السبت, فبراير 22, 2025
السبت, فبراير 22, 2025
Home » بونغ جون هو  يسخر من هواجس أميركا في مهرجان برلين

بونغ جون هو  يسخر من هواجس أميركا في مهرجان برلين

by admin

 

فيلم خيالي علمي من كوريا الجنوبية يفضح المنظومات الحاكمة وسياساتها الفاسدة

اندبندنت عربية / هوفيك حبشيان 

بعد ستة أعوام على فوز المخرج بويغ جون هو بـ”سعفة كان” عن “طفيلي” الذي أصبح أول فيلم غير ناطق بالإنجليزية ينال جائزة “أوسكار” أفضل فيلم، يحل هذا السينمائي ضيفاً على الـ”برليناله”. السؤال الذي طرحه كثر: لماذا لم يضم المهرجان الألماني هذا الفيلم الذي يحمل توقيع أحد أكبر الأسماء في السينما الآسيوية المعاصرة إلى المسابقة، بل فضل عرضه خارجها؟ الفيلمِ توزيع “وارنر”، ولم يعد سراً أن شركات أميركية كثيرة تنبذ مسابقات المهرجانات الأوروبية، خشية من أن يأخذ الفيلم هوية لا تنسجم مع تطلعاتهم التجارية. ولكن قد تكون أسباب عرضه خارج المسابقة على علاقة بقيمة الفيلم الفنية أيضاً، من وجهة نظر إدارة المهرجان، إذا لم تجده أهلاً بـجائزة “دب ذهبي” محتملة، علماً أننا شاهدنا إلى الآن أفلاماً أضعف منه في المسابقة.

فيلم خيال علمي سياسي مستوحى من رواية أميركية (ملف الفيلم)

هذا ثامن فيلم روائي طويل لبونغ جون هو البالغ من العمر 55 سنة. منذ بدايات انتظامه في العمل الإخراجي، أي في مطلع القرن الحالي، عرف بنصوص مطعمة بروح الدعابة الحادة والنقد الاجتماعي والسياسي اللاذع، وبتحريفه للأنماط السينمائية. جديده الذي يستعين بإنتاج ضخم ونجوم صف أول من أمثال روبرت باتينسون وتوني كوليت ومارك روفالو، يواصل هذا النهج ويتعمق فيه بمزيد من الجنون والتطرف الخيالي، وبإمكانات لم يسبق له أن عمل في إطارها. على غرار “طفيلي” الذي كان هجاء سياسياً، يتعرض بونغ جون هو هنا إلى المنظومات الحاكمة، لكن هذه المرة المنظومة المستقبلية العالمية الواقعة تحت سيطرة أميركا، قافزاً إلى خطاب أشمل وأوسع، من وحي العالم الذي قد نعيش فيه بعد ربع قرن من الآن، وهذا كله من خلال مزيج من الفكاهة والرومانسية والتشويق.

الفيلم مقتبس من رواية “ميكي 7” للكاتب إدوارد أشتون، صدرت في عام 2022 وسرعان ما أراد بونغ جون هو نقلها إلى الشاشة. عند نشرها، عدت واحدة من أهم روايات علم الخيال، بسبب رؤيويتها وقدرتها على التوفيق بين الجدية والفكاهة في قلب ناجح وفعال. من الصعب سرد تفاصيل القصة لكثرتها وانصهارها في ما بينها، ولكن يمكن إرجاعها إلى خطوطها العريضة: ميكي بارنز (باتينسون)، شاب يعمل لمصلحة شركة، يطلب منه أصحابها الالتزام التام بوظيفته التي تقتصر على أن يموت ليعيش. في لغة الخيال العلمي، أن ما يعرف بـ”المستنفد”، يقطن على متن مركبة فضائية تقوم برحلة تستغرق سنوات عدة لاستعمار أحد الكواكب، وعليه أن يموت مراراً وتكراراً. والموت هذا يتحقق لأسباب مختلفة، وفق الظروف والحاجات. وفي كل مرة يموت أو يكون على وشك الموت، يلقى به في “السايكلر”، الأشبه بجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، ثم يسحب جسده منه مجدداً، وتعاد خريطته العصبية إلى الدماغ.

