أطلقت إيران العشرات من الطائرات المسيرة من نوع "شاهد" خلال هجوم على إسرائيل لكن لم تصب أي منها أهدافا تذكر (وكالة تسنيم للأنباء) عرب وعالم ماذا نعرف عن المسيرات الإيرانية التي هاجمت إسرائيل؟ by admin 14 أبريل، 2024 written by admin 14 أبريل، 2024 86 غالبية القطع المستخدمة في صناعتها غربية وتحصل عليها طهران من دول تعيد تصديرها إليها أو عبر أفراد وشركات في الخارج اندبندنت عربية ذكرت “وكالة تسنيم للأنباء”، التابعة للحرس الثوري الإيراني، أن المسيرات التي أطلقتها إيران نحو إسرائيل كانت من نوع “شاهد 136“. وإذا ما كانت المعلومة صحيحة فإنه للمرة الأولى يستخدم الحرس الثوري الإيراني المسيرات الانتحارية بهذا العدد ومسافة أكثر من ألف كيلومتر. وقد أعلنت إسرائيل أنها تمكنت من إسقاط جميع المسيرات الـ170 التي أطلقت من إيران صوب إسرائيل. وذكر راديو “فردا” (التابع لراديو أوروبا الحرة) الذي يبث باللغة الفارسية من براغ أن السعر النهائي لكل من هذه المسيرات يبلغ نحو 20 ألف دولار على رغم أن بعض الخبراء يقدرون سعر كل من المسيرات 50 ألف دولار. وكان الحرس الثوري كشف لأول مرة عن هذه المسيرات عام 2020 خلال مناورات عسكرية، وقد تناولت وسائل الإعلام هذه المسيرات خلال بعض الهجمات في الشرق الأوسط. وهنالك نوعان من هذه المسيرات هما “شاهد 131” و”شاهد 136″، وهما طائرتان انتحاريتان، وهنالك شبه كبير بينهما، إلا أن الفرق يكمن في حجم كل منهما. لا توجد معلومات دقيقة ورسمية عن مواصفات هذه المسيرات، لكن بعض المصادر تقول إن عرض المسيرة “شاهد 136” يصل إلى مترين ونصف المتر، وطولها ثلاثة أمتار ونصف المتر. ويتكون هيكلها من مواد مركبة لديها إمكانية استقطاب الذبذبات من الرادار. ويصل وزن مسيرة “شاهد 136” إلى 200 كيلوغراماً ويصل مداها إلى ألفي كيلومتر، ويبلغ وزن الرأس الحربي لها 50 كيلوغراماً. وتستخدم هذه المسيرة الانتحارية من أجل الهجوم على أهداف ثابتة ومعينة ولا تستطيع ملاحقة الأهداف المتحركة بسبب نوع الأجهزة المشغلة لها. بقايا حطام مسيرة إيرانية من نوع شاهد في أوكرانيا ( غيتي) وقد تناولت وسائل الإعلام المسيرة “شاهد 136” خلال السنوات الماضية في خضم الحرب الروسية – الأوكرانية، وكذلك الهجمات التي يشنها الحوثين ضد الملاحة البحرية في البحر الأحمر. وتطلق “شاهد 136” من منصة تستوعب خمساً من هذه المسيرات وبإمكان وضع هذه المنصات على شاحنات كبيرة. وتطلق المسيرة هذه بصورة عمودية. مسيرات إيرانية من نوع شاهد على منصة إطلاق (وكالة تسنيم للأنباء) لا تحوي “شاهد 136″ على جهاز تحكم متزامن أو كاميرا، بل تستخدم جهاز تحكم من نوع Inertial navigation system و”جي بي أس” غير عسكري. بصورة عامة لا تعد مسيرة “شاهد 136″مؤثرة جداً في المواجهات العسكرية بسبب حجمها الكبير والصوت الذي تحدثه أثناء التحليق، إذ تصدر صوتاً يشبه صوت محرك دراجة هوائية لذلك تستخدم غالباً لاستهداف منشآت غير عسكرية. تبلغ سرعة المسيرة 185 كيلومتراً في الساعة على رغم أن الحرس الثوري كشف العام الماضي عن نموذج يستخدم محرك “minijet” وفي هذه