القيادي في "حزب الله" فؤاد شكر قبل مقتله في يوليو الماضي (الشرق) عرب وعالم تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة قيادي “حزب الله” فؤاد شكر by admin 20 أغسطس، 2024 written by admin 20 أغسطس، 2024 98 تلقى مكالمة بالصعود لشقته في الطابق السابع فاستهدفه القصف اندبندنت عربية ووكالات على رغم السرية التي كانت تحيط قائد “حزب الله” اللبناني فؤاد شكر، فإنه قتل من خلال اختراق إسرائيل لعملية الاتصال بينه وقادة الحزب، إذ تلقى مكالمة سهلت استهدافه بقصف جوي في أحد المباني السكنية، وفق تقرير صحافي أميركي نشر أخيراً. وعاش قائد “حزب الله” فؤاد شكر حياة سرية للغاية لدرجة أن قلة من الناس عرفوا اسمه أو وجهه قبل أن تقتله غارة جوية إسرائيلية وتساعد في وضع الشرق الأوسط على شفا الحرب، وظل شكر مستعصياً على الولايات المتحدة، ومختفياً عنها لمدة أربعة عقود، منذ تفجير ثكنة تابعة لقوات “المارينز” الأميركية في بيروت، الذي قتل خلاله 241 جندياً أميركياً، وتقول الولايات المتحدة إنه ساعد في التخطيط له. غارة جوية في نهاية يوليو (تموز) الماضي، قتل فؤاد شكر بغارة جوية إسرائيلية استهدفت شقة في الطابق السابع من مبنى سكني ليس بعيداً من التفجير المشار إليه. كان فؤاد شكر أحد مؤسسي جماعة “حزب الله” التي صنفتها الولايات المتحدة إرهابية، كما كان من كبار قادتها وصديقاً موثوقاً به منذ فترة طويلة للأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله الذي لعب دوراً رئيساً في تطوير ترسانة الصواريخ التي جعلت “حزب الله” أفضل ميليشيات غير حكومية مسلحة في العالم. وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، فإنه كان يقود، على مدى الأشهر الـ10 الماضية، المناوشات الحدودية المتزايدة الشدة للجماعة مع إسرائيل، إذ نشرت الصحيفة تقريراً حول اغتيال القيادي في “حزب الله” فؤاد شكر، يتضمن كثيراً من التفاصيل حول انتقاله من العلن إلى الخفاء ثم اغتياله، وظهوره العلني الأخير. على رغم كونه إحدى أهم الشخصيات في تاريخ “حزب الله” فإن شكر عاش حياة شبه غير مرئية، ولم يظهر إلا في تجمعات صغيرة من قدامى المحاربين الموثوق بهم في المجموعة. ظهور مبكر وقد ظهر علناً في وقت مبكر من هذا العام لحضور جنازة ابن أخيه الذي قُتل وهو يقاتل إسرائيل، ولكن لبضع دقائق فقط، كما قال أحد معارفه، كان شكر “سرياً” ورجلاً غامضاً للغاية لدرجة أن وسائل الإعلام اللبنانية التي كشفت عن مقتله نشرت صوراً للرجل الخطأ. قال مسؤول في “حزب الله” إن القائد الذي لا يعرفه سوى قِلة من الناس أمضى يومه الأخير الـ30 من يوليو الماضي، في مكتبه في الطابق الثاني من مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث كان يعيش في الطابق السابع من المبنى نفسه، مما يحد على الأرجح من الحاجة إلى التحرك بصورة مكشوفة، وقال حسن نصر الله خلال تأبينه لشكر إنه كان على اتصال به حتى ساعات قليلة قبل وفاته. في ذلك المساء، وفقاً لمسؤول “حزب الله”، تلقى شكر مكالمة من شخص يطلب منه الذهاب إلى شقته في الطابق السابع، أي على بعد خمسة طوابق فوق مكتبه. وفي حوالى الساعة السابعة مساء، سقطت قذائف إسرائيلية على الشقة والطوابق الثلاثة تحتها، مما أسفر عن مقتل شكر وزوجته وامرأتين أخريين وطفلين، وأصيب أكثر من 70 شخصاً، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية. اتصال داخلي وقال المسؤول إن دفع شكر للصعود إلى الطابق السابع، لأنه سيكون من الأسهل استهدافه وسط المباني المحيطة، وجاءت على الأرجح من شخص اخترق شبكة الاتصالات الداخلية لـ”حزب الله”. وقال المسؤول إن “حزب الله” وإيران يواصلان التحقيق في الفشل الاستخباراتي لكنهما يعتقدان أن إسرائيل تغلبت على مراقبة المجموعة باستخدام