مجموعة من شعراء “القلطة” يحيون الشعر النبطي ضمن موسم الرياض 2021 (واس) ثقافة و فنون “الشعر النبطي” من مجالس السعوديين اليومية إلى المناسبات الكبرى by admin 3 أغسطس، 2024 written by admin 3 أغسطس، 2024 88 أسباب عدة دفعت إلى تراجع هذا الموروث الثقافي مثل تغير العادات والتقاليد وغيابه في التعليم اندبندنت عربية / غادة الجبيري محررة نصوص وسائط @ghadasaud15 كان الشعر النبطي جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية السعودية في حقبة الثمانينيات وحتى التسعينيات، أبيات الشعر كانت على ألسنة العامة ببساطة وتلقائية، من تهنئة بشفاء مريض، إلى هجاء صديق بحروف موزونة، إذ كان الشعر وسيلة للتعبير والتواصل بين الأفراد ولكن مع مرور الزمن وتغير الأجيال، يبدو أن هذه العادة باتت تندثر “نسبياً” ولا توجد إلا في المناسبات الكبيرة مثل حفلات الزواج وحفلات التكريم وغيرها وقد توجد في القرى أكثر من المدن الكبيرة. والمقصود هنا أسلوب من أساليب الشعر النبطي وهو أسلوب “القلطة” ويغلب فيه الارتجال، وهو القيام بالأمر من دون كلفة ففي لسان العرب “ارتجل الرجل ارتجالاً إذا ركب رجليه في حاجته ومضى” أما ارتجال الشعر أي ابتداؤه من غير تهيئة، حين يسعى الشاعر إلى عرض تجربته من غير روية ولا تفكير بصورة فنية ينتهي به إلى مستوى الجودة التي تثير الاستظراف والتعجب في لحظة متوهجة مخصوصة بذاتها. أصل الشعر النبطي ويعرف الأديب السعودي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري الشعر النبطي بأنه شعر العامة من العرب، إذ كان سبيل تعبيرهم عن أشجانـهم بصورة مؤثرة أريحية بخلاف التعبير المباشر بالقول، ويعود أصل الشعر النبطي “نسبة إلى أنباط السواد شمال البلدان العربية”. يرجع إلى الشعر العربي (العامي أو النبطي) بصفته لهجة جديدة، استحدثها بنو هلال وتناقلتها قبائل البادية حسب ترحالـها وتوارثته تلك القبائل حتى الآن. ويلفت أن الشعر العربي الفصيح على خلاف الشعر النبطي من ناحية أن أكثره غير مرتجل. ويسمي قطاع من الشعراء المرتجل منه بشعر الميدان وهو شعر “القلْطة” الذي يرتجله الشاعر في الوقت نفسه الذي يغني فيه ما يسمونه “الطاروق” فيتقابل الشاعران ويبدأ أحدهما ببيت من الشعر على لحن معين ويغنيه “الشيالة” أي الـمغنون مع الشاعر ويتسنى للشاعر الآخر تأليف الرد بدوره فيجيبه بالوزن والقافية والمعنى نفسهم وسُمي أيضًا شعر “الميدان” لأنه وليد لحظته من غير إعداد سابق. وسيلة لحل النزاعات يقوم الشعر النبطي بدور رئيس في حل النزاعات بين الأفراد بفضل طبيعته الشعبية وسهولة فهمه، مما يجعله وسيلة قوية للتواصل ونشر الحكمة إضافة إلى ذلك فهو يؤدي أدواراً عدة، فيسهم في تسجيل التاريخ ونقل الثقافة للأجيال القادمة ويستخدم باعتباره وسيلة لتعليم القيم الأخلاقية والاجتماعية وتعبيراً صادقاً عن المشاعر الإنسانية سواء في الحب أو الفراق، إضافة إلى كونه وسيلة للترفيه والتسلية في مناسبات متنوعة أيضًا، يعزز الهوية الثقافية ويسهم في الحفاظ على اللغة والعادات والتقاليد. ويعتبر الشاعر السعودي مشعل بن حثلين أن “الشعر النبطي كان جزءاً مهماً لأنه كان يوثق اللحظات التي تحدث، وكان أيضاً يقوم بمهمات كثيرة