تساؤلات حول ما ستفعله أوتاوا للسماح للاجئين الأوكرانيين بالبقاء في كندا

راديو كندا الدولي / RCI

مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية للاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا، ليس لدى الأوكرانيين النازحين من الحرب والذين يتطلعون إلى جعل كندا وطنهم الدائم سوى إجابات قليلة حول ما ستفعله الحكومة الفدرالية للسماح لهم بالبقاء هنا.

وتسبب الغزو الروسي الواسع النطاق لأوكرانيا، والذي بدأ في 24 شباط (فبراير) 2022، بأزمة لاجئين واسعة النطاق أيضاً، إذ دفع ملايين الأوكرانيين إلى الفرار من بلادهم.

ومنذ ذلك الحين منحت الحكومة الفدرالية 958.190 تأشيرة طوارئ مؤقتة للأوكرانيين لكي يتمكنوا من العمل أو الدراسة في كندا بانتظار نهاية الحرب في بلادهم.

ولغاية 27 كانون الثاني (يناير) الفائت، وصل 221.231 شخصاً إلى كندا بموجب ’’تصريح كندا أوكرانيا لسفر الطوارئ‘‘ (AVUCU / CUAET).

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو متحدثاً في مجلس العموم (أرشيف).
الصورة: La Presse canadienne / Adrian Wyld

رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو قال إنه التقى مؤخراً في وينيبيغ، عاصمة مقاطعة مانيتوبا في غرب وسط كندا، بعائلة أوكرانية من بين هؤلاء، وتحدث مع أفرادها حول كيفية استقرارهم في كندا وتطلعاتهم على المدى الطويل في كندا.

’’كان الابن الأوسط يجد الأمور صعبة للغاية هنا في كندا، لكنّ الابن الأكبر نسج علاقات صداقة مع مجموعة رائعة من الأشخاص‘‘، قال ترودو أمس في مؤتمر صحفي في فانكوفر، كبرى مدن مقاطعة بريتيش كولومبيا على المحيط الهادي.

لكن عندما سُئل ما إذا كانت أوتاوا تعدّ ترتيبات طويلة الأجل للأوكرانيين استقروا في كندا، اكتفى ترودو بالقول إنّ حكومته الليبرالية ’’تركّز على إنهاء هذه الحرب‘‘.

’’أعتقد أنّ الكثير من الناس سيتّخذون قرارات بمجرد اقتراب هذه الحرب من نهايتها‘‘، أضاف ترودو.

في غضون ذلك، سنظل حاضرين لدعم أشخاص يمرون بأوقات صعبة بشكل لا يُصدّق بسبب تصرفات (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين الشنيعة.

نقلا عن جوستان ترودو، رئيس الحكومة الكندية

تجمّع تضامني مع أوكرانيا في مونكتون، كبرى مدن مقاطعة نيو/نوفو برونزويك في شرق كندا، في 24 شباط (فبراير) 2022، يوم تعرّضها للغزو العسكري الروسي.
الصورة: Radio-Canada / Jérémie Tessier-Vigneault

وينوي 92% من اللاجئين الأوكرانيين البقاء في كندا وطلبَ الإقامة الدائمة فيها، وفقاً لاستطلاع أجرته أواخرَ العام الماضي منظمة ’’عملية الملاذ الآمن للأوكرانيين‘‘ (Operation Ukraine Safe Haven) بالاشتراك مع وزارة الهجرة واللاجئين والمواطَنة الفدرالية في أوساط الأوكرانيين من حملة تأشيرة الطوارئ المؤقتة.

1,4% فقط من المستطلَعين قالوا إنهم ينوون العودة إلى أوكرانيا.

لكن بدون برنامج محدد، لن يكون الكثيرون من بين هؤلاء الأوكرانيين مؤهلين للحصول على الإقامة الدائمة في كندا بالطرق العادية، قال راندال باران تشونغ، مؤسس منظمة ’’مستكشف الطريق من أجل أوكرانيا‘‘ (Pathfinder for Ukraine)، وهي مجموعة ساعدت الأوكرانيين النازحين من الحرب في التعاطي مع نظام الهجرة الكندي.

وأوضح باران تشونغ أنّ بعض هؤلاء الأشخاص تقدّموا بطلبات لجوء لأسباب إنسانية، وهي معايير ليست مصمَّمة لاستيعاب مثل هذا العدد الضخم من الأوكرانيين الذين قدموا إلى كندا منذ الاجتياح الروسي لبلادهم.

’’أوكرانيون كثر هم حالياً في وضع صعب للغاية‘‘، أضاف باران تشونغ، ’’ونريد أن نوفّر لهم طريقاً كريماً يوصلهم إلى الإقامة الدائمة، بدلاً من هذه البرامج التي تناسب ظروفاً أُخرى‘‘.

شاحنة عسكرية روسية في مدينة أفديفكا في شرق أوكرانيا التي سقطت بأيدي القوات الروسية قبل أيام.
الصورة: Reuters / RUSSIAN DEFENCE MINISTRY

وأطلقت المنظمة التي يديرها باران تشونغ عريضة تطالب ببرنامج مخصص لتوفير الإقامة الدائمة للأوكرانيين النازحين من الحرب في كندا، وطلبت من رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم، النائب علي إحساسي، تقديم اقتراح لهذه الغاية في المجلس.

وبمجرد حدوث ذلك، يتوجّب على الحكومة الرد في غضون 45 يوماً.

’’نشعر بأنّ هذه العريضة ستمنحنا فرصة لكي يسمع الأوكرانيون ردّاً رسمياً من الحكومة بشأن مسار محدد للإقامة الدائمة‘‘، قال باران تشونغ.

يُشار إلى أنّ الحكومة الفدرالية تسمح للأشخاص الذين لديهم تأشيرة طوارئ بطلبِ تمديدها. وهي أطلقت أيضاً برنامجاً يمنح الإقامة الدائمة للأشخاص الذين يحمل أفرادٌ في أسرهم الجنسية الكندية.

(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

روابط ذات صلة: