خلال عهد توت عنخ آمون اندلعت الثورة ضده وانطلقت مؤامرات القصر للتخلص منه (غيتي) X FILEعربي من قتل الفرعون الصغير توت عنخ آمون؟ by admin 12 أبريل، 2024 written by admin 12 أبريل، 2024 181 روايات متعددة عن “مؤامرات القصر” منها اتهام قائد جيشه “حور محب” أو زوجته “عنخ إسن” أو أنه سقط من فوق مركبة مسرعة حين كان مخمورا اندبندنت عربية لم يكُن هذا الفرعون واحداً من الفراعنة المصريين العظماء، فلا هو نظير لتحتمس الثالث صاحب الإمبراطورية المصرية الممتدة على اتساع قارات العالم القديم، ولا هو رمسيس الثاني بعظمته وحروبه وعمره المديد والمتسع. حين وصل توت عنخ آمون الذي يعني اسمه باللغة المصرية القديمة “الصورة الحية للإله آمون” إلى العرش، لم يكُن قد تجاوز التاسعة من عمره، وحين رحل عن الحياة كان في عمر الـ18 تقريباً، مما يعني أنه لم يجلس فوق عرش مصر سوى أعوام قليلة، وجلها غامضة وغير معروفة تفاصيلها. عاش توت عنخ آمون فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة، إذ أتى بعد والده أخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد الأحد، وتمت في عهده العودة لعبادة آلهة مصر القديمة المتعددة. في هذا السياق يمكن التساؤل، لماذا أظهر العالم اهتماماً كبيراً بهذا الفرعون الصغير، خصوصاً مع غياب إنجازات بعينها له؟. ربما يقودنا الجواب إلى الحديث عن واحدة من أشهر الجرائم في التاريخ، جريمة قتل الفرعون الصغير المختلف حولها التي تتضارب الأساطير من ورائها. قناع الملك الذهبي توت عنخ آمون (غيتي) عن الفرعون الذهبي الصغير في روايته عن توت عنخ آمون، يخبرنا الأثري المصري الدكتور حسين عبدالبصير أن الفرعون الأشهر في تاريخ مصر أخناتون لم يكُن يعلم حين استيقظ في بلاط عاصمته الملكية “أخت آتون”، على الخبر السعيد الذي كان ينتظره منذ أعوام طويلة بميلاد ابنه الوحيد توت عنخ آمون، أن هذا المولود سيحصل على شهرة كبيرة ويصير أشهر شخصية وملك على وجه الأرض بعد اكتشاف مقبرته الرائعة في وادي الملوك في البر الغربي لمدينة الأقصر في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1922، وأن حياته ستحيط بها التعاسة والحزن وعدم التوافق والتجاهل والإهمال، وأنه سيتعرض للخيانة والتآمر على حياته، وكذلك على تراث أبيه الملك أخناتون. إنه توت عنخ آمون، أحد فراعنة الأسرة المصرية الـ18 في تاريخ مصر القديم، وحكم البلاد في الفترة ما بين 1334 ق.م إلى 1325 ق.م. أثناء حكم هذا الفرعون الصغير، بدأت ثورة من تل العمارنة ضد حركة الفرعون السابق أخناتون الذي نقل العاصمة من طيبة إلى عاصمته الجديدة “أخت آتون” في منطقة تل العمارنة في محافظة المنيا الحالية، وحاول توحيد آلهة مصر القديمة المتعددة بما فيها الإله آمون في شكل الإله الواحد آتون. والمعروف أنه عام 1331 ق.