إسرائيل لن تفرج عن مروان البرغوثي أشهر أسير فلسطيني

حاولت “حماس” إقناع تل أبيب بإبعاده لكن نتنياهو أصر على رفض الفكرة

اندبندنت عربية / عز الدين أبو عيشة مراسل @press_azz

بعد ساعات من إعلان الوسطاء التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، انتهت إسرائيل من إعداد قائمة بالأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الرهائن والأسرى، لكن هل تشمل هذه القائمة أشهر أسير فلسطيني؟

عندما نفذت حركة “حماس” هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتمكنت من احتجاز 230 رهينة، اعتبرت ذلك الملف ورقة تفاوض كبيرة بيدها تمكنها من الضغط على تل أبيب لإطلاق جميع الأسرى، وعلى رأسهم السياسي الفلسطيني مروان البرغوثي.

ومنذ بدء الحرب وحتى إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، كانت “حماس” تدرج القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي على رأس قوائم الأسرى التي ترغب في الإفراج عنهم، وكثيراً ما كان يردد المتحدث باسم الحركة أسامة حمدان نية فصيله السعي إلى الإفراج عن البرغوثي.

لكن على رغم مطالب “حماس” وإصرارها فإن تل أبيب لم تدرج اسم البرغوثي في قوائم الأسرى التي ترغب في الإفراج عنهم خلال المرحلة الأولى من الصفقة، وبحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (كان) فإن عميد الأسرى الفلسطينيين لن يجري إطلاقه.

ووفق اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حماس” فإن الأولى مطلوب منها الإفراج عن 200 أسير فلسطيني من الصادر بحقهم أحكام بالسجن المؤبد، ولا يحق للحركة اشتراط أسماء بعينها وإنما تتولى مصلحة السجون الإسرائيلية اختيار الأسماء من دون اعتراض الفصائل الفلسطينية.

“حماس” لم تضع أسماء

ويقول الباحث السياسي تيسير عابد إن “حركة ‘حماس’ حرمت من حرية اختيار أسماء بعينها لإطلاقهم، ولكن سمح لها بتقديم معايير عامة، كأن يكون الأسير من أصحاب المؤبدات أو بقي على إطلاقه 15 عاماً”.

ويضيف عابد أن “اختيار أسماء أسرى محددين وفق هذه المعايير سيُترك لإسرائيل، أي أنه لا يحق لـ ‘حماس’ إدراج البرغوثي ضمن القائمة التي انتهت تل أبيب من إعدادها أصلاً”، مشيراً إلى أن الحركة لا تزال تحاول فرض اسمين في الأقل من الأسرى الرمزيين، مثل مروان البرغوثي، لكن مصلحة السجون الإسرائيلية ترفض.

رفض إسرائيلي

ويؤكد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وهو المسؤول عن السجون الإسرائيلية المعتقل فيها الأسرى الفلسطينيون، أنه لن يقبل بإطلاق البرغوثي لأنه “إرهابي كبير”، ويخطط كما يفعل السنوار للانتقام من الإسرائيليين.

ويقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “لن أقبل بإطلاق أسرى فلسطينيين ملطخة أيديهم بالدماء مثل البرغوثي، ومن الأساس لن يقبل المجتمع الإسرائيلي بذلك ومن الصعب إقناع الجماهير بهذه الفكرة”.

وليس البرغوثي لوحده من ترفض إسرائيل إطلاقه وإنما تصر على وضع “فيتو” على الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، وثاني أبرز شخصية قيادية داخل حركة “حماس” في الضفة الغربية إبراهيم حامد، وقائد حركة “حماس” في مدينة طولكرم بالضفة الغربية عباس السيد.

“حماس” تحاول

وحاولت “حماس” كثيراً عرقلة الصفقة حتى ترضخ إسرائيل لمطالبهم بالإفراج عن البرغوثي، لكن تل أبيب كانت أشد عناداً، ويقول رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين قدورة فارس، والذي يشارك في الوفد الفلسطيني للتفاوض حول إطلاق الأسرى، إن “حركة ‘حماس’ أصرت حتى آخر لحظة على الإفراج عن مروان البرغوثي حتى كادت الصفقة تفشل”، مضيفاً أن “الحركة تريد أن تظهر للشعب الفلسطيني أنها ليست حركة منغلقة على ذاتها، بل جزء من النسيج الاجتماعي الفلسطيني، ومن ثم يحاولون أن يظهروا مسؤولين، لكن إسرائيل كانت أشد عناداً ورفضت إطلاق البرغوثي وصممت على ذلك”.

وبحسب معلومات “اندبندنت عربية” فإن “حماس” حاولت إقناع إسرائيل بالإفراج عن البرغوثي ونفيه إلى خارج الأراضي الفلسطينية نحو تركيا، وذلك انسجاماً مع طلب تل أبيب إبعاد الأسرى ذوي الأحكام العالية إلى الخارج، لكن وفد الـ “موساد” أصر على رفض هذه الفكرة.

حليف “حماس”

ويعد مروان البرغوثي أشهر أسير فلسطيني داخل السجون الإسرائيلية، وقد اعتقل عام 2002 على خلفية تأسيسه “كتائب شهداء الأقصى” الجناح العسكري لحركة “فتح”، وحكم عليه بالسجن خمس مؤبدات، ومنذ أسره ترفض تل أبيب الإفراج عنه ضمن أية صفقة.

ويعد البرغوثي المرشح الأوفر حظاً لرئاسة السلطة الفلسطينية، فهو يتمتع بدعم قوي من جميع الفلسطينيين وعلى رأسهم حركة “حماس” على رغم أنه قائد فتحاوي، وفي حال الإفراج عنه فقد تتغير ديناميكيات الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ومنذ فترة طويلة تحاول “حماس” العمل على الإفراج عنه، إذ تعتبر أن إطلاقه انتصار لها وتعتبره حليفها، ويؤكد رئيس هيئة شؤون الأسرى قدورة فارس أن الحركة تحاول حشد الدعم الشعبي لها عند الإفراج عنه، إضافة إلى الاعتراف بوضعه كشخصية فلسطينية جامعة وقد تدعمه في رئاسة السلطة الفلسطينية، وقد تبدي له الولاء بما أنه ينافس التيار الحالي في الضفة الغربية.

ويضيف فارس أنه “في حال أُطلق البرغوثي فسيكون مرشحاً رئاسياً لقائمة تدعمها ‘حماس’، وتظهر استطلاعات الرأي أنه السياسي الأكثر شعبية بين الفلسطينيين، متفوقاً على عباس وأي قائد حمساوي”.

ولا تنفي “حماس” أنها حاولت باجتهاد وضع اسم البرغوثي على قائمة السجناء الذين تريد الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، ويقول أسامة حمدان “كان اسمه الثاني في القائمة ويجب أن يخرج من السجون لأنه قدم للشعب الفلسطيني كثيراً، ولأن المرحلة المقبلة تحتاج إلى قائد مثله”.

وتتهم “حماس” نظيرتها “فتح” بالوقوف وراء إقناع إسرائيل بعدم إطلاق البرغوثي لأنه منافس للقيادات الحالية في السلطة الفلسطينية، لكن متحدث “فتح” منذر الحايك يقول إن “القيادة الفلسطينية عملت من أجل إطلاق جميع الأسرى وعلى رأسهم الأخ مروان البرغوثي، وجميع الاتصالات واللقاءات التي جرت مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية ومع السلطات الإسرائيلية كان على رأسها موضوع الإفراج عنه، لكن إسرائيل كانت ترفض دائماً ذلك”.

المزيد عن: غزةإسرائيلحرب القطاعمروان البرغوثيوقف إطلاق النارصفقة تبادل أسرى ورهائن