مناهضون للحكومة ينظرون إلى مطار كويرس العسكري في الجزء الشرقي من محافظة حلب، 3 ديسمبر 2024 (أ ف ب) عرب وعالم الغنائم تشعل خلافات المعارضة السورية قبل انتهاء المعارك by admin 5 ديسمبر، 2024 written by admin 5 ديسمبر، 2024 58 “فجر الحرية” تتهم نظيرتها “تحرير الشام” بالعدوانية والسطو وتعزيز المكاسب الذاتية اندبندنت عربية / عبد الحليم سليمان مراسل @A_S_Abdulhalim خلال الأيام القليلة الماضية أطلقت الفصائل المعارضة السورية عمليتين عسكريتين انطلاقاً من الشمال السوري بتسميتين وأهداف مختلفة. العملية الأولى بدأت في ريف حلب الغربي باسم “ردع العدوان” في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، وشاركت فيها “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) و”فيلق الشام” و”جيش الأحرار” و”حركة أحرار الشام” و”جيش العزة”، وجميعها يشكل “غرفة عمليات الفتح المبين” التي أعلن عن تشكيلها في يونيو (حزيران) 2019. وإلى جانبها تشارك فصائل تتبع للجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا مثل “الجبهة الشامية” و”حركة نور الدين الزنكي” وفصائل “الجبهة الوطنية للتحرير”. مع بدء “ردع العدوان” أعلنت عن أهدافها في بيان مصور تلخص في أنها تهدف إلى “كسر مخططات العدو عبر توجيه ضربة استباقية مدروسة لمواقع ميليشياته”. وقال الناطق باسم الغرفة حسن عبد الغني، إن الحشود العسكرية للنظام “تهدد أمن المناطق المحررة، وواجب الفصائل هو الدفاع عن المدنيين في وجه الخطر الوشيك الذي يستهدف وجودهم وأمنهم”، مؤكداً أن الدفاع عن المدنيين في المناطق المحررة ليس خياراً بل واجب، وأن هدفهم الثابت الذي لن يدخروا جهداً في سبيل تحقيقه هو إعادة المهجرين إلى ديارهم. أما العملية العسكرية الثانية والتي أطلقت من قبل فصائل الجيش الوطني في 30 نوفمبر فسميت بـ”فجر الحرية”، وشاركت فيها “فرقة السلطان مراد” و”جيش الإسلام” و”الجبهة الشامية” و”فرقة السلطان سليمان شاه” و”فرقة الحمزة”، والأخيرتان تشكلان ما يعرف بـ”القوة المشتركة”. وبحسب بيان أصدرته الحكومة السورية الموقتة التي تمثل الجيش الوطني السوري المعارض، فإن “فجر الحرية” تهدف إلى السيطرة على المناطق الواقعة حالياً تحت سيطرة النظام السوري، وكذلك قوات سوريا الديمقراطية، أما “الهدف الأسمى فهو تحرير كامل الأراضي السورية من قبضة النظام والميليشيات الإرهابية والانفصالية التي تسعى إلى تقسيم بلدنا ونهب خيراته”، وفق البيان. تضارب وتماس وفي الوقت الذي بدأت عملية “ردع العدوان” في ريف حلب الغربي، انطلقت “فجر الحرية” في ريفها الشرقي وبالتحديد من ريف باب الجنوبي باتجاه تادف ودير حافر التي وصلت إليها وحدات “حماية الشعب” التابعة لقوات سوريا الديمقراطية في مسعى لفتح ممر بين مناطقها شرق الفرات وتل رفعت في الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب. سيطرت “ردع العدوان” على كامل مدينة حلب وحاصرت الحيين الكرديين وتوجهت إلى ريف حلب الجنوبي باتجاه حماة مروراً بريف إدلب الشرقي، في حين بدأت “فجر الحرية” بالتوسع في مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي على حساب سيطرة النظام وصولاً إلى تل رفعت التي اصطدمت فيها بالقوات الكردية ومن ثم سيطرت على المنطقة الصناعية شمال المدينة وأجزاء من ريف حلب الجنوبي، لتلتقي مع “ردع العدوان” التي تقودها “هيئة تحرير الشام”. نتج من التماس والتداخل في مناطق السيطرة بين فصائل الغرفتين العسكريتين خلال الأيام الماضية حوادث تصادم وخلافات تسرب بعض منها، بحسب ناشطين، حول غنائم وسيطرة على المواقع مثل المحطة الحرارية لإنتاج الكهرباء الاستراتيجية الواقعة جنوب شرقي مدينة حلب، والتي تغذي مدينة حلب وأجزاء واسعة من الداخل السوري، حيث سيطرت عليها فصائل الجيش الوطني التابعة لـ”فجر الحرية” في البداية لتأتي بعدها عناصر “ردع العدوان” وتستولي منهم على المحطة وتعتقل العشرات من عناصر الحراسة هناك. وقالت مصادر محلية إن ساعات وصول الكهرباء في مناطق النظام انخفضت بشكل ملحوظ بسبب قطع التغذية عنها من المحطة الحرارية بحلب، في حين زادت تلك الساعات في أحياء حلب الواقعة حديثاً تحت سيطرة “هيئة تحرير الشام”. في خطوة مفاجئة أصدرت غرفة عمليات “فجر الحرية” أمس الثلاثاء، بيان “إدانة واستنكار” لما وصفه بالسلوك العدواني لـ”هيئة تحرير الشام” تجاه فصائل الجيش الوطني، وقيامها بأسر عدد من جنود غرفة “فجر الحرية” وممارسة سياسات التغلب والاستئثار. وجددت إدانتها لقيام “هيئة تحرير الشام” بـ”تحرير المناطق التي حررتها غرفة عملياتنا في مشهد يعيد إلى الأذهان السلوك المؤسف المعروف بـ(تحرير المحرر)، وهو أمر لا يخدم الثورة السورية وأهدافها”، على حد تعبيرها. وشددت “فجر الحرية” على أن هذه التصرفات التي وصفتها بالعدوانية من قبل “هيئة تحرير الشام” تؤكد على “وجود نوايا غير سليمة وتمسك بحال الفصائلية وتعزيز المكاسب الذاتية”، داعية الهيئة إلى “وقف عدوانها فوراً على فصائل الجيش الوطني وغرفة (فجر الحرية) وإعادة المناطق التي حررتها غرفة عملياتنا إلى وضعها السابق، وتوجيه البندقية إلى أعداء الثورة السورية بدلاً من ممارسات السطو والاستحواذ”، بحسب البيان. شقاق في الموقف لكن القوة المشتركة التي تمثل فصيلي “فرقة السلطان سليمان شاه” و”فرقة الحمزة” تنصلت من البيان الذي صدر عن غرفة عمليات “فجر الحرية”، مؤكدة أنه “لا يمثلها”، وداعية إلى “الوحدة مع إخواننا المجاهدين بكافة الأراضي والمحاور السورية لتحرير بلادنا من رجس النظام وميليشيات (قسد) الإرهابية”. من جهتها، لم تعلق “هيئة التحرير الشام” أو غرفة عمليات “ردع العدوان” على البيان الصادر من نظيرتها في الجهة الأخرى من المعارضة المسلحة، في حين ذكر ناشطون أن الخلافات بين الفصائل أحيلت إلى لجنة للفصل بينها. وقال الناشط والمحلل السياسي عبد الكريم العمر، من إدلب إن “خلافاً نشب بين غرفتي العمليات وجرى حله بشكل فوري من دون وقوع صدام، والأمور ما زالت جيدة بين القوتين”، كما نفى وجود أي تنافس بينها. وأضاف العمر أنه “حتى لو وجدت اختلافات في وجهات النظر والآراء بين الفصائل المشاركة وهيكلياتها التنظيمية والإدارة، في إشارة إلى الحكومة السورية الموقتة التابعة للائتلاف السوري المعارض المدعوم من تركيا وحكومة الإنقاذ التابعة لـ(هيئة تحرير الشام)، فإنها من خلال بياناتها الرسمية عند إطلاق العمليتين العسكريتين تؤكد أن جميعها يسير على نهج واحد من أجل طرد ميليشيات إيران و(حزب الله) وإسقاط النظام” على حد تعبيره. ومن خلال سير المعارك والتجهيزات الجارية في الميدان تظهر المعطيات أن غرفة عمليات “ردع العدوان” التي تقودها “هيئة تحرير الشام” متوجهة بشكل أساسي ضد قوات النظام السوري وحلفائه في مناطق الداخل السوري باتجاه حماة وحمص وربما المنطقة الجنوبية من البلاد، في حين تتجه غرفة عمليات “فجر الحرية” أكثر نحو قتال القوات الكردية مثلما حصل في تل رفعت، وهي تجهز لحملة بدأت خلال الساعات الماضية قرب منبج بريف حلب الشرقي حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية. تجدر الإشارة إلى أن صدامات عدة سابقة جرت قبل بدء الأحداث الأخيرة بين فصائل من الجيش الوطني السوري المعارض و”هيئة تحرير الشام” وفصائل انضمت إليها في ريف حلب، وأبرز هذه الاشتباكات جرى في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 حين تمكنت الهيئة من الوصول إلى مدينة عفرين والسيطرة على عدد من البلدات والقرى وطرد فصائل من المدينة، لتنسحب الهيئة من المنطقة بعد توقف الاشتباكات بضغط عسكري واستخباراتي تركي. المزيد عن: سورياهيئة تحرير الشامعملية ردع العدوانالنظام السوريقوات سوريا الديمقراطيةإدلب وحلبالحرب في سوريا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الشرطة تطلق النار في فانكوفر على مشتبه به ’’طعن عدداً من الأشخاص‘‘ next post المعارضة تطوّق حماة من 3 جهات وقوات موالية للنظام تصد هجوما شرق سوريا You may also like ميقاتي يلتقي عون: نحن أمام مرحلة جديدة لسحب... 10 يناير، 2025 نعمت عون حملت مسؤوليات «بحجم جبال»… ما نعرفه... 10 يناير، 2025 كانتونات للدروز وأخرى للأكراد… ترسيم سوريا بخطط إسرائيل 10 يناير، 2025 كواليس الساعات الأخيرة لانتخاب عون رئيسا للبنان 10 يناير، 2025 هل تتمكن “الإخوان” من لملمة “إمبراطوريتها” المالية بعد... 10 يناير، 2025 بايدن يهنئ جوزيف عون: “الزعيم المناسب للبنان” 10 يناير، 2025 هل يعكس انتخاب جوزيف عون رئيسا للبنان الملامح... 10 يناير، 2025 “النواب الأميركي” يصوت بمعاقبة “الجنائية الدولية” بسبب إسرائيل 10 يناير، 2025 العثور على مواطن سويسري ميتا داخل سجن في... 10 يناير، 2025 الفقر والبطالة في إيران بين الواقع والإحصاءات الحكومية 10 يناير، 2025