من فيلم توم شوفال الذي أثار سجالاً حول غزة (ملف الفيلم) ثقافة و فنون قضية غزة تثير سجالا سياسيا في مهرجان برلين by admin 22 فبراير، 2025 written by admin 22 فبراير، 2025 27 فيلم “الطابع الزمني” يكشف الوجه اليومي لمأساة اوكرانيا اندبندنت عربية / هوفيك حبشيان ثمة نوعان سينمائيان يتصدران المشهد العام في مهرجان برلين: نوع يميل إلى مبدأ “الفن للفن”، أي إن كيفية قول الأشياء أهم من القول نفسه، ونوع يحمل خطاباً واضحاً صريحاً، كثيراً ما يكون متناسلاً من قضية سياسية، وينقله إلى المشاهد بفهمه المحدود للسينما، وبأدوات فاقدة للخيال، كثيراً ما كان الـ”برليناله” مهرجاناً مسيساً، بنى سرديته على فكرة تحسين العالم من خلال الفن، وهذا الشيء فتح الأبواب واسعاً أمام الكثير من الأفلام التي لا تستحق الإضاءة عليها، هذا الحدث الثقافي والفني الذي أسهم في توحيد الألمانيتين كان طوال تاريخه، ومنذ الحرب الباردة، ساحة حرب، يرتفع صوت المعركة ويخفت، بحسب التوترات والاصطفافات السياسية التي يشهدها العالم. إحداث بلبلة وإثارة جدال من خلال مناقشة بعض القضايا أهداف شرعية عند منظمي نشاطات ثقافية مثل هذه، وهي كذلك أيضاً عند العديد من السينمائيين الذين لما سمع أحد عنهم، لولا ضربهم وكر الدبابير، وإذا أمعنا النظر في العديد من أفلام الدورة الـ75، نجد أنها تتناول مواضيع خلافية وشؤوناً سجالية، كصعود أقصى اليمين والتغير المناخي والحرب الروسية – الأوكرانية والصراع العربي الإسرائيلي. من الفيلم الأوكراني الوثائقي “الطابع الزمني” (ملف الفيلم) “ الصراع الذي يعيش الشرق الأوسط على وقعه منذ منتصف القرن الماضي حضر مجدداً هذا العام من خلال عرض فيلم “رسالة إلى ديفيد” للمخرج الإسرائيلي توم شوفال، الفيلم رسالة سينمائية إلى ديفيد كونيو، المحتجز في غزة منذ اختطافه في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعد أكثر من عقد على ظهوره في أول فيلم لتوم شوفال، “شباب”، قرر المخرج المزج بين لقطات الماضي والحاضر، لرد الاعتبار إلى ممثله وما عاشه، لكن المهرجان تعرض لهجوم بسبب النحو الذي يجسد فيه حرب غزة التي قضى فيها الآلاف، من خلال الركون إلى وجهة النظر الإسرائيلية. لفت المنتقدون إلى حقيقة أن المهرجان اختار الإضاءة على قصة الممثل الإسرائيلي ديفيد كونيو المختطف على يد “حماس”، من دون تقديم وجهة نظر فلسطينية تعادلها، صحيح أن هناك ما يثير الإزعاج في هذا الشأن، خصوصاً أن بعض الأفلام “المدسوسة” هي أصلاً أدوات دعائية متنكرة، ولكن هناك مبررات جمالية أيضاً تحول دون اختيار المهرجان أفلاماً لا يراها تنسجم مع خطه التحريري، هذا كله أدى إلى اتهامات للمهرجان بالانحياز للرواية الإسرائيلية المدعومة من الغرب، بخاصة في ظل المناخ السياسي في ألمانيا، حيث تُفرض قيود على الأصوات المؤيدة لفلسطين. معاداة السامية المخرج الصيني جون لي الذي دافع عن قضية غزة (خدمة المهرجان) في المقابل لم يسلم المهرجان من اتهامات بمعاداة السامية، مما يوحي بأنه وقع بين سندان الداعمين لفلسطين والواقفين في صف إسرائيل، حدث هذا بعدما اعتلى المخرج الصيني جون لي المسرح خلال عرض فيلمه “كويربانوراما” المعروض في قسم “بانوراما”، وقرأ خطاباً للممثل الإيراني عرفان شيكاريريز (الذي يشارك في الفيلم والذي قرر مقاطعة المهرجان وعدم الحضور)، يدين فيه التواطؤ الألماني مع إسرائيل، متهماً الدولة العبرية بارتكاب جرائم حرب ضد مدنيين، مختتماً كلمته بـ”من النهر إلى البحر”، فاحتج بعض من الذين كانوا في الصالة، مشيرين إلى عدم وجود أي ديمقراطية في الصين أصلاً! هذا الحدث خلق جدالاً واسعاً، وأشارت صحف ألمانية إلى أن الرسالة التي نقلها المخرج “تدعو إلى تدمير إسرائيل”، الشعارات التي وردت فيها اعتبرتها السلطات الألمانية معادية للسامية، وحمل ذلك جهاز الأمن السياسي في مكتب التحقيقات الجنائية التابع للشرطة، إلى فتح تحقيق، مما أثار نقاشاً أوسع حول حرية التعبير في ألمانيا، حيث يُقمع الخطاب المؤيد لفلسطين بشكل متزايد، بينما نأى منظمو المهرجان بأنفسهم عن هذه