© 2023 ELIPH PRODUCTIONS-RHAMSA PRODUCTIONS-MOVE MOVIE-AMOUR FOU LUXEMBOURG-PANACHE PRODUCTIONS-LA COMPAGNIE CINÉMATOGRAPHIQUE-L’ÉMISSAIRE DE BAAL مشهد من "الجدار الرابع" ثقافة و فنون الفيلم الفرنسي “الجدار الرابع”: بيروت 1982 في ظلال سوفوكليس by admin 13 فبراير، 2025 written by admin 13 فبراير، 2025 24 إسقاطات تحيل إلى الحروب الراهنة المجلة / علي المقري تزامن إنتاج الفيلم الفرنسي “الجدار الرابع” Le Quatrième Mur، الذي يُعرض حاليا في دور السينما الفرنسية، مع الأحداث العاصفة التي وقعت أخيرا في لبنان وفلسطين، ولهذا بدا اختيار رواية سورج شالاندون التي تحمل العنوان نفسه لتحويلها إلى فيلم سينمائي مقصودا في ظل هذه الظروف. فالرواية، التي ترجمتها إلى العربية كيتي سالم (دار الفارابي، 2015)، تعيدنا إلى الحرب الأهلية في لبنان والاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982. يصوّر الفيلم، الذي أخرجه ديفيد أولهوفن، في بدايته، شخصية المخرج اليهودي سام (يؤدي دوره برنارد بلوخ) وهو على سرير المرض في مستشفى بباريس، يتحدث مع جورج (لورينت لافيت) عن مسرحية “أنتيغون” لجان أنوي، التي كان بدأ بإخراجها في بيروت، حيث أمضى سنواته الثلاث الأخيرة متنقلا بين هذه المدينة المليئة بالصراعات وباريس. ومن خلال حديثه، نكتشف أنه يوناني هرب إلى باريس محملا ذكريات والده مع النازيين ونضاله اليساري في اليونان وبقاءه مناصرا للفلسطينيين. سيناريو الفيلم الواقعي يتخذ طابعا وثائقيا، حيث صُوِّر على خلفيات بيوت مدمرة ومسرح متداع، وشوارع وأزقة مدججة بالآليات والمسلحين تكون دهشة جورج كبيرة عندما يطلب منه سام الذهاب إلى بيروت ليكمل إخراج المسرحية، معتقدا أنها المكان المناسب لتقديمها، إذ تقوم تصوراته على منح أدوار تمثيلية في المسرحية لكل أطراف الحرب. ولهذا يزوده مخططاته وملاحظاته، ومعها أسماء الممثلين والممثلات وعناوينهم، وفي مقدمتهم إيمان الفلسطينية (منال عيسى)، التي ستؤدي دور أنتيغون. عوائق أيديولوجية هكذا، عندما يصل جورج إلى بيروت، يكون عليه الذهاب مع سائق سيارة الأجرة مروان الدرزي (سيمون أبكاريان) إلى منظمات ومؤسسات سياسية ودينية وميليشياوية ليتحدث معهم عن مشروعه الذي بدأه سام. ومع مشاهد الدمار والخراب العامة، يلاحظ المشاهد حدّة لهجة حرّاس البوابات الذين يستقبلونه بالشتائم أمام بوابات المخيمات وكانتونات الفصائل المسلحة، سواء لدى الفلسطينية أو المسيحية، فيبدو الأمر مبالغا فيه أحيانا، وغير مبرر. © 2023 ELIPH PRODUCTIONS-RHAMSA PRODUCTIONS-MOVE MOVIE-AMOUR FOU LUXEMBOURG-PANACHE PRODUCTIONS-LA COMPAGNIE CINÉMATOGRAPHIQUE-L’ÉMISSAIRE DE BAALمشهد من “الجدار الرابع” في مخيّم شاتيلا، يجد جورج إيمان تعلّم الأطفال على المسرح ترديد قصيدة محمود درويش القديمة “أنا عربي”، بكل عنفوان واعتزاز “سجِّل.. برأس الصفحة الأولى/ أنا لا أكرهُ الناس/ ولا أسطو على أحدٍ/ ولكنّي.. إذا ما جعتُ/ آكلُ لحم مغتصبي/ حذار.. حذار.. من جوعي/ ومن غضبي”. لا يكون اللقاء عابرا، بل يتطور إلى لقاءات وحوارات وزيارات إلى بيت عائلة إيمان. إلى أن تدعوه يوما إلى حفلة رقص، فتنشأ بينهما قصّة حب. © 2023 ELIPH PRODUCTIONS-RHAMSA PRODUCTIONS-MOVE MOVIE-AMOUR FOU LUXEMBOURG-PANACHE PRODUCTIONS-LA COMPAGNIE CINÉMATOGRAPHIQUE-L’ÉMISSAIRE DE BAALمشهد من “الجدار الرابع” لا يكون الممثلون المقترحون للأدوار الأخرى بمنأى عن العوائق الأيديولوجية أو الحزبية، فالشاب الشيعي لا يقبل دوره إلا بعد جدل حول مشروعية التمثيل من الناحية الدينية، ودوره في المسرحية. فيذهب جورح إلى مرجع ديني، ليجده مديرا ظهره، فيسمع منه أن التمثيل حرام لأنه يجسد مخلوقات الله، لكن الشيخ يتراجع عندما يخبره جورج أنه التقى إيرانيا في باريس قال له إنه لا توجد مشكلة في التمثيل. كما يعترض أحد الممثلين التسعة على دوره أو يحتج على أن تكون نهاية إحدى الشخصيات هي الانتحار لأن ذلك يخالف تعاليم الله “الذي بيده الأعمار وحده”. ملصق فيلم “الجدار الرابع” حياة عنيفة تتصاعد الأحداث بينما يواصل الفريق تدريباته على تمثيل المسرحية، إلى أن يصبح الاجتياح الإسرائيلي فاصلا في علاقاتهم، إذ يتفرقون ويلتحق بعضهم بالمحتل، مما يكون بمثابة صدمة لجورج، وتبلغ الفاجعة ذروتها حين يكتشف مصير إيمان في المخيم، في مشهد مؤثر ومؤلم. سيناريو الفيلم الواقعي يتخذ طابعا وثائقيا، حيث صُوِّر على خلفيات بيوت مدمرة ومسرح متداع، وشوارع وأزقة مدججة بالآليات والمسلحين، مع مؤثرات صوتية صاخبة تجعله يشعر أنه وسط الحدث. وربما كان تلقي جورج العلاج في مستشفى غزة بمخيم شاتيلا إثر إصابته بجروح كادت تفقده عينيه، إشارة لإحالة المشاهد إلى الأحداث الراهنة. مع هذا، يمكن القول إن الفيلم، وهو يستذكر أحداث بيروت، يريد أن يقول لنا لا تنسوا أبدا تلك القسوة والتوحش. قسوة ظهرت في العلاقات المتوترة لفريق المسرحية وسلوك بعضهم غير المتوقع. كما بدت في لامبالاة الناس بالحياة، وكأن ذهابهم إلى الموت طبيعي، أو جزء من حياة عنيفة يعيشونها كيفما أتفق. رسالة محددة إلى ذلك، ومع هذا التحفيز على عدم النسيان، إلا أن الفيلم لا يفتح أفقا للمشاهد كي يتساءل منه، أو يقول ماذا بعد؟ فما يتناوله يبدو ملحّا، مع ظروف الحرب التي تعيشها المنطقة، إلا أن واقعيته قد تذهب به بعيدا، فيصبح تعبيرا عن موقف المؤلف والمخرج الكارهين للحرب عامة، ولمسببيها خاصة، إذ يشير إليهم بشكل واضح مما يجعل الخطاب السياسي فيه هو الغالب. فلا يتيح السيناريو أي مجال للشك لدى المشاهد، فهو من بدايته إلى نهايته قد حدد “رسالته” في إظهار أطراف الصراع، كما يراهم، بانحياز واضح لمن يظن أنهم وجه الحقيقة. النص الروائي لشالاندون قارب مسرحية أنوي اكثر من الفيلم، الذي بقي تقليديا في دراميته بل وفي تبرير وجهته المحكمة ولهذا، حين يعرف جورح من قتل إيمان، بعدما سافر إلى باريس، سرعان ما يعود للانتقام، ولو بأيد محلية، محتفظا بحقه في إطلاق الرصاصة الأخيرة في زمن القتل المشاع. كما أنه، وبالرغم من اتكاء الفيلم على قصة مسرحية “أنتيغون”، فإن قصة المسرحية تكاد تغيب عن الفيلم، باستثناء مشاهد التدريبات المسرحية التي تغطي على الكثير من مشهدية التصوير السينمائي. فإذا كانت مسرحية “أنتيغون” لجان أنوي أخذت بعدها الاجتماعي للزمن الذي عُرضت فيه (4 فبراير/ شباط 1944)، وهو الاحتلال النازي لفرنسا، فإنها بذلك تجاوزت السردية القديمة لمسرحية سوفوكليس التي تحمل الاسم نفسه، وتُرجع مصائر شخوصها إلى مسببات غير واقعية. لهذا نجد أن النص الروائي لشالاندون قارب مسرحية أنوي اكثر من الفيلم، الذي بقي تقليديا في دراميته، بل وفي تبرير وجهته المحكمة، كقصة الحب بين إيمان الفلسطينية وجورج. يذكر أن الفيلم، الذي شاركت في إنتاجه بلجيكا ولوكسمبورغ إلى جانب فرنسا، حاز عددا من الجوائز، منها جائزة أفضل فيلم في مهرجان ملقة للسينما الفرنكوفونية في دورته الثلاثين. وقال المخرج الفرنسي دافيد أولهوفن، المولود في إسبانيا، تعليقا على هذا التكريم، إن الحاضر والماضي مرتبطان وإن “آثار الحروب لا تزال مستمرة في عالمنا اليوم”. وبررت لجنة التحكيم قرارها بالقول إن “الثقافة مقاومة، والمأساة هي طريق لفهم الألم الذي يمتد إلى أظلم زوايا الإنسان، ويحاول أن يلقي الضوء عليها”. أما مؤلف الرواية سورج شالاندون، فهو صحافي وروائي فرنسي ولد عام 1952 في تونس، ونشأ وعاش في فرنسا. صدرت له سبع روايات، ترجمت إلى العربية منها روايتان: “الجدار الرابع” الآنفة الذكر و”مهنة الأب” (ترجمة إيناس العباسي ووليد أحمد الفرشيشي، دار مسكلياني، 2023). وكان عمل مراسلا صحافيا لصحيفة “ليبيراسيون”، حيث غطى الحروب في لبنان والعراق وإيران والصومال وأفغانستان. المزيد عن: الحرب الأهلية بيروت ديفيد أولهوفن سورج شالاندون فيلم 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post محمد أبي سمرا يكتب عن: الحريري وتحولات سيرته في مرآة اغتياله وانهيار لبنان next post إسرائيل لن تنسحب من التلال الخمس؟.. مفاتيح السيطرة بالنار You may also like الوحدة الأوروبية أجهضت قبل أن تولد مرة ثانية 13 فبراير، 2025 اتهامات مفبركة ضد كراوتيين مجنسين في “مسكوت عنه” 13 فبراير، 2025 تحويل منزل فيروز إلى متحف قريبا… صور ومقتنيات... 13 فبراير، 2025 ندى حطيط تكتب عن: هل كان كارل يونغ... 13 فبراير، 2025 محمود الزيباوي يكتب عن: صيد الأسود على وعاء... 12 فبراير، 2025 محمد أبي سمرا عن : حوار غير منشور... 12 فبراير، 2025 سامر أبوهواش يكتب عن: ما يرويه ألمودوفار عن... 12 فبراير، 2025 إيطالية من البندقية تؤسس الكتابة النسوية في فرنسا 11 فبراير، 2025 «خلّ التفّاح» القاتل… تجرّعَته الضحية والجلّاد الدجّال 11 فبراير، 2025 بوب ديلان يتألق غناء وشعرا في فيلم “مجهول... 10 فبراير، 2025