الحياة اليوم أصبحت مرقمنة ومن لا يستطيع اللحاق بركبها سيكون مهمشاً (بيكسلز) تكنولوجيا و علوم “الأمية الرقمية” تحد جديد في عالم متفاوت الإمكانات by admin 9 سبتمبر، 2023 written by admin 9 سبتمبر، 2023 180 إن لم تمتلك المهارات فلن تجد لك مكاناً بالقرن الـ 21 اندبندنت عربية \ سنا الشامي صحفية وكاتبة سورية @sanashami13 لم يعد محو الأمية مقتصراً على تعليم الشخص القراءة والكتابة، فقد أظهر هذا العصر الرقمي السريع التطور نوعاً جديداً من الأمية يحتاج إلى المحو عبر تفعيل القدرة على الوصول إلى المعلومات وتنظيمها وتقييمها واستخدام الأدوات والوسائط الذكية لحل المشكلات وإنتاج مشاريع مبتكرة، وتعزيز الاتصال والاستعداد لتحديات عالم رقمي متزايد. فأين وصل العالم اليوم من خطواته نحو محو الأمية؟ وماذا عن الأمية الرقمية والعمل على محوها؟ وإذا كنت تقرأ هذه المعلومات فبالتأكيد أنك تملك إما جهاز كمبيوتر أو هاتفاً ذكياً في وقت هناك ملايين الناس حول العالم لا يملكون أي جهاز كمبيوتر أو هاتف ذكي أو حتى عادي. خريطة طريق يعرف الأمي في اللغة بأنه الذي لا يعرف القراءة والكتابة، لذلك عملت الدول والمجتمعات ومنظمة “يونيسكو” بصورة فردية أو جماعية على إزالة ومحو هذه الصفة التي تحد من تقدم الإنسان ونموه، وجعلت له في الثامن من سبتمبر (أيلول) يوماً عالمياً منذ 1967، بهدف تذكير الشعوب بأهمية محو الأمية باعتبارها مسألة من مسائل الكرامة وحقوق الإنسان، والنهوض بخطة محو الأمية للمضي قدماً نحو مجتمعات مستدامة وأكثر إلماماً بمهارات القراءة والكتابة. وبحسب “يونيسكو” فقد تم إحراز تقدم في مجال محو الأمية خلال العقود الخمسة الماضية على الصعيد العالمي نتيجة التحسن الكبير في معدلات الالتحاق بالمدارس، وهو انعكاس للالتزام السياسي والمالي للحكومات الوطنية والمجتمع الدولي، وظهر هذا الالتزام في كثير من البلدان عبر توسيع نطاق إمكان الانتفاع ببرامج محو الأمية. لكن عدد الكبار غير الملمين بمهارات القراءة والكتابة ازداد اليوم مقارنة بعددهم منذ 50 عاماً، أي أن الجهود في هذا المجال لم تواكب النمو السكاني، إذ تشير التقديرات إلى وجود 771 مليون شخص في جميع أنحاء العالم لا يملكون المهارات الأساس للقراءة والكتابة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى حد كبير. وثيقة “يونيسكو” تقول وثيقة أعدتها “يونيسكو” لتكون استراتيجية لمحو أمية الشباب والكبار (2020 – 2025)، “إن الإلمام بالقراءة والكتابة عنصر أساس من عناصر الحق في التعليم وشرط أساس للانتفاع بحقوق الإنسان الأخرى، ولذلك يمثل ضمان انتفاع الشباب والكبار ببرامج محو الأمية تحدياً كبيراً من شأنه تغيير حياة ملايين البشر الذين لم يتلقوا أي تعليم نظامي على الإطلاق أو تلقوا القليل منه، إذ يؤدي عدم امتلاكهم هذه المهارات إلى عدم قدرتهم على المشاركة بفعالية في عالم تؤدي فيه مهارات القراءة والكتابة والأدوات الرقمية دوراً متزايد الأهمية، وتمثل عامل استبعاد وعائقاً رئيساً محتملاً أمام مشاركتهم بفعالية أكبر في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية”. وتولي هذه الاستراتيجية اهتماماً خاصاً للبلدان الأعضاء