تسعة من كل عشرة أدوية تدخل التجارب السريرية لا تحصل على الموافقة (Morgan Healthcare Conference) الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي يقلب المعادلات بتسريع تطوير الأدوية by admin 7 مارس، 2024 written by admin 7 مارس، 2024 169 يمكن أن يحقق وفراً في الوقت والكلف بنسبة تتراوح بين 25 إلى 50 في المئة على الأقل اندبندنت عربية / سامي خليفة صحافي متخصص في العلوم والتكنولوجيا لطالما سعى الباحثون إلى إيجاد مسار سريع لاكتشاف الأدوية وتطويرها، إذ يستغرق تطوير وطرح الدواء في الأسواق ما بين 12 إلى 15 عاماً منذ بدء برنامج الاكتشاف، إلى النقطة التي تمنح فيها الهيئات الوطنية لتنظيم الأدوية الموافقة على التسويق، فضلاً أن تسعة من كل عشرة أدوية تدخل التجارب السريرية لا تحصل في النهاية على الموافقة، في حين تشير التقديرات إلى أن تكلفة طرح الدواء في الأسواق تبلغ نحو 2.5 مليار دولار أميركي. لكن كل ذلك بدأ يتبدل بفضل ثورة الذكاء الاصطناعي والحوسبة التي تعمل على تغيير صناعة الأدوية بشكل ديناميكي، وتبشر بعصر جديد من تطويرها بطرق أفضل وأسرع وأرخص. وقد شهد العالم في مؤتمر “جي بي مورغان للرعاية الصحية”، الذي عقد مطلع هذا العام، تركيزاً مكثفاً من قبل شركات الأدوية على ضرورة استخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع الابتكار الصحي. وهذا ما تؤكده بطبيعة الحال أرقام وكالة “ديب فارما إنتيليجينس” المتخصصة في مجال التحليلات الاستراتيجية والاستثمارية والتي تركز على الأسواق الناشئة في مجال الأدوية، التي تفيد بوجود زيادة بمقدار 27 ضعفاً في حجم رأس المال المستثمر في شركات الأدوية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي حيث تلقت الشركات الـ 800 الرائدة في هذا المجال تمويلاً بقيمة 59.3 مليار دولار منذ أواخر عام 2022. وتستخدم شركات الأدوية حالياً بيانات التجارب السابقة والروبوتات والصور بدلاً من أساليب البحث العلمي التقليدية القائمة على المختبر، لاكتشاف أهداف دوائية جديدة بسرعة غير مسبوقة. وهناك شراكات مهمة يشهدها هذا المجال كتعاون شركتي “فايزر” و”أي بي أم” لتسريع اكتشاف الأدوية في علاج الأورام المناعي، وتعاون “سانوفي” مع شركة “إكسينشيا” في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد أهداف أدوية الأمراض الأيضية. تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التي تحلل كميات هائلة من المعلومات (insilico medecine) سرعة قياسية ويتضمن تطوير الأدوية عدداً من الخطوات المحددة، وغالباً ما يبدأ بتحديد الهدف البيولوجي المسؤول عن المرض وهذا ما يسمى بمرحلة “الاكتشاف”. بعد ذلك ينتقل العلماء إلى مرحلة التجارب ما قبل السريرية التي تتضمن اختبارات تساعدهم على فهم كيفية تفاعل الدواء في جسم الحيوان. وتستغرق مراحل الاكتشاف والاختبارات ما قبل السريرية ستة أعوام في المتوسط من العمل المضني. وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي في قلب المعادلات، حيث خلصت دراسة لمجموعة “بوسطن الاستشارية” الأميركية، إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحقق وفراً في الوقت والكلف بنسبة تتراوح بين 25 إلى 50 في المئة على الأقل في اكتشاف الأدوية حتى المرحلة ما قبل السريرية، وأفادت بأن 20 شركة أدوية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لديها بالفعل 158 دواءً مرشحاً في مجال الاكتشاف والتطوير ما قبل السريري. وبالفعل تمكنت شركة “إنسيليكو ميديسين” للتكنولوجيا الطبية العام الماضي، من إكمال المرحلة الأولى من التجارب السريرية مع مرشح دوائي مصمم بواسطة الذكاء الاصطناعي لعلاج التليف الرئوي المزمن المجهول السبب الذي يسبب ندبات في الرئتين، وهو نوع نادر من أمراض الرئة المزمنة. وقد نجحت الشركة في إتمام مراحل الاكتشاف والمراحل ما قبل السريرية في 30 شهراً فحسب. وفي يونيو (حزيران) من العام الماضي، بدأت الشركة ذاتها تجارب المرحلة الثانية، والتي تدرس مدى جودة عمل الدواء بمزيد من التفصيل. جذب المستثمرين وإذا ما أردنا الغوص في التفاصيل، سنجد أنه في مرحلة تحديد الدواء، يمثل قياس بيانات الجدوى البيولوجية والسريرية أولوية قصوى لشركات التكنولوجيا الحيوية والأدوية. ومن خلال تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التي تحلل كميات هائلة من المعلومات مثل المؤلفات العلمية، وبراءات الاختراع، وبيانات التجارب السريرية، واتجاهات السوق، تصبح الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية قادرة على إظهار مزاياها التنافسية للمستثمرين المحتملين في مراحل مبكرة. ونتيجة لذلك، يمكن لهذه الشركات الناشئة زيادة فرصها في تأمين التمويل من خلال عرض نقاط قوتها وقدراتها الفريدة، مدعومة بالتقييمات الكمية الناتجة من الأدوات التحليلية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. كما ستصبح قادرة على اتخاذ قرارات أفضل في محافظها الاستثمارية، وتوزيع رأس المال بشكل أكثر كفاءة، وستكون في وضع أقوى للحصول على الموافقة وتحقيق عائد استثمار أقوى. أما المجال الثاني حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحقق قيمة هائلة لعملية تطوير الأدوية، فيتجسد باستخدام أنظمة لغوية كبيرة، لتسريع وظائف تطوير الأدوية المهمة مثل العمليات والجودة والتنظيم. وعلى سبيل المثال، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل الوثائق والمبادئ التوجيهية واللوائح الشاملة بسرعة لضمان بقاء شركات الأدوية متوافقة ومحدثة بشأن أحدث المتطلبات من السلطات التنظيمية. ولا يؤدي هذا الأمر إلى زيادة الكفاءة فحسب، بل يساعد أيضاً في تقليل أخطار عدم الامتثال، التي قد تؤدي إلى تأخير عمليات تطوير الأدوية والموافقة عليها. تهافت شركات الأدوية العالمية إنطلاقاً من كل ما ذكرناه سابقاً، تتهافت شركات الأدوية العملاقة لاعتماد الذكاء الاصطناعي، ومن الأمثلة البارزة على ذلك شركة “نوفارتيس” السويسرية التي تمتلك حالياً أكثر من 150 مشروعاً دخلت بموجبها في شراكة مع “مايكروسوفت” و”نفيديا”، بهدف توسيع نطاق الذكاء الاصطناعي على مدار عقد من الزمن لتحسين الخدمات والكلف والنتائج الصحية. بدورها، تستكشف شركة “يانسن” الصيدلانية البلجيكية الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الأدوية والتجارب السريرية وتشخيص الأمراض والتصنيع، عبر خدمة Trials360.ai التي صممتها لتحسين تصميم التجارب والوصول إلى نتائج أفضل. وأبرمت شركة “بريستول مايرز سكويب” الأميركية اتفاقية مع شركة “إكسينشيا” البريطانية لاستخدام الذكاء الاصطناعي واكتشاف الأدوية الجزيئية الصغيرة. وسيستخدم التعاون منصات الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة “إكسينشيا” لتسريع اكتشاف الأدوية الجزيئية الصغيرة المرشحة عبر مجالات مرضية متعددة، بما في ذلك علم الأورام والمناعة. وفي الإطار ذاته، تتعاون شركة “باير” الألمانية مع “إكسينشيا” لاكتشاف الأدوية الجزيئية الصغيرة بمساعدة الذكاء الاصطناعي. وتعمل الشركتان على ثلاثة مشاريع أولية تركز على أمراض القلب والأوعية الدموية والأورام. وبموجب الاتفاقية، قد تتلقى “إكسينشيا” ما يصل إلى 240 مليون يورو على شكل مدفوعات، بما في ذلك تمويل البحوث مقدماً، والتجارب السريرية. من جهتها، أعلنت شركة الرعاية الصحية السويسرية “روش” عن أكثر من 25 شراكة في مجال الذكاء الاصطناعي، وأنشأت مركزها الضخم لدمج تقنياته في عالم الأدوية والطب. وكشفت شركة “إيلي ليلي” الأميركية التي تبلغ قيمتها السوقية أكثر من 740 مليار دولار، عن نيتها تنمية “القوى العاملة الرقمية المكافئة” إلى 2.4 مليون ساعة، أو 274 عاماً من العمل البشري، من خلال أكثر من 100 مشروع للذكاء الاصطناعي. وأشار الرئيس التنفيذي لشركة الرعاية الصحية العملاقة ديفيد ريكس إلى أنه يرى أن الذكاء الاصطناعي يعمل على زيادة الإنتاجية البشرية، وأتمتة العمليات التنظيمية، وتمكين اكتشاف أدوية جديدة، وهو ما لا يمكن للكيميائيين تصوره بمفردهم. وتعمل شركة “فايزر” الأميركية على تعزيز التجارب السريرية للأورام باستخدام الذكاء الاصطناعي. وتقوم أيضاً بإنشاء مركز بحوث مخصص لإنشاء نماذج وأدوات تنبؤية جديدة واستخدام تعلم الآلة لاستكشاف الفيزيولوجيا المرضية للأمراض وإنشاء فرضيات قابلة للاختبار. فيما تعكف شركة “أسترازينيكا” البريطانية على تطبيق التعلم الآلي لتحديد وتطوير علاجات جديدة لمرض الكلى المزمن والتليف الرئوي مجهول السبب. المزيد عن: الذكاء الاصطناعيأدوية جديدةالتجارب السريريةالروبوتاتالبحث العلمي التقليديعلاج الأورامالأمراض الأيضية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ركود عنيف يضرب السوق السوداء مع استقرار الدولار في مصر next post جورج واشنطن… من هنا بدأت الولايات المتحدة You may also like حوار فلسفي مع الذكاء الاصطناعي: كيف تفكّر الآلة... 25 نوفمبر، 2024 قلق من استخدام الذكاء الاصطناعي لتصنيع أسلحة بيولوجية... 25 نوفمبر، 2024 قريبا: استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن أورام الدماغ 24 نوفمبر، 2024 روبوت بـ”رؤية خارقة”.. يرى ما وراء الجدران! 17 نوفمبر، 2024 كاميرا مزودة بالذكاء الاصطناعي لقياس ضغط الدم والسكري 17 نوفمبر، 2024 الذكاء الاصطناعي يطرح على ترمب تحديات كونية وأبعد 14 نوفمبر، 2024 أدوات مميزة لتحويل أفكارك إلى تصميمات مرئية جذابة 13 نوفمبر، 2024 دراسة جديدة: نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية تفتقر لفهم... 7 نوفمبر، 2024 الذكاء الاصطناعي لاعب دبلوماسي ومفاوض على طاولة السلام 7 نوفمبر، 2024 كيف وظفت دول عظمى الذكاء الاصطناعي في الفضاء؟ 2 نوفمبر، 2024