يستعرض الكتاب تاريخ "حماس" في لقطات سريعة (رويترز) عرب وعالم “حماس” والبحث عن السلطة قبل الحرب وبعدها by admin 25 يونيو، 2024 written by admin 25 يونيو، 2024 135 تغيرت تكتيكات الجماعة بمرور العقود لكن هدفها النهائي لم يتغير اندبندنت عربية / أحمد شافعي كاتب ومترجم @AhmedSh52065034 استغلالاً للاهتمام العالمي بالحرب الجارية في غزة منذ أشهر رجعت أستاذة العلوم السياسية بجامعة “بلفاست” بيفرلي ميلتن إدواردس والصحافي في وكالة أنباء “رويترز” ستيفن فارل إلى دراسة أجرياها عام 2010، وجعلا منها كتاباً صدر حديثاً بعنوان “حماس والبحث عن السلطة”. ويستند الكتاب إلى بحث وعمل صحافي مباشر قام به الكاتبان على الأرض، إذ إن بيفرلي ميلتن إدواردس متخصصة في الإسلام السياسي والحركات المسلحة التي نشأت عنه بدءاً بالإخوان المسلمين وحتى “حزب الله”، وقد استشارتها حكومات عديدة عربية وأوروبية في شؤون أمنية متعلقة بالشرق الأوسط. أما فاريل فهو صحافي في وكالة “رويترز” ويملك خبرة عقود من تغطية الأزمات والصراعات، وسبق له أن رأس مكتب الوكالة في القدس كما وتعرض شخصياً للاختطاف على أيدي جماعات مسلحة. وينقل دانيال هيلتن في مستهل استعراضه للكتاب [“غارديان” – التاسع من يونيو (حزيران) 2024] عن رئيس الوزراء الأردني قوله في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر 2023، إن “حماس فكرة ولا يمكن محوها بالقنابل”، ويمضي هيلتن فيكتب أنه “على رغم سبعة أشهر من القصف – أو ربما بسببه – تمثل ’حماس‘ اليوم أهم الحركات الوطنية والإسلامية في العالم”. ضد إسرائيل واليسار العربي يكتب أوليفر فاري [“أيريش تايمز” – الثامن من يونيو 2024] أن كتاب “حماس والبحث عن السلطة” يمثل “بحثاً عميقاً وشاملاً للطريقة التي صمدت بها ’حماس‘ أمام سلسلة من الاغتيالات لقادتها على أيدي إسرائيل وأمام العقوبات الغربية … ويعتمد الكتاب على ثروة من الحوارات التي أجريت مع كبار الشخصيات في المجتمع الفلسطيني سواء المنتمين إلى ’حماس‘ أو غير المنتمين إليها، ويطرح رؤية عميقة وقيمة لوجهات نظر الحركة”. ومن بين الحوارات التي اعتمد عليها الكتاب بحسب ما يكتب دانيال هيلتن حوارات أجرتها بيفرلي ميلتن إدواردس وستيفن فارل مع شخصيات منتمية إلى جميع المستويات في “حماس”، وبعض هؤلاء – من أمثال صالح العاروري في بيروت – تعرضوا للاغتيال بعد ذلك. وقد التقى يحيى السنوار قائد “حماس” في غزة والمختبئ حالياً في متاهة من الأنفاق بعيداً بعداً أليماً من أيدي الجيش الإسرائيلي، بأحد الكاتبين بعد إطلاق سراحه من سجن إسرائيلي عام 2011. ويقال إن السنوار برز في صفوف “حماس” باستئصاله المتعاونين [مع إسرائيل] وإنه قضى 22 عاماً وراء القضبان، ويقول إنه قضى ذلك الوقت في تعلم العبرية ودراسة “العدو”. وفي حواره يقول السنوار “أنا متخصص في تاريخ الشعب اليهودي وأفوق في درايتي به كثيرين منهم”. وثمة أيضاً مقابلات مع أبي عبيدة المتحدث باسم جناح “حماس” العسكري والذي أصبح بفعل بياناته المتلفزة حول التطورات في غزة وجه حرب “حماس”، وإن يكن وجهها المقنع. وهو معروف في اللغة العربية بـ”الملثم” لإخفائه وجهه دائماً بكوفية. حتى قال الكاتبان “وكان من الصعب معرفة ما إذا كان دائماً الشخص نفسه أم أنه في بعض الأحيان بديل”. سوف تستقر معاناة أهل غزة على مدار الأشهر الماضية في الوعي الفلسطيني إلى جانب النكبة (أ ف ب) ويشير هيلتن إلى أن كتاب “حماس والبحث عن السلطة” يمثل في جانب منه تاريخاً وتحليلاً. وعرضاً لهذا الجانب في الكتاب يكتب أن “حماس” فرع لجماعة الإخوان المسلمين ظهر من مخيمات اللاجئين بغزة في ثمانينيات القرن الماضي وهي حركة مسلحة تسعى إلى إقامة دولة فلسطينية إسلامية مستقلة في فلسطين حرة من الاحتلال الإسرائيلي. وكان مؤسسوها من أمثال الشيخ أحمد ياسين من أبناء النكبة، وعلى رغم أن “حماس” أرادت في البداية غرس