بأقلامهمعربي وليد الحسيني يكتب عن : “دود الخل” by admin 25 أبريل، 2023 written by admin 25 أبريل، 2023 92 إذا كان المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته، فإن التيار الوطني الحر مدان حتى لو ثبتت براءته. وليد الحسيني – رئيس تحرير مجلة الكفاح العربي نستمع إلى الأقوال والتصريحات والخطب، فنلمس غضب من بيدهم الأمر من توالي الكوارث. ونسمع بإعجاب إصرارهم على الإنقاذ. هذا يعني أنهم يعلمون علم اليقين، بأن الدولة انهارت. والمؤسسات تهشّمت. والمصارف أفلست. والعائلات المستورة انكشفت. والموت هو الدواء الشافي من الأمراض. والقبر هو البديل عن المستشفى. والشارع هو المدرسة المتاحة للأبناء. ننظر إلى الأفعال، فيتهيأ لنا، بأن ما أصابنا ويصيبنا من مصائب ليس إلاّ تهيؤات. إذ لو أن ما نراه ونعيشه حقيقة، لما ارتضى نوابنا استمرار الفراغ الرئاسي. ولكانوا انتخبوا رئيساً في جلسة واحدة ووحيدة. ولكان مجلسهم منعقداً ليلاً نهاراً لإصدار التشريعات، التي تنتشل البلاد من الهاوية. لو أننا نعاني ما نعانيه فعلاً، لاختار وزراؤنا الإقامة الجبرية في السرايا الكبير، لاتخاذ القرارات تلو القرارات الانقاذية. ولأنهم لم يفعلوا، فهذا دليل، لا يقبل النفي، على أن لبنان في نعيم وخير عميم… إذ يستحيل أن يغمض جفن لنائب أو وزير، لو أن الدولة تلفظ أنفاسها، كما توحي الواقعية ويدّعي الواقعيون. لا يمكن لورثة البيوت السياسية، ولأحزاب تتدفق وطنية، إرتكاب جريمة اللامبالاة مما يجري من ويلات. يستحيل ولا يمكن… فكل ما يشاع عن التخلي والتخاذل، هو تجني على التاريخ وتشويه للسمعة. صحيح أننا نحن الذين انتخبناهم نواباً. ونحن الذين توزعنا ما بين زعاماتهم قطيعاً لهذا وقطيعاً لذاك. ونحن الذين دخلنا أحزابهم طمعاً بوظيفة أو مناقصة… إلاّ أن الأصح أن لنا عليهم حقاً… لكنه حق يضيع ما دام وراءه مُطالِب مثلنا ومُطالَب مثلهم. أما والعين أصدق إنباء من الأذن، فإلى متى نكتفي بثرثرة التأفف من مسؤولين لا يسألون عن المواطن والوطن؟. إلى متى نسلم أمرنا إلى من سلّمنا لهذا المصير الأسود؟. نعلم أن البحث عن الرغيف لم يترك وقتاً للثورة… وأن عظات التأنيب في قداديس الأحد وخطب الجمعة، تواجه باستهزاء نيابي وحكومي وحزبي… وأن فخامة الفراغ قد يكمل ولاية الست سنوات، التي نص عليها الدستور. ندرك أن طريقنا إلى الحل بلا نهايات… فهل نستسلم وننتهي؟. لا شك أن هناك مخارجَ، غير ما نعد به أنفسنا من حل يأتي في ذيل اتفاق بكين ما بين السعودية وإيران. وغير انقلاب ماكرون على الديمقراطية، بصفقة فرنجية – نواف سلام، وكأن لا استشارات نيابية ملزمة، وكأن الثقة بالحكومة تمنح في قصر الإليزيه لا في مجلس النواب. أين هي المخارج إذاً؟. إنها في “دود الخل”… أي أنها منا وفينا. المخرج يبدأ بالتوقف عن توليد “الدود” الذي ينخر في الدستور والطبقة السياسية. وعندما نعرف “الداية”، وأن عنوانها في “ميرنا شالوحي”، لا مفر من البحث عن جبران باسيل… فهو الأبرز في تحدي الحلول وركوب أعلى ما في خيل الخطايا. وإذا كان المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته، فإن التيار الوطني الحر مدان حتى لو ثبتت براءته. وليد الحسيني 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post مهى سلطان تكتب عن : 10 سنوات على رحيل بيار صادق… وريشته ما زالت تحاكي واقعنا next post مرشح “حزب الله” للرئاسة في لبنان يشعل الخلاف بين فرنسا وأميركا You may also like رضوان السيد يكتب عن: الخوف في كل مكان…... 11 أبريل، 2025 دلال البزري تكتب عن: ترامب- نتنياهو إلى أهل... 11 أبريل، 2025 جاك واتلينغ يكتب عن: حرب أوروبا في أوكرانيا 10 أبريل، 2025 حازم صاغية يكتب عن: لكنْ ماذا نفعل؟ 10 أبريل، 2025 بقاء النظام الإيراني رهن بالتفاوض مع أميركا 9 أبريل، 2025 مايكل شيريدان يكتب عن: ترمب يجعل الصين تبدو... 9 أبريل، 2025 غسان شربل يكتب عن: إما نتنياهو وإما أورتاغوس 7 أبريل، 2025 وليد الحسيني يكتب : لن نتراجع عن الهزائم 6 أبريل، 2025 حازم صاغية يكتب عن: ماذا لو حدث ما... 6 أبريل، 2025 محمد بدر الدين زايد يكتب عن: ما الذي... 5 أبريل، 2025