بأقلامهمعربي وليد الحسيني : حسنات الاعتذار وسيئات الانتظار by admin 11 يوليو، 2021 written by admin 11 يوليو، 2021 58 وليد الحسيني \ رئيس تحرير مجلة الكفاح العربي ما كاد جبران باسيل يعلن حزنه على توجه سعد الحريري الى الاعتذار، حتى أعلن غضبه لأن الرئيس المكلف لم يعتذر بعد. في حزنه، خفنا أن يدفع “جماهيره” إلى التظاهر وقطع الطرقات، احتجاجاً على تخلي الحريري عن التكليف والتأليف. وفي غضبه، خفنا أن يرتدي “القمصان السود” وينزل إلى شوارع بيروت لانتزاع الاعتذار من فم الدستور. أي جبران باسيل نصدّق؟ الحزين أم الغاضب؟ كيف لنا أن نجيب وقد تحوّل الكذب عنده إلى حرفة؟ ومع هذا فعلاً أين أصبح الإعتذار؟ لا شك في أنه قرار صعب ومصيري. لو حصل، يدرك الجميع ماذا سيحصل للبنان. وفي الوقت نفسه، ما فائدة تمسك الحريري بالتكليف النيابي، إذا كان فخامة الرئيس متمسكاً بالتحريف الدستوري؟ وهكذا، إذا لم يمت لبنان بإعتذار الشيخ سعد، مات بتعذر توقيع العماد عون على حكومة الإنقاذ … وبذلك يصدق فينا قول الشاعر: تعددت الأسباب والموت واحد. إذاً، أي من هذين الطريقين يسلك الحريري؟ الإعتذار أم الإنتظار؟ للإعتذار حسناته، إذا ذهب به الشيخ سعد إلى أقصى المعارضة وإلى لاءاتها المتشددة. “لا” مشاركة بتسمية الخلف. “لا” إلتزام بمقولة “المجالس بالأمانات”. ولا بد من كشف ما دار في محاولات فك العقد الباسيلية. “لا” لمعارضة مفككة، بسبب تغريدة جنبلاطية، أو خطيئة قواتية … أو تصريح “عدواني”. وللإنتظار سيئاته: “إذا” اعتمد على ضغوط شكلية يمارسها حزب الله على عون وباسيله. “إذا” تفاءل المنتظرون بقيام صلح نووي بين أميركا وإيران … يبدو أنه بعيد المنال، حتى لو منحت طهران الرئيس الأميركي بايدن شهادة دكتوراه في التنازلات من إحدى جامعات قم. “إذا” راهن المنتظرون أيضاً، على قدرة بغداد في الوصل بين السعودية وإيران. إنتظارات بالجملة من المؤكد أنها ستذهب أدراج رياح الحرس الثوري الإيراني. وفق ما سبق، ننصح الحريري بترك الحالمين بالإنتصار بعد الإنتظار، بأن ينتظروا حل مشاكل العالم ليتمكنوا بعد ذلك من حل أزمات لبنان. دعهم يا دولة الرئيس في أوهامهم يعمهون. إذهب ولو وحيداً، إلى الواقعية … فعقبات التشكيل أقوى من أن تتخطاها متسلحاً بوجع الناس وصراخهم. هؤلاء الممسكون بالسلطة، والمتكئون كلياً على نفوذ حزب ينفذ ما يريد ويريدون، لن يمكنوك من تأليف حكومة الصعود من الهاوية. بعضهم يكن لك حباً فيه الكثير من الكمائن. وأوضحهم عرقلة لجهودك، يفضحهم إتهامك أنت بعرقلة تسهيلاتهم. أخرج من غابة الثعالب هذه، واستعد قول الشهيد رفيق الحريري: أستودع الله لبنان وشعبه الطيب. اتركهم لضميرهم، الذي لن يوعى ولن يعي أصوات جوعى بلا غذاء. ومرضى بلا دواء. وعمال بلا عمل. إتركهم لإكمال مسيرة كهرباء بلا ضوء. وبنوك بلا فلوس. وسيارات بلا وقود. وملاحقات أمنية بلا حريات. وقضاء بلا عدالة. إتركهم للفرحين: إعتذارك … وخراب لبنان. الأمر عائد لك … وتأكد أنهم عائدون إليك. وليد الحسيني 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post لضرب خزائن الإرهاب.. أوروبا تمهد لملاحقة استثمارات الإخوان next post استعراض الميليشيات تحت راية «قوات الحشد الشعبي»: الجزء الأول – منظومة الطائرات المسيّرة You may also like غسان شربل يكتب عن: لبنان… و«اليوم التالي» 26 نوفمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.