الخميس, أبريل 24, 2025
الخميس, أبريل 24, 2025
Home » ( 10 ) أفلام لبنانية غاصت في هاوية المأساة

( 10 ) أفلام لبنانية غاصت في هاوية المأساة

by admin

 

خريطة الحرب الأهلية كما جسدتها عيون السينمائيين عنفاً وحنيناً

اندبندنت عربية / هوفيك حبشيان 

لم تكتف هذه الأفلام الـ 10 بنقل الأحداث، بل أضاءت على العمق النفسي للأشخاص الذين عاصروا تلك الفترة، ومن القصص الشخصية إلى التأملات النفسية فمحاولات المصالحة، حملت هذه الأفلام رسائل واضحة عن التعايش والخيانة والذاكرة المفقودة، من بيروت المغدورة في “بيروت الغربية” إلى القرية المهجورة في “سمعان بالضيعة”، ومن المقاتلين التائبين في “ليال بلا نوم” إلى المراهقين الضائعين في “معارك حب” و”زوزو”، ترسم هذه الأفلام الـ 10 خريطة شعورية للحرب اللبنانية من خلال الأفراد والعائلات وما يحيط بهم من أسئلة معلقة.

في “حروب صغيرة” نرى الهشاشة الفردية وسط العنف الجماعي، بينما في “مقاتل” و”رسالة من زمن المنفى”، نلامس حميمية الندم والذنب والشتات، وهذه ليست أفلاماً عن الحرب بل عن وقعها حين يستوطن في داخل الإنسان إلى الأبد.

1 – مارون بغدادي ومرآة الجنون اللبناني – “حروب صغيرة” (1982)

من “حروب صغيرة” لمارون بغدادي (ملف الفيلم)

 

في زمن كانت تتفكك فيه بيروت بلا رحمة، جاء مارون بغدادي بفيلم يحمل عنواناً خافتاً لكنه مخيف: “حروب صغيرة”، فيلم لا يحاول تفسير الحرب بل يراقب بصمت ما يفعله بالبشر حين يصبح الخوف عادة وتتحول الحياة إلى معركة يومية ضد العبث، ولم ينحز بغدادي لشعارات المرحلة فما فعله كان أبعد من ذلك، الدخول إلى حيث الإنسان الضائع بين ركام الأحلام والأسلاك الشائكة، وهذا فيلم ليس عن القتال بل عن العجز وعن التآكل البطيء، عن أشخاص يحاولون التماسك وسط انهيار يومي شامل، يدور في المساحات الرمادية: لا وجود لأبطال، فقط بشر يسعون إلى فهم ما يحدث، ثلاث شخصيات رئيسة تتقاطع داخل هذا الجنون وتحاول كل واحدة أن تترجم الحرب بلغتها الخاصة.

2 – الحنين كملجأ دائم – “رسالة من زمن المنفى” (1990)

هذا ليس فيلماً عن الحرب بل عما تبقى منها حين تنتهي المعارك وتبدأ العلاقة بالذاكرة، إنه عن العيش في ظل فكرة الوطن التي تلاشت، وعندما أنجز برهان علوية هذا الفيلم كان يرى في لبنان وطناً مستحيلاً، حلماً مكسوراً يسكنه ولا يستطيع العودة له، فصور عمله هذا بين شوارع باريس الباردة وأجواء بلجيكا الرمادية، هناك حيث الغربة لا تُعرف بالمسافة بل بالضياع الداخلي، وكل شيء في الفيلم يبدو موقتاً، الأمكنة والوجوه وحتى الكلمات تُقال وكأنها لا تريد أن تُسمع. أربعة وجوه ترافق المخرج في رحلته، ليست شخصيات مستقلة، إنما مرايا لذاته الممزقة، وهو لا يختبئ خلفها بل يعترف من خلالها، ولا توجد محاولات لتبرير الألم بل فقط تأمله كما هو، صامت وثقيل ومألوف، فالصوت الساكن الذي يروي تفاصيل الذكرى يبدو كأنه قادم من تحت التراب، كأن الحياة توقفت والمخرج يُمسك بالكاميرا ليحاول فهم شكل الغياب.

