الإثنين, يناير 20, 2025
الإثنين, يناير 20, 2025
Home » الجيش السوداني يتهيأ لمعارك في الخرطوم و”الدعم السريع” تتجه إلى دارفور

الجيش السوداني يتهيأ لمعارك في الخرطوم و”الدعم السريع” تتجه إلى دارفور

by admin

 

كانت منذ البداية تضع في اعتبارها أهمية تحضير مسرحها الاحتياطي بتعزيز وجودها في الإقليم تحسباً لخسارتها معارك الوسط

اندبندنت عربية / جمال عبد القادر البدوي صحفي سوداني

مع تواصل الضغط العسكري من قبل الجيش السوداني على قوات “الدعم السريع” بعد هزيمتها الأخيرة في ولاية الجزيرة وسط البلاد، وتواتر الأنباء عن ترتيبه لشن هجوم بري واسع لإكمال تحرير العاصمة الخرطوم، تزايدت عمليات انسحاب مجموعات كبيرة من قوات “الدعم السريع” برفقة أسرها عبر الطرق والممرات المفتوحة باتجاه غرب السودان، في وقت تنشط العمليات العسكرية من قبل الجيش والقوات المشتركة في الإقليم، فهل تشهد المرحلة المقبلة انتقال ثقل المعارك التي انطلقت شرارتها الأولى في العاصمة الخرطوم إلى حرب مكشوفة في صحاري وسهول إقليم دارفور؟

مواجهات حاسمة

بينما لا تزال قوات “الدعم السريع” تعاني صدمة الهزيمة التي تعرضت لها في ولاية الجزيرة وتنسحب أعداد كبيرة منها نحو دارفور، توقع مراقبون وباحثون أمنيون أن تشهد العاصمة السودانية معارك ضارية وفاصلة خلال الأيام المقبلة.

وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان ألمح خلال زيارته لمدينة ود مدني بعد تحريرها، إلى ترتيبات جارية لشن هجوم عسكري كاسح ضد قوات “الدعم السريع” الباقية داخل العاصمة الخرطوم وأطراف مدن أخرى، كما أعلن اللواء أبو عاقلة كيكل، قائد قوات “درع السودان” المتحالفة مع الجيش، استعداد قواته لدخول الخرطوم خلال 48 ساعة.

ويعتقد مراقبون بأن قوات “الدعم السريع” وفي محاولة منها لتغطية هزائمها وتراجعها الميداني في الفترة الأخيرة، لجأت إلى تكثيف قصفها المدفعي على الأحياء السكنية شمال أم درمان واستهداف البنية التحتية في سد مروي الحيوي بالمسيّرات الانتحارية لمرتين على التوالي خلال أسبوع واحد، كما استهدفت في أوقات متقاربة هذا الأسبوع مدن الدامر وعطبرة وسنار والقضارف.

وكانت الفرقة 19 مشاة بمدينة مروي أعلنت عن تصدي مضاداتها الأرضية لعدد من الطائرات المسيّرة التي أطلقتها قوات “الدعم السريع” على سد مروي، وأكدت استعدادها للتعامل مع أي طارئ أو أجسام غريبة في سماء الولاية.

دارفور الحاضنة المجتمعية التي نشأت وتكونت فيها قوات “الدعم السريع” (أ ف ب)

 

ضغط وانسحاب

في الأثناء كشفت مصادر ميدانية عن أن “الضغط العسكري المكثف من قبل الجيش دفع العشرات من جنود العدو إلى الانسحاب مع أسرهم وعدد من المتعاونين من مناطق الجزيرة وجنوب الخرطوم عبر جسري المنشية وسوبا بشرق النيل إلى مناطق سيطرة الميليشيات في جبل أولياء حيث الطريق المفتوح إلى غرب السودان”.

وأوضحت المصادر أن “قوات الجيش في أعقاب تحريرها مدينة ود مدني، قطعت الطريق أثناء تقدمها نحو الخرطوم أمام قوات العدو المشتتة في بعض مناطق شرق الجزيرة على امتداد الطريق القومي الشرقي الرابط بينها والخرطوم، ولم يعُد أمامها سوى المواجهة والتعرض للسحق أو الانسحاب عبر الجسر الرابط بين مدينتي الحصاحيصا ورفاعة نحو غرب البلاد”.

خيارات محدودة

وتابعت المصادر أنه “بينما يقترب الجيش من إكمال تحرير مدينة الخرطوم بحري، أصبحت الميليشيات أمام خيارات عسكرية صعبة، إما بسحب قواتها من شمال الخرطوم بحري لمجابهة قوات الجيش المتقدمة من شرق الجزيرة، مما سيمكن قوات الجيش في شمال المدينة من الالتحام مع قوات سلاح الإشارة وسطها وتشكيل جبهة جديدة ضاربة ضدها، أو المغامرة بالتورط في مواجهة وخيمة العواقب عليها، بخاصة أن قوات العدو بدأت منذ فترة خسارة معظم مصادر إمدادها البشري من غرب البلاد الرافد البشري الأساسي لها”.

