روايات باللغة الألمانية تتنافس على أرقى جائزة تمنح في معرض فرانكفورت (موقع الجائزة) ثقافة و فنون الروائيات يسطيرن على المشهد السردي باللغة الألمانية by admin 4 سبتمبر، 2024 written by admin 4 سبتمبر، 2024 76 13 كاتبة مقابل 7 كتاب في اللائحة الطويلة لأرقى جائزة تمنح في معرض فرانكفورت اندبندنت عربية / عارف حمزة عندما نراجع أسماء أصحاب الروايات العشرين المدرجة في اللائحة الطويلة لجائزة الادب الألماني، نجد أن 13 كاتبة رشحّت أعمالهن، بمقابل 7 كتاب، وستُعلن القائمة القصيرة في 17 سبتمبر (أيلول) الجاري، على أن يُعلن الفائز بجائزة هذا العام، التي تُعد من أهم الجوائز الأدبية في ألمانيا، وتبلغ قيمتها المادية 25 ألف يورو، خلال افتتاح معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في 14 أكتوبر (تشرين الأول). ويبرز بين الكاتبات المُختارات في القائمة الطويلة اسم الكاتبة الكردية الإيزيدية رونيا عثمان من خلال روايتها “سبعة وسبعون” التي صدرت عن دار روفولت هذا العام. ورونيا عثمان روائية وشاعرة وصحافية ألمانية كردية، ولدت في ميونيخ عام 1993، وكانت ضمن الكتاب الذي أعده الناقد والكاتب النمساوي ميشائيل هاميتنير بعنوان “ثلج في آب” في سياق اختيار أفضل القصص الشابة في عام 2015. وتم اختيار نصوصها في أنطولوجيات عدة، قبل أن تصدر روايتها الأولى “الصيف” (2020)، التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة أسبيكتي، التي ينظمها تلفزيون “تسي دي أف” الألماني، لأفضل الروايات الأولى للكتاب في ألمانيا، قبل أن تحصل الرواية على جائزتي مارا كاسينس وأوزدومير. تحكي رونيا في روايتها الجديدة “سبعة وسبعون” عن الإبادة الجماعية التي لحقت بالإيزيديين في كردستان العراق على يد تنظيم “داعش”، في نص تراجيدي طويل مبني على شهادات بعض الناجين من أهلها وأبناء القرى هناك. وسبق لهذه الرواية أن استقبلت بحفاوة كبيرة من النقاد، ونالت الكاتبة عنها جائزة مدينة دوسلدورف الألمانية، والتي تبلغ قيمتها المادية 20 ألف يورو. “ساحة هتلر” ومن الأسماء الأخرى للمرشحات لنيل الجائزة، يبرز اسم الروائية والشاعرة الألمانية نورا بوسونج (ولدت في بريمن عام 1982) عن روايتها “ساحة مستشار الرايخ”، وفيها تعود بالزمن إلى فترة استيلاء الحزب النازي على الحكم، وتستعيد شخصيات حقيقية، وتعيد محاكمتها روائياً. واسم الرواية مأخوذ من تلك الساحة التي كانت تُسمى خلال الحكم النازي بـ”ساحة هتلر”، وهي تحمل حالياً اسم “ساحة ثيودور هويس” في برلين. ونورا بوسونج، التي صدرت لها 6 روايات و3 مجموعات شعرية، نالت العديد من الجوائز الأدبية، منها جائزة “توماس مان” وجائزة “جوزيف برايتباخ” في عام 2020، وتعد من الأسماء التي “تصنع جُملها مثل المشاعل”، وهو تعبير لإحدى الناقدات عن روايتها هذه. أما الأعمال الأخرى فهي رواية “بسببه” للكاتبة والصحافية السويسرية تسورا دل بونو (1962)، ورواية “هاي، صباح الخير، كيف حالك؟” للكاتبة الألمانية مارتينا هفتر (1965)، ورواية “هازن بروزا” أو “سرد/ نثر الأرانب” للكاتبة والمترجمة الألمانية مارين كاميس (1984)، ورواية “حياتي الثالثة” للكاتبة الألمانية دانييلا كرين (1975)، ورواية “الرفاهية” للكاتبة