تكنولوجيا أفضل واختراق. كان الاغتيال بمثابة ضربة قوية لـ”حزب الله” إذ أدى إلى مقتل أحد أفضل الإستراتيجيين في المجموعة وكشف عن الدرجة التي تم بها اختراق عملياتها، وإضافة إلى اغتيال الزعيم السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية بعد ساعات في هجوم إسرائيلي في طهران، فقد دفع الشرق الأوسط أيضاً إلى شفا حرب إقليمية تسعى الولايات المتحدة جاهدة إلى منعها. وقالت الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب والمتخصصة في “حزب الله” كارميت فالنسي، “إن عمليات الاغتيال هذه لها تأثير تراكمي في القدرة العملياتية للمنظمة”، وتابعت “كان شكر مصدراً للمعرفة، كان يعرف كيف يعمل ويتواصل مع نصر الله، لقد تحدثوا اللغة نفسها”. حلقة وصل عاش شكر طوال حياته تقريباً في قلب عمليات “حزب الله” وصنع القرار وكان حلقة وصل رئيسة بين المجموعة وراعيها الرئيس، إيران. في عام 1982، عندما كان لا يزال في أوائل العشرينيات من عمره، ساعد في تنظيم مقاتلي “حزب الله” في بيروت لمعارضة غزو إسرائيل للبنان خلال الحرب الأهلية، وبعدما حاصرت إسرائيل بيروت في ذلك العام، تراجعت المقاومة إلى وادي البقاع في شرق لبنان، وكان شكر يعمل في ذلك الوقت لمصلحة المديرية العامة للأمن العام، وهي وكالة استخبارات حكومية لبنانية. وطُلب من شكر مرافقة مجموعة من الدبلوماسيين الإيرانيين من الحدود السورية إلى السفارة في بيروت، وفقاً لقاسم قصير، وهو محلل سياسي مطلع على “حزب الله” وكان يعرف شكر منذ أوائل الثمانينيات، واختُطف الدبلوماسيون على طول الطريق على يد القوات اللبنانية، وهي فصيل مسيحي مسلح ولم يُشاهدوا مرة أخرى، وتم إطلاق سراح شكر، بصفته موظفاً في أمن الدولة. وقال قصير، الذي عمل في السفارة الإيرانية لدى بيروت ذلك الوقت، إن شكر، المعروف باسمه الحركي، الحاج محسن، أصبح الرجل المحوري بين الإيرانيين والمعسكر الذي أنشؤوه في البقاع لتدريب مقاتلي “حزب الله”، وسافر شكر لاحقاً إلى إيران للإشراف على تدريب قوات “حزب الله” النخبة. في وقت مبكر من صباح الـ23 من أكتوبر (تشرين الأول) 1983، انفجرت شاحنة مفخخة تحوي ما يقدر بنحو 12 ألف رطل من مادة “تي إن تي” خارج ثكنة مشاة بحرية أميركية في بيروت، ولم يعلن “حزب الله” رسمياً عن وجوده بعد، وأعلنت جماعة تدعى “الجهاد” مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت الولايات المتحدة في وقت لاحق إن شكر لعب دوراً رئيساً في التخطيط للهجوم وتنفيذه. وأعلن “حزب الله” عن تأسيسه رسمياً عام 1985، وأصبح شكر أول قائد عسكري له، واستمر في شن حملة حرب عصابات في الجنوب حتى انسحبت القوات الإسرائيلية بالكامل من البلاد عام 2000 واكتسب سمعة بصفته مفكراً إستراتيجياً لديه معرفة بالمنطقة بأكملها. و قال نصر الله في خطابه “كنا نمزح معه في جلساتنا واجتماعاتنا، ونقول إن محرك دماغه يعمل بقوة رهيبة، كانت لديه ثروة من الأفكار والاقتراحات، وكنا نقول له، سيدي، عليك أن تتحلى بالصبر معنا”. تاريخ من التخطيط في الـ14 من يونيو 1985، استولت مجموعة من الخاطفين على رحلة رقم 847 لشركة “خطوط عبر العالم الجوية” TWA بعد إقلاعها من أثينا، وطاروا بالطائرة ذهاباً وإياباً بين بيروت والجزائر لمدة ثلاثة أيام للمطالبة بالإفراج عن 700 سجين تحتجزهم إسرائيل، وساعد شكر في التخطيط للعملية، وفقاً لقصير، وبعد ذلك بوقت قصير اختفى تحت الأرض إذ انتشرت شهرته في جميع أنحاء بيروت. كان شكر يحظى باحترام ضباط “حزب الله”، وكان يظهر أحياناً وهو مختبئ. وخلال الاحتجاجات في بيروت عام 1993 ضد اتفاق أوسلو للسلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، تدخل شخصياً لإقناع مجموعة من أعضاء “حزب الله” بالانسحاب من الاشتباك مع قوات