الخميس, نوفمبر 28, 2024
الخميس, نوفمبر 28, 2024
Home » وليد الحسيني: قصة قصيرة..”العزاء الأخير”

وليد الحسيني: قصة قصيرة..”العزاء الأخير”

by admin

-عند استكمال كل هذه المعالجات يمكن لنا محاصرة الفيروسات. وبالتالي، تهنئة اللبنانيين بسلامة لبنان.

وليد الحسيني \ رئيس تحرير مجلة الكفاح العربي 

إقتحم المواطن الغاضب غرفة الأطباء صارخاً بقلق:

-صارحوني، هل مات فعلاً كما يشاع؟
نهض أحد الأطباء محاولاً تهدئة المواطن المنهار.
-لا ليس بعد.
-إفعلوا شيئاً لإنقاذه.
-إطمئن. هذه ليست المرة الأولى التي يعاني فيها وطنك من سكرة الموت. سبق وأنقذناه مرّات من موت محتم.
-هل اكتشفتم مرضه؟
يجيب الطبيب بتهكم:
-مرضه؟! قل أمراضه.
-أرجوك لا تخفي عني شيئاً. أخبرني ممّ يعاني؟
-لا أدري من أين أبدأ. لكن أخطر أمراضه مرض فقدان المناعة. وهذا سبب كاف لتراكم الأمراض التي لا يستطيع مقاومتها، مما يجعلها تستفحل في جسده المتآكل.

-وكيف فقد مناعته؟

-فقد مناعته عندما استقوى “الرئيس القوي” على الدستور. وعندما قطع النافذون يد القانون. وعندما تحوّل القضاة الى “سماعة هاتف”. وعندما اعتمدتم المشاريع العامة طريقاً مشرّعاً وشرعياً للإثراء. وعندما جعلتم مكبّات النفايات مكباً للمال العام. وعندما قبلتم بتحويل شركة الكهرباء من مصدر للطاقة إلى مصدر للارتزاق. وعندما أصبح الموظف يقبض راتبه الحقيقي مباشرة من الجمهور. وعندما شكّلت كوادركم الموهوبة قبيلة من البدو الرحل يتنقلون من باب سفارة إلى باب سفارة أخرى، بحثاً عن الكلأ. وعندما تقاسمتم الله وتنازعتم على ملكيته. وعندما جعلتم بيروت في ذيل “عواصم لبنان” بعد أن صار لكم في كل دولة من دول القرار عاصمة.
المواطن مقاطعاً:

-كفى، كفى … لكن أما من علاج؟

-طبعاً، هناك علاجات نقوم بإعدادها. فلعلاج لبنان لا بد من معالجة الإتفاق النووي الإيراني، ومن ثم، الوصول الى عناق بين واشنطن وطهران. ونتابع ببالغ الإهتمام من العراق نجاح جولات التفاوض بين السعودية وإيران. ونسعى لإنعاش مبادرة السلام العربية، علّها في طريقها تحرّر لنا مزارع شبعا. وأهم الأهم يبشرنا عظماء التحليل السياسي وعباقرته، بأن إنذار “ما بعد بعد كاريش” سيجعل الاسرائيلي يهلع ويهرع إلينا مستسلماً ومسلماً لنا حقولنا البحرية بكنوزها الغازية والنفطية.

يأخذ الطبيب نفساً عميقاً ويتابع:

-عند استكمال كل هذه المعالجات يمكن لنا محاصرة الفيروسات. وبالتالي، تهنئة اللبنانيين بسلامة لبنان.
خرج المواطن حاملاً إحباطه.

إنطلق صعوداً الى الأرز. إحتضن بعض أشجاره دامعاً. ثم اتجه الى الجنوب ودّع البيوت الصامدة. عاد الى بيروت. توقف عند صخرة الروشة متردداً. اعتذر عن الانتحار. وعندما وصل بعلبك، كان صوت فيروز قد هجر قلعتها.

بعد أن أتم رحلة الوداع … إنتقل الى سرداق كبير وجلس على كرسي ينتظر المعزين.

 

 

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00