3 – سمير حبشي ومشهد من نهاية العالم – “الإعصار” (1992)

بعد أن خمدت أصوات القصف وبدأت البلاد تلتقط أنفاسها بصعوبة، خرج هذا الفيلم إلى النور وكان أول فيلم يجرؤ على النظر في عيون الخراب بلا خوف، فسمير حبشي الذي عاد من موسكو مشبعاً بروح السينما السوفياتية لم يكتف بنقل تقنيات المدرسة الروسية بل استعار منها حسها التراجيدي وثقلها الوجودي ليصنع من بيروت مسرحاً للكابوس، وفي أولى محاولاته السينمائية اختار أن يبدأ من الجرح المفتوح، وهذا ليس مجرد فيلم عن شاب يحاول العودة لقريته وسط الخراب، بل عن وطن يتفكك فيما يركض أفراده بين الحواجز والرصاص، وكل منهم يحمل في داخله إعصاراً صغيراً من الأسى والتشويش.

الشوارع مكتظة بالمسلحين، والمدن فقدت معناها، وحتى الهواء صار مشحوناً بالكراهية، بيروت كما تُصوَر هنا ليست مكاناً بل حالاً ذهنية وكأن كل زاوية فيها تردد سؤالاً واحداً: إلى أين يمكن الهرب حين ينقلب الوطن إلى فخ؟

4 – الحرب كما رآها الأولاد – “بيروت الغربية” لزياد دويري (1998)

من فيلم “بيروت الغربية” (ملف الفيلم)

في زمن كانت فيه الذاكرة اللبنانية تميل للنسيان جاء زياد دويري ليذكرنا بما تفعله الحرب حين تتسلل إلى تفاصيل الحياة اليومية، إلى المراهقة، إلى أول قبلة، وأول إحساس بالاختلاف، ولم يقدم درساً في التاريخ بل دعانا إلى جولة في ذاكرته، ذاكرة شاب لم يكن بطلاً ولا مقاتلاً بل مراهقاً يحاول أن يفهم لماذا انقسمت مدينته إلى نصفين، كاميراه ما هي سوى عين تبحث عن المعنى في شوارع بيروت التي لم تعد تعرف نفسها، والقلب الحقيقي للفيلم هو طارق وعمر، صديقان يصادف أن يكونا في لحظة عمرية تنفجر فيها الأسئلة: ما هو الحب؟ ما معنى الطائفية؟ لماذا يموت الناس فجأة؟ الفيلم مصنوع بحرفة أميركية واضحة، لكن روحه لبنانية بامتياز، تلك الروح التي تضحك وسط الدمار وتحب وسط الانهيار ولا تزال تحلم ولو على استحياء.

5 – الحب كتمرين على النجاة – “معارك حب” لدانيال عربيد (2005)

في هذا الفيلم لا تنفجر القنابل على الشاشة لكنها تتردد في الصمت، في النظرات، في خفقان القلب حين يقترب من المجهول. دانيال عربيد التي كانت في الخامسة عندما اندلعت الحرب، تصور آثارها الممتدة داخل البيوت وتغلغلها بين أفراد العائلة الواحدة، وفي نظرات فتاة تكتشف العالم بينما كل شيء من حولها يسير نحو الانهيار، فالحرب في هذا الفيلم لا تحتاج إلى ظهور مباشر، فهي موجودة في الخلفية المشوشة التي تتكشف على مهل، مشاهد الثمانينات تنبض بدقتها البصرية: الإضاءة، الأزياء، الموسيقى، حتى ملمس الصورة يحملك إلى زمن محدد، حيث الذاكرة نفسها مشككة في ما حدث، وهنا لا تُقدم الحرب كحدث بل كظل دائم، شيء لا يُقال لكنه يشكل كل ما نعيشه، وربما، كما تقترح عربيد، علينا أحيانًا أن نُنكر الحرب كي ننجو، ولو لبعض الوقت.

