرابلس دونالد ترمبقيادة الأسطول السادس الأميركيحكومة الوحدة الوطنية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هجمات سيبرانية متبادلة بين الجزائر والمغرب next post مهرجان كانّ يختار 35 فيلما من أصل 2909 You may also like “قوة هجومية دولية” تتجه إلى المحيطين الهندي والهادئ 23 أبريل، 2025 الشرطة الإيرانية تحصل على ترخيص لاقتحام المدارس لفرض... 23 أبريل، 2025 الكويت تشدد قبضتها على المخدرات بقرارات صارمة 23 أبريل، 2025 هجمات سيبرانية متبادلة بين الجزائر والمغرب 23 أبريل، 2025 هل نجحت إسرائيل في تجفيف مصادر تمويل “حماس”؟ 23 أبريل، 2025 خطوة غير مسبوقة… وزارة خارجية لبنان تستدعي سفير... 23 أبريل، 2025 جنازة البابا السبت ونعشه يسجى غدا في بازيليك... 23 أبريل، 2025 فكرة دمج مقاتلي «حزب الله» بالجيش اللبناني تصطدم... 22 أبريل، 2025 ( 5 مرشحين) بارزين لخلافة البابا فرنسيس على... 22 أبريل، 2025 محاكمة برلمانية لـ”إخوان الأردن” والعزلة تحاصر الجماعة 22 أبريل، 2025