لوحة الفنان الروسي أليكسي سيرجينكو "سلام للسلام" تُصور بوتين وترمب (أ ف ب) عرب وعالم موقف روسيا من الهدنة الموقتة: نعم مشروطة ولا مرتبطة بالميدان by admin 15 مارس، 2025 written by admin 15 مارس، 2025 18 ترمب يعتقد أن موافقة موسكو على مبادرة وقف إطلاق النار شهراً تمثل 75 في المئة من طريق إنهاء الصراع مع كييف اندبندنت عربية / سامي عمارة كاتب وصحافي ما إن تناقلت وكالات الأنباء المحلية والعالمية النتائج الأولية للمحادثات الأميركية – الأوكرانية التي جرت في السعودية، وما خلصت إليه من مبادرة وقف إطلاق النار الموقت لمدة 30 يوماً، حتى تحولت الأنظار صوب الكرملين في انتظار ما سيكون رده على مثل هذا المقترح. وخلص الجانبان الأميركي والأوكراني خلال محادثاتهما إلى اتفاق حول مبادرة “وقف إطلاق النار” بين موسكو وكييف جرى وصفها بـ”الموقتة”، كذلك أعلنت واشنطن رفع الحظر الذي كان قد فرضه الرئيس دونالد ترمب على إمداد كييف بالأسلحة عقب المشادة الكلامية مع نظيره الأوكراني “المنتهية ولايته” فلاديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، إلى جانب العودة إلى استئناف الدعم اللوجيستي والمعلومات الاستخباراتية. هذا التراجع الأميركي أعاده مراقبون كثر إلى كل ما تكبدته أوكرانيا من هزائم ثقيلة خلال الأيام القليلة الماضية في مقاطعة كورسك ومناطق أخرى من جنوب شرقي أوكرانيا، تنذر بقرب استعادة روسيا كل أراضيها التي سيطرت عليها كييف بهدف أن تكون موضع مساومة لاستبدالها بما استولت عليه موسكو من أراض أوكرانية منذ بداية الحرب في فبراير (شباط) 2014. تصريحات يناير في وقت تعلقت الأنظار بالكرملين، في محاولة لمعرفة موقفه من المبادرة الأميركية – الأوكرانية، راح التلفزيون الروسي بكل قنواته الرسمية وشبه الرسمية يعيد إذاعة تصريحات كان الرئيس فلاديمير بوتين أدلى بها في الـ20 من يناير (كانون الثاني) الماضي يعلن فيها رفضه مثل هذه المبادرات، استناداً إلى ما سبق وطرحه في اجتماعه مع قيادات وزارة الخارجية الروسية في يونيو (حزيران) 2024. وربط بوتين في هذه التصريحات موافقته الافتراضية على وقف إطلاق النار بضرورة أن يتسم القرار بصفة الاستمرارية، وأن يسبقه انسحاب كل ما بقي من قوات أوكرانية في المناطق التي سبق وخضعت لسيطرة موسكو، والحديث هنا عن المناطق الانفصالية التي أعلنت عن انضمامها إلى أراضي روسيا الاتحادية وجرى التصويت عليها دستورياً وهي أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ومقاطعتا زابوروجيه وخيرسون، وذلك إلى جانب ضرورة الاعتراف بهذه المناطق مع شبه جزيرة القرم، وتأكيد كييف تخليها عن طلب انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وإخلاء أراضيها من الأسلحة الاستراتيجية (النووية)، فضلاً عن رفع العقوبات المفروضة ضد روسيا. ولم يشر الرئيس الروسي لا من قريب أو بعيد إلى ما بقي من أراضي مقاطعة كورسك التي كانت القوات الأوكرانية استولت عليها في مطلع أغسطس (آب) 2024، وهي الأراضي التي كان زيلينسكي يطرح استبدال ما استولت عليه موسكو من أراض في شبه جزيرة القرم وجنوب شرقي أوكرانيا بها. يتزامن كل ذلك مع مواصلة القوات الروسية استعادة ما بقي من أراضٍ، تقول مصادر روسية إنها لا تتعدى 20-25 في المئة، مما كانت القوات الأوكرانية سيطرت عليها من أراض روسية، وقال بوتين إنه لا يمكن أن يقبل وقفاً موقتاً لإطلاق النار ستستغله كييف لتضميد جراحها وإعادة بناء قواته، وحشد ما يستطيع من قدرات عسكرية لمواصلة القتال. جانب من المحادثات الأميركية الأوكرانية في السعودية (أ ف ب) بوتين أكد رفضه أيضاً وجود أي قوات لحفظ السلام، مهما كانت الرايات التي ستستظل بها، موضحاً أنها ستكون في نهاية المطاف جزءاً من قوات “الناتو”، وذلك في وقت تنتظر فيه أوكرانيا وشركاؤها ما يمكن أن يجود به بوتين في إطار “المساومات” أو ما يسمى التنازلات المتبادلة أو الحلول الوسط. وتأكيداً لتمسك موسكو بما حققته قواتها المسلحة من “نجاحات وانتصارات”، حرصت القنوات الإخبارية الروسية على أن تستبق محادثات جدة، بتكرار بث وقائع لقاء بوتين لمناسبة “يوم المرأة العالمي” مع عدد من زوجات وأمهات الجنود والضباط المشاركين في العمليات العسكرية، وهو اللقاء الذي توجهن فيه إليه بطلب عدم التوقف عن مواصلة القتال حتى تحقيق النصر النهائي على القوات الأوكرانية، وتنفيذ كل ما سبق وأعلنه في بداية “العملية الروسية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا من مهام وبنود، احتراماً لذكرى ضحايا “الحرب”. وبينما ينتظر العالم رد فعل الجانب الروسي على مبادرة وقف إطلاق النار التي أعلنتها واشنطن، أعلن الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف “أن موسكو تتوقع من واشنطن تفاصيل حول الاجتماع الذي عقد في جدة”، وقال إنه لا توجد بعد اتفاقات في شأن اللقاء المرتقب بين الرئيسين بوتين وترمب، وذلك في وقت أعلن الرئيس الأميركي أنه سيجري اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي في نهاية الأسبوع الجاري، مؤكداً أن “موافقته على وقف إطلاق النار تمثل 75 في المئة من الطريق لإنهاء الصراع”. ماذا تقول موسكو في شأن مبادرة وقف القتال؟ كتب رئيس تحرير مجلة “روسيا في الشؤون العالمية”، المدير التنفيذي لمنتدى فالداي فيودور لوكيانوف، المعروف بعلاقته الوثيقة بالكرملين على قناته في “تيليغرام”، “كان هدف البيت الأبيض إرغام أوكرانيا على الاعتراف بضرورة اتباع الخط الأميركي في شأن إنهاء الأعمال العدائية بسرعة (وقف إطلاق النار الكامل وليس المقترحات الجزئية التي نوقشت في كييف)”. وفي الوقت نفسه أشار لوكيانوف إلى أنه لا يزال هناك عدم وضوح في ما يتعلق بتفاصيل الاتفاق حول تطوير الموارد المعدنية أو الضمانات الأمنية لأوكرانيا، وربط ذلك بالمفاوضات الجارية، وقال “إن الإشارة إلى ضرورة المشاركة في عملية السلام الأوروبية يمكن اعتبارها بمثابة لفتة تجاه أوكرانيا”، وخلص إلى أن “كييف يمكنها أن تأخذ قسطاً من الراحة، فهم لا يرمونها في الفجوة وحدها، بل إن أوكرانيا وبشكل عام جنحت نحو الاستسلام بعدما تقبلت إذلال زيلينسكي، ولم يبق أمامها سوى انتظار ما ستسفر عنه الاتفاقات الشخصية بين موسكو وواشنطن”. من جانبها نقلت صحيفة “فزغلاد” الروسية ما قاله زيلينسكي، عقب انتهاء المفاوضات بين الوفدين الأميركي والأوكراني في جدة، حول استعداده قبول الاقتراح الأميركي بفرض وقف موقت لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، لافتاً إلى إمكان مده فترة أخرى إذا وافقت روسيا عليه، وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن الولايات المتحدة تنوي نقل هذه المقترحات إلى روسيا، معرباً عن أمله في الحصول على رد إيجابي من موسكو. المبادرة في “الميزان” بينما ينتظر الجانبان الأميركي والأوكراني معرفة رد موسكو على مبادرة وقف إطلاق النار، عكف المراقبون على تدارس أطياف المقترح، ومواقف كل الأطراف المعنية منها، وفي وقت يشير فيه بعض المتابعين إلى أن روسيا “مستعدة لمناقشة هدنة موقتة في أوكرانيا، شريطة أن تتحرك نحو تسوية سلمية نهائية”، يقول آخرون إنه “لا توجد بعد أي علامات ملحوظة على أن الرئيس بوتين على استعداد لتقديم أي تنازلات، ثمة من يعرب عن حيرته تجاهها، والمدى الذي يمكن أن تذهب إليه الإدارة الأميركية في جهودها التي تبذلها لإقناعه للقيام بذلك”. يسوق هؤلاء المراقبون ما أعرب عنه وزير الخارجية الأميركية روبيو من تحذيرات ومخاوف تجاه أنه لا يستطيع ضمان نجاح المفاوضات في هذا الصدد، كذلك فإن هناك من المراقبين الغربيين من لا يزال تراوده الشكوك في صدقية الجانب الأوكراني، ومدى استعداد زيلينسكي للاستمرار في تنازلاته أمام سطوة ترمب، وإن كان هناك من يقول إنه قد يمكنه ببساطة العودة إلى سابق محاولات المماطلة إلى حين توفير المساحة الزمنية اللازمة لحلفائه الأوروبيين لإمداده بما تحتاج إليه بلاده من مساعدات مادية وعسكرية، وتوفير الموارد البشرية اللازمة لمواصلة القتال. ولعل ذلك كان لا يزال يجول بخاطر روبيو وهو ما أعرب عنه بقوله “لا يزال الأميركيون ينطلقون من حقيقة أن كييف جادة، ولا تتظاهر”، وأضاف “إن أوكرانيا مستعدة لوقف إطلاق النار والبدء في الحديث، والآن سيتعين عليهم (أي روسيا) قول نعم أو لا… آمل أن يقولوا نعم، وإذا فعلوا ذلك، أعتقد أننا أحرزنا تقدماً كبيراً، وإذا قالوا لا فسنكتشف للأسف ما العقبة التي تحول دون تحقيق السلام”. كان روبيو تمكن بقدر ما سمحت به ظروف المحادثات مع الجانب الأوكراني استيضاح المدى الذي يمكن أن يذهب إليه في معرفة ما يمكن أن يقبل به زيلينسكي الذي كان موجوداً على مقربة مباشرة من المحادثات في جدة، بتقديمه من تنازلات، وها هو الوزير الأميركي في انتظار معرفة التنازلات التي يمكن أن تقبل موسكو بتقديمها من أجل الموافقة على مبادرة وقف إطلاق النار. موسكو ورفض “سياسات التهجير” لعل ما قاله وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في حديثه الأخير مع ثلاثة من المدونين الأميركيين يكشف عن مدى ما يمكن أن تصل إليه موسكو من تنازلات بخصوص الأراضي، أو بقول آخر بخصوص ما أعلنت روسيا عن انضمامه إلى أراضيها سبتمبر (أيلول) 2022. وبهذا الصدد قال لافروف إن بلاده تعرف كيف تتجنب، في سياق تسوية الصراع الأوكراني، التوصل إلى تسوية من شأنها تعريض حياة الناس للخطر، ووصف أي شكوك في أن روسيا تلعب لعبة مزدوجة وغير شريفة بأنها وهم، وأضاف “إن ضميرنا شفاف وواضح ليس لأننا نادراً ما نستخدمه، بل لأننا احترقنا مرات عدة”، في إشارة إلى نكوص الغرب عما وعد به أكثر من مرة. وعاد لافروف إلى التاريخ، شأنه في ذلك شأن بوتين الذي كثيراً ما استشهد بالتاريخ وهو ما سبق ووصفه وزير الخارجية الأميركي الراحل هنري كيسنغر “بإيمان بوتين الصوفي بقدسية التاريخ”، وهو ما أشارت إليه “اندبندنت عربية” غير مرة في سابق تقاريرها من موسكو. الرئيس الروسي فولوديمير بوتين (أ ف ب) وفي ما يتعلق بتسوية الأزمة الأوكرانية، قال لافروف “نحن لا نتحدث عن أراضٍ، بل عن أشخاص حرموا من تاريخهم بواسطة القوانين”، في إشارة إلى مصائر سكان ما ضمته روسيا من أراضٍ في شبه جزيرة القرم وفي المقاطعات الأربع في جنوب شرقي أوكرانيا. وأعاد لافروف إلى الأذهان ما سبق وقاله زيلينسكي حول أنه “ينصح” السكان الناطقين بالروسية في هذه الأراضي بالرحيل عنها والانتقال إلى الداخل الروسي من أجل مستقبلهم ومستقبل أطفالهم وأحفادهم. واستذكر لافروف كيف أن فلاديمير زيلينسكي، حتى قبل بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة، وصف سكان دونباس بأنهم “أفراد مميزون”، و”نصح” بسخرية أولئك الذين يعيشون في أوكرانيا ويشعرون أنهم جزء من الثقافة الروسية بالانتقال إلى روسيا، من أجل مستقبل أطفالهم وأحفادهم، وأكد أن “تسلسل هذه الأحداث أجبرنا على التركيز بشكل كامل على تحقيق نتائج تعود بالنفع على الناس وتنقذهم”. وفي معرض إجاباته عن أسئلة المدونين الأميركيين، توقف لافروف عند أوديسا المدينة التي أسستها الإمبراطورة كاترين الثانية وسبق وحقق جنودها الانتصار في حرب القرم الثانية خلال سبعينيات القرن الـ18، وعن الدعوات الموجهة إلى روسيا بالجلاء عن الأراضي التي أصبحت جزءاً منها وإعادة أوكرانيا إلى حدود عام 1991 قال “إن الأراضي مهمة فقط لأن الناس يعيشون عليها، وأولئك الذين يعيشون على هذه الأراضي، التي يريد زيلينسكي إعادتها هم أحفاد أولئك الذين قضوا مئات السنين في بناء أوديسا وغيرها من المدن والموانئ والطرق، والذين طوروا هذه الأراضي وكانوا مرتبطين بتاريخ هذه الأرض”، مما قد يوحي بأن موسكو في سبيلها إلى ضم هذه المدينة، وبما يعني عملياً إغلاق كل المنافذ التي كانت تنعم بها أوكرانيا على شواطئ البحر الأسود. ولم يغفل لافروف الإشارة إلى تعمد زيلينسكي إزالة تمثال كاترين تحت سمع وبصر المجتمع العالمي واليونيسكو التي أعلنت “تحت ضغط هائل من أوكرانيا أن وسط أوديسا أصبح الآن موقعاً للتراث الثقافي العالمي”، وقال “استحقت المدينة ذلك، لكن القرار أعلن بعد أسبوع من هدم نصب كاترين العظيمة، مؤسسة مدينة أوديسا… هدم النصب وطمست آثاره، وواصلت اليونيسكو عملها وكأن شيئاً لم يكن”. المزيد عن: روسياأوكرانياأميركادونالد ترمبمحادثات السعوديةفلاديمير بوتينفولوديمير زيلينسكي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post سمير قسيمي يجعل من السلحفاة بطلة نسائية next post مسؤول أميركي “سعى” إلى وقف المساعدات للبنان ولاجئي الروهينغا You may also like ميتشل لـ”اندبندنت عربية”: إسرائيل تتفاوض بحسن نية و”حماس”... 15 مارس، 2025 واشنطن تطرد سفير جنوب أفريقيا وتصفه بأنه “يكره”... 15 مارس، 2025 مسؤول أميركي “سعى” إلى وقف المساعدات للبنان ولاجئي... 15 مارس، 2025 سوريا… محاولات تاريخية لاستنهاض مشروع “الدولة الدرزية” 15 مارس، 2025 ابن عم نائب الرئيس الأميركي يقاتل الروس في... 14 مارس، 2025 ما دور ستيف بانون في انحياز ترمب إلى... 14 مارس، 2025 حكام إيران بين مطرقة ضغوط ترمب وسندان الاقتصاد... 14 مارس، 2025 كيف تحسم كندا وغرينلاند معركتهما مع ترمب؟ 14 مارس، 2025 إسرائيل: باقون بخمس نقاط في جنوب لبنان لأجل... 14 مارس، 2025 لبنان يرفض تبادل أراضٍ مع إسرائيل 14 مارس، 2025