6 – حين يصبح الجلاد راوياً – “مَقاتل” لمونيكا بورغمان، لقمان سليم، هرمان تايسن (2005)

جلسة مواجهة مطولة مع من حملوا السلاح وارتكبوا مجازر صبرا وشاتيلا في سبتمبر (أيلول) 1982. لا موسيقى، لا أرشيف، لا تعليق صوتي، فقط وجوه تتكلم، بصراحة تقشعر لها الروح، وهذا العمل لا يسرد بقدر ما يعري، يقدم اعترافات ليست مفروضة بل مستدرجة. مخيلة المشاهد تستفز بشدة، فكل ما لا يُعرض بصرياً ينبثق في الرأس أوضح من أية صورة، الغياب المتعمد للقطات، لهذا “الدليل العيني” هو ما يترك المجال للأفكار أن تنمو بلا قيود، وأن تبني الفظاعة كما تتصورها أنت، وهي غالباً أكثر رعباً مما لو رُويت لك بالكاميرا، والأهم في الفيلم ليس ما كُشف بل كيف كُشف، فالعلاقة بين المصوِر والمصوَر مبنية على ثقة نادرة، هي ما جعلت هذه اللحظة ممكنة: لحظة يقف فيها القاتل أمام كاميرا في ما يشبه جلسة علاج جماعي، بلا مغفرة وبلا خلاص.

7 – عندما تُروى الحرب من خارجها – “زوزو” لجوزف فارس (2005)

في هذا الفيلم لا يحاول جوزف فارس أن يعيد رسم تفاصيل الحرب، بل نراه يتهرب منها بعفوية طفل لا يعرف ماذا حدث بالضبط، إنها الحرب كصوت خلفي في شريط فيديو عائلي لم يُسجل بجودة عالية. فارس لم يلجأ للأرشيف، ولم يستند إلى وقائع دقيقة، ولم يشعر أن من واجبه أن “يفهم” ما جرى، ولم يعش الحرب كما عاشها كثيرون، بل حملها معه كظل في طريقه إلى السويد، حيث نشأ وصار يروي قصصه من هناك، وهكذا بدل أن يعيد تمثيل الحرب، أعاد تمثيل أثرها في الروح عبر شخصية زوزو الممزق بين عالمين، والباحث عن ذاته بين وطنين لا يشعر بالانتماء الكامل لأي منهما، لغة الفيلم تشبه الأسلوب الذي اختاره فارس منذ بداياته: عفوية مقصودة، واقعية أقرب إلى الهامش، ممثلون لا يحملون نجومية زائفة بل يعيشون أدوارهم كما هم، وحتى كارمن لبس تُجرد هنا من هالتها لتصبح أما حقيقية، تخاف وتحب وتنهار بصمت.

8 – ما تبقى من الحرب في سكون الريف – “سمعان بالضيعة” لسيمون الهبر (2009)

وثائقي بالغ الأهمية عن الحرب المجسدة في البيوت المهجورة وفي الصمت الثقيل بين الناس، سيمون الهبر صور سمعان، فلاح، وعم المخرج الذي قرر أن يبقى حين رحل الجميع عن عين الحلزون، القرية الواقعة في جبل لبنان، كانت مسرحاً للتهجير والاقتتال الطائفي، لكنها في هذا الفيلم تتحول إلى مساحة للتساؤل عن معنى البقاء. سمعان لم يغادر، ليس لأنه بطل، بل لأنه قرر ألا يتنازل عن أرضه، وكأن وجوده وحده صار فعل مقاومة، وذاكرة حية ترفض الإلغاء، وعبر هذا الوجود اليومي الصامت يفتح الفيلم باباً للتأمل في معنى التعايش حتى عندما يبدو هشاً، ومبنياً على لا شيء سوى العادة والحنين.

