الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Home » وليد الحسيني : حسنات الاعتذار وسيئات الانتظار

وليد الحسيني : حسنات الاعتذار وسيئات الانتظار

by admin
وليد الحسيني \ رئيس تحرير مجلة الكفاح العربي

 

ما كاد جبران باسيل يعلن حزنه على توجه سعد الحريري الى الاعتذار، حتى أعلن غضبه لأن الرئيس المكلف لم يعتذر بعد.

في حزنه، خفنا أن يدفع “جماهيره” إلى التظاهر وقطع الطرقات، احتجاجاً على تخلي الحريري عن التكليف والتأليف.

وفي غضبه، خفنا أن يرتدي “القمصان السود” وينزل إلى شوارع بيروت لانتزاع الاعتذار من فم الدستور.

أي جبران باسيل نصدّق؟

الحزين أم الغاضب؟

كيف لنا أن نجيب وقد تحوّل الكذب عنده إلى حرفة؟

ومع هذا فعلاً أين أصبح الإعتذار؟

لا شك في أنه قرار صعب ومصيري.

لو حصل، يدرك الجميع ماذا سيحصل للبنان.

وفي الوقت نفسه، ما فائدة تمسك الحريري بالتكليف النيابي، إذا كان فخامة الرئيس متمسكاً بالتحريف الدستوري؟

وهكذا، إذا لم يمت لبنان بإعتذار الشيخ سعد، مات بتعذر توقيع العماد عون على حكومة الإنقاذ … وبذلك يصدق فينا قول الشاعر: تعددت الأسباب والموت واحد.

إذاً، أي من هذين الطريقين يسلك الحريري؟

الإعتذار أم الإنتظار؟

للإعتذار حسناته، إذا ذهب به الشيخ سعد إلى أقصى المعارضة وإلى لاءاتها المتشددة.

“لا” مشاركة بتسمية الخلف.

“لا” إلتزام بمقولة “المجالس بالأمانات”. ولا بد من كشف ما دار في محاولات فك العقد الباسيلية.

“لا” لمعارضة مفككة، بسبب تغريدة جنبلاطية، أو خطيئة قواتية … أو تصريح “عدواني”.

وللإنتظار سيئاته:

“إذا” اعتمد على ضغوط شكلية يمارسها حزب الله على عون وباسيله.

“إذا” تفاءل المنتظرون بقيام صلح نووي بين أميركا وإيران … يبدو أنه بعيد المنال، حتى لو منحت طهران الرئيس الأميركي بايدن شهادة دكتوراه في التنازلات من إحدى جامعات قم.

“إذا” راهن المنتظرون أيضاً، على قدرة بغداد في الوصل بين السعودية وإيران.

إنتظارات بالجملة من المؤكد أنها ستذهب أدراج رياح الحرس الثوري الإيراني.

وفق ما سبق، ننصح الحريري بترك الحالمين بالإنتصار بعد الإنتظار، بأن ينتظروا حل مشاكل العالم ليتمكنوا بعد ذلك من حل أزمات لبنان.

دعهم يا دولة الرئيس في أوهامهم يعمهون.

إذهب ولو وحيداً، إلى الواقعية … فعقبات التشكيل أقوى من أن تتخطاها متسلحاً بوجع الناس وصراخهم.

هؤلاء الممسكون بالسلطة، والمتكئون كلياً على نفوذ حزب ينفذ ما يريد ويريدون، لن يمكنوك من تأليف حكومة الصعود من الهاوية.

بعضهم يكن لك حباً فيه الكثير من الكمائن.

وأوضحهم عرقلة لجهودك، يفضحهم إتهامك أنت بعرقلة تسهيلاتهم.

أخرج من غابة الثعالب هذه، واستعد قول الشهيد رفيق الحريري: أستودع الله لبنان وشعبه الطيب.

اتركهم لضميرهم، الذي لن يوعى ولن يعي أصوات جوعى بلا غذاء. ومرضى بلا دواء. وعمال بلا عمل.

إتركهم لإكمال مسيرة كهرباء بلا ضوء. وبنوك بلا فلوس. وسيارات بلا وقود. وملاحقات أمنية بلا حريات. وقضاء بلا عدالة.

إتركهم للفرحين:

إعتذارك … وخراب لبنان.

الأمر عائد لك … وتأكد أنهم عائدون إليك.

وليد الحسيني

 

You may also like

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00