بأقلامهمعربي وليد الحسيني يكتب عن : إتفاق “الثلج والنار” by admin 11 أبريل، 2023 written by admin 11 أبريل، 2023 13 وإن غضت السعودية الطرف، عن احتمالات عودة الثعالب إلى ساحات المنطقة، وإن تعايشت مع منغصات الاستقرار، فمن يضمن، ما بين غمضة عين وانتباهتها، أن لا تعود إيران إلى سيرتها الأولى؟. وليد الحسيني – رذيس تحرير مجلة الكفاح العربي طال الزمان أو لم يطل، يبقى اتفاق “الثلج والنار”، بين السعودية وإيران، يثلج صدوراً ويشعل مخيلات. لا أحد يدري إذا كانت نهايته “صافي يا لبن”، أم أنه سينحرف يوماً إلى “ما وراء الأكمة” الإيرانية. الاحتمالان واردان. والجزم بأحدهما ثرثرة في مقهى، وتبصير في فنجان قهوة. لهذا لا ينبغي أن تبنى على الحلم أحلام وردية. ولا على الكابوس كوابيس سوداء. المستقبل يُقرأ بالانتظار… والانتظار يستدعي النظر بالمعوقات، التي ما زالت ممتلئة بالحياة والحيوية، والتي باستمرارها يستحيل استمرار صلح بكين. طويلة جداً طريق تحوّل التصريحات إلى صرح من علاقات لا تهتز ولا تتأثر بمفاجآت الحرس الثوري… فطريق التحولات التاريخية، تزخر بالكمائن والمشاكل والإشكالات، التي لا تنفع معها التسويات المتسرعة والمرتجلة. تسويات تتراكم في بنودها أسئلة، لا يملك أجوبتها سوى عالم أسرار الخامنئية. ولأن الأعمال بالنيات نسأل عن نوايا إيران: ترى هل تقبل التخلي عما صنعته ملياراتها من ميليشيات؟. وهل توافق على ضياع مكاسب أكثر من أربعين سنة، أمضتها بتصدير ثورتها؟. وإذا لم تقبل بالتخلي، وهي لن تقبل… وإذا لم توافق على ضياع المكاسب، وهي لن توافق… فهل تقبل السعودية وتوافق على التعايش مع الحوثي وحزب الله والحشد الشعبي وخلايا فيلق القدس النائمة في منطقتها الشرقية ومملكة البحرين؟. وإن غضت السعودية الطرف، عن احتمالات عودة الثعالب إلى ساحات المنطقة، وإن تعايشت مع منغصات الاستقرار، فمن يضمن، ما بين غمضة عين وانتباهتها، أن لا تعود إيران إلى سيرتها الأولى؟. من ثوابت السياسة السعودية الابتعاد عن المغامرات. وهي في مغامرة ترويض علاقاتها الإيرانية، لن تخسر شيئاً في سعيها إلى عقلنة المنطقة… ولو إلى حين. في المقابل، تؤكد السوابق أن إيران البارعة في إضاعة وقت الآخرين، لا تضيع وقتها… فاتفاق بكين فرصة زمنية لاستعادة أنفاسها الداخلية المتقطعة، بعد انتفاضة إعدام مهسا أميني. وهو مناسبة ذهبية لتبادل تجاري، يعالج أمراضها الاقتصادية المستعصية، ويسمح لدولار “الشيطان الأكبر” بالدخول الآمن إلى خزائنها، وذلك باستثمارات خليجية، “قد” لا تثير غضب العقوبات الأميركية، تجنباً لعواقب هذا الغضب على العلاقات مع السعودية. وهو قد يكون العصا السحرية، التي تشق لحليفتها وسندها الصين، طريقاً إلى نفوذ في الشرق الأوسط، يأكل من النفوذ الأميركي، الذي تعتبره إيران معطلاً لمصالحها، ومعادياً لنفوذها. على العموم الاتفاق قام من الورق، وها هو يمشي واثق الخطى، إلى التطبيق، القابل للتعليق المتاح… والمباح متى شاءت طهران ذلك. والأيام لديها الخبر اليقين. وهي ستخبرنا إذا ما كانت إيران ستغادر فعلاً “وطنها الثاني” في اليمن. نتمنى أن لا يكون “الاتفاق الحدث” قد وقع في “حب من طرف واحد”. لكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه… فهل يدرك المبشرون بجنة المصالحة، أن رماد التسوية الصينية يخفي النار الإيرانية، إلاّ أنه لا يطفئها؟. ويبقى السؤال الشرعي مشرّعاً علامات استفهامه: متى ينفخ الإيرانيون الرماد وتعود أصابعهم لتلعب بالنار؟ متى؟ دعونا ننتظر… فغداً لناظره قريب. وليد الحسيني 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post حازم الأمين يكتب عن : بعد “الرقص الصاروخي”… لبنان جثّة سياسيّة ملقاة على شاطئ صور next post خبراء يكشفون صورة رقمية لما كان عليه رجل مصري منذ ما يقرب من 35 ألف عام You may also like ريفا غوجون تكتب عن: رهانات فعلية في سباق... 12 يناير، 2025 حازم صاغية يكتب عن: مسألة «الصراع» و«القضيّة» اليوم! 12 يناير، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: نهاية الحروب اللبنانية... 11 يناير، 2025 رضوان السيد يكتب عن: سوريا بعد الأسد واستقبال... 10 يناير، 2025 ابراهيم شمس الدين يكتب عن: هوية الشيعة الحقيقية... 10 يناير، 2025 منير الربيع يكتب عن: “الوصاية” الدولية-العربية تفرض عون... 10 يناير، 2025 لماذا يسخر ترمب من كندا بفكرة دمجها كولاية... 9 يناير، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: هل مسلحو سوريا... 9 يناير، 2025 حازم صاغية يكتب عن: لا يطمئن السوريّين إلّا…... 9 يناير، 2025 ديفيد شينكر يكتب عن: لبنان يسير نحو السيادة... 9 يناير، 2025