في التحالف العالمي لمحو الأمية ضمن إطار التعلم مدى الحياة الذي يضم 20 بلداً ويبلغ معدل القرائية فيه أقل من 50 في المئة، كما يضم مجموع البلدان التسعة ذات الأعداد الضخمة من السكان التي يوجد فيها أكبر عدد من الكبار الأميين، كما ستعزز الاستراتيجية الدعم الموجه للبلدان الأعضاء والتعاون في ما بينها، إذ يقع 17 بلداً منها في أفريقيا، ويشهد سبعة منها نزاعات أو يمر في مرحلة ما بعد النزاع. المهارة تساوي المكانة ومع بداية الألفية الثالثة ظهر بصورة أكثر وضوحاً ما أصبح يعرف اليوم بـ “الأمية الرقمية” التي جاءت مع السيل الهادر لعصر المعلومات والتقنيات السريعة التطور، مما شكل فجوات معرفية بين ما يجب أن يتم تعلمه سابقاً وما أصبح لزاماً تعلمه اليوم لمواكبة العصر والسير في خطاه الحثيثة والمتسارعة. وعملت التكنولوجيا على تغيير الطريقة التي يتعلم بها الناس ويتفاعلون معها عبر آلاف السنين، ففي عام 2011 قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي نيلي كروس، “إن لم تمتلك المهارات الرقمية فلن تجد لك مكاناً في القرن الـ 21”. وبما أن هذه التطورات والتغيرات التكنولوجية تحدث بصورة سريعة، بحيث تؤثر في ملايين الناس حول العالم، فقد أحدث هذا الأمر فارقاً كبيراً في المهارات الرقمية بالنسبة إلى المواطنين وخلق مساحة ضخمة في قطاعات التعليم والقطاعات السياسية والمجتمع، وكذلك في الاقتصاد بصورة كلية. وذكرت دراسة عن المهارات الرقمية ومحو الأمية الرقمية أن “هذه الحركات والتغييرات قد تؤثر في بنية الدماغ البشري الذي بدأ يتغير بسبب هذه التكنولوجيا والتقنيات الجديدة خصوصاً الأجيال الحديثة لشبكات الاتصال 5G\ 4G، إضافة إلى ثورة الذكاء الاصطناعي IA، لذلك فإن المشكلة الرئيسة التي يجب أن ينظر إليها القادة الرقميون خلال هذه المرحلة هي مشكلة خلق الخبرة والمعرفة في استخدام التكنولوجيا، إضافة إلى إنشاء اقتصاد ومجتمع قائم على المعرفة، ليس في بلد واحد لكن في العالم كله، وضمن معايير عمل أخلاقي والسلوك السليم والمضبوط”. في مواجهة الأمية الرقمية وهناك توافق على أن محو الأمية الرقمية يشمل مهارات القرن الـ 21 المتعلقة بالاستخدام الفعال والمناسب للتكنولوجيا، كما أن هناك اتفاقاً على أن محو الأمية الرقمية هو أكثر من مجرد القدرة على تشغيل جهاز كمبيوتر أو إتقان أداة تكنولوجية معينة، وهذا يتقاطع مع رؤية Paul Gilster الرائد في استخدام مصطلح محو الأمية الرقمية، الذي يؤكد أن “محو الأمية الرقمية يتعلق بإتقان الأفكار وليس بإتقان ضغطات المفاتيح”. وتعرف شركة أدوبي Adobe محو الأمية الرقمية بأنها “القدرة على استخدام الأدوات الرقمية لحل المشكلات وإنتاج المشاريع المبتكرة وتعزيز الاتصال والاستعداد لتحديات العالم الرقمي المتزايد”، فيما تعرف جمعية المكتبات الأميركية (ALA) محو الأمية الرقمية بأنها “القدرة على استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات للعثور على المعلومات وتقييمها وإنشائها وتوصيلها، مما يتطلب مهارات معرفية وتقنية”. لقد وقف عدد كبير في مواجهة مع أميّته الرقمية خلال جائحة كورونا والتي أظهرت مواطن الخلل والضعف في مواكبة التطور التقني والمعلوماتي