نوادي الروبوتيك” طموح تونسي نحو الذكاء الاصطناعي

حصل الشباب على 6 ميداليات أثناء مشاركتهم خلال مسابقة دولية خاصة بالمجال في سنغافورة

اندبندنت عربية / هدى الطرابلسي صحافية @houdapress

تعمل تونس منذ أعوام على الاهتمام بمجال الذكاء الاصطناعي ودعم الكفاءات والناشئة من خلال التشجيع على إنشاء جمعيات متخصصة في التكنولوجيات الذكية والمنافسة في هذا المجال، مما انعكس على تطلعات الأطفال والشباب وأصبحت نوادي “الروبوتيك” تستقطب اهتمام التونسيين وأبنائهم وتشهد إقبالاً منقطع النظير.

ويقول المكلف بالإعلام في مدينة العلوم بتونس حسان الطاهري إن “المؤسسة أحدثت منذ أعوام نوادي ’روبوتيك‘ لفئة الناشئة، وقد شهدت نجاحاً بخاصة مع ما تنظمه المدينة من ورش علمية في التكنولوجيا ضمن دورها المنوط بها”.

رسالة تربوية

ويضيف الطاهري أن “نوادي الـ ’روبوتيك‘ تخلق لدى الأطفال الرغبة في الابتكار والإبداع، وتستهدف الاستكشاف والفرصة ليتدرب الأطفال على التفكير بمنهجية”.

ويشير إلى أن ورشات ونوادي الـ “روبوتيك” تشهد إقبالاً وتحاول تعليم الأطفال والشباب مهارات نقل المعرفة وآليات الاحتكام إلى المنطق في نقل الثقافة.

متابعاً أن “مثل هذه الدورات حافز للشباب في مرحلة الدراسة الجامعية في خطوة على طريق توجيههم نحو ربط العلم والتكنولوجيا ليفتح لهم آفاقاً كبيرة مستقبلاً”.

تشهد نوادي “الروبوتيك” إقبالا من الأبناء والآباء في تونس  (اندبندنت عربية)​​​​​​​

وفي السياق يعزز إبداع أطفال ورشة الروبوت التعليمي بـ “المركز الوطني للإعلام” مهارات الأطفال والشباب في حل المشكلات وتنمية التفكير الحسابي لديهم، كما يطور مهارات التعاون بينهم، إذ استفاد حوالى 9500 طفل في البرامج التكوينية للمراكز الإعلامية الموجهة للطفل خلال السنة التربوية 2021 – 2022 في مقابل 6156 طفلاً خلال السنة التربوية 2020 – 2021.

وهذا المجال العلمي الجديد لفت أنظار العائلات التونسية فأقبلت على تسجيل أبنائها في نوادي الـ “روبوتيك”، وتقول السيدة سامية إن ابنها (12 سنة) ينشط في أحد النوادي الخاصة منذ خمسة أعوام، مؤكدة أنها لم تندم خصوصاً بعدما رأت ابنها مميزاً في هذا المجال الذي سيفتح له آفاقاً واسعة في المستقبل.

من جهته يقول أحمد شعبان، وهو والد لطفلين، إن أحد أبنائه وعمره ثمانية أعوام مهووس بمجال الـ “روبوتيك” منذ نعومة أظافره، وأشار إلى أن هذا المجال العلمي التكنولوجي مستقبل البلاد ومفتاح التقدم وعلى الدولة بذل مزيد من الاهتمام به وتعميمه في كل المدارس العمومية، ليكون مادة مستقلة بذاتها.

ويشار إلى أن وزارة التربية التونسية ركزت بالتعاون مع جمعيات ومنظمات غير حكومية عدة نوادي للـ “روبوتيك” في مدارس عدة بالمحافظات كافة.

مسابقات دولية

يذكر أن الاهتمام بهذا المجال آتى أكله، إذ تميز شباب تونس وأطفالها في مسابقات عالمية عدة في الـ “روبوتيك” والذكاء الاصطناعي، وحصل نادي “المهارات الأولى” بالجمعية التونسية على ستة ميداليات أثناء مشاركته في منافسات التحدي العالمي الأول الذي أقيم في سنغافورة ما بين السابع والـ 10 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهذه المسابقة تشبه الأولمبياد وتتعلق بنوادي الروبوت ومهارات الذكاء الموجهة للشباب واليافعين، وشارك فيها أكثر من 190 فريقاً من مختلف دول العالم.

وحقق الفريق التونسي المركز الأول خمس مرات في نهاية المسابقة التي أقيمت هذا العام في سنغافورة كجزء من نسختها الخامسة بعد سابقاتها في واشنطن ومكسيكو ودبي وجنيف.

كما نجح خمسة تلاميذ من المعهد الثانوي بمدينة حفوز من محافظة القيروان الواقعة وسط البلاد في التأهل إلى بطولة العالم للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة خلال أبريل (نيسان) 2023، ومثلوا  تونس في واحدة من كبرى الفعاليات الدولية في مجال الذكاء الاصطناعي والبرمجيات الحديثة.

وفي السياق نجح المهندس التونسي المتخصص في ابتكار وصناعة الروبوتات أنيس السحباني في تطوير جهاز روبوت يعرف باسم “الروبوت الحارس” والدخول به في مرحلة التصدير لكبرى الشركات في فرنسا بعد مضي ثلاثة أعوام على استعماله من قبل وزارتي الداخلية والصحة في تونس إبان انتشار جائحة كورونا.

المزيد عن: تونسالذكاء الاصطناعينوادي الروبوتيكسنغافورة