الذكاء الاصطناعي يشبه الروبوت الذي يأخذ إنسانيتك وروحك (منشور) ثقافة و فنون تيم بيرتون في حوار عن ثقافة الإلغاء وجزء تتمة لـ”بيتلجوس” ونظرته للمجتمع by admin 15 سبتمبر، 2023 written by admin 15 سبتمبر، 2023 220 المخرج الذي تعد أعماله تجسيداً لفن الرعب الحديث على الشاشة يتحدث قبيل استضافة إيطاليا معرضاً رئيساً لأعماله. اندبندنت عربية \ جيفري ماكناب على عكس الغريق في قصيدة ستيفي سميث، فإن تيم بيرتون يلوح ولا يغرق، لكن ربما يصعب فهم الهدف من إيماءاته. المخرج العبقري الذي يقف وراء أعمال مثل “إدوارد ذو الأيدي المقصات” Edward Scissorhands و”العروس الجثة” Corpse Bride وسلسلة “وينزداي” Wednesday التي حققت نجاحاً ساحقاً على منصة “نتفليكس”، يتحدث إلى الصحافة بأسلوب غير معتاد. إنه يؤكد ملاحظاته من خلال تدوير مبالغ فيه مثل أخطبوط لذراعيه الطويلتين جداً. كما أنه مهذب وودود وغير مألوف كما قد يأمل المرء. يتحدث معي المخرج عبر تطبيق “زوم” مما يبدو أنه غرفة صغيرة مظلمة في منزله الكائن في لندن. إنه يبدو بالتأكيد مثل شخصية قوطية بملابسه السوداء وشعره المنتصب (قال جوني ديب بعد لقائه به أول مرة: “لو أن المشط كان يمتلك ساقين لتفوق على العداء جسيي أوينز بمجرد رؤيته خصلات شعر هذا الرجل”، وتمكنه إطلالته من لعب دور ثانوي في أحد أفلام الرعب التي كانت تنتجها استوديوهات يونيفيرسال في الثلاثينيات. لقد اضطر للتو إلى التوقف عن العمل على فيلمه الجديد “بيتلجوس 2” Beetlejuice 2، بسبب إضراب ممثلي هوليوود – وهو أمر محبط نظراً إلى أن تصوير الفيلم الذي طال انتظاره (ويعيد كلاً من مايكل كيتون و وينونا رايدر من الجزء الأول لفيلم الرعب الكوميدي الكلاسيكي الصادر عام 1988) كان على وشك الانتهاء خلال يومين. يتحدث بيرتون عن محاولة تنفيذ الجزء الجديد من “بيتلجوس” “بنفس روح” الفيلم الأول. على كل حال، ليس هذا الفيلم الوحيد الذي يشغل باله أخيراً من بين أعماله القديمة. يطلق المخرج والفنان زفرة حزينة وكئيبة عند تذكره بول روبنز (المعروف بشخصية بي وي هيرمان) الممثل الكوميدي الفوضوي الذي رحل عنا في نهاية يوليو (تموز). حصل بيرتون على فرصته الذهبية لإثبات موهبته له لما كلفه روبنز بإخراج فيلم “مغامرة بي وي الكبيرة” Pee-wee’s Big Adventure عام 1985. لكن المسيرة المهنية للممثل الكوميدي انحرفت عن مسارها بعد الجدل الذي دار في حياته الخاصة وشمل المواد الإباحية والمخدرات. لكن بيرتون ظل دائماً مخلصاً له على كل حال. ثروة من المواد: فن من معرض “عالم تيم بيرتون” (تيم بيرتون) يقول بيرتون: “لقد عملت معه. أشركته في فيلم ’عودة باتمان‘ Batman Returns وأدى صوتياً بعض الشخصيات في ’كابوس ما قبل عيد الميلاد‘ The Nightmare Before Christmas. كنت أرسل إليه بطاقة تهنئة بعيد الميلاد دائماً. تحدثت إليه قبل بضعة أشهر. لقد تحدثنا لمدة 45 دقيقة تقريباً، لكن لم تكن لدي أية فكرة عن وضعه”. (لم يتم الإفصاح عن تشخيص إصابة روبنز بالسرطان). كانت لدى المخرج “فكرة غريبة” لمشروع ربما يتعاونان فيه مرة أخرى – لكن من الواضح أن هذا لن يحدث الآن. هناك لحظة مؤثرة في نهاية فيلم “إدوارد ذو الأيدي المقصات” الصادر عام 1990، عندما ينقلب رجل العصابات على البطل الشاب البريء صاحب اليدين على هيئة مقصات قاطعة. أخبرت بيرتون أن الشيء نفسه حدث بطريقة رمزية لنجم الفيلم ديب ولروبينز، اللذين فقدا الحظوة أمام الملأ. يشرح بيرتون: “هذه هي الحقيقة المرة. عندما كنت طفلاً، كانت لدي دائماً صورة للقرويين الغاضبين في قصة فرانكشتاين. كنت أعتقد دائماً أن المجتمع كان على ذلك النحو، مثل القرية الغاضبة. وأنت ترى التشابه بشكل متزايد أكثر وأكثر. إنها ديناميكية بشرية شديدة الغرابة، سمة إنسانية لا أحبها أو أفهمها تماماً”. كانت الصداقة بين بيرتون وديب وطيدة جداً في يوم من الأيام. في عام 2022، قال المخرج لموقع ديدلاين الإخباري: “كان يشبهني إلى حد ما، ابن ضاحية نوعاً ما، رجل أبيض وضيع، أياً كانت التسمية – كان بيننا رابط على مستوى ما”. لم يضطر بيرتون نفسه أبداً إلى مواجهة غضب الجمهور. بلغ أخيراً عامه الـ65، لكن يبدو أن عمره النظري يعمل بعكس نظرته الدائمة لنفسه. يقول: “اسمع. عندما كنت طفلاً، شعرت وكأنني رودريك آشر من قصة ’سقوط آل آشر‘ The Fall of the House of Usher [للكاتب إدغار آلان بو]. كنت أشعر بأنني مسن دائماً، أحس وكأنني أسير بالعكس نوعاً ما. عندما كنت في العاشرة من عمري، شعرت وكأنني مسن وأحتضر. أقوم عقلياً بعكس العملية”. يقول بيرتون ملاحظة على غرار ما قد تقوله شخصية بنجامين باتن [الذي ولد عجوزاً في القصة الشهيرة وكان يصغر مع الوقت]، مشيراً إلى أنه يشعر بالفعل بأنه أصغر سناً كلما مرت السنون. على الأرجح أنه يشير إلى المعالجة السينمائية التي قدمها المخرج روجر كورمان عام 1960 من “سقوط آل أشر” التي يلعب فيها فنسنت برايس دور رودريك، لكن قصة “بو” كان لها دائماً صدى كبير في نفسه. لقد حاول ذات مرة أن ينقلها إلى الشاشة، حيث أراد تحديثها للتوافق فقط مع كاليفورنيا التي يتذكرها من أيام طفولته، بالاستعانة بالكاتب المسرحي البريطاني جوناثان جيمز لصياغة السيناريو. لكن المشروع لم ينطلق، والآن ستصدر نسخة منافسة الشهر المقبل على منصة نتفليكس. هذه الأيام، يستعد بيرتون لمعرض يقام لرسوماته ولوحاته وتخطيطاته وصوره الفوتوغرافية وفنه التصويري وتقطيعات قصصه المصورة وأزيائه وأشغاله من الصور المتحركة والدمى، ومن يدري، ربما أظافر قدميه أيضاً، في المتحف الوطني للسينما في تورينو الشهر المقبل. يصف رئيس المتحف إنزو غيغو ومديره دومينيكو دي غيتانو العرض الجديد بأنه “رحلة إلى عالم بيرتون الخيالي وإبداعه”. ويضم ثروة من المواد من الأرشيف الشخصي للمخرج. إذاً، ما الذي يفعله بيرتون بكل تلك الآلاف من التحف التي جمعت خلال مسيرة مهنية تمتد الآن إلى حوالى نصف قرن وتشمل كلاسيكيات العصر الحديث مثل أفلام إد وود وجزئي فيلم “باتمان” اللذين لعب فيهما مايكل كيتون الشخصية؟ هل يحتفظ بتشكيلة خردته المعنوية في أدراج غرفة نومه؟ يضحك بيرتون على السؤال. في عام 2008، عندما كان متحف الفن الحديث في نيويورك يخطط للمرة الأولى لإقامة معرض مماثل (أقيم في نهاية المطاف عام 2010)، ذهب للبحث عن المواد التي تركها في الأدراج والصناديق في منزل جدته. يقول: “لم أكن أعرف أين كانت تلك الأشياء اللعينة، لكن [أمناء المعرض] أمضوا عامين في العثور عليها جميعاً . لقد أدركت أخيراً أنني لم أرم أي شيء أبداً . إنه مزعج بعض الشي، لكن هذا ما حدث”. والآن، يحاول “تنظيم الأمر أكثر قليلاً . سواء كان ذلك رسومات أو أشياء من الأفلام، فإنها تحمل قيمة كبيرة . أجيد الآن حفظها وأرشفتها بشكل أفضل بقليل. لكن في البداية، كنت أقرب إلى جامع خردة، جرذ يحب التخزين. أعتقد أنني لم أتخلص من أي شيء أبداً. ظننت أنني كنت أفعل ذلك، لكن أعتقد أنني لم أفعل!”. إنه مهتم جداً بمعارض أعماله مثل ذينك المقامين في متحف الفن الحديث وتورينو. “بالنسبة إلى معرض متحف الفن الحديث، ذهب إليه أناس لم يذهبوا قط إلى متحف، وبخاصة الأطفال”. ويأمل أن تلهم فعالية تورينو عديداً من الزوار الشباب ليبدؤوا بالرسم، تماماً كما لا يزال يفعل يومياً. إنه مدرك تماماً للطريقة التي يشكل بها الذكاء الاصطناعي تهديداً للرسوم المتحركة أكثر من أي شكل فني آخر. يشعر وكأنه مستهدف شخصياً، ويقول مطلقاً صرخة رعب مفتعلة: “لقد جعلوا الذكاء الاصطناعي يصدر نسخاً من شخصيات ديزني بأسلوبي! . لا أستطيع وصف الشعور الناجم عن ذلك. لقد ذكرني بقول الثقافات الأخرى ’لا تأخذوا صوري لأن هذا يسلب الروح‘”. تم ابتكار الأمثلة المنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي لصالح موقع “بازفيد” Buzzfeed من أجل مقالة نشرت على الإنترنت. كان من بين الرسومات الأميرة أورورا من فيلم “الجميلة النائمة” Sleeping Beauty بوجه أبيض شاحب وخصلات شعر شقراء طويلة بينما ترتدي ملابس سوداء وتظهر غرز على وجنتيها؛ و بوكاهونتاس تجري عبر غابة مسكونة على غرار تلك التي في فيلم “سليبي هولو” Sleepy Hollow؛ وسنووايت بشعر شديد السواد وعينين واسعتين مرعبتين. يعترف بيرتون بأن بعضها كان “جيداً جداً”، لكن هذا لا يعني أنه استمتع بتجربة رؤية براعته الفنية مستنسخة ومقلدة. يقول: “ما يفعله هذا هو أنه يجتزئ شيئاً منك. إنه يأخذ شيئاً من روحك أو نفسيتك، وهذا أمر شديد الإزعاج، بخاصة إذا كان الأمر يتعلق بك. إنه أشبه بقيام روبوت بأخذ إنسانيتك وروحك”. يشير إلى أعماله، سواء في الرسم أو الكتابة أو صناعة الأفلام، على أنها “شيء علاجي”، وطريقة لفهم العالم. لما كان طفلاً، كان بيرتون محاصراً في برية ضواحي بيربانك في لوس أنجليس، موطن استوديوهات ديزني، لكنها لم تكن مكاناً ملهماً يترعرع فيه أي فنان محتمل، كما أوضح مراراً وتكراراً في تصريحات لاذعة في مقابلات سابقة. وقال للمؤلف مارك سالزبيري: “يمكن أن تكون في أي مكان بالولايات المتحدة”، واصفاً المدينة بأنها “محيط فارغ”. وأشار إلى بيربانك بـ”حفرة من الجحيم” في حديث مع صحافي آخر. ومع ذلك، فإنه سيعود إلى هناك في وقت لاحق من هذا الشهر، إذ أعلن مجلس مدينة بيربانك أن يوم الأحد الموافق الـ24 من سبتمبر (أيلول) سيكون “يوم تيم بيرتون”، وسيكون في مدينته الأصلية لاستلام جائزة “الرؤيا” الجديدة. يقول بيرتون مؤكداً على كل تلك الملاحظات المؤلمة التي أبداها على مر السنين في بيربانك: ” لقد قصدت كل ما قلته. لكن في الوقت نفسه، هذا هو المكان