طرق مفتوحة

وفي السياق يعتقد اللواء أمن معاش عبدالهادي عبدالباسط المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية بأن الطرق إلى دارفور مفتوحة أمام موجات الانسحابات المتواصلة لمجموعات من قوات “الدعم السريع” عبر ولاية النيل الأبيض ومنها إلى شمال كردفان ثم الإقليم، لافتاً إلى أن معظم الفارين كان هروبهم نهائياً.

ونوه إلى ظهور بوادر عصيان وتذمر واضحة وسط صغار الضباط والجنود مهددين بعدم تنفيذ أوامر قادتهم وتحميلهم مسؤولية الهزيمة في مدينة ود مدني، إلى جانب ضعف عزيمتهم القتالية نتيجة عدم صرف رواتبهم لفترة طويلة.

وأشار اللواء المتقاعد إلى أن كثيراً من الحواضن الاجتماعية التي ينحدر منها معظم ضباط وجنود “الدعم السريع” في دارفور، بدأت تتراجع عن المشاركة في القتال وتطلق نداءات داخلية لأبنائها من خارج قبيلة الرزيقات بالرجوع والتخلي عن القتال، فضلاً عن أن هناك أصلاً خطة مرتقبة من جانب القيادة العامة للجيش بتوجيه متحركات نحو دارفور لفك حصار الفاشر وتحرير مدينتي الجنينة ونيالا.

مسارات معلومة

من جهته، يشير الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية عبدالحليم منصور إلى أن تراكم الخسائر على قوات “الدعم السريع” في وسط السودان يدفع كل يوم مجموعات كبيرة منها إلى الانسحاب نحو دارفور عبر ممرات محدودة ومعلومة، أبقى عليها الجيش مفتوحة ضمن ترتيباته المرحلية، لافتاً إلى تعاظم الدور الاستخباراتي في هذه المرحلة من الحرب، بخاصة بعد نجاحه في إنجاز انسلاخ قائد “الدعم السريع” السابق بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل، وانضمامه إلى الجيش والذي قام  بدور كبير  في تحرير الولاية.

ويعتقد بأن قوات “الدعم السريع” كانت منذ البداية تضع في اعتبارها أهمية تحضير مسرحها الاحتياطي بتعزيز وجودها في إقليم دارفور تحسباً لخسارتها معارك الوسط بما فيه الخرطوم، لذلك ظلت تكثف من عمليات تجنيد الشباب من القبائل العربية الموالية لها بالضغط على زعماء العشائر هناك.

الحرب المكشوفة

يؤكد منصور أن مآلات الموقف العسكري الميداني في الوسط ستنعكس بصورة مباشرة في تحول جبهة الحرب إلى دارفور، مما سيؤدي إلى تغيير كبير في طبيعة الحرب وأسلوبها والتحول من قتال المدن والشوارع إلى الحرب المكشوفة باستخدام أنواع الأسلحة كافة، موضحاً أن متغيرات على المستويين العسكري والسياسي ستترتب على تحرير مدينة ود مدني، وما شكله من ضغوط عسكرية على قوات “الدعم السريع” ربما تدفعها إلى الامتثال لتنفيذ بنود اتفاق جدة في مايو (أيار) 2023، بانسحابها من الأعيان المدنية ومنازل المواطنين، مما يعني تحريك جمود التفاوض بمعادلات جديدة مختلفة.

على الصعيد ذاته، يرى محمد حارن، القيادي في حركة “جيش تحرير السودان” أن “ميليشيات’الدعم السريع‘ تشهد انسحاباً كبيراً جداً صوب إقليم دارفور، بعد تحرير الجيش والقوات المساندة له عاصمة ولاية الجزيرة وبدء تقدمه لإكمال بسط سيطرته على ولاية الخرطوم”.

وأوضح أن توسع الحرب وانتشارها في معظم أنحاء ولايات البلاد، كان سبباً في تشتت جهود قوات الجيش والمشتركة والمستنفرين على محاور متعددة، لكن انتقال الحرب إلى دارفور وحصرها هناك سيوفر فرصة أفضل تمكن من تجميع كل تلك القوات والانقضاض على قوات “الدعم السريع” وتوجيه ضربة ساحقة لها في دارفور.

تصعيد الفاشر

على نحو متصل، يرى المتخصص في فض النزاعات الجيلي عبدالرحمن أن قوات “الدعم السريع” بعد الهزائم المتتالية التي تعرضت لها في معظم محاور وسط السودان، لم يعُد أمامها ملاذ غير العودة لدارفور، مما يتوقع معه تصعيد عملياتها لتسريع الاستيلاء على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور الولاية الوحيدة من ولايات الإقليم الخمس التي لا تزال تحت سيطرة الجيش.

ويوضح عبدالرحمن أن عمليات انسحاب قوات “الدعم السريع” تتم عبر  خزان جبل أولياء جنوب الخرطوم الواقع تحت سيطرتها باعتباره المنفذ الوحيد المتاح أمامها الآن، والمؤدي إلى غرب مدينة أم درمان وصولاً إلى الطرق المنفتحة نحو شمال كردفان وإقليم دارفور.

ويردف أن “توالي عمليات الانسحاب يشكل إشارات مهمة في توقع تحول مسرح الحرب مستقبلاً إلى دارفور، حيث الحاضنة المجتمعية التي نشأت وتكونت فيها قوات ’الدعم السريع‘، لكن المعضلة التي يتوقع أن تواجه تلك القوات هناك هي أن كثيراً من القبائل بدأت سحب أبنائها المقاتلين معها ووقف أي عمليات تجنيد جديدة لمصلحتها”.

المشتركة تترصد

على جبهة دارفور، كشف صلاح الدين آدم تور، عضو مجلس السيادة الانتقالي، رئيس “حركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي”، عن انتشار فاعل للجيش والقوات المشتركة في صحراء شمال دارفور وتخوض معارك في مناطق عدة بتنسيق تام، في إطار تنفيذ خطط تستهدف كسر “الدعم السريع” ودحرها في دارفور.

وأوضح تور لـ”وكالة السودان للأنباء” (سونا) أن “القوات المشتركة تعرف تماماً كيف تقاتل الميليشيات وتعرف أساليبها وتكتيكاتها، وهي تمتاز بالخفة والتحرك السريع والالتفاف”.

وقالت القوة المشتركة لحركات دارفور المسلحة إنها شنت هجوماً مباغتاً على تجمعات ميليشيات “الدعم السريع” في محور الصحراء، تمكنت فيه من القضاء الكامل على ثلاثة متحركات للعدو وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وفرت بقية المتحركات جنوباً نحو مدينة مليط.

وأوضح بيان للمتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة المقدم أحمد حسين أن قوات “الدعم السريع” كانت تحاول إعادة ترتيب صفوفها وتجميع ما بقي من قواتها في تخوم مناطق سيطرة القوات المشتركة، بهدف الهجوم علي منطقة المالحة في شمال دارفور واستعادة الانتشار في المثلث الحدودي بين السودان وليبيا وتشاد، بعد أن كان قد تم طردها من هذه المنطقة في وقت سابق وقطع خطوط إمدادها الذي كان يصل إليها من خارج الحدود.

معارك متواصلة

في المقابل، قال بيان للمتحدث الرسمي باسم قوات “الدعم السريع” إنها تمكنت أمس السبت من فرض سيطرتها الكاملة على مناطق الحلف – دريشقى – وماو في ولاية شمال دارفور، وكبدت متحرك للجيش والقوات المشتركة خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد والمعدات.

وكشفت “الدعم السريع” على “تيليغرام”عن أن قبائل عدة في كاس وعد الفرسان جنوب دارفور، أعلنت انحيازها الكامل إلى “الدعم السريع” ودفعت 50 ألف مقاتل إلى صفوفها، إلى جانب إعلان الإدارة الأهلية في إقليم كردفان مساندتها الكاملة لقوات “الدعم السريع” وقدمت ألف رأس من المواشي لمقاتليها.

ومنذ منتصف أبريل (نيسان) عام 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” حرباً انطلقت شرارتها من داخل العاصمة السودانية، وسرعان ما امتدت نيرانها إلى 13 ولاية من أصل ولايات البلاد الـ 18، وعلى رأسها إقليم دارفور وجنوب كردفان غرب البلاد، وولايات الجزيرة وسنار والنيل الأبيض في الوسط وأطراف ولايات نهر النيل شمالاً، والقضارف والنيل الأزرق شرقاً، غير أن الجيش يشن منذ أشهر عدة هجوماً متعدد المحاور تمكن عبره من استعادة ولايتي الجزيرة وسنار ويتقدم بصورة كبيرة داخل ولاية الخرطوم.

المزيد عن: السودانحرب الخرطومقوات الدعم السريعدارفورقبيلة الرزيقاتالعشائرهجوم بريالعمليات العسكريةأم درمانالقضارفحرب الجنرالين

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00