مع عودة دونالد ترمب للبيت الأبيض، يبدو أن مشاهير هوليوود إما سينأون عن السياسة أو يلتحقون به (غيتي) ثقافة و فنون هوليوود بعد وادي السيليكون تخنع أيضا لـترمب by admin 6 فبراير، 2025 written by admin 6 فبراير، 2025 22 هناك مناخ ثقافي جديدة يسود في البلاد وجعل الممثلين والمغنين ومنتجي الأفلام في حالة من الصدمة، يبحث كاتب المقالة في النزعة نحو اليمين وكيف يثأر ترمب من المدينة التي وقفت ضده اندبندنت عربية / ستيفن آرمسترونغ من الصعب أن تكون ليبرالياً الآن في هوليوود، فالجميع هناك مشوش ومرتبك. كتب محرر موقع “ذا انكلير” The Ankler المختص بأخبار هوليوود، ريتشارد راشفيلد، مقالة يائسة في اليوم التالي لتنصيب ترمب: “نحن لسنا جزءاً من الائتلاف الحاكم هنا، نحن لا نتحدث من موقف إملاء الأمور على أميركا أو المطالبة باتباع خطانا أو غيره، خصوصاً أن أحداً لا يتطلع إلى سماع مزيد من هوليوود”. وكأنها تثبت وجهة نظره، نشرت سيلينا غوميز أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي “ستوري” [قصة] على صفحتها على تطبيق “إنستغرام” شاركت خلالها مشاعرها الحزينة حول محنة المهاجرين في ظل قيادة ترمب، لكن رد الفعل السلبي الذي واجهته جعلها تحذف منشورها، معلقة: “على ما يبدو ليس من المقبول إظهار التعاطف”. كانت هذه الانتخابات التي اعتقدت هوليوود أنها ستفوز بها من خلال أجواء “صيف برات” [“برات” أو “فتاة جريئة” هو وصف أطلقته المغنية البريطانية تشارلي أكس سي أكس على المرشحة كامالا هاريس، وهو منسوب لأغنية لها اشتهرت الصيف الماضي]. كم جرى تدعيم مكانة كامالا هاريس بصورة كبيرة بفضل تأييد النجوم الكبار مثل جورج كلوني وبروس سبرينغستين وأوبرا وينفري وبيلي إيليش، وصولاً إلى باربرا سترايساند. قائمة أسماء النجوم الذين دعموا هاريس طويلة وتشمل مايكل كيتون وليوناردو دي كابريو وجوليا روبرتس وإيفا لانغوريا وجنيفر أنيستون وكاردي بي، حتى حاكم كاليفورنيا السابق الجمهوري أرنولد شوارزنيغر صوت لهاريس وزميلها المرشح لمنصب نائب الرئيس تيم والز، لكن اتضح أن النفوذ الثقافي لمقدمي البودكاست اليمينيين الشعبيين جو روغان وثيو فون أكبر من نفوذ تايلور سويفت وبيونسيه. هناك احتقان في لوس أنجليس الآن، حتى أن الحرائق فشلت في توحيد المجتمع المنقسم. بداية من حملة #مي_تو [أنا أيضاً] #MeToo ورمي بعض الرجال المعتدين الذين لم يكن من الممكن المساس بهم في السجن، ووصولاً إلى الصعوبات المالية بسبب جائحة كورونا ومقاطعة حفلة توزيع جوائز “غولدن غلوب” لعام 2021، إذ رفض النجوم والناشرون الحضور بسبب عدم وجود أي شخص أسود بين المصوتين. وشهد عام 2023 إضرابين عصيبين مع انضمام الكتاب والممثلين إلى صفوف الاعتصام النقابي، مما أعطى القوة العاملة المتمردة شعوراً بالوحدة. وأصبح حينها ديفيد زاسلاف، رئيس شركة ورنر بروس المليونير المؤيد لترمب، العدو رقم واحد. ولوس أنجليس مدينة تقدمية، لكن الجماهير بدأت بالتحول والتشكيك في قيمها التقدمية. على سبيل المثال، ردود فعل المشاهدين على أفلام “حرب النجوم: الجيداي الأخير” The Last Jedi و”حرب النجوم الجزء التاسع: ذا رايز أوف سكايووكر” The Rise of Skywalker و”الأبديين” Eternals و “ذا مارفيلز” The Marvels، كانت عبارة عن صرخة غضب حول “التنوع القسري” [العرف المتمثل بإلزامية التنوع في الإنتاجات]. خلال العام الماضي، نفدت أموال شركة الأفلام الوثائقية ذات الميول اليسارية “بارتيسيبانت ميديا” Participant Media، التي أنتجت في السابق فيلم “حقيقة غير مريحة” An Inconvenient Truth، وأغلقت أبوابها في حين كان فيلم “هل أنا عنصري؟” Am I Racist؟ أعلى فيلم وثائقي تحقيقاً للأرباح عام 2024، وهو ما يتماشى مع روح العصر الثقافية الجديدة التي يختصرها ترمب بالكامل. قصة غلاف “مجلة نيويورك” New York Magazine أواخر الشهر الماضي حملت عنوان “طاولة الأطفال اللئيمين” The Cruel Kids’ Table، وتسلل كاتب القصة بروك كوليار إلى حفلات تنصيب ترمب، ووجد أن “التيار المحافظ، كقوة ثقافية وليس فقط كحالة سياسية، عاد على أرض الواقع وللمرة الأولى منذ ثمانينيات القرن الماضي”. الجيل الجديد والمتحمس من أنصار ترمب هم من الفئة الشابة من سكان المدن الذين لديهم علاقات واسعة والمهوسين بالعملات المشفرة والمؤثرين على الإنترنت، من المثليين وغير المثليين، الذين يزدرون سياسات الهوية ويروون النكات العنصرية، ويتلذذون بحرية قول ما يشاؤون من تعابير مسيئة. قوبل منشور حديث لسيلينا غوميز على “إنستغرام” حول الهجرة بردود فعل غاضبة (غيتي) وأوضح كاتب سيناريو عندما سألته عن هذا التحول الجديد في الآراء بالقول: “يعتقد عدد أكبر من الناس أن الديمقراطيين ليبراليون جداً، مقارنة بمن يعتقدون أن الجمهوريين يمينيون جداً. لا جدوى من كره ناخبي ترمب، هؤلاء هم الجمهور الآن”. من المفترض أن تكون حفلات جوائز الأوسكار ممتعة، لكن عدداً من الناس يشيرون إلى أن “الخطب الليبرالية” للحفلات الأخيرة كانت مفسدة للمتعة، وانخفضت أرقام المشاهدات بمعدل ينذر بالخطر. وتبدو القائمة المختصرة للمرشحين لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل ممثل صادمة، ففي حين لا يزال موقف مايكي ماديسون محاطاً بهالة من الغموض، فإن كلاً من تيموتيه شالاميه وسينثيا إيريفو ورالف فاينس وفرناندا توريس وأدريان برودي وكولمان دومينغو وديمي مور ينتمون إلى الجناح الليبرالي في هذه المدينة الليبرالية. أما بالنسبة إلى الممثل سيباستيان ستان، ففي فيلم “المتدرب” The Apprentice يلعب دور ترمب الذي يعاني ضعف الانتصاب ويخضع لعملية شفط الدهون ويغتصب زوجته إيفانا. وحتى الآن لا تزال لجنة التصويت في الأكاديمية تقرر من سيحصد الجائزة، إذا أرادوا خوض حرب مع الإدارة الأميركية الجديدة، فقد يدعمون ستان على أمل أن يلقي خطاباً نارياً. إما إذا اتبعوا المراهنين، فسيختارون أدريان برودي الذي من المحتمل أن يكون جرى تعديل صوته بواسطة الذكاء الاصطناعي ولكنه يمنع ذلك الصوت من التعبير عن آرائه السياسية [في إشارة إلى فلمه الأخير “الوحشي” The Brutalist، إذ جرى استخدام الذكاء الاصطناعي لتعديل صوت برودي الذي لعب دور مهاجر يهودي نجى من الهولوكوست في هنغاريا وهاجر إلى الولايات المتحدة]. من سيتحدث؟ ماذا سيقولون؟ أم أن الجميع سيبقون رؤوسهم منخفضة ويفصلون بين فنهم والسياسة؟ في الوقت ذاته، وعلى غرار سيناريو قطاع التكنولوجيا، تتغير ولاءات المشاهير السياسية، إذ أحيا سنوب دوغ حفلة توزيع جوائز الأوسكار لعام 2024، لكنه غنى أيضاً في حفلة تنصيب ترمب مع المغنيين سولجا بوي ونيللي. وعقب الحفلة، انخفض عدد متابعي سنوب دوغ على “إنستغرام”، لكنه لم يعتذر عن مشاركته وتجاهل الموضوع على رغم انتقاده لكاني ويست بسبب دعم الأخير لترمب عام 2018. أما كيم كارداشيان فتلعب على كلا الجانبين، إذ التقت كامالا هاريس عام 2024 وميلانيا عام 2025. وتساءل موقع “ذا كت” The Cut الأسبوع الماضي عما إذا كانت كيم كارداشيان أصبحت من مناصري الحزب الجمهوري الآن، بعد أن أهداها إيلون ماسك روبوت تسلا. مغني الراب سنوب دوغ، الذي يظهر هنا مع الرئيس عام 2011، أدلى بتعليقات مسيئة نوعاً ما حول ناخبي ترمب عام 2019، لكنه شارك في حفلة التنصيب الرئاسي (غيتي) أشار أحد الوكلاء الفنيين في حديث معي إلى أن الاحتجاج الذي أعقب السابع من أكتوبر (تشرين الأول) تسبب في مشكلات أدت إلى مشاعر متضاربة بالنسبة إلى بعض اليهود في هوليوود ممن كانو في السابق ليبراليين، وقال: “من الصعب وصف الجمهوريين بالعنصريين البغيضين، إذ كانوا من أكثر الداعمين لليهود الذين يواجهون موجة عالمية من معاداة السامية”. والحق أن هوليوود مكان قابل للتكيف مع التغيرات، لا بد أن تكون كذلك لأن هوليوود في نهاية المطاف تتمحور حول الأعمال التجارية. لا تستطيع أن تكون مصنع السينما الوحيد غير المدعوم [من الدولة] في العالم، إذا لم تكن قادراً على قراءة المزاج العام. على سبيل المثال، في ثمانينيات القرن الماضي، عندما كان التيار المحافظ قوة ثقافية، وفقاً لتقديرات مجلة “نيويورك”، سيلفستر ستالون هزم الشيوعي دولف لندغرين، وقاتل باتريك سويزي وتشارلي شين وجينيفر غري الغزاة الشيوعيين في فيلم “الفجر الأحمر” Red Dawn، وتفوق توم كروز على الطيارين الشيوعيين في فيلم “توب غان” Top Gun. حسناً، وصلتك الفكرة. في الوقت ذاته، لاحق مايكل جيه فوكس الثورة المادية في فيلم “سر نجاحي” The Secret of My Success، وأعلن مايكل دوغلاس أن “الجشع أمر جيد” في فيلم “وول ستريت” Wall Street، وحقق دان أكرويد وإيدي مورفي مكاسب كبيرة في فيلم “تبادل الأماكن” Trading Places، وسعى بول نيومان وتوم كروز إلى الاحتيال في فيلم “لون المال” The Color of Money، وقيل لكتاب السيناريو الذين تساءلوا عما حدث لأفلام المؤامرة اليسارية التي انتشرت في السبعينيات من القرن ذاته مثل “كل رجال الرئيس” All the President’s Men و”الحي الصيني” Chinatown و”شبكة” Network، أن يتوقفوا على التفكير بالأمر، فلا أحد يريد مثل هذه الأشياء بعد الآن. وصول دونالد وميلانيا ترمب إلى حفلة التنصيب “ليبرتي” في العاصمة واشنطن (أ ف ب/غيتي) ولهذا السبب سحبت ديزني قصة عن المتحولين جنسياً من مسلسل “فوز أو خسارة” Win or Lose من إنتاج بيكسار وتصدت لتعليقات راشيل زيغلر المناهضة لترمب على “إنستغرام”، وزيغلر التي تلعب دوراً في فيلم “سنو وايت” المرتقب، حصدت ردود فعل سلبية على تعليقاتها. وكما قالت المعلقة السابقة على قناة “فوكس نيوز” ميغين كيلي – “مرحباً، ديزني؟ سيتعين عليكم إعادة إنتاج فيلمكم مرة أخرى، لأن هذه المرأة خنزيرة، وطردتم جينا كارانو لسبب أقل من هذا بكثير”. (كارانو هي نجمة مسلسل “الماندلوري”The Mandalorian، التي طردت عام 2021 لنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي أن كونك جمهورياً في هذه الأيام مماثل لأن تكون يهودياً أثناء الهولوكوست)، جاء اعتذار زيغلر بصورة سريعة ومتكلفة. وهناك أيضاً تحول القوة، ففي حين أن ترمب كان لينزعج في الماضي لو لم يكن مرحباً به في هوليوود، هو يراهن الآن على أن التكنولوجيا هي القوة الجديدة. واستحوذ وادي السيليكون على صناعة الموسيقى والتسوق وحتى المواعدة العاطفية وفي الطريق نحو صناعة الترفيه. تهز “نتفليكس” و”أمازون” و”أبل” شبكات التلفزيون القديمة وشركات الإنتاج السينمائي، إذ تقوم الآن بصناعة البرامج والأفلام تماماً كما تفعل هوليوود. واستحوذ نجل مؤسس شركة أوراكل لاري إليسون، أحد المليارديرين المفضلين لدى ترمب، على شركة “باراماونت”. وعلى رغم عدم امتلاك إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ لشركات إنتاج، فإنهما يحظيان باهتمام المستهلكين ويتحكمان بوسائل التواصل الاجتماعي التي تعد وسائل ترفيه البالغين الأميركيين اليوم. ضيوف يحضرون حفلة توزيع جوائز “باور 30” بمناسبة التنصيب الرئاسي الذي رعته شركة “تيك توك” للمؤثرين الذين دعموا ترمب (رويترز) إذاً بدأ التراجع. ديزني، التي وجدت نفسها في مقدمة الحروب الثقافية حول سياسة “لا تقل مثلي الجنس” لحاكم فلوريدا رون دي سانتيس عام 2023، بدأت تراجعها في أوائل عام 2024 بعد أن قال الرئيس التنفيذي للشركة بوب إيغر إنه لا يحب مصطلح “ووك” (اليقظة) وأن هدف الشركة هو “الترفيه”. المميز في هوليوود هو أنها تعمل وفقاً لمعادلة غريبة. لا يستطيع أحد الحصول على عمل بإدارة شركة إنتاج، إن لم يكن شرهاً بما يتعلق بالمال. شركة الإنتاج مثل البنك، فهي تمول ما يحقق مبيعات. ولكن لسبب ما، فإن الليبراليين هم من يصنعون أفضل القصص والليبراليون يحتاجون إلى المال دائماً. كما قال اليساري جورج برنارد شو لقطب الأعمال الجشع صمويل غولدوين: “هناك فرق بيني وبينك: أنت مهتم فقط بالفن، وأنا مهتم بالمال فقط”. عندما كان والت ديزني المعادي للسامية يصنع فيلم “أغنية الجنوب” Song of the South العنصري جداً، أدرك أن الفيلم تجاوز الحدود، لذلك استدعى موريس رابف. اعتقد رابف، اليهودي الشيوعي، أن والت ارتكب خطأ [باستدعائه]. قال له ديزني: “على الإطلاق، هذا هو بالتحديد السبب الذي يجعلني أريدك أن تعمل في الفيلم، لأنني أعلم أنك لا تعتقد أنني يجب أن أصنع الفيلم”. وهكذا قبل رابف العمل وصنع والت الفيلم، وحققوا كثيراً من الأرباح، ثم تغير مزاج الجمهور، ومن الصعب الآن العثور على نسخة من الفيلم، وهكذا سيكون الحال دوماً. عندما تتغير الرياح، عندما يطالب الجمهور بشيء مختلف، بطريقة ما تلتزم هوليوود. وهذا عالم ترمب، أقله في الوقت الحاضر. © The Independent المزيد عن: هوليووددونالد ترمبوادي السيليكونالتيار المحافظالليبرالية الغربيةالمشاهير والسياسة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post لويز بروكس تختتم السينما الصامتة بتحفتها “لولو” next post الجسد الأمومي مرجع وجودي يحتفي به الشعر You may also like الجسد الأمومي مرجع وجودي يحتفي به الشعر 6 فبراير، 2025 لويز بروكس تختتم السينما الصامتة بتحفتها “لولو” 6 فبراير، 2025 “فرصة العيش” كما ناقشها الفلاسفة وقالوا بها 6 فبراير، 2025 “خطيبة للبيع” أوبرا هزلية تشيكية تحولت إلى رمز... 5 فبراير، 2025 شوقي بزيع يكتب عن: =هل الشعر والفن قابلان... 5 فبراير، 2025 محمود الزيباوي يكتب عن: قطع فخارية من موقع... 5 فبراير، 2025 مرصد الأفلام… جولة على أحدث عروض السينما العربية... 5 فبراير، 2025 تشيخوف يرسم روائيا دروب انعتاق المجتمع الروسي 5 فبراير، 2025 “نتفليكس” تصدم مشاهديها بقصة مجزرة في الغرب الأميركي 5 فبراير، 2025 عندما اصطاد الإيطالي غولدوني سلفه الفرنسي موليير في... 3 فبراير، 2025