التصريحات، ومع ذلك تعرضوا لانتقادات بسبب سماحهم بمثل هذا الخطاب داخل المهرجان. وجه آخر من حرب أوكرانيا الحرب الأوكرانية التي تدخل في منعطف جديد مع وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، هي الأخرى حضرت إلى “البرليناله”، مع فيلم “الطابع الزمني”، الوثائقي الوحيد المعروض داخل المسابقة، أنجزته الأوكرانية كاترينا غورنوستاي، ملقية نظرة مغايرة على ما تتعرض له بلادها منذ ثلاثة أعوام، فهي لم تصور الحرب بل تأثيرها في الحياة اليومية للطلاب الأوكرانيين، بدلاً من التركيز على مشاهد العنف المباشرة، يستعرض الفيلم التأثيرات النفسية على الطلاب والمعلمين، بعيداً من ساحات القتال، دعم المهرجان هذا الفيلم اعتبر بمثابة موقف سياسي واضح لمصلحة أوكرانيا، وهو ما لاقى إشادة من البعض وانتقادات من آخرين اعتبروا أن المهرجان يعزز رواية غربية منحازة ضد روسيا، خصوصاً أنه كثيراً ما وقف في صف زيلينسكي، فاتحاً له المجال لقول كلمة خلال حفلة افتتاح إحدى الدورات السابقة. هانا شيغولا مع أمير فخرالدين في المؤتمر الصحافي (خدمة المهرجان) تقول المخرجة غورنوستاي إنها ركزت على التجارب المدرسية العادية والبسيطة، مثل الدموع خلال مراسم الجرس الأول، أو لعب طالب دور بابا نويل، أو الأشرطة الملونة في أيدي المخرجين، وتضيف: “هذا كله يأتي بالطبع في سياق الحرب: يدرس الطلاب في الكثير من الأحيان في الملاجئ خلال الإنذارات، ويعرض المدرس في الفيلم الجزء المدمر والمغلق من المدرسة، بينما تستمر الدروس في جناح آخر، وفي حفلة تخرج عبر الإنترنت يدق الجرس الذي أُنقذ من باخموت بعدما كانت تحت الاحتلال الروسي”. المناخ السياسي في ألمانيا والمخاوف من صعود اليمين المتطرف ألقيا بظلالهما أيضاً على الـ”برليناله” هذا العام، استغلت الممثلة الألمانية الشهيرة هانا شيغولا التي تؤدي دور صاحبة نزل في “يونان” للمخرج السوري الفلسطيني أمير فخر الدين، حضورها في المهرجان للتحذير من تصاعد نفوذ حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، الذي تزداد شعبيته مع اقتراب الانتخابات التي ستجرى الأحد المقبل، وأكدت في خطابها أن ألمانيا قد تكون على وشك تكرار أخطاء الماضي إذا لم يُواجه صعود هذا الحزب، بينما لاقت كلماتها دعماً من كثيرين، فاعتبرها البعض الآخر نوعاً من “التخويف اليساري” غير المبرر. وانسجاماً مع الموقف المعادي لهذا الحزب كان المهرجان قد افتتح قبل أسبوع بفيلم “الضوء” للمخرج الألماني توم تيكفر، الذي يتناول قصة لاجئة سورية تحاول الاندماج في المجتمع الألماني، وعلى رغم الإشادة بجمالياته فالفيلم أثار انتقادات واسعة بسبب معالجته قضية الهجرة، فقد اعتبره منتقدوه خطاباً دعائياً لمصلحة سياسات الاندماج الحكومية، بينما رأى بعض الناشطين اليساريين أنه يعرض صورة مبسطة لمعاناة اللاجئين من دون التطرق إلى التعقيدات التي يعيشونها، وهذا ما يؤكد مرة جديدة وقوع المهرجان بين سندان المعسكرين النقيضين ومطرقتهما. المزيد عن: مهرجان برلينسينماأفلامسجال سياسيقضية غزةمخرج صينيأوكرانيامخرج 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post في الجزائر أم واحدة ولغتان عربية وأمازيغية تتواجهان next post Liberal party kicks Ruby Dhalla out of leadership race You may also like “كونتيننتال 25” يواجه الأنظمة المعاصرة في برلين 23 فبراير، 2025 ما سر حضور الفيلسوف كيركغارد في الثقافة العربية؟ 23 فبراير، 2025 مهى سلطان تكتب عن: الرسام هنري ماتيس يعود... 23 فبراير، 2025 عندما دخلت “أفلام التحريك” عالم السياسة واللؤم الاجتماعي 23 فبراير، 2025 بول شاوول يكتب عن: “كتابة الأنا” بين الأدب... 22 فبراير، 2025 محمد أبي سمرا يكتب عن.. عباس بيضون: العالم... 22 فبراير، 2025 فادي أبو خليل الشاعر الذي قرّر أن يختفي 22 فبراير، 2025 في الجزائر أم واحدة ولغتان عربية وأمازيغية تتواجهان 22 فبراير، 2025 كيف نحافظ على اللغة الأم في عصر العولمة... 22 فبراير، 2025 أوسكار وايلد يفضح في “زوج مثالي” نفاق المجتمع... 22 فبراير، 2025