الحالة يمكن أن تصل سرعتها إلى 400 كيلومتر في الساعة، لكن هذه السرعة تستدعي تقليل مسافة الهدف، إذ تستهلك هذه النوع من المحركات وقوداً كبيراً. تاريخ إنتاج المسيرة “شاهد 136” أنتجت أول نسخة من هذه المسيرات عام 2011 في “مركز الأبحاث والصناعة الجهادية الذاتية” التابعة للقوة الصاروخية للحرس الثوري بالمساعدة مع مراكز تصنيع عسكرية مثل مركز “قدس” ومنشأة “شاهد” للصناعات الفضائية. ونقل راديو “فردا” عن خبراء عسكريين القول إن هذا النوع من المسيرات صنعت على أساس نماذج إسرائيلية ومن المحتمل أن تكون إيران حصلت على أنواع من هذه المسيرات خلال استخدامها في سوريا. وقال المتخصص العسكري الإيراني بابك تقوايي “تحوي مقدمة المسيرات هذه على حساسات تعمل بالرادار وتعمل قبل دقيقة أو دقيقتين من الوصول إلى الهدف طبقا للمواصفات الجغرافية التي يتم تعريفها للطائرة، إذ تعمل في البداية على تشخيص المنطقة وتحديد الهدف، ثم استهدافه بدقة عالية”. وقد استخدم الحوثيون هذه المسيرة في الهجوم على ناقلة النفط “مرسر استريت” التابعة لشركة بريطانية يملكها رجل أعمال إسرائيلي، وقد أدت إلى مقتل عاملين من طاقم السفينة. وفي العام نفسه وضعت الولايات المتحدة الأميركية عضوين من أعضاء الحرس الثوري في قائمة العقوبات الدولية منهم رئيس مركز الأبحاث والصناعة الجهادية الذاتية عبدالله محرابي وقائد اللجنة القيادية في صناعة المسيرات في الحرس الثوري الإيراني سعيد آقاجاني. ويتولى المركز الذي يشرف عليه عبدالله محرابي مهمة تنمية وتصميم الأسلحة الجديدة بواسطة متخصصين ومهندسين عاملين في جامعة “الحسين” التابعة للحرس الثوري وكذلك مركز صناعات “شاهد” (الواقع في قاعدة بدر الجوية في أصفهان). وتشمل هذه الأسلحة مسيرات انتحارية وهجومية من نوع “شاهد”. والمسيرات التي تصمم في مركز صناعات “شاهد” تعود للقوة الصاروخية للحرس الثوري ومركز الأبحاث والصناعة الجهادية الذاتية وبعد إكمال مراحل الإنتاج تختبر في قاعدة “بدر” الجوية، وكذلك في قاعدة “نصر” في مدينة كاشان في محافظة أصفهان. وتتولى مجموعة “هسا” (مركز صناعة الطائرات الإيرانية) التابعة لوزارة الدفاع في مدينة “شاهين شهر” مهمة إنتاج هذه المسيرات بكثافة. ويقول المتخصص العسكري بابك تقوايي إن “مهمة توفير قطعات هذه المسيرات منها جهاز التحكم والمحرك من مسؤولية مركز صناعات (شاهد) وتوفرها من شركات غير عسكرية منها (مادو) و(كيميا بارت سيوان). وتنتج هذه الشركات القطعات المذكورة في إيران أو في الصين وتوفر بعضها من خلال الأفراد والشركات الخارجية التي توفر قطعات للطائرات”. وتستخدم مسيرات الاستطلاع والانتحارية من نوع “شاهد” محركات “فانكل”، ومكبساً ذا أسطوانتين أو أربع من إنتاج شركات مثل “ليمباخ” الألمانية. وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد ضغطت على البلدان الأوروبية عام 2011 من أجل منع بيع محركات تستخدم في إنتاج المسيرات. وقد اعتقلت ألمانيا عام 2014 رجلين إيرانيين وخضعا للمحاكمة بسبب تصدير مثل هذه القطعات إلى إيران. وأدت الصعوبات في توفير هذه المحركات من ألمانيا إلى أن تلجأ شركة صناعات “شاهد” إلى الإنتاج الداخلي من خلال شركة “أوج برواز ما دو نفر” ورئيسها محمد أبو طالبي. وهذه الشركة تعمل لإنتاج محركات للدراجات الهوائية منذ 10 سنوات، وقد وسعت الشركة خطوط إنتاجها من أجل إنتاج محركات تستخدم لتشغيل المسيرات “شاهد” منها محركات من نوع “فانكل”. وقد فرضت الولايات المتحدة الأميركية عام 2021 عقوبات على شركتي “أوج برواز ما دو نفر” و”كيميا بارت سيوان”، وهما من أهم الشركات التي توفر قطعات لإنتاج المسيرات الإيرانية. وقد أضافت واشنطن عام 2022 شركة “صناعات قدس الفضائية” إلى هذه القائمة في خضم استخدام هذه الطائرات في الحرب الروسية على أوكرانيا، ولعبت هذه الشركة دوراً كبيراً في تزويد موسكو بالمسيرات المستخدمة في الحرب. الجدل حول مشاركة مسيرات “شاهد” في حرب أوكرانيا أعلنت أوكرانيا أن النظام الإيراني زود روسيا 1700 من المسيرات “شاهد”، وقد استخدمت المئات منها لاستهداف البنى التحتية المدنية منها منشآت الطاقة الكهربائية والأماكن الآهلة بالسكان. أما الأمر الذي أثار الجدل أكثر فهو تقرير نشرته “سي أن أن” وكشف عن أن التحقيقات الأوكرانية أثبتت أنه من بين 52 قطعة مستوردة من الخارج ومستخدمة في إنتاج مسيرات “شاهد “، أنتج 40 قطعة منها في 13 شركة أميركة و12 قطعة منها أنتجت في شركات تقع في سويسرا وكندا واليابان والصين. وفي صيف عام 2023 نشرت صور من حطام مسيرة من هذا النوع في أوكرانيا أثبتت أن بعض القطعات المستخدمة فيها من إنتاج إيرلندا. وقد كتبت صحيفة “تايمز” الإيرلندية أنه عثر على حطام طائرة مسيرة إيرانية علامة “صنع في إيرلندا”، ومن المحتمل أن تكون القطعة المستخدمة من إنتاج فرع شركة “تيلوتسون” الأميركية في إيرلندا. ويقول الخبراء العسكريون أن المسيرات “شاهد 136” تحوي نسبة قليلة من المواد المنفجرة، لكن بالإمكان التحكم في حجم تدمير الهدف فيها، بخاصة أنها من نوع انتحاري. وقد أثارت المسيرة “شاهد 136” جدلاً في مكان آخر في العالم هو تتارستان في روسيا، إذ أعلن المسؤولون الأميركيون العام الماضي أن موسكو تعمل بمساعدة إيران على إنشاء مجمع لصناعة المسيرات في جمهورية تتارستان من أجل إنتاج مسيرات تستخدم في الحرب الأوكرانية. وقد نشرت صور التقطت عبر الأقمار الاصطناعية عن المنشأة في منطقة “آلابوغا” التجارية الحرة في تتارستان على بعد 950 ميلاً من موسكو. وقد ذكر محللون في الشؤون الأمنية والاستخباراتية حينها أن إيران سلمت 400 مسيرة من نوع “شاهد 131″ و” شاهد 136″، وقد استخدم الجيش الروسي جميعها في الحرب ضد أوكرانيا، لكن مصادر أخرى تؤكد أن عدد المسيرات التي زودت بها إيران روسيا أكبر من هذا العدد بكثير، وقد أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أنها تمكنت من إسقاط أكثر من 600 مسيرة إيرانية. بعد شهر تسربت وثيقة تحوي 47 صفحة صادرة من أوكرانيا، وبها معلومات ووثائق عن منشأ إنتاج القطعات في البلدان الغربية ومصادر أخرى، وكانت أوكرانيا قد زودت البلدان الصناعية السبع هذه الوثيقة. طبقاً للمعلومات الجمركية في الاتحاد الأوروبي توفر