أزمة مالية أقرب للإفلاس تضع إخوان المغرب على حافة التفكك

الأمين العام لحزب العدالة والتنمية يقر بوجود أزمة مالية حادة تبعد الحزب عن المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة.

The Middle East Online

الرباط – أقر عبدالاله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي بأن حزبه يواجه أزمة مالية خانقة تجعله غير قادر على دخول الانتخابات التشريعية القادمة أو حتى المشاركة فيها.

واشتكى من تراجع حاد في ميزانية الحزب بنحو عشر مرات ومن عزوف كبير للمنخرطين، ما يعني عمليا أن الأزمة قد تضع الحزب على حافة التفكك، في ما يمكن أن يكون آخر سقوط لجماعات الاخوان المسلمين في المنطقة وتفكك مشروعهم.

وقال في كلمة له أمام جمعية ‘محامون من أجل العدالة’ “أنا لا يظهر لي بأن الذين يأتون الآن للعدالة والتنمية ويشاركون معها يرون أننا أقرب إلى رئاسة الحكومة أو سنصبح وزراء في حكومة أخرى أو نواب برلمانيون بأعداد كبيرة..”، مشيرا إلى أن الصورة الحالية التي بات عليها الحزب تؤكد ذلك، مستندا إلى الحضور الهزيل داخل القاعة التي تستضيف الاجتماع.

والأزمة التي يواجهها حزب العدالة والتنمية (البيجيد) لم تكن طارئة في سياقاتها السياسية، فمنذ الهزيمة القاسية التي مني بها في آخر انتخابات تشريعية وخروجه من الحكم من الباب الصغير، توالت الانشقاقات وتراجعت ثقة القواعد الناخبة في الحزب وسط انتقادات حادة لأمينه العام (بنكيران) واتهامات له بالتفرد بالقرار.

وعرّت الانشقاقات هشاشة الوضع التنظيمي والسياسي والمالي للحزب وقدرته على العودة للمشهد، من دون أن يقر بنكيران بذلك إلا أخيرا مع بلوغ الأزمة مستوى الافلاس المالي.

وقال بنكيران “شخص مثلي لم يكن ليعود إلى تحمل المسؤولية بعد الذي حدث للحزب إلا لأنني أشعر بأن هذا واجب.. والله هو الذي سيأجرني على ذلك”.

ووجه خطابه للمحامين المنتسبين للعدالة والتنمية قائلا إنه يتمنى أن يكون لديهم دور مؤثر داخل الحزب وعلى المهنة (المحاماة) و”على المهنة وعلى العدالة والدولة  ولما لا على الأمة كلها”.

وشرح الوضع المالي للحزب بالقول إن ميزانيته تراجعت من 3 مليارات درهم في السنة إلى نحو 3 ملايين درهم أي أنها تراجعت بنحو 10 مرات عما كانت عليه، مضيفا “عندما جئنا في المجلس الوطني الأول بعد المؤتمر طلبت القيام باكتتاب لتوفير المال من أجل التوجه للانتخابات والتزمت بـ5 آلاف درهم في الشهر ولم يلتزم معي سوى شخص واحد هو أخي ومن حينها إلى الآن التزم ثلاثون شخصا بما مجموعه 30 ألف درهم للشهر، وهذا غير كافي للدخول للانتخابات”.

وأكد الأمين العام لـ”البيجيدي” على أن المشاركة في الانتخابات القادمة تحتاج ميزانية وتوفير المال اللازم للمسائل اللوجستية والأجور، موضحا أن هناك حاليا 5 آلاف مكتب للتصويت في المملكة وأجور المراقبين لوحدها يمكن أن تصل لألف درهم للشخص.

وعاد بنكيران للثناء على أداء حزبه في السنوات بفوزه في تشريعات 2011 التي أوصلته لقيادة الحكومة الأولى برئاسته ثم الحكومة الثانية برئاسة سعدالدين العثماني، لكنه قال إن كان للحزب بعض الأخطاء من بينها أنه “وقع على اتفاق التطبيع مع إسرائيل وقانون تقنين استخدام الكيف ثم فرنسة تدريس المواد العلمية على حساب اللغة العربية”.

وتحدث كذلك عن رئيس الحكومة السابق (العثماني)، رافضا انتقاده ومؤكدا أنه شخص نزيه ارتكب بعض الأخطاء “ووصلنا معه إلى نتائج سلبية إلا أن هذه تبقى السياسة طالعة هابطة، لكن هذا لا يبرر أن نقول عنه كلاما غير لائق”.