في جميع المجالات، وكان التعليم أولها، وعند فئات عدة من الناس وبخاصة كبار السن، إذ اعتبر أن التعليم تأخر بصورة كبيرة عن الصناعات الأخرى في الانتقال إلى نموذج عمل رقمي أكثر تركيزاً على النتائج، فقد أسهم الوباء في تسارع وتيرة التحول التكنولوجي الذي طال انتظاره في التعليم، وأدى إلى ظهور مجموعة منوعة من المنصات والتقنيات الجديدة القوية والتي ترتكز على الحوسبة السحابية ومجموعات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي. طريق طويلة أما كبار السن فقد ظهرت لديهم الفجوة الرقمية بخاصة في ظروف الإغلاق التام نتيجة تفشي الوباء، إذ رأى المحللون وجود فجوة كبيرة بين الشباب وكبار السن في القدرة على التعامل مع الوسائط الرقمية، مما أدى إلى وجود تفاوت في المهارات الرقمية، إذ يكون المستخدمون الأصغر سناً أكثر مهارة وخبرة من المستخدمين الأكبر سنا، إضافة إلى الاعتقاد السائد على المستوى الشعبي بأن الإنترنت وسيلة اتصال مخصصة للشباب فقط، مع إيمان راسخ لدى المسنين بأنهم غير مؤهلين لولوج العالم الرقمي مما قد يشعرهم بالإقصاء الاجتماعي. وبما أن الحياة اليوم أصبحت مرقمنة، ومن لا يستطيع اللحاق بركبها فإنه يهمش، فقد عمد كثير من كبار السن وبخاصة في المجتمعات المتقدمة للالتحاق بدورات لتعلم ألف باء التكنولوجيا إن كان عبر الكمبيوتر أو الهواتف الذكية وتطبيقاتها، ولقد أسهمت جائحة كورونا في حث الخطى وتسريع وتيرتها، لكن في الوقت ذاته يعتبر طريق محو الأمية الرقمية طويلاً ومملوءاً بالتحديات، وأهمها عدم توافر أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية لعدد كبير من الناس، إذ صرحت “يونيسكو” خلال الجائحة بأن ما يقارب 826 مليون شخص حول العالم لا يملكون جهاز كمبيوتر في المنزل، وأن 43 في المئة أي ما يقارب 706 ملايين شخص، ليس لديهم اتصال بالإنترنت في المنزل، محذرة من الهوة الرقمية المقلقة بخاصة في التعليم عن بعد، وتحديداً في البلدان المحدودة الدخل مثل جنوب أفريقيا. المزيد عن: محو الأميةالأمية الرقميةالتكنولوجياالذكاء الاصطناعيالقراءة والكتابة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post زمن الكوميديا شبه المستحيلة في مصر next post وأخيرا الحكاية الحقيقية وراء الخلاف النهائي بين ألبير كامو وجان بول سارتر You may also like بينها اللغة العربية.. واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى... 24 نوفمبر، 2024 الحكومة الأميركية تطلب من القضاء إجبار “غوغل” على... 21 نوفمبر، 2024 تعرف على مزايا «بلايستيشن 5 برو»: جهاز الألعاب... 19 نوفمبر، 2024 “استنسخ سراً”.. خروف عملاق يضع أميركا في حالة... 17 نوفمبر، 2024 اكتشاف كائن بحري عملاق يمكن رؤيته من الفضاء 15 نوفمبر، 2024 كيف يجعل الذكاء الاصطناعي الطابعات أكثر ذكاءً؟ 15 نوفمبر، 2024 صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود» 15 نوفمبر، 2024 «غوغل» تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات 13 نوفمبر، 2024 دول تسخر مواردها لتطوير الجيل السادس من الطائرات... 8 نوفمبر، 2024 التلسكوبات… عين الإنسان العلنية على أسرار الكون 6 نوفمبر، 2024