م، أي في السنة الثالثة لحكم توت عنخ آمون الذي كان عمره 11 سنة وبتأثير من الوزير آي رفع الحظر المفروض على عبادة الآلهة المصرية المختلفة، وفي مقدمها الإله آمون، سيد ألهة مصر في ذلك الزمان. يحكي لنا المؤرخون كيف أن توت عنخ آمون عاش وحيداً، يلعب بمفرده أو مع أخواته بنات نفرتيتي في قصر أبيه الملكي في تل العمارنة وكان يقول لنفسه دوماً، “لا أحد يريدني… لا أحد يحبني في هذا القصر الملكي الكبير المخيف. الكل يكرهني. أبي هو الوحيد الذي يحبني، غير أنه مشغول عني أبداً بديانته الجديدة، وبربه الجديد آتون… وزوجة أبي المسيطرة نفرتيتي تكرهني بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ في أعماق قلبها”. هل كان توت عنخ آمون ضحية لوالده أخناتون قبل أن يكون عرضة لمؤامرات القصور الملكية؟. غالب الظن أن الأمر على هذا النحو، فكانت مطالبة أخناتون بأن يتجاهل المصريون كافة آلهتم التقليدية، وعلى رأسها الإله الأكبر والأشهر آمون، سبباً كافياً لأن يثير ثائرة كهنة آمون المسيطرين على مقدرات الحياة الروحية في عموم مصر. في هذا الصدد يخبرنا الفيلسوف المصري المعاصر الدكتور مراد وهبه أن توجهات أخناتون الدينية دفعت كهنة الآلهة القديمة إلى التآمر عليه مع الجنود الغاضبين بسبب خلعهم من وظائفهم. حين مات أخناتون، أصبح كهنة آمون من القوة، فأجبروا الملك الجديد على ترك تل العمارنة والذهاب إلى طيبة، حيث أرغموه على تغيير اسمه بحذف كلمة آتون ووضع كلمة آمون، وهكذا عادت عبادة الإله الأكبر ومعه الآلهة الأخرى، لتختفي عقيدة أخناتون. تزوج توت عنخ آمون من أخته غير الشقيقة عنخ إسن آمون، ابنة أخناتون ونفرتيتي، ورتبت الأخيرة هذا الزواج كي لا يخرج العرش من بين يديها. حملت زوجته بتوأم، لم تقدر له الحياة أو يرى النور، وغالباً تم العثور على جثتيهما محنطتين في مقبرة توت عنخ آمون التي اكتشفها كارتر في مصر أوائل الـ20. من هنا تبدأ التساؤلات المثيرة عن حياة الفرعون الصغير وهل كانت نهايته السريعة طبيعية بسبب الأمراض، أم أن هناك دلائل تقطع بوجود واحدة من أشهر جرائم التاريخ، بخاصة بعدما وجد مكتشف جثمانه ثقباً في جمجمته بعد أن رفع عنها غطاءها الذهبي الأشهر حول العالم كله؟. مومياء توت عنخ آمون (غيتي) حور محب… هل قتل توت عنح آمون؟ في مقدمة الفرضيات التي تملأ الأجواء والأرجاء، فرضية قتل توت عنخ آمون على يد كبير قادة جيشه حور محب الذي يعد آخر فراعنة الأسرة المصرية الـ18. قبل أن يصبح فرعوناً، كان حور محب القائد الأعلى للجيش المصري في عهد توت عنخ آمون، وبعد اعتلائه العرش قام بإصلاح كثير من أمور الدولة، وفي عهده بدأت الإجراءات الرسمية ضد حكام العمارنة السابقين، موطن أخناتون، ونتيجة لذلك يعتبر الحاكم الذي أعاد استقرار بلاده بعد فترة مضطربة وقاسية. هدم حور محب آثار أخناتون وأعاد استخدام الأنقاض في مشاريع البناء الخاصة به واغتصب آثار توت عنخ آمون ووزيره المقرب آي الذي جلس على العرش من بعده. هل كان حور محب هو قاتل توت عنخ آمون الحقيقي؟. في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، وجهت دراسة حديثة أصابع الاتهام إلى القائد العسكري حور محب في اغتيال الملك توت عنخ آمون أثناء نومه، مؤكدة ذلك بالأحداث والدلائل. الدراسة التي أجراها الخبير الأثري المصري الدكتور أحمد صالح مدير عام آثار معبد أوسمبل تقول إن حور محب هو الوحيد المستفيد من اختفاء العائلة الآتونية كلها إذ بدأ بمحو ديانة آتون وأخناتون. هل يمكن من هنا استنتاج أن التوجهات العقدية في مصر القديمة، والصراع بين كهنة آمون وأتباعه وكانوا الغالبية الغالبة في البلاد، وبين أتباع آتون الذين لم يطُل بهم المقام في أرض مصر، السبب الرئيس في قتل توت عنخ آمون من قبل قائد جيشه الآموني حور محب. هذا التوجه أكده وقتها كبير الأثريين المصريين المعاصرين زاهي حواس الذي قطع في تصريحات إلى وكالة الصحافة الفرنسية أن توت عنخ آمون قتل بالفعل على أيدي قائد الجيوش حور محب بالتعاون مع كبير الكهنة في سياق الاستيلاء على الحكم، ولم يمُت بسبب البدانة كما أعلن من قبل علماء مصريات ألمان وهولنديون. في بحثه الجديد يشير الدكتور صالح إلى أن ملامح الأشعة السينية التي أخذها البريطاني رونالد هاريسون عام 1968 لمومياء توت عنخ آمون هي مفتاح حل سبب موت الفرعون الذهبي، إذ أظهرت وجود بروز أعلى العنق في المنطقة الخلفية للرأس ووجود انخفاض دائري إلى جوار الأذن اليسرى عليه بقعة دم متجلطة، مما يعني أن الملك الصغير تعرض للاغتيال بالضرب بآلة حادة أو عصا أثناء نومه. ويرى صالح أن الملك توت عنخ آمون أجبر على الانقلاب على ديانة أخناتون ولم يكُن يرغب في ذلك، وأن الذي أرغمه على ذلك هو الرجل العسكري القوي حور محب الذي فرض على توت عنخ آمون ترقيته إلى القائد العام للجيش وهو منصب من مناصب الملك. لكن ما السبب الآخر الذي يدفع حور محب إلى قتل توت عنخ آمون إن كان هو القاتل بالفعل؟. المؤكد أن هناك سبباً سياسياً وهو أن سياسة أخناتون كانت أفقدت مصر إمبراطوريتها التي أسسها تحتمس الأول وتحتمس الثالث، من هنا ربما كان تفكير القائد حور محب في إزاحة الفرعون الصبي واعتلاء العرش عوضاً عنه والعودة من جديد لزمن مصر الإمبراطورية القوية. ولعل الذين لهم دالة على قراءة سيرة القائد حور محب يجدونه قام بالفعل بعد موت توت عنخ آمون بعمل سلسلة من الإصلاحات الداخلية الشاملة، لكبح إساءة استخدام السلطة والامتيازات التي كانت بدأت في ظل أخناتون، ويرجع ذلك إلى مركزية سلطة الدولة وامتيازاتها في أيدي عدد قليل من المسؤولين، وعيّن القضاة وأعاد السلطات الدينية المحلية وقسم السلطلة القانونية بين جنوب مصر وشمالها، مما يعني أنه كانت له رؤية فرعون حقيقي، ومن هنا يتصاعد الشك حول دوره في اغتيال توت عنخ آمون الضعيف الذي تعرضت معه مصر لتراجع نفوذها الإقليمي. هل من فرضيات أخرى عن موت الفرعون الصغير؟. حكاية الملك الصغير كما حفظتها آثار الفراعنة (غيتي) عنخ إسن… هل هي الزوجة القاتلة؟ من بين الفرضيات المثيرة حول موت الفرعون الذهبي، الحديث عن زوجته عنخ إسن آمون وعلاقتها بموته الغريب والمفاجئ. يعني اسمها أول الأمر “التي تعيش من خلال آمون”، وهي أخته من والده أخناتون ووالدتها نفرتيتي، وليس مستغرباً هذا النوع من الزواج بين الأخوة في ذلك الوقت في الممالك المصرية القديمة. لماذا تدور الشبهات حول عنخ إسن؟ غالب الظن بسبب زواجها السريع من وزيره الأول خير خبرو رع آي هو السبب في أن تدور الشكوك من حولها، لا سيما أنه عثر على ختم فرعوني يحمل اسم الوزير آي واسمها معاً، مما يعني أنه ربما كانت هناك علاقة ما بينهما عززت من فكرة إزاحة توت عنخ آمون، خصوصاً أنها كانت تكبره بنحو أربع أو خمس سنوات. على أن قضية خيانة للوطن جاءت لتعزز الشكوك في دور عنخ إسن في موت زوجها، فعثر بين الوثائق المصرية القديمة على رسالة بعثتها إلى ملك الحيثيين (بلاد ما بين النهرين الآن) الذين كانوا أعداء لمصر في ذلك الوقت… ما الذي تضمنته الرسالة؟، وجد فيها طلب مباشر منها بإرسال أحد أبنائه لتتزوجه ويكون ملك مصر. أما السؤال الذي سيدفع المؤرخين إلى الاعتقاد بأنها شريكة في قتل توت عنخ آمون فهو هل جاءت هذه الرسالة خلال حياة توت أم بعد موته؟. نص الرسالة يفيد بأنها كتبتها أثناء حياة زوجها، إذ تخبره بأن زواجها من ابنه سيكون بعد موت زوجها توت عنخ آمون، مما يفتح الباب واسعاً للقبول بحديث المؤامرة من جانبها مع أطراف تبدأ من عند الوزير آي، ولا توفر قائد الجيش حور محب، وربما هناك أطراف أخرى لا نعرفها. أما عن بقية قصة خيانة هذه الزوجة، فهي أنه بالفعل أرسل لها ملك الحيثيين أحد أولاده ليتزوجها وقام بتجهيزه مع حاشية محملة بالهدايا التي تليق بملكة مصر إلى جانب حامية من الحرس لحمايته وتأمين الطريق. لكن أماني ملك الحيثيين بحكم مصر ذهبت أدراج الرياح وجاءه نبأ مقتل ابنه ومن معه حتى قبل أن تطأ أقدامهم حدود مصر الشرقية، وأن من قتل ابنه هو القائد المصري حور محب بإيعاز من الوزير العجوز آي الذي سيصبح ملكاً بعد ذلك على مصر. ولعل من بين الأسئلة المثيرة للحيرة ماذا جرى لجثمان زوجة توت وأين ذهب، وهل كان هناك بالفعل من حاول إخفاء تاريخها وكأنه يحاول التغطية على جريمتها الأشهر أي الشراكة في مقتل زوجها توت؟. الثابت أنه ولفترة طويلة جداً، بلغت نحو 3000 عام، ظلت زوجة توت عنخ آمون لغزاً بعدما اختفت من السجلات بين 1325 ق.م و1321 ق.م. غير أنه وفي 2010، اقترب الخبراء من حل اللغز مرة واحدة وإلى الأبد، بفضل اختبارات الحمض النووي التي أجريت على مومياوات عُثر في وادي الملوك. تبين أن إحدى الجثث هي أم لتوأم عُثر عليه في مقبرة توت، مما يشير إلى أنها كانت عنخ إسن آمون. هل من يدفع تهمة القتل المباشر، ويفتح الطريق أمام فكرة القتل غير المباشر، في حياة توت عنخ آمون؟. تعددت الروايات حول مقتل توت عنخ آمون (أ ب) هل أسقط عمداً من فوق مركبته؟ من بين القصص التي تثير مزيداً من الشكوك حول موت توت عنخ آمون الغريب، القول إنه سقط من فوق عربة حربية تجرها الخيول في صحراء طيبة، مما أدى إلى حدوث كسور في ساقه، ومع إهمال الجروح تعرض للتسمم ومات. الرواية مرتبكة وغير مقنعة، ولا يمكن القبول بها إلا في حال واحدة وهي أن هناك من تعمد إسقاط الفرعون الصغير عن مركبته، وتسبب في إصابته في ساقه أو ساقيه، ثم لاحقاً تم إهمال مداواته وعلاجه بما يليق بفرعون مصر. في هذا الإطار التاريخي، لا يمكن البتة قبول فكرة أن أطباء مصر العظام الذين برعوا في علاج الكسور وتطبيب الجروح للعوام، وقفوا عاجزين عن مداواة سيد البلاد، إلا إذا كان هناك بالفعل خائن في القصر، أو خونة مجتمعون، عقدوا أمرهم على التخلص من الفرعون الصغير. في أواخر عام 2009، أعلن خبير سويسري فحص صوراً مفصلة بالأشعة السينية لمومياء توت عنخ آمون أن الفرعون الذهبي لم يمُت نتيجة ضربة على رأسه، على رغم وجود عظام في جمجمته، إلا أن الخبير نفسه قطع بأنها بقايا من عظام الجمجمة، تهشمت أثناء عملية التحنيط. لاحقاً وفي 2013، قال علماء بريطانيون يترأسهم البروفيسور كريس نوتون، عالم المصريات البريطاني الشهير، إنه بعد تشريح افتراضي للمومياء جرى بواسطة مسح إشعاعي، تم اكتشاف أنه مصاب بجروح في جنبه الأيمن. هذه النتيجة فتحت الباب لاحتمال أن يكون الفرعون الصغير تلقى طعنة بخنجر ما وهو في مركبته، مما أسقطه عنها أول الأمر وأدى تالياً إلى حدوث كسور في ساقيه. جسد الملك القتيل ونعشه (أ ف ب) وفي وسط غبار هذه القصة، خرجت على العالم قبل نحو عام، تحديداً في يونيو (حزيران) 2023، عالمة المصريات صوفيا عزيز برواية تقول فيها إن “الفرعون توت عنخ آمون مات بسبب حادثة عربة عالية السرعة، بينما كان تحت تأثير الكحول”، وتابعت أن “الملك كان مثل أي مراهق يقود العربة، بينما كان يتناول الكحول، وأن العربة تعرضت لحادثة نجمت عنها إصابة توت عنخ آمون بكسور خطرة في الساق، تسببت لاحقاً بعدوى، ومن ثم أدت إلى وفاته”. غير أن هذه الرواية وجدت رفضاً من كبير الأثريين في وزارة السياحة والآثار المصرية مجدي شاكر الذي اعتبر أن هذه الفرضية لا دليل عليها، وأضاف أن “وفاة الملك المصري توت عنخ آمون كانت ولا تزال محيرة”، رافضاً قصة أن يكون توت وقع مخموراً، وعنده أن الخمور في زمن الفراعنة، تحديداً في عهد الملك توت عنخ آمون كانت تصنع من البلح والخبز والشعير مثل البيرة، أو من الزبيب المجفف الذي كانوا يستوردونه من بلاد الشام”، وأردف أن “الشراب الكحولي لم يستخدم تحديداً في ذلك الوقت، ولذلك لم تكُن هذه الخمور المصنعة مسكرة أو تصل بمستخدمها إلى حد حال السكر”. هل قصة كسر الساق هذه مقبولة من الأثريين المصريين كافة؟. من الواضح أن هناك اختلافاً حتى حول هذه القصة، فعلى سبيل المثال يرفض الدكتور أحمد صالح هذه القصة التي أكدتها أيضاً الجمعية الجغرافية الأميركية عام 2005، أن السبب في موت الملك توت عنح آمون حادثة عربة أدت إلى كسر مضاعف بالركبة وتسمم بالجرح مما أدى إلى وفاته، ويعلل هذا الرفض بأن الملك توت كان يعاني طوال حياته التقوس في عموده الفقري وأن الجرح الذي أشار إليه فحص عام 2005، هو كسر حدث بعد وفاة الملك وجرى على يد المكتشف هوارد كارتر والطبيب دوغلاس دري أثناء نزعهما للجسد من التابوت. أما الأثري د. زاهي حواس، فيفتح الباب لوجود كسر في ساق توت عنخ آمون بالفعل، إذ يقول “نعلم أنه أصيب بكسر في ساقه اليسرى وأن هذا الكسر كان نتيجة حادثة له قبل يومين من وفاته”، لكنه في حقيقة الأمر لم يحدد كيف توصل إلى معرفة موعد حصول الحادثة وأنها قبل يومين فقط من الوفاة، مما يدعو إلى كثير من التعجب. على أنه وفي كل الأحوال، يبقى من المؤكد أن الملك الصغير كان اعتاد على الذهاب بانتظام في رحلات صيد بالعربات من مدينة “ممفيس” (منطقة البدرشين بالجيزة حالياً)، حيث كان مهتماً بصيد الحيوانات البرية في وادي الغزلان الذي يربط بين وادي أبو الهول ومنطقة سقارة الأثرية في صحراء محافظة الجيزة جنوب القاهرة. هل هذه كل الفرضيات حول قتل توت عنخ آمون؟. تفصيل من عرش توت عنخ آمون (أ ف ب) سيناريوهات غامضة أخرى هل يمكن أن يكون السيناريو الحقيقي لوفاة الملك الصغير غير معروف حتى الساعة؟. على رغم وجود شواهد كثيرة على حدوث جريمة ما بعينها، إلا أن هناك روايات أخرى عن حال الفرعون الصغير الصحية التي تتضارب من حولها الأقوال، فبينما يقول بعضهم إنه كان قوي البنية سليم الصحة، مما يعني أن وفاته كانت بحكم الضرورة جنائية، فإن البعض الآخر يفتح الأبواب أمام سيناريوهات مرضية طبيعية من بينها ولادته بأربعة عيوب خلقية نتيجة زواج أبيه الملك أخناتون من أخته. هناك تصريحات أخرى منسوبة للأثري المصري زاهي حواس تشير إلى أن الفرعون الصغير قضى نحبه بسبب داء الملاريا الذي انتقل إليه من لدغ بعوضة قاتلة، ولم يصَب في حادثة. وهناك من يزعم بأنه في عهد توت عنخ آمون ضرب وباء ما مصر، ولربما كان هذا الوباء هو السبب الرئيس في وفاة الفرعون المحير في حياته وفي موته، وإن لم يقدم أحداً من أصحاب هذا الرأي رؤية متماسكة عن زمان ومكان ونوعية مثل هذا الوباء. هل يمكن أن تظهر عما قريب رواية جديدة حاسمة للخلافات المتقدمة؟. هناك أحاديث متنوعة عن وجود غرفة أخرى خلف الغرفة حيث اكتُشفت مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، ويشاع أنها من الوارد أن تكون للملكة نفرتيتي حماته، وربما تحمل أوراق بردي أو شواهد تؤكد قصة نهاية حياته أو تنفيها. وفي كل الأحوال، ستبقى قصة حياة هذا الفرعون حزينة ومليئة بالدراما والمأساة، حتى لو اعتبره العالم برمته أحد أشهر فراعنة مصر العظماء. المزيد عن: جرائم غامضةتوت عنخ أمونملوك الفراعنةمصر القديمةرمسيس الثانيتحتمس الثالثأخناتوننفرتيتي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “آبل” تحذر من هجوم مأجورين من دون الإفصاح عن الجهة next post قلق متصاعد في سوريا من استخدام دمشق “ساحة للرد الإيراني” You may also like “الرواية الكاملة” لهروب الأسد “المرتبك”… و”مفاجأة” الشرع 20 ديسمبر، 2024 “المجلة” تنشر وثائق عن رسائل من إسرائيل إلى... 17 ديسمبر، 2024 تجربة “سوريا الفيدرالية” التي لم تعش طويلا 16 ديسمبر، 2024 قصة أول قائدة طائرات مغربية التي قتلت برصاص... 15 ديسمبر، 2024 كيف يشكل التنوع الطائفي والعرقي الهوية السورية؟ 15 ديسمبر، 2024 من الستينيات إلى اليوم.. كيف جسدت السينما الفلسطينية... 13 ديسمبر، 2024 ماهر الأسد… البعبع الذي أرعب السوريين 13 ديسمبر، 2024 موطئ روسيا على “المتوسط” يصارع موج الاحتمالات 10 ديسمبر، 2024 من يرسم الخطوط بين تونس وليبيا؟ 7 ديسمبر، 2024 مفاوضات سوريا وإسرائيل… دمشق تعزز روابطها العربية (3-3) 1 ديسمبر، 2024