سمعان ليس صوتاً سياسياً، ولا ضحية تقليدية، هو رجل بسيط، يحمل همومه كما يحمل أدواته الزراعية، ويتعامل مع المصالحة الاجتماعية كمشروع يومي، وبهذا يعكس هشاشة العلاقات بين الدروز والمسيحيين في تلك المنطقة، مصالحة خجولة غير مكتملة، والكاميرا هنا ليست زائرة، بل قريبة، محلية، تعرف الوجوه والزوايا، وتشارك أهل القرية ارتباكهم حين يُطلب منهم الحديث عن الحرب، فبعضهم يتكلم، وبعضهم يتراجع، لكن الكل يتذكر.

9 – عنف البيت، عنف الوطن – “رصاصة طايشة” لجورج هاشم (2010)

من فيلم “رصاصة طايشة” (ملف الفيلم)

 

الزمان هو عام 1976، حرب السنتين، والمكان ضاحية بيروت الشمالية، العنف هنا لا يرتدي البزة العسكرية بل يأتي على هيئة أخ وأب، مجتمع صغير مغلق بإحكام، نهى التي تؤدي دورها نادين لبكي بتكثيف معين تعيش محاصرة بين عائلة تريد أن تزوجها ورغبة داخلية في الهرب إلى ما هو أبعد من الزواج، إلى ما هو أبعد من البلد أصلًا، وفي قلب هذا التمزق هناك لحظة انفجار، مشهد عراك منزلي تتحول الغرفة خلاله إلى ميدان صغير، تختزل فيه الحرب الكبيرة، وليس هناك جنود لكن هناك معركة وضحايا، فالفيلم لا يصدر أحكاماً بل يقدم الحال كما هي: فتاة تبحث عن ذاتها وسط أصوات البنادق وخطابات الشرف، والحرب لا تقتصر على الجبهات بل تستوطن البيت وتتحول إلى سلوك يومي وصمت طويل يُفرض بالقوة. جورج هاشم بخلفيته المسرحية يعرف كيف يصنع التوتر، كيف يُظهر العنف من دون أن يعلنه، وكيف يجعل من الحكاية الشخصية مرآة لحكاية وطن، يغوص في الأحلام الصغيرة التي لم يُسمح لها أن تكبر، وفي الخيارات التي أُغلقت في وجه أصحابها.

10 – بين الاعتراف والغياب – “ليالٍ بلا نوم” لإليان الراهب (2012)

من فيلم “ليال بلا نوم” (ملف الفيلم)

 

يضعنا الفيلم أمام شخصيتين، أسعد شفتري القيادي السابق الذي شارك في الحرب مخططاً ومنفذاً قبل أن يعتذر عن أفعاله، ومريم أم ضائعة بين صور المفقودين لا تزال تبحث عن ابن لم يعد، وبينهما مسافة نفسية وأخلاقية هائلة يحاول الفيلم تقليصها، لا ليوفق بل ليفهم، فأسعد وجه متعب يحمل في ملامحه ارتباكاً وندماً لا يكفيان لتصحيح الماضي، ومريم على رغم الألم ليست فقط ضحية بل انعكاس لوطن لا يعرف كيف يتعامل مع ذاكرته. وجهها مثل وجوه آلاف الصور المعلقة في المعارض والمنازل، يفرض على المشاهد سؤالاً أخلاقياً: هل يكفي الاعتراف؟ وهل في هذا البلد من يسمع أصلاً؟ ومع هذا الوثائقي قدمت إليان الراهب التي ولدت مع بداية الحرب فيلماً عن الأصوات المندثرة في صخب السياسة، وعن حمل الذاكرة والاعتذار المتأخر، وعن معنى ان تكون مواطناً في بلد لا تزال ليلة الحرب فيه مستمرة.

المزيد عن: أفلام لبنانيةسينما الحربالحرب اللبنانيةالمأساةالسلاممارون بغداديالهاويةالعنفالحنينتراجيديا لبنان

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili