تتضمن الإصدارات الجديدة لشهر أكتوبر تاريخ جوش سيمز للملابس العصرية الرئيسة والغوص العميق لجيريمي كرانغ في تفاصيل الحياة أثناء الحرب العالمية الثانية (اندبندنت) ثقافة و فنون أهم الكتب الصادرة في بريطانيا خلال شهر أكتوبر by admin 2 أكتوبر، 2024 written by admin 2 أكتوبر، 2024 66 أعمال جديدة لـ آلي سميث وآندرو ميلر نستعرض من خلالها أبرز الإصدارات في زاويتنا الشهرية اندبندنت عربية / مارتن شيلتون كاتب وصحافي MartinChilton@ عندما يتحدث دونالد ترمب عن “تسميم دماء بلدنا”، فهو، بحسب الكاتب غافين إيفانز، “يستحضر روح هتلر”. في كتابه “تفوق البيض: من تحسين النسل إلى الإحلال العظيم” White Supremacy: From Eugenics to Great Replacement الصادر عن دار آيكون للنشر، يغوص إيفانز بعمق في الأفكار الخطرة وغير العلمية التي تقف وراء العنصرية. في فصل افتتاحي صادم، يستعرض المذبحة التي راح ضحيتها عشرة أشخاص من ذوي البشرة السوداء في بوفالو بنيويورك عام 2022، ويتتبع كيف يمكن للتصورات المشوهة أن تغذي العنف المميت الذي يرتكبه المتطرفون اليمينيون. وبالمناسبة، لا يتوقف الكتاب هنا، بل يسلط الضوء أيضاً على اغتيال النائبة البريطانية جو كوكس. “تفوق البيض” هو عمل كئيب بلا شك، لكنه بالغ الأهمية. تستكشف الدكتورة هيتا هاوز ببراعة حيوات أربع نساء رائدات هن: ماري دو فرانس، جوليان من نورويتش، كريستين دو بيزان، ومارغري كيمب، في كتابها “شاعرة، متصوفة، أرملة، زوجة: الحياة الاستثنائية لنساء العصور الوسطى” Poet, Mystic, Widow, Wife: The Extraordinary Lives of Medieval Women الصادر عن دار “بلومزبري”. تقدم المؤرخة هاوز في هذا العمل نظرة عميقة على الكفاح الخفي والقوي الذي خاضته تلك النساء ضد الأطر الاجتماعية التي حاولت تقييدهن، كل واحدة منهن بطريقتها الخاصة. أوصي بشدة بقراءة كتاب روبرت ماكرم “ركلة الجزاء: قصة تغيير اللعبة” من إصدارات نوتينغ هيل إيديشنز The Penalty Kick: The Story of a Gamechanger، الذي يسرد قصة أحد أكثر العقوبات إثارة في عالم كرة القدم: ركلة الجزاء. هذه القاعدة الثورية التي غيرت مجرى اللعبة اقترحها للمرة الأولى ويليام ماكرام الجد الأكبر للكاتب، والذي كان حارس مرمى إيرلندياً هاوياً، وتم اعتمادها عام 1891. يقدم الكتاب سرداً اجتماعياً بارعاً لتاريخ كرة القدم، ويقدم نظرة مبتكرة على اللحظات الفارقة في هذه الرياضة التي تتسم بالأخطار العالية والفرص الحاسمة. أخيراً، هناك كتابان من القطع الكبير يقدمان “متعة مستمرة” لمن يرغب في الغوص فيهما: “كون ويب: صور تلسكوب الفضاء التي تكشف تاريخنا الكوني” Webb’s Universe: The Space Telescope Images That Reveal Our Cosmic History للدكتورة ماغي أديرين بوكوك (من إصدارات مايكل أومارا)، الذي يعج بتفسيرات مشوقة وصور مذهلة للفضاء، وكتاب “دليل برادلي للسكك الحديد: رحلة عبر قرنين من تاريخ السكك الحديد البريطانية 1825-2025” Bradley’s Railway Guide: A Journey Through Two Centuries of British Railway History لسيمون برادلي (من إصدارات بروفايل بوكس)، وهو سرد رائع لتاريخ أقدم نظام سكك حديدية في العالم. فيما يلي مراجعات كاملة لأعمال روائية لكتاب مثل أندرو ميلر وزان بروكس وآلي سميث، إلى جانب كتب غير روائية تتناول الطبيعة، الأزياء، والحرب العالمية الثانية. كتاب جون لويس ستيمبل المليء بالمعلومات مليء بالتفاصيل الغريبة (بنغوين) ” إنجلترا: تاريخ طبيعي” England: A Natural History لـ جون لويس ستيمبل ★★★★☆ في هذا الكتاب، يقدم الكاتب المرموق في مجال الطبيعة جون لويس ستيمبل رحلة تأملية ساحرة في أنحاء إنجلترا، معتمداً على أسلوبه العميق والغني بالمعلومات. يتكون الكتاب من 12 فصلاً تأخذ القارئ في جولة متنوعة تحمل تفاصيل فكاهية وطريفة عبر تضاريس وجمال الطبيعة الإنجليزية، ومعنونة بعناصر الطبيعة البارزة: من مصب نهر “تيمز”، مروراً بمتنزه “ريتشموند” وهضاب “ماونت كابرن”، وغابات “بيرنهام بيتشز”، ونهر “ذي واي”، إلى الحقول في “هيريفوردشر”، وقرية “هيلبستون” بكامبريدجشير، والسبخات في “سباونتون”، وبحيرة “كراموك ووتر”، والأراضي البور في “جزيرة بيربك”، والمستنقعات والأراضي الرطبة في “نورفولك”، وصولاً إلى الساحل في “بورتريث” بكورنوول. في خضم استكشافاته المدهشة، يكشف الكاتب عن عديد من الحقائق المثيرة للاهتمام، مثل أن سمك السمل كان يصطاد في نهر التيمز، وكيف أن الغزلان في متنزه ريتشموند كانت تطلق الريح بكميات كبيرة غريبة (وعن أن شكسبير كان على ما يبدو “صائداً مثيراً” يتسلل لصيد الغزلان). كما يروي قصة عجيبة عن تاريخ جوز البتولا، وحقيقة أن لويس ستيمبل، وهو مزارع تقليدي، يقوم بدهن كريم واق من الشمس بدرجة حماية 30 على جلود خنازيره ذات البشرة الفاتحة، ليحميها من حروق الشمس. تعلمت أيضاً كثيراً عن الطبيعة الحقيقية للأرانب، ولربما كنتم أنتم مثلي تظنون أن هذه المخلوقات ذات فراء ناعم ولطيفة، لكن الحقيقة أن مجتمع الأرانب منظم بصورة صارمة، إذ تلجأ الإناث إلى قتل صغار منافساتهن، من خلال سحبهم من رقابهم إلى السطح وتركهم يموتون. ما الذي يجري هنا؟ إلى جانب هذه الحقائق الغريبة، هناك أيضاً مواضيع أقل متعة للقراءة، مثل “تلوث الأنهار” الناتج من تسرب المواد الكيماوية ومياه الصرف الصحي التي تدمر نهر واي البالغ طوله 155 ميلاً. يقول الكاتب: “أيام الأنهار كانت أياماً جميلة”، وهو يسترجع ذكرياته عن الأيام الأكثر نقاء وسعادة التي عاشتها مجاري المياه في إنجلترا. بالتأكيد سيكون كتاب لويس ستيمبل الجديد هدية رائعة لأي شخص يحب الريف والطبيعة. يصدر كتاب “إنجلترا: تاريخ طبيعي” لـ جون لويس ستيمبل عن دار دابل داي في 3 أكتوبر (تشرين الأول) وتباع النسخة الواحدة بسعر 25 جنيهاً استرلينياً. رواية ممتازة لــزان بروكس تتناول استغلال الموسيقيين السود في أعماق الجنوب (دار سولت) “الصائدون” The Catchers لـ زان بروكس ★★★★☆ تدور أحداث رواية “الصائدون” عام 1927، إذ تتناول جزئياً استغلال الموسيقيين السود في الجنوب العميق من قبل شركات التسجيل المملوكة للبيض، في زمن كانت الأغاني الناجحة تجني ثروات طائلة. يقدم بروكس في روايته الممتازة شخصية جون كوفلين، صائد الأغاني المبتدئ، وأحد الرجال الذين اكتشفوا الموسيقيين المغمورين، ودفعوا لهم أجراً ضئيلاً لمرة واحدة، وعادوا إلى نيويورك بعملهم المسجل. ينصح محترف قديم كوفلين بتعبير يذكر بفكرة رواية “موت بائع” ليقول له: “استخرج العصارة، ادفع مالك، وارم القشور على الرصيف”. عندما يسمع كوفلين عن عازف الجيتار المراهق الموهوب موس إيفانز، الذي يعمل في تهريب الكحول في دلتا المسيسيبي، يبدأ رحلة ملحمية بحثاً عنه لتسجيل موسيقاه السحرية. يتوجه نحو الجنوب العميق (الذي يصفه بروكس “بلد وحشي، لا يرحم وعشوائي”)، تماماً كما تجلب العواصف التي تتحدث عنها الكتب السماوية الموت والدمار. النتيجة هي رحلة طريق مليئة بالمواجهات الغريبة والخطرة. تتجلى أجواء رواية بروكس بصورة مدهشة، إذ تعكس فترة زمنية “يتسارع فيها كل شيء” وتأخذنا القصة بأسلوب آسر إلى عالم مزدحم بالمحتالين الذين يسعون وراء كنز أغنية ناجحة، وتنجح في تصوير شخصيات حيوية ومثيرة مثل “الصياد”، و”الكولونيل بيرد”، و”غريدي بويز” المتوحشين، مع أوصاف لا تنسى (مثل “نساء مسنات ذوات ظهور مستقيمة ووجوه تشبه التفاح الساقط”. تسير الحبكة المتناغمة بخطى سريعة، كما لو كانت تسير في سيارة كوفلين القديمة، لكنها تحمل في طياتها رسالة قوية ومقلقة حول جشع الأرباح والعنصرية التي تلوث أميركا. بينما يلتقط بروكس سحر الموسيقى، يتركك في حالة من القلق من أن كوفلين، اللص السابق الذي حاول إصلاح نفسه، قد يكون مجرد “تاجر بشر” آخر. تصدر رواية “الصائدون” لـ زان بروكس عن دار سولت في الـ15 من أكتوبر وتباع النسخة الواحدة بسعر 10.99 جنيه استرليني. سيكون كتاب “أيقونات الأناقة” لـ جوش سيمز هدية رائعة لأي شخص مهتم بأصول خزانة الملابس الحديثة (هاشيت) “أيقونات الأناقة: في 100 قطعة ملابس” Icons of Style: In 100 Garments لـ جوش سيمز ★★★☆☆ أجد نفسي، على الأرجح، في فئة من يطلق عليهم لقب “فاشلو الموضة”، ولذا فإن الفصل الذي لفت انتباهي أكثر في كتاب جوش سيمز “أيقونات الأناقة” كان بعنوان “البنطلونات الرياضية”. في هذا الفصل، يستشهد الكاتب بنصيحة جيري ساينفيلد لصديقه جورج كوستانزا، إذ يشير إلى أن ارتداء البنطلونات الرياضية هو بمثابة اعتراف منك بأنك قد يئست من الحياة. يقول ساينفيلد لصديقه الأصلع الفاشل الذي بلغ منتصف العمر: “أتعلم ما الرسالة التي تقولها للعالم من خلال تلك البنطلونات؟ إنها ’لا أستطيع المنافسة في المجتمع العادي. أشعر بالضيق في روحي. لذا، من الأفضل في هذه الحالة أن أكون مرتاحاً في جسدي‘”. أما الصور التي يحويها “أيقونات الأناقة”، فهي شهية للغاية (بخاصة تلك التي تظهر رواد الموضة مثل أودري هيبورن، وفرانك سيناترا، ومارلين ديتريش). كذلك يتمتع سيمز بنظرة ثاقبة للتفاصيل الغريبة، إذ يخبرنا، على سبيل المثال، أن بينغ كروسبي قد منع من دخول فندق فاخر لأنه كان يرتدي سترة جينز، وأن رجلاً يدعى مايكل فيش هو من ابتكر ربطة العنق العريضة. لقد استمتعت كثيراً بتصفح “أيقونات الأناقة” بصورة متكررة، وأعتقد أن الكتاب سيكون هدية رائعة لأي شخص مهتم بأصول خزانة الملابس الحديثة. ومع ذلك، لأكون صريحاً، فإن سعر الكتاب الذي يبلغ 30 جنيهاً استرلينياً قد لا يكون الخيار الأمثل لمحفظتك. يصدر كتاب “أيقونات الأناقة: في 100 قطعة ملابس” لـ جوش سيمز عن دار لورانس كينغ في 17 أكتوبر وتباع النسخة الواحدة بسعر 30 جنيهاً استرلينياً. كتاب جيريمي كرانغ هو نظرة ثاقبة ومقنعة على الجوانب الخفية لما كانت عليه الحياة خلال الحرب العالمية الثانية (بلومزبري) “حرب شعبنا: تقارير الاستخبارات المحلية ورصد المعنويات البريطانية، يونيو 1941 – ديسمبر 1944” Our People’s War: Home Intelligence Reports and the Monitoring of British Morale, June 1941-December 1944 تحرير جيريمي كرانغ ★★★★☆ تقدم صفحات كتاب “حرب شعبنا” الـ 672 صورة معقدة، وأحياناً كئيبة لبريطانيا في زمن الحرب، تختلف تماماً عن الصور النمطية الحماسية التي تروج لها بانتظام “كأمة شجاعة تتحدى قصف الـ’بلتز‘ بشجاعة وثبات”. في هذا الكتاب، الذي يعد تكملة لعمله السابق الصادر سنة 2011 الذي تناول أحداث عام 1940، قام البروفيسور جيريمي كرانغ أستاذ التاريخ الحديث في جامعة إدنبره بتحرير مجموعة من الوثائق الحربية التي رصدت آراء الجمهور. وفقاً لهذه الوثائق، التي نظمها قسم الاستخبارات المحلية التابع لوزارة الإعلام، يبدو أن الشعب البريطاني يعاني “نبرة كئيبة” ويجد سعادة غريبة في “معرفة الأسوأ، يترافق مع قلق غير مبرر في شأن عدم إبلاغهم بما هو أسوأ”. هل تغير الوضع حالياً؟ وقبل زمن الأخبار المزيفة التي نشهدها اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كان البريطانيون يتلقفون الإشاعات والقصص الزائفة بشغف، سواء كانت تتعلق برجل ألماني متنكر في زي امرأة يقوم بقطع الأسلاك الكهربائية في ليفربول، أو بهتلر الذي يشتري احتياطات العالم من السردين، أو حتى إشاعات عن غزو وشيك لـ كورنوول. إلى جانب الهموم المستمرة التي كانت تشغل بال الناس، مثل نظام تقنين الطعام، والغارات الجوية، ونقص الغذاء، وطوابير التسوق الطويلة، فضلاً عن العبثية التي كانت تحيط بواجبات الحرس الوطني ونقص الأطباء، تقدم التفاصيل الدقيقة في تقارير حالة الأمة الأسبوعية لمحات مثيرة تكشف عن الجوانب الخفية التي عايشها المواطنون خلال الحرب العالمية الثانية. من المثير للاهتمام أن مشكلة جودة الأحذية كانت أحد أكبر الهواجس التي تؤرق بال الناس العاديين، إذ كانت الأمهات يشعرن بالقلق إزاء “وحشية” التدريب العسكري، في حين كانت الحكومة تشعر بالقلق من “التهديد الكبير” للأمراض التناسلية، مضطربة من أن “النكات الفاحشة” قد تقضي على جهود حملاتهم الصحية. كما كانت هناك مخاوف حكومية تتعلق بالمعلمين، إذ كشفت التقارير عن “عدم كفاية الانضباط المدرسي بسبب الأعداد الكبيرة في الفصول وإرهاق المعلمين”. إن الجانب القبيح لبريطانيا في زمن الحرب واضح أيضاً في كمية معاداة السامية (“المشاعر المعادية لليهود مرتفعة للغاية في برايتون”)، وأن العنصرية ضد السود كانت أيضاً مشكلة. وتشير الوثائق إلى أن “بعض المطاعم في نورويتش لن تقدم الطعام للزنوج”. وهناك جانب كئيب آخر يمكن توقعه هو التمييز المستمر بين الجنسين. هناك قصة عن قيام جنود أميركيين بإقامة “علاقات جنسية” مع فتيات لا تتجاوز أعمارهن 14 سنة (من المؤكد أن هذا اغتصاب ببساطة، أليس كذلك؟)، غالباً في أكشاك الهاتف. ويشير أحد تقارير الاستخبارات الداخلية إلى أن “إلقاء اللوم على الفتيات أكثر انتشاراً وأقوى من اللوم على الرجال”. وبدلاً من التركيز على معاقبة الرجال المفترسين، ركزت الحكومة على “الانهيار الأخلاقي” بين الفتيات الصغيرات. كما كانت قلقة في شأن زيادة معدلات إدمان الكحول بين الفتيات الصغيرات، إذ ألقت اللوم عليهن بسبب “المشاهد المشينة” وتفكيرهن المحصور في “قاعات الرقص والصور والكلاب”. كتاب “حرب شعبنا” هو عمل تاريخي رائع حقاً. يصدر كتاب “حرب شعبنا: تقارير الاستخبارات المحلية ورصد المعنويات البريطانية، يونيو 1941 – ديسمبر 1944” من تحرير جيرمي كرانغ عن دار “بلومزبري أكاديميك” في 17 أكتوبر وتباع النسخة الواحدة بسعر 20 جنيهاً استرلينياً. رواية رائعة تم توجيهها بمهارة نحو نهاية حزينة ومحزنة من قبل مؤلفها أندرو ميلر (هودر وستوتون) “الأرض في الشتاء” The Land in Winter لـ أندرو ميلر ★★★★★ “دائماً ما يكون هناك ثمن باهظ. لا أحد يفلت من العقاب”، هذا ما تقوله إحدى الشخصيات الثانوية في رواية ميلر “الأرض في الشتاء” التي تجسد لوحة مؤلمة ورفيعة تعكس قسوة شتاء عام 1962-1963 في منطقة الغرب الإنجليزي. تدور أحداث القصة حول جارتين حاملتين، ريتا سيمونز المتقلبة والمجروحة، المتزوجة من مزارع يكافح يدعى بيل، وإيرين التي ترتبط بطبيب محلي يدعى إريك باري. تواجه الزيجتان أزمة حقيقية، ويتم تصوير جميع الشخصيات الأربع بصورة رائع ومعقد، إذ يستمد ميلر، الروائي الذي يستحق اعترافاً أوسع بموهبته، من ذكريات تجربته في العمل في مصحة عقلية واضطرابات زواج والده الطبيب الريفي. تحتفظ الرواية بعمقها من خلال تفكيك حياة إريك، الذي يفترض أنه “دعامة” المجتمع، ليكشف تدريجاً عن قلبه المشوه. تتضمن الرواية لحظات مدهشة، بخاصة الحفلة الصاخبة التي شهدت تناول كميات كبيرة من الكحول في اليوم التالي لعيد الميلاد، إذ يظهر ميلر موهبته في تصوير كثير من جوانب الحياة في ذلك الزمن والمجتمع من خلال تعليقات عابرة (مثل “اعتبرينا على علم بذلك” التي يقولها رجل متبلد المشاعر عندما تخبر إيرين الركاب الآخرين في القطار بأنها حبلى). يمتاز ميلر بمهارته الفائقة في الوصف، إذ يصور أزهار الهدرانج الميتة قائلاً “رؤوس الزهور غير المقطوعة، جافة كالأوراق النقدية، كانت ترتعش وتهمس عندما تلتقطها الرياح”، مما يضعنا في أجواء متشابكة بين التفاصيل الدقيقة والمواضيع الأعمق مثل قوة الماضي التي لا تفارقنا، والنفاق، والرغبة، والأسرار، والسعادة المفقودة التي تشوب حياة العائلات في فترة ما بعد الحرب. تدور أحداث “الأرض في الشتاء” في لحظة حيوية من تاريخ إنجلترا، إذ دخل التلفزيون عديداً من المنازل (يتم ذكر وجه شخصية “بيني هيل” الكوميدية “ذي التعابير المتلونة”)، بينما كان دكتور بيتشينغ يهدد خدمات القطارات، ولا يزال شبح الحرب يلوح في الأفق في خلفية الأحداث. كما تقدم الرواية تباينات لافتة بين حياة المدن الكبرى مثل بريستول ولندن، والحياة في قرية صغيرة في الغرب الإنجليزي. يكتب المؤلف، الذي يقيم في سامرست: “في المدينة يمكنك أن تكون مخفياً، أما في الريف، فهناك دائماً شخص ما يراك”. “الأرض في الشتاء” رواية رائعة، ولكن احرصوا على ضبط مشاعركم بشدة، لأن ميلر يقود القصة بمهارة نحو نهاية كئيبة ومؤلمة. يصدر كتاب “الأرض في الشتاء” لـ أندرو ميلر عن دار سبيكتر في 24 أكتوبر وتباع النسخة الواحدة بسعر 20 جنيهاً استرلينياً. تتأمل رواية آلي سميث الديستوبية في ما ينتظر جيل المستقبل من تبعات حاضرنا السام (منشورات بينغوين) “لحظة عابرة” Gliff لـ آلي سميث ★★★★☆ تعد رواية “لحظة عابرة” العمل الأول لـ آلي سميث منذ سلسلتها الرائعة “رباعية الفصول” و”القطعة المصاحبة” Companion Piece وهي رواية مظلمة (جزئياً) تدور أحداثها في المستقبل القريب، ويصعب في الحقيقة تعريفها بدقة. تعني كلمة “Gliff” لحظة عابرة، أو لمحة سريعة، و(الكثير من المعاني الأخرى). ومن المقرر أن يتبعها عام 2025 جزء مترابط معها بعنوان يحمل اللفظ نفسه لكن بتهجئة مختلفة هو Glyph والذي يبدو أنه سيسرد قصة مخفية داخل “لحظة عابرة”. تتناول “لحظة عابرة” في جزء منها حكاية أختين تسترجعان الماضي إذ تم فصلهما عن والدتهما، كما أنها حكاية تحذيرية عن التكنولوجيا، إذ يظهر فيها أشخاص مهووسون بالهواتف الذكية والقوة المتزايدة للذكاء الاصطناعي (الذي ينتج نسخاً من الناس تسميها سميث بـ”الشظايا الرقمية”). وفي عالم الرواية هناك أشخاص يطلق عليهم اسم “غير قابلين للتحقق”. في هذا العالم الجديد الجريء، تكون كاميرات المراقبة “غير موثوقة” عن عمد (لتسمح للناس “بالاختفاء”)، وما زالت الأنهار ملوثة. سأترك لكم حرية تخيل ما يحدث مع الطفل الذي يحمل رأس حصان صغير. كما هو معتاد مع سميث، سيتدفق النثر الجميل في عقولكم. “لحظة عابرة” هي رواية مليئة بالتحديات والغموض، وقد تحتاجون إلى قراءتها أكثر من مرة واحدة لتقديرها بالكامل. أنا متأكد أيضاً من أن عديداً من القراء سيجدون في هذه الرواية ما يبعث على الخوف أكثر من الأمل، إذ تعكس كذلك ما ينتظر جيل المستقبل في ظل حاضرنا السام. تصدر رواية “لحظة عابرة” لـ آلي سميث عن دار هيمش هاملتون في 31 أكتوبر وتباع النسخة الواحدة بسعر 18.99 جنيه استرليني. © The Independent المزيد عن: أحدث إصدارات الكتبالمطالعةأخبار بريطانياقراءة الكتب 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ما شكل وحدود الرد الأميركي على هجوم إيران ضد إسرائيل؟ next post حازم صاغية يكتب عن: لبنان المُحيّد عسكريّاً والمصارحة المطلوبة بين اللبنانيّين You may also like مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024