بأقلامهمعربي وليد الحسيني يكتب عن : أنتم لستم أنتم… أنتم 128 أنت by admin 9 مايو، 2023 written by admin 9 مايو، 2023 39 يا نواب الأمة… حتى لو صدرت كلمات السر وكُشفت الأسماء، فسوف تَعجزون عن تلبية الإملاءات الخارجية. وليد الحسيني – رئيس تحرير مجلة الكفاح العربي تماماً كجحا، نطلق الشائعة ونصدقها. ها نحن نُجمع على أن جميع رؤساء جمهوريتنا كانوا خيار الخارج… وها نحن ننتظر إبلاغنا الإسم، لنُسمي بالله وننتخب. هذا غير صحيح… وهو باطل الأباطيل. كل العهود التي حكمت في الماضي، صُنعت في لبنان. باستثناء من صنعتهم دمشق وطهران. نبدأ، لنؤكد ذلك، بأول رؤساء الاستقلال. في زمن بشارة الخوري، كان لبنان خالياً من وباء “كلمة السر”، العابرة من عواصم القرار، إلى آذان الأحزاب والقيادات والنواب… وسنَفتري على الحقيقة، لو سلمنا أن لفرنسا بقايا من نفوذ، يوحي بها حنين طائفي لحضن “الأم الحنون”. يقيناً، لم يكن بشارة الخوري خياراً فرنسياً. فالرجل من رجال الاستقلال. وكان واحداً من معتقلي قلعة راشيا، بأمر من المندوب “السامي”. وبمنطق مواقفه المعادية للمستعمر الفرنسي، يكون بشارة الخوري أول رئيس لبناني يُصنع في لبنان. بعده جاء إلى الرئاسة “فتى العروبة الأغر” كميل شمعون. يومها لم يكن للإنجليز مكان. وما قيل عن ارتباطه بهم، قيل لاحقاً للرئاسة لا قبلها. وهذا يعني أيضاً أنه رئيس “صُنع في لبنان”. في نهايات عهده، كشف كميل شمعون عن نيته التمديد لولاية ثانية، وعن سعيه إلى دخول حلف بغداد، فأشعل حرب 1958 الأهلية، والتي انتهت بشعار “لا غالب ولا مغلوب”. وما كان لهذا الشعار أن يتحقق إلا بانتخاب قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب رئيساً… إذاً هو كسابقيه رئيس “صُنع في لبنان”. نجاحات فؤاد شهاب في بناء الدولة الحديثة، أدت إلى ظهور “الشهابية”، والتي أدى انتشارها الشعبي إلى انتخاب الشهابي شارل الحلو رئيساً رابعاً “صُنع في لبنان”. في عهد الحلو تمادى “المكتب الثاني”، (الذي يُعرف الآن بالمخابرات العسكرية)، في الإطباق على الحريات، فَتراجعت شعبية الشهابية، فخسر مرشحها إلى الرئاسة إلياس سركيس أمام سليمان فرنجية، مرشح الحلف الثلاثي، المنافس الشرس للشهابية ومكتبها الثاني… وبِسليمان فرنجية يتأكد أن الرئاسة ما زالت “تُصنع في لبنان”. وبِتورط أركان الحلف الثلاثي (شمعون والجميل) في حرب 1975 الأهلية الطاحنة والدموية، شقَّ إلياس سركيس، بنجاح هذه المرة، طريقه إلى القصر الرئاسي… ومع إلياس سركيس لا نحتاج إلى ما يثبت أنه “صُنع في لبنان”. وعندما شارفت الرئاسة الشهابية الثالثة على نهاية عهدها، وقعت كارثة الاجتياح الإسرائيلي. وهنا اختلط الأمر. هل وصل بشير الجميل إلى الرئاسة على وقع هزيمة الحركة الوطنية، أم على ظهر دبابة إسرائيلية؟.. لأن الفرضيتين تصحان، يمكن القول أن الرئيس في هذه الحالة قد صُنع نصفه في لبنان… ونصفه الآخر في إسرائيل. أما أمين الجميل فقد دخل إلى قصر بعبدا وارثاً دم أخيه، وهو بهذا الإرث يكون رئيساً “صُنع في لبنان”. وعندما وضعت الحرب الأهلية أوزارها، اختارت تسوية الطائف رينيه معوض رئيساً، الذي قُتل ولم يَقتل. وبه اختتم لبنان صناعة الرؤساء، ليدخل مرحلة الوصاية وكلمة السر وما تحمله حقائب السفراء. الوصاية السورية منحت إلياس الهراوي وإميل لحود وسام استحقاق رئاسة لبنان. وخلعت الدوحة على ميشال سليمان عباءة الحكم. وفرشت طهران طريق ميشال عون إلى قصر بعبدا بالسجاد الإيراني. منذ بداية عصر التعليمات عن بعد، ونوابنا ينتظرون بآذانهم الإذن بانتخاب الرئيس. يا نواب الأمة… حتى لو صدرت كلمات السر وكُشفت الأسماء، فسوف تَعجزون عن تلبية الإملاءات الخارجية. لماذا؟. لأنكم أنتم لستم أنتم… فأنتم 128 أنت. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كندا تطرد دبلوماسياً صينياً لترهيبه عائلة نائب كندي next post اختبارات بسيطة وغير مكلفة تنبئ بخطر الإصابة بالخرف You may also like شيرين عبادي تكتب عن: السعودية وإيران من وجهة... 26 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: لبنان… و«اليوم التالي» 26 نوفمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024