إيران جميع القطعات اللازمة في صناعة المسيرات من تركيا والهند وكازاخستان، وأوزبكستان وفيتنام وكوستاريكا، لكن الوثيقة الأوكرانية كشفت عن أن خمس شركات أوروبية منها مجموعة بولندية بريطانية (تي أي فلود سيستمز) تنتج القطعات الأساس المستخدمة في إنتاج المسيرات الإيرانية. وقد ذكرت الوثيقة أن بين البلدان المصنعة للقطات شركات تقع في أميركا وسويسرا وهولندا وألمانيا وكندا واليابان وبولندا، وهي بلدان متحالفة في فرض عقوبات على إيران. وتذكر الوثيقة أن الشركات الغربية لم ترتكب خطأً، بل البلدان التي تشتري القطع منها، تقوم بإعادة تصديرها إلى إيران. ولم يكشف بعد نسبة التعاون بين الشركات المصدرة لهذه القطعات إلى إيران من خلال إعادة تصدير سلع تشتريها من الدول الغربية وتستخدمها إيران في صناعة المسيرات المنتجة في منشآت الحرس الثوري. جدل مسيرات “شاهد 136” في البحر الأحمر أثار استخدام مسيرات “شاهد” من قبل الحوثيين في البحر الأحمر جدلاً واسعاً بعدما أعلن الحوثيون التابعون إلى إيران تنفيذ هجمات ضد الملاحة البحرية في البحر الأحمر بعد بدء حرب غزة. ويدعي الحوثيون أنهم يصنعون هذه المسيرات في اليمن وقد عرضوا عدداً منها في استعراض عسكري قبل ثلاث سنوات، لكن صحيفة “نيوزويك” الأميركية نشرت تقريراً حصرياً عام 2020 كشفت فيه أن إيران زودت الحوثيين مسيرات من نوع “شاهد 136”. ويستخدم الحرس الثوري والميليشيات التابعة له في الشرق الأوسط منذ سنوات هذا النوع من الطائرات في بلدان مختلفة منها العراق وسوريا وأوكرانيا والبحر الأحمر، وقد أعلن الحرس الثوري أنه استخدم هذا النوع من المسيرات في الهجوم على إسرائيل رداً على استهداف القنصلية الإيرانية لدى دمشق. وقد أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد تزامناً مع بدء الهجوم أن عدد المسيرات التي أطلقتها إيران بلغ 170 مسيرة، ولم يدخل أي منها المجال الجوي لإسرائيل، وقد أسقطت خارج الحدود بواسطة إسرائيل وحلفائها. المزيد عن: إيرانإسرائيلالهجوم الإيراني على إسرائيلشاهد 136مسيرات إيرانيةدرونز 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كيف تفاقم الصراع بين إيران وإسرائيل منذ 1979 وصولا إلى المواجهة المباشرة؟ next post بملايين الدولارات.. “رسائل سرية” تفضح مدى دعم إيران لحماس You may also like ما مغزى استحضار ليبيين ذكرى معمر القذافي؟ 19 نوفمبر، 2024 بري لـ«الشرق الأوسط»: ضمان موقف الإسرائيليين على عاتق... 19 نوفمبر، 2024 مقتل نجل مهندس تفجير الخبر في صفوف “حزب... 19 نوفمبر، 2024 أثناء زيارة هوكستين.. هذا “مصدر قلق لبنان” بشأن... 19 نوفمبر، 2024 ودائع الحرب… ضحايا جنوب لبنان رهن المقابر الموقتة 19 نوفمبر، 2024 تشاؤم إسرائيلي حول الاتفاق مع لبنان: لا يساوي... 19 نوفمبر، 2024 إسرائيل تعثر على أسلحة روسية داخل مخازن “حزب... 19 نوفمبر، 2024 عجائب خرق القانون وطرائف النصب في مصر 19 نوفمبر، 2024 دمشق لم تعد الملاذ الآمن للقيادات التابعة لإيران…... 19 نوفمبر، 2024 إحباط مخطط إيراني لاغتيال وزير كندي سابق داعم... 19 نوفمبر، 2024