الألمانية أولا لينتسي (1973)، ورواية “المسيح الدجال” للكاتبة والصحافية الألمانية، من أصول هندية، ميثو سونيال (1971)، ورواية “لوفا” للكاتبة النمساوية ستيفاني زارجناجل (1986)، ورواية “من البداية مجدداً” للكاتبة الألمانية دانا فون سوفرين (1985)، ورواية “النسخة الأجمل” وهي الأولى للكاتبة والإعلامية الألمانية روث ماريا توماس (1993)، ورواية “جِدني” للكاتبة السويسرية دوريس فيرث (1981)، ورواية “تطهيرات” للكاتبة الألمانية إيريس فولف. التكافؤ المفقود هناك أمور عديدة ومختلفة تخوض فيها هذه الروايات، ولكن ما يمكن أن يجمعها هو مسألة عدم التكافؤ بين الأطراف المرتبطة، أو الذاهبة للارتباط. وهذا ما يمكن العثور عليه في عدد من هذه الأعمال، التي تبحث في طريقها ذاك عن تحليل سبب هذا التنافر، على رغم التقارب السابق في حالة المتزوجين أو المتعايشين كأزواج، الذي لا يكون فقط تحليلاً للشخصية وماضيها والمآزق والمشكلات التي أثرت فيها، وعلى نضجها وإمكانات أن تتكافأ مع شخصيات أخرى قريبة منها، أو مع الأشخاص المحيطين بها. بل كذلك تبحث عن جماليات الشعارات السياسية وأنظمتها كأفكار وتطلعات في الخيال أو على الورق، وبشاعتها وقسوتها وديكتاتوريتها على أرض الواقع. عن الماضي الاشتراكي القاسي وفخ الرأسمالية الأقسى… وخلال تفكيك كل ذلك، بطرق سردية سلسة تارة، ومركبة في بعض الأحيان، وشعرية وعاطفية في أحيان أخرى، يجري البحث عن الهوية وارتباطاتها بالعائلة والزوج والمكان الصغير (ألمانيا الشرقية أو الغربية) والمكان الأكبر (أوروبا، العالم). أما من بين الكتاب المرشحين فيبرز اسم الكاتب النمساوي الكبير والشهير ميشائيل كولماير (1949)، الذي ترشحت روايته “سفينة الفلاسفة”، إلى القائمة الطويلة، وتعتبر من الأعمال المرشحة بقوة لنيل جائزة الكتاب الألماني لهذا العام. لينين وسفينة الفلاسفة نال كولماير الكثير من الجوائز، في النمسا وألمانيا وخارجهما، أولها عام 1974، وآخرها في عام 2020، وهو كاتب، يكتب للكبار والأطفال، يعتمد الحكاية ومقولاتها، ويهتم بالتفاصيل التي تخدم الحكاية الأساسية في النص. وهو في روايته الجديدة يتحدث عن حادثة حقيقية، كما أكد في أكثر من حوار، وهي أن الزعيم “لينين” كان يتخلص من “مُعادي الثورة البلشفية” من كتاب وصحافيين ومهندسين وأطباء، من خلال تحميلهم في سفن ضخمة كان يُطلق عليها “سفينة الفلاسفة”، تُبحر بهم إلى المنفى البعيد. الرواية تبدأ من خلال طلب المهندسة آنوك بيرلمان جاكوب، بمناسبة عيد ميلادها المئة، من أحد الكتاب أن يكتب سيرتها وسيرة عائلتها. ويكتشف القارئ أن آنوك ولدت في سانت بطرسبرغ وعانت عائلتها من “الإرهاب البلشفي”، الذي وصل إلى حد ترحيل عائلتها، وهي ما زالت فتاة صغيرة، مع العديد من المثقفين، على متن إحدى السفن التي كانت تسمى وقتها “سفينة الفلاسفة”. تحكي الرواية عدة حكايات للعديد من الشخصيات على تلك السفينة، وتستعيد بالتأكيد ذلك الماضي البلشفي وعلاقته بتدمير حياة العديد من المثقفين وحياة عائلاتهم، والسفينة تسير بهم قبل أن تجنح لمدة خمسة أيام ولياليها في خليج فنلندا. ينتظر الركاب هناك حتى إحضار الراكب الأخير لتتابع السفينة رحلتها البعيدة، مصطحبة اياه إلى المنفى، ولن يكون ذلك الراكب الأخير سوى لينين نفسه! أما الروايات الأخرى المرشحة فهي رواية “المسافرة” للكاتب الألماني فرانتس فريدريش (1983)، ورواية “استشفاء” للكاتب والموسيقي الألماني تيمون كارل كالوتا (1980)، ورواية “نوستالجيا” للكاتب الألماني أندريه كوبيتشيك (1969)، ورواية “بروجكتورات” للمسرحي والسيناريست والروائي الألماني كليمينس ماير (1977)، ورواية “توني وتوني” للكاتب النمساوي ماكس أورافين (1984)، ورواية “من الشمال يتدحرج الرعد” للكاتب الألماني ماركوس تيلمان (1992). إضافة إلى الرواية التاريخية “سفينة الفلاسفة” تذهب بقية الروايات إلى تحليل العنف الذي يطاول الإنسان الأعزل سواء في المدن الكبرى، وبسبب النظام المستبد، أو الريف أو المصحة الخاصة بالعلاج النفسي. ولا تُحلل فقط الماضي الذي سبب تلك الكوارث والعاهات النفسية للشخصيات، بل تذهب إحداها إلى التفكير في حال الإنسان في المستقبل، وجميعها تبحث عن هوية الإنسان خلال العنف والتسلط وعدم فهم القسوة المتزايدة. انتقادات مع صدور قائمة الروايات العشرين في القائمة الطويلة لجائزة الكتاب الألماني وجهت انتقادات عدة للجنة التحكيم، التي تكونت هذا العام من 4 مُحكمات و3 محكمين. رأى بعض المنتقدين عدم تناسب الروايات مع الدول الناطقة بالألمانية، بحيث كان هناك 3 روايات من النمسا وروايتان من سويسرا و15 رواية من ألمانيا، ولم تتواجد أي نصوص من لوكسمبورغ وليختنشاين. ورأت بعض الأصوات بأن ذلك انحياز لما يُنشر داخل ألمانيا، ومن دور النشر الألمانية، وقد يدل ذلك على عدم الانتباه الكافي لدى لجنة التحكيم لما يُنشر خارج ألمانيا. ولكن هذا النقد ليس في محله، إذ إن الكتاب ودور النشر يقومون بترشيح أعمالهم، ولا تقوم لجنة التحكيم بالبحث عن الأعمال، بل تقوم بقراءة ما يصلها من الترشيحات، وتعطي رأيها في الأعمال التي ستكمل طريقها إلى القائمتين الطويلة والقصيرة. النقد الآخر كان عن هيمنة دور النشر الكبرى، وحصتها الكبيرة ضمن القائمة الطويلة هذه، مما يجعل بالتالي الخسارة متوقعة لدور النشر الأخرى، بسبب استبعاد أعمالها المرشحة، وتأثير ذلك في سوق النشر. المزيد عن: جائزة الأدب الألمانيروائياتروائيونمعرض فرانكفورتقضايا العصرالنسويةلينيهتلر 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الهوس الجنسي ينشّط مافيا تهريب خيار البحر من مصر إلى آسيا next post الفاشي مالابارتي أول من تنبأ بأن النازيين سيخسرون أمام روسيا You may also like رسائل تنشر للمرة الأولى… حب مستحيل لأراغون 8 نوفمبر، 2024 سامر أبوهواش يكتب عن: في “معا في الجنون”... 8 نوفمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: بعلبك… آن لروح الشعراء... 8 نوفمبر، 2024 من “المراهق العزيز” الذي صاغ نصوص دا فنشي... 8 نوفمبر، 2024 “آخر المعجزات” يعيد سجال السينما المصرية وعيون الرقيب 8 نوفمبر، 2024 هل تصمد الرواية الرقمية أمام تحديات القراءة؟ 7 نوفمبر، 2024 “آلام جان دارك”… أسطورة واقعية وتراجيدية على الشاشة 7 نوفمبر، 2024 هل يستحق “جوكر 2” الفشل الجماهيري؟ 7 نوفمبر، 2024 ما الذي كان يمكن أن يحدث لو أن... 7 نوفمبر، 2024 محمود الزيباوي يكتب عن: أحصنة برونزية من شبه... 6 نوفمبر، 2024