بأقلامهمعربي وليد الحسيني : غياب بالاستشهاد.. حضور بالانجازات by admin 12 فبراير، 2023 written by admin 12 فبراير، 2023 250 كان مسلما بلا مذاهب. ولبنانياً بلا طوائف. وعربياً بلا حدود. وليد الحسيني \ رئيس تحرير مجلة الكفاح العربي منذ عام 2005، وإلى أعوام ممتدة في الزمان، يبقى دخان 14 شباط منتشراً فوق سماء لبنان. ونيرانه تزداد اشتعالاً. ودوي انفجاره يضرب سمع اللبنانيين وقلب الوطن. لبنان بلا رفيق الحريري!. من يصدق؟. هو أكبر من أن يقتله ألف كيلو من الـ “تي.إن.تي”. ها نحن نراه يومياً في مطار أهملناه. وفي شبكة طرق وجسور لم نصنها. وفي نمو أفسدناه بالفساد. وفي إعمار عاصمة دمرتموها بحرب أهلية، وأعدتم تدميرها بتفجير “هيروشيمي” مخيف. هو ليس ذكرى. إنه إنجازات جارية قطعتموها عن البلاد بـ “فائض التبعية”. وعندما واصلتم بناء جهنم… وبعد أن وصلناها، لجأتم إلى الوسوسة في صدور الناس، وزعمتم أن مؤسس الحريرية هو المؤسس لهذا الجحيم، الذي دفعتم إليه اللبنانيين فدخوله أفواجاً أفواجا. قراركم الظني بحقه، لم ينجح في أخذ الشعب إلى الظن به. كل التجني الذي قيل عن الشيخ رفيق كان قولاً “غير دقيق”. … وبـ “غير دقيق”، كان سيخاطبكم، كعادته في تكذيب الأباطيل. كان، رحمه الله، يتحمل كي لا يتحامل. كان مسلما بلا مذاهب. ولبنانياً بلا طوائف. وعربياً بلا حدود. لم يوقفه القدح والذم والتشهير عن انطلاقة الإزدهار، الذي ساد به… وباد بكم. لقد تجرأتم على ذاكرة اللبنانيين، فقدمتم شخصيته بنقيضها… وقلتم هذا هو!… فبأي آلاء ربكم تكذبون؟. عرفناه، كما عرفه الجميع، حكيماً في قراراته ومتحكماً في غضبه. وجدناه حريصاً على وصل الرحم العربي حيثما انقطع، لا على قطعه حيثما اتصل. وجدناه متواضعاً في أكثريته النيابية والوزارية. لم يلغ الآخر… وما أخذته العزة بما يملك من أغلبية. وجدناه محاوراً في علاقاته الدولية الواسعة. لا مستمعاً إلى ما يريدون، ولا ساكتاً عمّا يريد. وجدناه ثابتاً في المكان والزمان. لا متبدلاً في الأزمنة، ولا متقلباً في الأمكنة. لم يرتكب يوماً إثم التشكيك. كان يخفي شكوكه إلى أن تثبت الأيام ما كان خافياً، فيعلنها واثق البراهين والأدلة. إن تزوير حقيقته البيضاء، لن يخفي حقيقتكم السوداء… ولسنا بحاجة إلى أنوف أوسع من أنوفنا لنشم رائحة “مبيد الدولة” بسلاح الفراغ القاتل للمؤسسات، وبجعل رفيق الحريري “راجح” هذا الزمن الرديء والانهيار الكبير. مهما حاولتم التنكيل به والتنكر له، فإن لبنان فقد بفقدانه الأمن الإجتماعي والطمأنينة والإزدهار. وإذا كان استشهاده لن يعيده إلينا، فعلينا أن نعود إليه… وإذا لم يعد الشيخ سعد الحريري، الوريث الشرعي لشارع الإعتدال، لاستكمال دور من أنقذ وطناً من حرب أهلية، فإن جريمة إضافية ترتكب بمصير لبنان. وإلى سعد الحريري نكرر: لا نريدك زائراً، بل مقيماً… ومشاركاً بالحل، لا مضرباً عنه. كن كما كنت… أي كن رفيق الحريري، وأوقف مهزلة الغياب بالحضور. لقد حاولوا أن يستبدلوك فما بدلوا تبديلا. خاضوا الإنتخابات وفق قانون العيب والتعري الطائفي، ففاز بها التشرذم. لجأوا إلى الشيخ بهاء، الذي فشل في أن يجعل من حبته قبة. والذي جمع ناكر الجميل بنكرات المجتمع. والذي قصقص الورق ليصنع من القصاقيص “شخصيات”، فكان أن صنع أشخاصاً لا يعرفهم أحد ولا يعترف بهم شارع. عد يا سعد إلى دور رفيق الحريري… فربما بعودتك تعود دورة الحياة، قبل أن يبلغ لبنان ذروة الموت. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الكويت تستقبل الإسكندر الأكبر في معرض لفنان يوناني next post الزمن السوداني الجميل… نوستالجيا أم مرض؟ You may also like دلال البزري تكتب عن: حلقة مفرغة يدور حولها... 6 يونيو، 2025 سامي الكاف يكتب عن: في معنى الدولة وجدوى... 6 يونيو، 2025 حازم صاغية يكتب عن «حزب الله»: أسباب الهذيان... 2 يونيو، 2025 غسان شربل يكتب عن: عراقجي والقنبلة والقطار 2 يونيو، 2025 مضيق تايوان على شفا حرب صينية 1 يونيو، 2025 مها يحيى تكتب عن: عيوب الشرق الأوسط الجديد القاتلة 1 يونيو، 2025 ريتشارد نيفيو يكتب عن: هل من سبيل لإنجاز... 1 يونيو، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: التفاوض الإيراني بعزل... 30 مايو، 2025 رضوان السيد يكتب عن: القوة الناعمة أو الخشنة... 30 مايو، 2025 دلال البزري تكتب عن: خلاف ترامب ونتنياهو الذي... 30 مايو، 2025