مثل حل النزاعات و إنهاء المشكلات ووسيلة ترفيه في المناسبات أيضاً التي يتم تناقل الأخبار فيها لعدم وجود وسائل لنقلها و توثيقها في تلك اللحظات”. ويرى بن حثلين أن أسباب الاندثار أو بالأحرى ندرته، تعود إلى “قلة المجالس التي يقوم فيها الوجهاء بحل الأزمات أو حتى مواكبة الأوضاع، واقتصرت على وجود مجالس خاصة روادها غالبهم من نطاق صغير محدود”. ومن وجهة نظر المستشار التربوي في وزارة التعليم السعودية عبدالرحمن العامري فإن للشعر النبطي حضوراً في المناسبات الرسمية الاجتماعية مثل احتفالات الزواج والتكريم أو على المستوى العام مثل المناسبات الوطنية أو المسابقات الثقافية، ما اعتبره “يؤكد على أهمية الشعر النبطي وما يمثله في حياة الإنسان العربي وبخاصة في جزيرة العرب بما يمثله من رابط يتشارك فيه كثير، كما أنه يحفظ التاريخ والقيم ويحقق التنوع الثقافي ويضمن حفظ اللغة العربية بتنوعها وكمية الكلمات ذات المعاني والتصوير الثري”. ورجح أن انتشار الشعر النبطي المتسارع بين عامة الشعوب العربية بمختلف مستوياتها التعليمية والثقافية يعود إلى أسباب عدة أهمها تجسيده لواقع الحياة وحفظه للمناسبات وتكريمه للأفراد والمجتمعات، كما أن سهولة تناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو التلفزيون والإذاعة والكتابة يسهم في انتشاره وسهولة حفظه وإنشاده أو غنائه. لماذا لا يدرس في المدارس؟ بحسب العامري فإنه “كان للمسرح المدرسي دوره البارز في المجتمع كما كانت تقام المسابقات الثقافية في النثر والخطابة والشعر والإنشاد، إذ كانت المدارس كافة تنفذ البرامج والأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية وتشارك في مهرجانات واحتفالات وطنية وتتنافس في مسابقات إقليمية وعالمية”. ويضيف “يمكن للجهات التعليمية إعداد منهج دراسي مستقل لدعم الثقافة المحلية والشعر النبطي والمهارات الفنية من دون أن يكون منهج نجاح أو رسوب بل يهدف إلى الترويح عن الطلاب والطالبات وتنمية هواياتهم بصورة علمية ومدروسة لتحقيق الأهداف المنشودة”. أما بالنسبة إلى ابن حثلين فيرى أن الشعر النبطي بأنواعه لا يحظى باهتمام في تعليمنا إذ “يلاحظ أن التعليم يركز على الشعر الفصيح وخصوصاً الشعر من الأقطار العربية ولا يركز على الموروث السعودي لا نبط ولا فصيح ويتجاهله تماماً”، على حد قوله. فيما شدد على أهمية الاهتمام بهذا النوع من الثقافة، معتبراً أنه كلما زاد الاهتمام بها أثر في أولئك الناس وأسهم في رقتهم، وأورد مثلاً في هذا الصدد يقول: “اللي ما يحب الخيل والشعر شك في عروبته”. ومع تراجع الاهتمام بالشعر الشعبي إلا أن مراقبين يؤكدون أنه لا يزال هناك شعراء مبدعون يستخدمون الشعر للتعبير عن هموم العصر ومشكلات الإنسان المعاصر “مع وجود فئة تكتبه بأوزان مكسورة لا تمت للشعر العربي بصلة”. المزيد عن: الشعر النبطيالسعوديةالادبالإرتجالالشعر العربي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post فلليني يحقق وصيته السينمائية في “مقابلة” متخيلة مع اليابانيين next post رضوان السيد يكتب عن: المصالح المتعارضة أم القيم المتناقضة؟ You may also like مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024