انقسام الآراء بعد تغيير هوية خطوط الطيران السعودي

يرى فريق أن الشعار يعبر عن البلاد بأصالة ولمسة عصرية ويذهب آخرون إلى أن الخطوة تفتقر إلى الإبداع

اندبندنت عربية \ محمد غرسان صحافي سعودي @MaGharsan

تباينت وجهات النظر عقب تدشين خطوط الطيران السعودي هوية جديدة وتغيير الأيقونة المميزة للشركة، وبين مؤيد ومعارض اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي ففيما انتقد البعض افتقارها إلى الإبداع لأنها اقتصرت في نظرهم على استعادة هويتها القديمة قبل ثلاثة عقود من دون أي تطوير يذكر، رأى آخرون أن الشعار مميز وعميق خصوصا أنه يرسخ هوية البلاد بلمسة عصرية.

وعلق المتخصص في بناء الهويات والتواصل طارق الأحمري على الخطوة بالقول “التحدي الكبير كان في اتخاذ قرار العودة لشعار قديم مع بعض التعديلات الطفيفة، التحدي هنا عميق جداً ومرتبط بسيكولوجية الانطباع لأن الشعار القديم يدل على حقبة زمنية بدائية في عالم التقنية والتكنولوجيا والخدمات، وربطه بالمستقبل مسألة صعبة في تراكيبها وانطباعاتها النفسية والعقلية لدى العملاء القدامى، مما يحتاج إلى وقت وعمل مدروس ومن الصعب أن يتقبل الناس الهوية لأي جهة بشكل سريع، فالأمر يتطلب وجود عامل الاعتياد”.

#حدثنا_الأضخم.. حفل إطلاق هويّتنا الجديدة #السعودية_لنا_جونا https://t.co/pxapcYLRao

— السعودية (@Saudi_Airlines) September 30, 2023

وتساءل عن فلسفة الجهة في لجوئها إلى شعارها القديم، لكنه أيد الفكرة من جانب آخر، فهي “بالنسبة لي لامست مشاعري وذكرتني بالماضي الجميل”.

ولفت كثيرون إلى أن التطوير مطلوب، غير أنه على النحو الذي طبقته الخطوط ليس مرضياً، ومن أولئك عبدالله الخميس الذي لاحظ غياب الإبداع في الهوية الجديدة، معتبراً أنه من الأفضل تكوين “هوية عصرية مواكبة للمرحلة، فلكل مرحلة هويتها وشعارها”.

أما الكاتب السعودي الساخر عبدالله المزهر، فتناول موضوع النقاش على طريقته بالتهكم، قائلاً “أعدتم لنا الشعار القديم، فمن يعيد لنا الأسعار القديمة”، في إشارة إلى تضخم الأسعار بين الأمس واليوم.

أسطول من 177 طائرة

وكان مدير عام الخطوط إبراهيم العُمر ذكر خلال حفل إطلاق الهوية الجديدة أن الشركة “تشهد عصراً جديداً، وهي التي بدأت انطلاقتها بطائرة والآن أصبحت مجموعة متكاملة من 12 شركة يحتوي أسطولها 177 طائرة وتحلق إلى أكثر من 100 وجهة في أربع قارات تربط بها العالم مع السعودية ويديرها موظفون وموظفات من ذوي الكفاءات العالمية”.

وأثارت الهوية الجديدة الجدل بعدما أغضب إعلان لشركة الخطوط السعودية قبل نحو شهرين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ظهر فيه “التيك توكر” “خابي” المشهور الإيطالي من أصل سنغالي وإلى جانبه شاب سعودي على متن إحدى الرحلات الجوية، وكان الشاب السعودي ينظر إلى طاولة طعام المقعد الأمامي مستغرباً كيف حصل الراكب على هذا الطعام، وأخبره “خابي” بطريقة الطلب من الشاشة التي أمامه، وينتهي الإعلان الذي لا تتجاوز مدته 20 ثانية بتعجب “التيك توكر”، وهي طريقته التي اشتهر بها، إذ يشير بسخرية دائماً إلى مقاطعة من الأشخاص الذين يعقّدون المهمات البسيطة من دون سبب “الأمر الذي اعتبره سعوديون استهزاء وإهانة لهم”.

إلى ذلك برر المسؤول في الخطوط تغيير الهوية إلى وضعها الجديد بأنه محاولة لإظهار العلاقة بالرموز الوطنية مثل العلم الوطني والنخيل وأرض البلاد وسمائها.

وأطلقت شركة الخطوط السعودية الزي الجديد للملاحين الجويين  الذي صمم بطابع يعكس وفق ما قالت الخطوط “أسلوب الضيافة والهوية الوطنية عبر تقديم القهوة السعودية وأنواع التمور التي تزخر بها المملكة، علاوة على الدور الذي يقوم به الطاهي الجوي لعكس الثقافة في الوجبات”.

ومع انتقاد ظهور الهوية الجديدة بأسلوب تقليدي، فإن العمر أكد أن “الرقمنة وتقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي” بين أساليب عدة يوظفونها لجعل مطار الملك عبدالعزيز في جدة منصة محورية تربط الشرق بالغرب.

شعار السبعينيات

في 1972 اتخذت شركة الخطوط اسم “السعودية” علامة تجارية، وتغيرت ألوان أسطول طائراتها من الأخضر والأسود المفصولين بشريط ذهبي رفيع إلى اللونين الأخضر والأزرق بدرجتيهما الفاتح والغامق بهدف تحديث الصورة الذهنية للناقل الوطني لدى عملائه.

وصمم شعار الناقل الجوي في السبعينيات الميلادية المصمم الراحل أحمد محمد معوض المعروف بـ”أحمد حشيشة”، أبرز خطاطي مجلة الخطوط السعودية.

المزيد عن: الخطوط السعوديةالسعوديةالهوية البصريةهيئة الطيران المدني السعودي