الأربعاء, نوفمبر 20, 2024
الأربعاء, نوفمبر 20, 2024
Home » جهاد الزين يكتب من بيروت عن: قيام الدولة الفلسطينية(حل الدولتين) يمنع انهيار كل دول المنطقة

جهاد الزين يكتب من بيروت عن: قيام الدولة الفلسطينية(حل الدولتين) يمنع انهيار كل دول المنطقة

by admin

 

قيام الدولة الفلسطينية يحمل معه إعادة الحياة إلى الدولة الوطنية في المشرق، سوريا ولبنان والعراق والأردن الدولة التي هزّتها بشكل متواصل ولكن متفاوت القضية الفلسطينية خصوصا بعد العام 1947 ولكن التي يمكن أن تدخل كياناتُها في حقبة استقرار وتماسك بعد قيام الدولة الفلسطينية،

النهار – جهاد الزين

هل استغرق الأمر قرنا من الزمان ونيفا من السنوات لكي “تكتشف” الوطنيات التي أنتجها الإطار العام لاتفاق سايكس بيكو في المشرق العربي أنها محتاجة إلى قيام الدولة الفلسطينية ضمن حل الدولتين حتى تستقر وتنجو من الانهيار الذي أصاب كلا منها؟

الآن نكتشف أيضا، ومعنا كل الكرة الأرضية، أن دول سايكس بيكو كان ينقصها الدولة الوحيدة التي لم تولد بعد العام 1947 حين وُلِد توأمها وهو الدولة العبرية أو إسرائيل سواء بسبب الرفض العربي يومها ثم لاحقا بعدما قبل العرب بها بعد العام 1967 على عشرين بالمائة من مساحة فلسطين بسبب الرفض الإسرائيلي ثم عندما تبلور نضج بعض المجتمع الإسرائيلي للقبول التدريجي بقيامها تولّى اليمين العنصري الإسرائيلي نسف مشروع الدولة الفلسطينية الذي كانت الحركة الوطنية الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات افتتحت العمل على قيامها كدولة فلسطينية وباشرت بتنفيذها عبر نواة السلطة الوطنية الفلسطينية.

بعد 7 أكتوبر، التي قامت بها، ياللمفارقة، قوتان هما “حماس” وإيران، لا تؤمنان ولا تريدان حل الدولتين،

صارت الدولة الفلسطينية، أي حل الدولتين، معادلة عالمية وأميركية وغربية تفرض وستفرض نفسها على اليمين العنصري الإسرائيلي.

كنتُ كتبتُ أن 7 أكتوبر أعادتنا إلى خطاب عام 1947- 1948 ولكننا طبعا لم نعد إلى ذلك الزمان. ربما فتح رد الفعل العالمي على 7 أكتوبر المجال لسد ثغرة تبيّن أنها عميقة في الخارطة الدولتية (من دولة) لسايكس بيكو. تحقق الوطن القومي اليهودي ونشأت دول لبنان وسوريا والعراق والأردن ولكن الدولة الفلسطينية لم تنشأ.

هكذا هي خبرة أكثر من سبعين عاماً من الصراع العربي الإسرائيلي والصراع الفلسطيني الإسرائيلي تثبت كما لو أن “سايكس بيكو” بلا دولة فلسطينية هو منظومة ديموغرافية وسياسية ليس فقط غير مستقرة، بل مهددة بالانهيار مثلما حصل في سوريا والعراق ولبنان. “إغلاق” ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بل وضع حاجز أمام التلاعب الإقليمي والدولي من أي جهة تقوم بذلك، الاتحاد السوفياتي سابقا وربما الصين مستقبلاً، وإيران حاليا، ودائما الولايات المتحدة الأميركية، هذا الإغلاق يمنع التلاعب بهذا الصراع والمفتاح يتطلب قيام الدولة الفلسطينية:هذه هي معادلة 7 أكتوبر المذهلة.

عملية 7 أكتوبر تبدو المفجِّر الذي فتح نافذة واسعة في الانسداد التاريخي في خرائط سايكس بيكو. إنها استكمال للعملية البادئة بعد الحرب العالمية الأولى.

هل يعي المجتمع الإسرائيلي مدى عمق حاجة الغرب الأوروبي والأميركي بل العالم، لحل الدولتين لكي تستقر منطقة الشرق الأوسط، ويبدأ تاريخها الجديد المؤجل منذ العام 1919- 1920؟

أشك أن اليمين العنصري الإسرائيلي سيقبل بهذه المعادلة، ولذلك فإن ما يظهر الآن هو نواة تحالف دولي ضد هذا اليمين، أو على الأقل تلاقي إرادات ضخمة دولية، وإقليمية طبعا، على مواجهة تعنّت هذا اليمين العنصري الإسرائيلي. وهو تحالف لا بد أن يشمل الأجزاء الواسعة والمتنورة من الدياسبورا اليهودية في العالم وخصوصا في الغرب.

رغم الأثمان الإنسانية الهائلة التي تدفعها شعوب المنطقة، ولاسيما الشعب الفلسطيني، تبدو عملية 7 أكتوبر وقد أعادتنا إلى التاريخ، التاريخ بما هو المستقبل، حتى لو ظهرت كأنها تعيدنا إلى الماضي.

السؤال على ضوء وقائع المرحلة وتفعيل إيران لكل نفوذها في المنطقة، من باب المندب حتى العراق وجنوب لبنان:

هل تستطيع إيران أن تخرج من هامشيتها في الحل الفلسطيني الإسرائيلي؟

لا شك أن عملية 7 أكتوبر أخرَجَتْها من هامشيتها في الصراع ولكنها لم تخرجها من مأزق هامشيتها في الحل، حل هذا الصراع. هذا هو مأزق الأيديولوجيا التي مهما بلغت براغماتيتها تظل تصطدم بوقائع التاريخ ودينامياته.

الأرجح أن إيران، النظام الديني، ستكون على هامش هذه العملية التاريخية، قيام الدولة الفلسطينية ، كمساحة وديناميكية سياسية داخل الولايات العثمانية السابقة بينما اهتزاز “سايكس بيكو” وكياناته تحوّل إلى الإطار الذي يتم فيه توسّع النفوذ الإيراني القادم “حديثاً” إلى هذه المنطقة العثمانية السابقة,الغربية بعد العام 1920.

من الواضح أن التفكير الغربي، وتحديدا الأميركي، بدأ على بدائل اليمين العنصري داخل إسرائيل. الصعوبات هائلة ولكن للعالم الغربي والدياسبورا اليهودية إمكانات ضغط على الداخل الإسرائيلي لا يُستهان بها..

على كل التناقض الذي يحمله تأسيس الدولة الفلسطينية مع الاتجاهات المسيطرة في المجتمع والدولة الإسرائيليَّيْن، تكاد تكون العملية الغربية الدولية التي ستتفاعل بعد حرب غزة، وكأنها ليست فقط عملية تأسيس للدولة الفلسطينية، بل، وأجرؤ على القول، عملية إعادة تأسيس لإسرائيل نفسها.

“سايكس بيكو” لم يكن نظاما هشاً، إذا جاز التعبير، قبل انهياره أو انهيار معظمه على يد النفوذ الإيراني المستجد على المنطقة، بل كان نظاما ناقصاً بغياب الدولة الفلسطينية منذ العام 1947.

ليس الفلسطينيون وحدهم من هم بحاجة لقيام الدولة الفلسطينية ضمن حل الدولتين بل نحن أيضا في منطقة سايكس بيكو التي تحتاج إلى سد هذا النقص الجوهري المدمِّر في تاريخنا الحديث: العراق سيكون متماسكاً مع الدولة الفلسطينية. كيانات سوريا ولبنان والأردن كلها، منفردة ومجتمعة، تحتاج الدولة الفلسطينية المفترض أن يُقفل قيامُها الجرحَ العميق الذي لازال يهدد كياناتنا ويسمح بكل أنواع التقاذف الدولي والإقليمي لشعوبنا وخرائطنا، ناهيك عن التمزقات الذاتية لمجتمعاتنا حول الموضوع.

قيام الدولة الفلسطينية يحمل معه إعادة الحياة إلى الدولة الوطنية في المشرق، سوريا ولبنان والعراق والأردن الدولة التي هزّتها بشكل متواصل ولكن متفاوت القضية الفلسطينية خصوصا بعد العام 1947 ولكن التي يمكن أن تدخل كياناتُها في حقبة استقرار وتماسك بعد قيام الدولة الفلسطينية، بما فيها الكيان الإسرائيلي الذي عليه أن يقتنع أخيرا خلافا لتعنّت اليمين العنصري فيه أن حل الدولتين هو الذي يؤسس لأمنه المستدام كما كل أمن المنطقة والشرق الأوسط وربما العالم.

الحمد للآلهة جميعا أن 7 أكتوبر جعلت العالم محتاجا لكي يتوازن إلى الدولة الفلسطينية.

‏had.elzein@annahar.com.lb‏

‏Twitter: @ j_elzein

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00