زعم جان وينر أن الفنانين السود والفنانات لم يكونوا صريحين ما فيه الكفاية لكي يذكرهم في كتاب المقابلات الذي أعده (غيتي) ثقافة و فنون موسيقى “الروك” لا تزال نادي الفتيان البيض by admin 1 أكتوبر، 2023 written by admin 1 أكتوبر، 2023 129 لم يذكر جان وينر من مجلة “رولينغ ستون” جوني وجانيس والفنانين السود كافة في الكتاب الذي وضعه عن كبار الموسيقيين وهذا ليس تصرفاً مستغرباً فعلياً اندبندنت عربية \ هيلين براون هل تفاجأ أي أحد حقاً بأن جان وينر يعتقد بأن “أساتذة” الروك الوحيدين هم من الذكور البيض؟ في مقابلة أجرتها معه صحيفة “نيويورك تايمز” الأسبوع الماضي، دافع المؤسس المشارك لمجلة “رولينغ ستون” الذي بلغ عامه الـ77 عن قراره استثناء الفنانين السود والفنانات من كتابه الجديد الذي جمع فيه مقابلات مع نجوم موسيقى الروك، ونشره بعنوان “الأساتذة” The Masters. وصرح “ليس السبب أنهم يعجزون عن التعبير جيداً، ولو (أني أقول لك)، جرب أن تخوض حديثاً عميقاً مع غرايس سليك أو جانيس جوبلين. تفضل أرجوك. ولعلمك، لم تكن جوني (ميتشيل) فيلسوفة في الروك أند رول. لا أعتقد بأنها نجحت في ذلك الاختبار”. تابع وينر بالتعبير عن ندمه لعدم إدراج أسماء فنانين سود في الكتاب لكنه شعر بأنهم “لا يتقنون التعبير على ذلك المستوى”. لا يجيدون التعبير مثلاً مثل بونو المحبب الذي نُشرت مقابلة معه؟ قائد فرقة “يو تو” U2 الذي انتُقدت أشعاره المقفاة المُفزعة عن الحرب في أوكرانيا بشكل واسع باعتبارها “أسوأ قصيدة في التاريخ؟”. إن كنتم ترغبون في التعرف إلى شخصية وينر، أنصحكم بقراءة سيرته الذاتية المعمقة، “أصابع دبقة” Sticky Fingers التي كتبها جو هاغان عام 2017. لا يتوانى الكتاب عن تقدير الرجل حين يستحق التقدير بسبب بعض أفضل التحليلات الثقافية الشعبية التي طرحتها مجلة “رولينغ ستون”. لكنه يبين الجانب الجشع في وينر ويصوره كمعجب مغرور حث كُتّابه – لا سيما هانتر إس طومسون وطوم وولف – على تشكيل نادٍ للصبية المتعصبين ضد النساء. لكن يحسب له أيضاً أنه وضع فنانة سوداء – هي تينا تيرنر – على غلاف النسخة الثانية. كما وظف المصورة البارعة آني لايبويتز. وكانت أول كاتبة في المجلة روبن غرين التي أصبحت في ما بعد كاتبة سيناريو مسلسل “آل سوبرانو” The Sopranos. في كتاب مذكراتها، “الفتاة الوحيدة” The Only Girl، تستذكر غرين بحنين أجواء الجنس والمخدرات التي شكلت ثقافة مكتب “رولينغ ستون” في سبعينيات القرن الماضي. وتتذكر بأن الكتاب والمصورين جميعهم كانوا ينتقلون من فراش إلى آخر وهم فاقدون للسيطرة بسبب الكوكايين الذي اعتاد وينر المدمن على المخدرات أن يدفعه لهم كعلاوات. لم تعد الحدود واضحة بين الصحافيين والمشاهير الذين يقابلونهم. حتى غرين أقامت علاقة جنسية مع أحد الذين قابلتهم (شخص من جماعة كيني) وطُردت من وظيفتها لأنها لم تسلم التحقيق الذي كان من المفترض بها أن تكتبه عن ثروات السلالة السياسية. ومع أنها وعدت وينر بألا تكتب أبداً عنه ولا عن الليلة التي قضياها معاً، فهي تسميه في كتابها “متسلق اجتماعي، ومتملق النجوم”. كان وينر مزدوج الميول الجنسية يتودد إلى كل النجوم الرجال ولا يمكن أن تقرأ سيرته الذاتية وتتابع تفاصيلها بسبب ازدحام الأسماء التي يذكرها بشكل مستمر. وترفق بمعظم المقالات المكتوبة عنه صورة له على متن يخت مع صديقه ميك جاغر (وهو رجل مفوه ومتبحر في تاريخ الروك لدرجة أنه اضطر إلى إعادة المبلغ الأولي الضخم الذي دفع له لقاء كتابة مذكراته لأنه لم يعد قادراً على تذكر أي من الأحداث). في إحدى المرات، قال كيث ريتشاردز مستهدفاً وينر وجاغر إنهما “شخصان محميان جداً. وتتساءل إن كان فيهما ما يستحق الحماية”. لكن إن وضعنا التذمر والشكاوى جانباً، أعتقد بأن جميعنا يعلم أن مجال “الروك أند رول” كان أشبه بغرفة تبديل الملابس الخاصة بالرجال خلال ستينيات وسبعينيات وحتى ثمانينيات القرن الماضي. كل واحد منا لديه حرية التوصل إلى أحكامه الشخصية عن التصرفات التي كان من الممكن أن يقوم بها مختلف الأشخاص لمقاومة التعصب الجنسي والعنصرية السائدة في ذلك الوقت. لكنني مستعدة لتقبل الأشخاص الذين أخطأوا عندها وتحلوا بالشجاعة للاعتراف بأخطائهم وتخطيها والارتقاء