بذور “الجهاد الاجتماعي” وأسلمة المجتمع لتحقيق أغراضها فقد تبنت العنف في الانتفاضة الأولى حينما رأت الفرصة سانحة لإبعاد منظمة التحرير الفلسطينية العلمانية التابعة لياسر عرفات والسيطرة على الانتفاضة. وتغيرت تكتيكات الجماعة بمرور العقود لكن هدفها النهائي لم يتغير. فقد استعملت التفجيريين الانتحاريين وإطلاق الصواريخ وحتى صندوق الاقتراع لمحاربة إسرائيل والاستيلاء على السلطة وفازت عام 2006 بآخر انتخابات فلسطينية، وبعد عام سيطرت على قطاع غزة. وفي أكتوبر الماضي شنت هجمة على جنوبي إسرائيل قتلت فيها أكثر من ألف شخص وأسرت 240 رهينة، وتحذر بيفرلي ميلتن إدواردس وستيفن فارل قائلين إن “من الممكن استنكار ’حماس‘ ولكن لا ينبغي التهوين من شأنها”. وتمثل المعارضة العنيفة لإسرائيل جزءاً لا يتجزأ من هوية الجماعة ولكنها – بحسب رأي الكاتبين – ليست سبب وجودها، وهما يحذرانا من الخلط بين السمة الفارقة والهدف منبهين إلى أن الجماعة من أجل إقامة دولة فلسطينية إسلامية ترى أنه لا بد من محاربة أيديولوجيا الحركات العلمانية واليسارية أيضاً. وتبدو “حماس” من الخارج جماعة متناقضة إذ يمتلئ ميثاقها التأسيسي الصادر عام 1988 بمعاداة صارخة للسامية لكن زعماءها دأبوا على مقابلة نظرائهم الإسرائيليين، واقترحوا الاعتراف بإسرائيل في حدود عام 1948 قبل وقت طويل من خصومهم العلمانيين في منظمة التحرير الفلسطينية. وحينما قررت “حماس” المشاركة في النظام الانتخابي الناجم عن اتفاقيات أوسلو “لم تكن الغاية من تبنيها للاقتراع إنهاء العنف وإنما ضمان استمراره” بحسب ما يكتب المؤلفان. ومن “تناقضات حماس” التي يشير إليها المؤلفان أن جناحها العسكري أي “كتائب القسام”، “مفرط السرية ومتعطش للشهرة في الآن نفسه”، وثمة أيضاً رؤى متنافسة داخل “حماس” إزاء كيفية تحقيق أهدافها. فالمجتمع الفلسطيني متنوع و”حماس” متلهفة إلى تقديم نفسها باعتبارها ممثلة لحركة وطنية. ومن ثم فإن قيادتها عريضة ومنتمية إلى اتجاهات متنوعة ونطاق كبير من غزة إلى الضفة الغربية ومن زنازين السجون الإسرائيلية إلى المنافي. ويقدم المؤلفان بعض قادة “حماس” باعتبارهم أكثر براغماتية وبعضهم الآخر باعتبارهم متشددين أو أصوليين. وليست هذه الانقسامات قائمة بين جناح “حماس” العسكري ومكتبها السياسي الأكثر انفتاحاً إذ يعرض الكاتبان تفاصيل مثيرة لتوترات داخل “كتائب القسام” نفسها بعيد استيلاء “حماس” على غزة. فقد رجع محمد ضيف قائد الفصائل الخفي ومهندس “السابع من أكتوبر” إلى غزة عام 2007 ليواجه مساعديه “الراديكاليين” الذين حصلوا على السلطة بينما كان يتعافى من هجمة إسرائيلية. ويقول الكاتبان إن محمد ضيف أبدى سراً استياءه من تسلف منافسيه وتطرفهم، خشية من أن يخرب هذا سمعة “حماس” بربطها بجماعة إرهابية من قبيل “القاعدة”. ويستعرض الكتاب تاريخ الحركة في لقطات سريعة مرجعاً أصلها إلى الشيخ السوري المحارب في ثلاثينيات القرن العشرين عزالدين القسام الذي تظل حماسته الدينية وكفاحه ضد الاستعمار إلهاماً لـ30 ألف مقاتل في الجناح العسكري الذي يحمل اسمه. و”حماس” مطروحة باعتبارها “بديلاً إسلامياً” على وجه التحديد لجماعة “فتح” التابعة لياسر عرفات والتي سيطر زعماؤها العلمانيون على القضية الفلسطينية، ولكنهم بحلول أواخر الثمانينيات كانوا يعيشون في المنفى بعيداً من النضال اليومي للفلسطينيين الخاضعين للاحتلال. ما الذي تريده “حماس”؟ ويتوقف الكتاب مطولاً عند فوز “حماس” بانتخابات 2006 الفلسطينية إذ يعزو المؤلفان انتصارها إلى افتقار “فتح” إلى الكفاءة بقدر ما يعزوانه إلى مهارات الحركة التنظيمية القوية، ولو أنهما يهونان من اعتنائها الذكي بالقضايا المحلية من قبيل الفساد والرفاهية وتقديم الخدمات. ويؤسس الكاتبان حجة مقنعة بأن صعود “حماس” تم برضا – إن لم يكن بتواطؤ – من إسرائيل التي غضت الطرف في أواخر الثمانينيات ومطلع التسعينيات عن تدفقات نقدية من أنصار “حماس” بالخارج، مضت بها مشاريع الحركة الاجتماعية دونما اعتراض. ويقول المؤلفان إن إسرائيل رأت في “حماس” بديلاً ملائماً لمنظمة التحرير الفلسطينية راجية من الوافدين الجدد أن يخصما من تأييد عرفات. وبالمثل كثر تباهي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن سماحه لقطر بتمويل “حماس” قد ساعد في تقويض المشروع الوطني الفلسطيني بتأجيجه الانقسامات وتشتيته السلطات بين الضفة الغربية وغزة، أما منتقدو حكومة نتنياهو الإسرائيليون فيرون أن “السابع من أكتوبر” أثبت أن سياسته تلك كانت كارثية. غلاف الكتاب (أمازون) وفي ما يتعلق بهجمات السابع من أكتوبر يرى هيلتن أن الكاتبين يتقدمان بحذر بالغ “على أطراف أصابع أقدامهما” وسط رؤى وسرديات متعارضة ومتضاربة، موازنين بين الادعاءات والمعلومات. غير أنهما يثبتان لتلك الهجمات ما يجمع عليه المراقبون الغربيون عامة وهو أنها جاءت بعد أن تتابعت اتفاقيات سلام بين إسرائيل ودول عربية، “بما بدد الآمال في اتفاق سلام على نطاق المنطقة كلها” يشمل الفلسطينيين أيضاً ثم وقعت هجمات السابع من أكتوبر فـ”حققت المرجو منها”، بحسب ما يكتب المؤلفان إذ “دمرت الوضع القائم وسحقت الأساطير التي قام عليها وجود منظمة التحرير الفلسطينية السياسي منذ أوسلو”. فلم يحقق القصور الذاتي والعلاقات مع الحكومات الإسرائيلية المتعنتة أي تقدم نحو الاستقلال على مدى عقود، وجاءت الهجمات فعجلت بحرب قتلت فيها إسرائيل أكثر من 36 ألف فلسطيني حتى الآن ولا تزال بعض استطلاعات الرأي تشير إلى أن الدعم الفلسطيني مستمر للجماعة. ويمضي بيلار فيكتب أنه “مهما يكن رأي المرء في ما أصبحت عليه ’حماس‘ اليوم، فقد أصبحت كذلك لا بسبب شيء في جيناتها تختلف به عن بقية الكيانات الفلسطينية ولكن بسبب ظروف أخضعت لها إسرائيل الأمة الفلسطينية. ولو كان مقدراً لـ’حماس‘ أن تتلاشى في الغد فإن جماعات أخرى ستستعمل العنف وسيلة لمقاومة الاحتلال. فذلك ما فعلته جماعات مختلفة نشطت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وكذلك ستفعل جماعات أخرى، منها ما سيتكون في المستقبل ما دام الاحتلال مستمراً هو وما يرتبط به من معاملة للفلسطينيين”. و”سوف تستقر المعاناة التي تعرض لها أهل قطاع غزة على مدار الأشهر الثمانية الماضية في الوعي الفلسطيني إلى جانب نكبة أربعينيات القرن الماضي والغزو الإسرائيلي عام 1967، بوصفها سبباً للغضب الفلسطيني ودافعاً لجماعاتهم في المستقبل. ولن تنتهي القصة المفجعة بتدمير جماعة بعينها وإنما بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإنهاء الاحتلال”. العنوان: Hamas: The Quest for Power تأليف: Beverley Milton-Edwards- Stephen Farrell الناشر: PolityTop of Form المزيد عن: غزةحرب القطاعحركة حماسياسر عرفاتعز الدين القسامإسرائيلنتنياهوقطر 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post غسان شربل يكتب عن : «الطوفان» الروسي next post ما حقيقة حاجتنا لشرب 8 أكواب من الماء يوميا؟ You may also like ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟ 24 نوفمبر، 2024 علي لاريجاني: إيران تجهز الرد على إسرائيل 24 نوفمبر، 2024 جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم... 24 نوفمبر، 2024 هكذا بدّلت سطوة «حزب الله» هويّة البسطة تراثياً... 24 نوفمبر، 2024 ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024 تل أبيب عن مقتل إسرائيلي في الإمارات: إرهاب... 24 نوفمبر، 2024 استهداف إسرائيل للجيش اللبناني: خطأ أم إستراتيجية؟ 24 نوفمبر، 2024 أحوال وتحولات جنوب لبنان ما بعد الهدنة مع... 24 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: صهر صدام حسين وسكرتيره... 24 نوفمبر، 2024 تقرير: حزب الله يستخدم نسخة من صاروخ إسرائيلي... 24 نوفمبر، 2024