الذي أتيت منه. تلك التجارب، والعيش والنشأة هناك، أسهمت في تشكيل شخصيتي. عندما كنت أتحدث بشكل سلبي، كان ذلك نابعاً من جانب واحد فقط من نفسي. الجانب الآخر هو أنني من هناك، ولو لم أكن من بيربانك، لا أعتقد أنني كنت سأصبح ما أنا عليه الآن. إنها بالتأكيد جزء مني، على رغم أنني لا أعيش فيها بعد الآن. إنها مثل جميع الأشياء، حيث لا يوجد شيء إيجابي خالص في حياتك”. يبدو بيرتون حذراً بشأن حفل الاستقبال الذي سيقام له في مسقط رأسه. يقول بتوجس: “هل سيعطونني مفتاح المدينة؟ لا أعرف. ذهبت إلى لقاء لم شمل لمناسبة مرور 10 سنوات على التخرج في المدرسة الثانوية فقط لأنني لم أكن أعرف أي شخص حقاً في المدرسة الثانوية. كان هذا قبل سنوات عديدة. لا أعتقد أنني أعرف أحداً في بيربانك، لست متأكداً. سنرى”. كان والد بيرتون، الذي عمل في قسم الحدائق والترفيه بالمدينة، لاعباً ثانوياً في دوري البيسبول. أسأل ما إذا كان أي من جينات لاعب البيسبول الشهير بيب روث يسري في دمه. لا يبدو مثل بطل رياضي، لكنه كسر يده ذات مرة أثناء لعب رياضة البولو المائية ويقول إنه عندما كان طفلاً كان يتمتع ببعض القدرات الرياضية، موضحاً: “الطريقة التي كتبت الصحيفة بها المقالة، بدت وكأنني كنت لاعباً من نجوم البولو المائية لا يشارك في الدوري بسبب كسر في يده، لكنني لم أتذكر أبداً أنني كنت جيداً إلى هذا الحد. كان [والدي] يمتلك [قدرات رياضية] أكثر مني. لكنني كنت أمارس الرياضة، نعم”. على كل حال، سلك في النهاية المسار الفني، وحصل على منحة دراسية للمشاركة في برنامج الرسوم المتحركة التابع لمعهد كاليفورنيا للفنون، الذي كانت شركة ديزني ترعاه. كان جون لاسيتر، رئيس القسم الإبداعي في شركة بيكسار، طالباً زميلاً في المعهد، وكذلك الحال بالنسبة إلى عديد من الشخصيات البارزة الأخرى، مثل براد بيرد، كاتب ومخرج سلسلة أفلام “الخارقون” The Incredibles، وجون ماسكر (الذي يشتهر بفيلم “موانا” Moana)، وهنري سيلك (مخرج فيلم “كابوس ما قبل عيد الميلاد” الذي ابتكره بيرتون والمصور بتقنية الإطارات الثابتة الصادر عام 1993)، الذين واصلوا جميعاً سعيهم ليصبحوا شخصيات رئيسة في عالم الرسوم المتحركة في هوليوود. يقول: “لقد كان معهداً مكلفاً مادياً، ولم يكن بإمكاني الذهاب إليه لولا حصولي على منحة دراسية”. بيرتون مع قرينته آنذاك والمتعاونة الفنية المتكررة هيلينا بونهام كارتر في عام 2004 (غيتي) يشعر بيرتون بالحنين إلى الأيام التي كان فيها “يتجول عارياً في الممرات”. اعتبر الطلاب الآخرون أولئك الذين يدرسون شخصيات الرسوم المتحركة “مهووسين وغريبي الأطوار”، لكنه وجد عديداً من الأرواح الشقيقة بين أقرانه. “بدونا مثل وضع مجموعة من الأشخاص المنبوذين قليلاً معاً، وكان ذلك لطيفاً”، ويتذكر “الصداقة الحميمة والتنافس والروابط والتجسس والمكائد” بين الطلاب. من معهد كاليفورنيا للفنون، انتقل بيرتون إلى ديزني. يزعم زملاؤه هناك أنه بعدما خلع ضرس العقل، كان يتجول في المكاتب ولثته لا تزال تنزف، متظاهراً بأنه مصاص دماء، إذ يقطر الدم واللعاب على مكاتب زملائه الطلاب. أخبرني ماسكر عن الدعابة: “لقد كان إعلاناً درامياً على غرار أفعال البطل المعذب فنسنت برايس. كنت أتبعه وهو يفعل ذلك. خسر في النهاية ما يكفي من الدم لدرجة أنهم اضطروا إلى إرساله إلى المستشفى على الجانب الآخر من الشارع. كان على وشك أن يغيب عن الوعي. لقد كان مقلباً نوعاً ما، لكن تيم تقمص الشخصية تماماً ولم يخرج منها”. أسأله إن كان هذا صحيحاً؟ فيصر بيرتون قائلاً: “لدي الصور التي تثبت ذلك. كان ينبغي علي أن أعرف في وقت مبكر أن علاقتي مع ’ديزني‘ مضطربة. كان ينبغي أن تكون هذه الإشارة الأولى”. ما شعوره تجاه “ديزني” اليوم؟ يقول: “أعتقد أنها مثل بيربانك، ولكن أسوأ منها. إنها مثل العائلة. يمكنني أن أنظر إلى الماضي وأدرك الإيجابيات العديدة للعمل هناك، وجميع الفرص التي أتيحت لي. أستطيع أن أقدر كل واحدة منها بعمق وإيجابية شديدين. وبالمثل، على الجانب الآخر، يمكنني تحديد الجانب السلبي المدمر للروح. كما هو الحال في الحياة، إنها خليط من الاثنين”. من الأمور الإيجابية، أن بيرتون اكتسب خبرة قيمة في المساهمة في أفلام مثل “الثعلب والكلب” The Fox and the Hound (1981)، و”ترون” Tron (1982)، و”المرجل الأسود” The Black Cauldron (1985)، إذ عمل فناناً تصويرياً. أعطت الشركة فرصاً، وقامت بتمويل أوائل أفلامه القصيرة مثل فنسنت Vincent (1982) الذي يدور حول طفل يتظاهر بأنه فنسنت برايس، والنسخة القصيرة من “فرانكينويني” Frankenweenie (1984)، التي حولها إلى فيلم إطارات ثابتة بالعنوان نفسه عام 2012. من بين الطرق التي اتبعها بيرتون للهرب من بوربانك وديزني كانت القدوم إلى أوروبا، حيث غامر بالذهاب إلى المملكة المتحدة في عام 1989 عندما أعاد إنشاء مدينة غوثام في استوديوهات باينوود من أجل نسخته السينمائية من قصة “باتمان” Batman. من خلال العمل مع مصمم الإنتاج الحالم أنطون فيرست وجيش من الفنيين، قام بإنشاء واحدة من أكبر مواقع التصوير اتي تم بناؤها على الإطلاق في استوديو بريطاني. لم يصور الجزء الثاني الذي حمل عنوان “عودة باتمان” الصادر عام 1992 في بريطانيا، لكن عديداً من أفلامه اللاحقة أنتجت على هذا الجانب من المحيط الأطلسي. لا يزال منزله في منطقة هامستيد، وكان متزوجاً لسنوات عديدة من النجمة البريطانية هيلينا بونام كارتر، ويمكن وصفه بسهولة بأنه محب للإنجليز. يقول متأملاً: “كنت أشعر وكأنني غريب في المكان الذي أتيت منه. أثناء نشأتي، شعرت دائماً وكأنني غريب. عندما ذهبت إلى لندن. كان الأمر غريباً جداً. شعرت بالغربة لكنني أحسست بالراحة هناك. كان الناس أكثر تفرداً. لا أعرف، كان هناك شيء ما في الأمر” ويضيف أنه يشعر الآن “بأنه في بيته” في إنجلترا. إحدى المفارقات المتعلقة ببيرتون هي أنه شخص حساس يعيش وحيداً في المملكة المتحدة، ومع ذلك فقد عمل بنجاح لسنوات عديدة ضمن نظام استوديوهات هوليوود، إذ أنتج أفلاماً بموازنات ضخمة. كما أنتج وأخرج أفلامه الخاصة. فكيف ازدهر في مثل هذه البيئة القاسية حيث البقاء للأقوى؟ يجيب: “بصراحة، لا أعرف حقاً، لأنني لا أجيد الكلام أو التحدث أو محاولة تسويق فكرة ما، إذا جاز التعبير. عندما أنظر إلى الماضي أجد أنها رحلة شديدة الغرابة ولا أستطيع تفسيرها بالضبط”. يبدو مندهشاً من نجاحه الخاص. ردد بيرتون في كثير من الأحيان أن صناعة فيلم لصالح شركة إنتاج ضخمة تجربة مرهقة جسدياً وعاطفياً لدرجة أنها تتركك محطماً في النهاية. غالباً ما يتعهد بأنه لن يعيد الكرة، لكن مع مرور الوقت، يعود دائماً للمعركة. يقول: “لهذا السبب تصعب علي مشاهدة الأفلام بعد الانتهاء منها، لأنني ما زلت أشعر بعبئها العاطفي. أنا لا أتخلص منه. لكنني أستمتع بالعمل مع كل الأشخاص الذين تعاونت معهم. وفي فيلمي الأخير، ’بيتلجوس 2‘، لقد استمتعت حقاً. حاولت التجرد من كل شيء والعودة لأساسيات العمل مع الأشخاص الطيبين والممثلين والدمى. لقد كان الأمر أشبه بالعودة للسبب الذي جعلني أحب صناعة الأفلام”. لا يعيد الفيلم الجديد الشخصيات المفضلة القديمة مثل كيتون ورايدر وكاثرين أوهارا فحسب، بل يضم طاقم الممثلين مونيكا بيلوتشي (التي يتردد أنها حبيبة المخرج الجديدة)، وجينا أورتيغا بطلة “وينزداي” وويليم دافو. من المقرر إصدار الفيلم في سبتمبر (أيلول) العام المقبل، ويأمل بيرتون الانتهاء منه بمجرد حل إضراب الممثلين. يقول: “أنا ممتن لما أنجزناه حتى الآن. كان أمامنا يوم ونصف اليوم حرفياً. نحن نعرف ما علينا القيام به. الفيلم مستكمل بنسبة 99 في المئة”. عند هذه النقطة، يتوقف تحريك الذراعين عندما يتم إنهاء المقابلة بشكل مفاجئ من مسؤولي العلاقات العامة. بدا بيرتون أثناء خروجه من مكالمة زوم شبيهاً بإحدى شخصيات أفلامه التي تنسحب إلى الظلام – شخصية شبحية ودودة تقول وداعها الأخير قبل أن تختفي. يقدم المتحف الوطني للسينما في تورينو “عالم تيم بيرتون”، وهو معرض مخصص لعبقرية تيم بيرتون الإبداعية، الذي ابتكرته وشاركت في تنسيقه جيني هي بالتعاون مع تيم بيرتون وقام بالتهيئة له دومينيكو دي غيتانو لصالح المتحف الوطني للسينما. للمرة الأولى في إيطاليا، ستتم استضافة المعرض في مبنى موليه أنتونيليانا في الفترة ما بين الـ11 من أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2023 والسابع من أبريل (نيسان) 2024. © The Independent المزيد عن: تيم بورتونأفضل عشرة أفلامأفلامأفلام سينمائية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “سيدان على الشاطئ” رواية ترسم صداقة غريبة بين تشرشل وتشابلن next post مخطط فلسطيني لتقييد الإعلام يثير غضب المجتمع المدني You may also like استعادة كتاب “أطياف ماركس” بعد 20 عاما على... 28 نوفمبر، 2024 تحديات المخرج فرنسوا تروفو بعد 40 عاما على... 28 نوفمبر، 2024 21 قصيدة تعمد نيرودا نسيانها فشغلت الناس بعد... 28 نوفمبر، 2024 الرواية التاريخية النسوية كما تمثلت لدى ثلاث كاتبات... 28 نوفمبر، 2024 بودلير وهيغو… لماذا لا يطيق الشعراء الكبار بعضهم... 27 نوفمبر، 2024 شوقي بزيع يكتب عن: شعراء «الخيام» يقاتلون بالقصائد... 27 نوفمبر، 2024 محمود الزيباوي يكتب عن: ماجان القديمة …أسرارٌ ورجلٌ... 27 نوفمبر، 2024 «سأقتل كل عصافير الدوري» للكاتبة العُمانيّة هدى حمد 27 نوفمبر، 2024 محمد خيي ممثل مغربي يواصل تألقه عربيا 27 نوفمبر، 2024 3 جرائم سياسية حملت اسم “إعدامات” في التاريخ... 27 نوفمبر، 2024