بتواضع. ما علينا سوى أخذ مثال بروس سبرينغستين، أحد “الأساتذة” الذين يقدسهم وينر. أعتقد بأن شخصاً محترماً مثل “ذا بوس” The Boss [لقب سبرينغستين] سوف يهوله أن يقدم كمثال على التفوق الفكري لعرق أو جنس. كانت المقطوعات الفردية التي يلعبها عازف الساكسوفون الأسود كلارينس كليمونز إحدى ركائز فرقته الموسيقية “إي ستريت” E Street، كما أنه بذل جهداً كبيراً لتفكيك وهم الذكورية القوية لنجم الروك في كتاب سيرته الذاتية “وُلدت لأركض” Born to Run، الصادر عام 2016. يمكن أن يتعلم وينر درساً أو أكثر من سبرينغستين (أ ب) وفي ذلك الكتاب، واجه سبرينغستين بجدية مرحلة زير النساء التي مر فيها بشبابه، وتحليه بـ”حس من معاداة للمرأة قائم على الخوف من كل النساء الخطرات الجميلات القويات في حياتنا الذي يضاف إليه ما تحمله من تهديد جسدي، وتهويل نفسي هدفه أن يخيف الآخر وينقل إليه رسالة بأنك بالكاد تقيد النزعة المظلمة داخلك، وتستخدم هذا لكي تخيف الأشخاص الذين تحبهم”. يتحدث سبرينغستين بصراحة عن الطريقة “المريعة” التي أنهى بها زواجه الأول وكيف أنقذه زواجه الثاني من جوانب عدة. وفي حديث عميق عن مظهره القوي وعضلاته المفتولة في ثمانينيات القرن الماضي، كشف المغني أنه كان مكتئباً جداً، في الكواليس. ويكشف لنا بالقول “اللعنة، كنت عاجزاً على الانتصاب حتى”. يقول وينر إن مقابلته مع سبرينغستين هي الوحيدة في الكتاب التي ليست حادة بقدر المقابلات الأخرى بسبب الصداقة العميقة التي تجمعهما. فيما أطبع هذا الكلام، أتخيل “ذا بوس” (الرئيس) وهو يحاول بكل صبر وأناة أن يشرح لوينر الركائز الأساسية للنسوية وحركة “حياة السود مهمة”. لا أتصور أنه تمكن من إفهامه الكثير. في الحقيقة، ما زالت صحافة الموسيقى غير متنوعة كما يجب أن تكون. عندما كنت أغطي أخبار مهرجانات الموسيقى، دائماً ما كان موظفو العلاقات العامة يعطون بطاقة الصحافة لصديقي الحميم بينما أحصل أنا على سوار الشخص المرافق. عندما افتتح متجر “هارودز” معرضاً لغيتارات الروك، ظللت أحارب طوال أسابيع لكي يعرض غيتار واحد فقط تملكه امرأة. في نهاية المطاف، أخذوا آلة من جون أرماترايدينغ التي أخبرتني بأن مجموعات البحث في شركة الإنتاج التي تتعامل معها افترضت بأن إريك كلابتون حذف المقطوعات الفردية التي عزفتها من تسجيلاتها. هذا الصباح، مررت بكشك الصحف في منطقتي، ورأيت صفاً من الوجوه البيضاء المجعدة على أغلفة المجلات، وأفترض بأن من يشترونها هم من الفئة الاجتماعية نفسها. تقبع على مكتبي نسخة من قاموس السير الذاتية للموسيقى الشعبية بقلم محرر مجلة “جي كيو” GQ السابق، ديلان جونز، والمنشور عام 2012. 13 في المئة فقط من الأبواب في الكتاب تتكلم عن فنانات إناث. لا أحد في العالم يتفاجأ بسلوك وينر المتحيز جنسياً والعنصري. لكن ما يجب أن يفاجئنا أكثر هو عقابه: إذ أُزيل اسمه من قاعة مشاهير “الروك أند رول”. على كل حال تعاني القاعة مشكلة في التنوع أكبر من تلك التي لدى مجلة “رولينغ ستون”. من بين 949 شخصاً وُضعت أسماؤهم في قاعة المشاهير منذ عام 1986، 80 فقط من النساء. وهذا يعني أن 91.6 في المئة من المذكورين في القاعة رجال، مقابل 8.4 في المئة من النساء فقط. بينما 69 في المئة منهم من البيض (مقابل 14 في المئة من الأصول اللاتينية وثمانية في المئة من السود وستة في المئة من الآسيويين). لا عجب في أن الجيل الشاب يسميها “مقبرة جيل المسنين” (مواليد منتصف الأربعينيات حتى منتصف الستينيات). اعتذر وينر من التعليقات التي أدلى بها. ويقول إن الهدف من المقابلات المنشورة في كتابه “إعطاء فكرة عن تأثير ’الروك أند رول‘ في عالمي وليس تقديم صورة عامة عن كل عالم الموسيقى وصانعيها المتنوعين والمهمين”. لو تأثر فقط بهؤلاء الفنانين، أظن بأنها خسارة فادحة بالنسبة إليه شخصياً. © The Independent المزيد عن: موسيقى الروكالروك أند رولمجلة رولينغ ستونقاعة مشاهيرالعنصرية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post دراسة: حُقن تخفيف أعراض التهاب مفاصل اليد أثبتت عدم فعاليتها next post المذبحة الهتلرية لقرية إسبانية صغيرة تقلب تاريخ الفن You may also like فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024