الأمن ومنع إراقة الدماء، كما قال هذا المعارف. وفي عام 1996، بعدما قتلت القوات الإسرائيلية قذائف المدفعية أكثر من 100 مدني كانوا يحتمون في مجمع للأمم المتحدة جنوب لبنان، ذهب شكر في رحلة حج إلى مكة. عندما اندلعت الحرب المدمرة التالية في لبنان، في 2006، كان شكر فعالاً مرة أخرى، إذ ساعد في قيادة المقاتلين الذين تسللوا إلى شمال إسرائيل، وقتلوا ثمانية جنود واختطفوا اثنين آخرين، مما أدى إلى غزو استمر شهراً دمر أجزاء من لبنان. بعد الحرب، أشرف شكر على تعزيز ترسانة “حزب الله” من حوالى 15 ألف صاروخ وقذيفة إلى نحو 150 ألفاً بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن والصواريخ الموجهة والطائرات من دون طيار والصواريخ. إخفاق استخباراتي بعد السابع من أكتوبر، عندما هاجمت “حماس” إسرائيل بدأ “حزب الله” إطلاق النار على إسرائيل في اليوم التالي، مما أدى إلى تبادل إطلاق النار واستهدفت إسرائيل وقتلت نحو 400 من عملاء المجموعة، بما في ذلك القادة الرئيسون، ولكن ليس في بيروت. وفي فبراير (شباط) الماضي أمر نصر الله، الذي كان قلقاً في شأن الإخفاق الاستخباراتي الذي مكن من قتل عملائه، مقاتليه وأسرهم بعدم استخدام الهواتف الذكية “اتركوا هواتفكم وعطلوها وادفنوها، واقفلوها في صندوق معدني”، كما قال، ولمنع التنصت الإسرائيلي، لجأ “حزب الله” إلى استخدام لغة مشفرة ليس فقط على القنوات المفتوحة ولكن أيضاً على شبكة الاتصالات الداخلية، كما قال مسؤول “حزب الله”. وقع شكر في مرمى نيران إسرائيل بعد سقوط صاروخ في ملعب لكرة القدم بمجدل شمس في هضبة الجولان المحتل في أواخر يوليو الماضي، مما أسفر عن مقتل 10 شباب، ونفى “حزب الله” تورطه في الهجوم، لكن إسرائيل ألقت اللوم على الجماعة، قائلة إن الصاروخ كان صاروخاً أطلقه “حزب الله” وجاء من لبنان. محاذير نصر الله وقال مسؤول “حزب الله” إن الحزب أصدر أوامر، في وقت مبكر من اليوم الذي استهدف فيه شكر، للقادة رفيعي المستوى بالتفرق وسط مخاوف من تعرضهم للخطر. وبعد الضربة، لم يتضح على الفور ما إذا كان قد قُتل، وقال المسؤول إن بعضاً في “حزب الله” اعتقدوا أنه ربما استجاب لأوامر الإخلاء وفر، واستغرق الأمر بعض الوقت للعثور على جثته، لقد ألقيت في مبنى مجاور. موت شكر أخيراً أخرجه من الظل إلى النور، ففي تأبينه تم طباعة وجهه على لوحات إعلانية وتم عرض لقطات من حياته في ساحة المعركة على شاشة كبيرة بينما أشاد صوت بفضائله بصوت عال، وتم دفنه في مقبرة عامة في بيروت إلى جانب شاب مات وهو يقاتل في سوريا، وفقاً لوالدة المقاتل. وقال أحد الجيران الشباب الذي جلس على الرصيف قرب المبنى الذي قُتل فيه شكر “سمعنا اسمه، لكننا لم نره أبداً، كان مثل الشبح”. المزيد عن: لبنانإسرائيلحزب اللهفؤاد شكرإيرانالولايات المتحدة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post Man charged with attempted murder after stabbing in Beechville next post فريدريكتون تكّثف الجهود لاستقطاب الأطباء You may also like “الذئاب الرمادية” تدعو أوجلان لنبذ العنف 15 نوفمبر، 2024 طهران: مستعدون للتفاوض حول النووي «من دون ضغوط» 15 نوفمبر، 2024 قبيل هجوم حماس.. تحقيق إسرائيلي بمكالمة “تهز مستقبل... 15 نوفمبر، 2024 ألمانيا تنفي دعم قواتها في “يونيفيل” لهجمات إسرائيل... 15 نوفمبر، 2024 جهود وقف النار في لبنان تتقدم ببطء على... 15 نوفمبر، 2024 تهجير المدنيين بالقوة وسيلة “الحوثي” لمواجهة الخصوم 15 نوفمبر، 2024 ما جدوى تغيير العملة السودانية؟ 15 نوفمبر، 2024 هل ينتظر كاتس دعم ترمب لضرب النووي الإيراني؟ 15 نوفمبر، 2024 مصرع 12 شخصا في حادثة تصادم بمصر 14 نوفمبر، 2024 ما دلالات عسكرة القبائل في حرب السودان؟ 14 نوفمبر، 2024