تشويق وعاطفة وعلم وخيال (ملف الفيلم)

انطلاقاً من هذه الفكرة، يقحمنا الفيلم في سلسلة مفارقات تستمر طوال ساعتين وثلث الساعة فيها نقد لاذع وطرافة هدامة مع أبطال أشبه بشخصيات تخرج من الرسوم المتحركة. المواقف عبثية، تستمد حضورها من بعض مما يصنع عالمنا الحالي ومن كثير مما قد يصنع عالمنا غداً: الطموحات التوسعية، الرأسمالية، الفساد… هناك حتى إسقاطات على شخصية ترمب من خلال السياسي التي يلعب دوره مارك روفالو. هذا الأخير يترأس ما يمكن اعتباره بعثة استعمارية، ويبدي خلال القيام بمهمته نزعة إلى التسلط، مما جعل البعض يقارنه بالرئيس الأميركي الحالي، هذا رغم أن المخرج أنكر هذه المقارنة، قائلاً إنه يتناول من خلاله فكرة عامة لا شخصية محددة.

المخرج الكوري بونغ جون هو (ملف الفيلم)

أياً يكن، فهذه نظرة يلقيها كوري جنوبي على أميركا، مضخماً خطوطها، وساخراً من تجاوزاتها وهوسها بالتكنولوجيا ومشروعها في السيطرة على العالم وانعدام المسؤولية الذي تعانيه. نظرة ستعجب الأميركيين قبل غيرهم. طبعاً، يفعل هذا كله بحساسية آسيوية تتعايش مع تراث غربي عريق في النقد. نحترم عمله ونقدره، فالإخراج لا غبار عليه، والنص متماسك والممثلون، في مقدمهم روبرت باتينسون، يعطون أفضل ما لديهم. كل شيء مدروس ومنضبط، لكن، يا للأسف، هناك ميكانيكية تفقد العمل روحه، وهذا عيب نجده في عديد من الأعمال السينمائية أخيراً. ينتهي الفيلم من دون أن يبقى كثير منه لنتذكره بعد خروجنا من الصالة. أما النصف الساعة الأخير، فهو ينتمي جمالياً إلى مدرسة السينما الهوليوودية، بحسها التشويقي والبصري المعتاد والمفرط في صناعة الإبهار.

في نظر بونغ جون هو أن “ميكي 17” عن شباب يافعين من الطبقة العاملة، هؤلاء الذين لا حول لديهم ولا قوة. يخرج من بينهم شخص مثل ميكي ليصبح بطلاً رغماً عنه. أما الكيفية التي يصبح فيها بطلاً، فتلك أيضاً حكاية غير متوقعة. انكب بونغ جون هو على المشروع مدفوعاً بفكرة أن “هذه هي القصة التي يرغب الجمهور المعاصر في مشاهدتها”، كما صرح. في الملف الصحافي للفيلم، سأله المحاور ما إذا كان يحذر البشر (الذين لديه عاطفة شديدة تجاههم) من مستقبل العيش على الأرض، فيرد عليه بالقول، “الأرض لن تنقرض، لكنها تصبح مكاناً قاسياً للعيش، لذا سينتهي الأمر بالناس بمغادرتها. وستصبح المغادرة عادية للغاية. سيركبون سفينة فضائية، كما لو كانت رحلة طيران ليلية من لوس أنجليس إلى نيويورك، وليست هجرة جماعية أو خروجاً جماعياً. مزاج الفيلم يجعل هذا الأمر يبدو عادياً تماماً. مغادرة الأرض والهجرة إلى كوكب آخر تبدوان خياراً شائعاً. لذلك، يعيش الناس في هذا الفيلم بلا وجهة حياتية واضحة في الحياة. نشعر بوحدتهم. ليس لديهم عائلات، لكنهم لا يزالون محاطين بالحب. الفيلم هو كذلك قصة حب بين ميكي وناشا. الناس التائهون الذين يلجأون إلى العلاقات البشرية، جزء كبير من القصة التي أرويها”.

المزيد عن: مهرجان برلينفيلم كوريسينما آسيويةالخيال العلميهواجس أميركاالمنظومة العالميةجمالية

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili