بأقلامهمعربي وليد الحسيني : الغباء اللبناني والخبث الإسرائيلي by admin 8 أغسطس، 2022 written by admin 8 أغسطس، 2022 31 سنوات الإنتظار لشم “عطر غاز قانا”… تؤكد أن الذكاء اللبناني يتحول إلى هباء عوني… وغباء باسيلي… وليد الحسيني \ رئيس تحرير مجلة الكفاح العربي فرضاً قبلت إسرائيل بما قبلنا. وفرضاً استجابت أجوبة العدو لهمروجة الإيجابية، التي أطلقناها باجماع جمع الفرقاء المتفرقين دائماً وأبداً. وفرضاً أن “ذكاءنا التفاوضي” قضى بأن نتخطى الخط 29. رغم كل هذه الإفتراضات، نكون في الحقيقة قد توصلنا إلى اتفاقية “هدنة بحرية”، تحاكي “الهدنة البرية”، التي أبرمت في العام 1949، وفي رأس الناقورة أيضاً، مما يجعل هذه البقعة الرائعة الجمال، عاصمة لـ “سلام” غير مباشر مع العدو الإسرائيلي. إذاً، وإذا حصل الترسيم الموعود، فإن ما حصل لن يكون أكثر من اتفاقية هدنة بحرية، أبرمنا مثلها في البر، ومثّلنا فيها المقدم توفيق سالم، لا فخامة الرئيس بشارة الخوري. وكما هدنة البر، فإن هدنة البحر، مجرد اتفاقية، لا تبلغ مرتبة المعاهدات الدولية. وهذا يعني أنها خارج صلاحيات أصحاب الفخامة… تفاوضاً وتوقيعاً. لكنه ميشال عون، الذي تغلّب عنده طبع اغتصاب الصلاحيات، على ما طبع في نصوص الدستور ومواده. إن التزامه “الديمقراطي” هذا، يصبح أكثر إلحاحاً، إذا كان مدخلاً لمساومة الأميركي، على تبييض فساد صهر العهد جبران باسيل، مقابل شطب الخط 29 من سجلاتنا العقارية. وهكذا يتبين أن المسار الذي رسمه فخامته لترسيم حدودنا البحرية، يتيح له، ولولي أمره، إعلان النصر من حضن الهزيمة. هنا تبدأ المواجهة بين الغباء اللبناني والخبث الإسرائيلي. غباؤنا يسمح لـ “العصافير العشرة”، بحرية الطيران من شجرة كاريش إلى أشجار ما بعد بعد كاريش. في حين أننا وضعنا عصفورنا الممسوك بيدنا، في قفص شركة “توتال الفرنسية”، التي لا نعرف إذا كانت ستعمل بضميرها، أم بما تضمره لنا. ومن منا لا يتذكر ضميرها وما تضمره، عندما نعت للبنانيين “البلوك رقم 4”. وكنّا قبل النعي، نستعد لمنافسة قطر غازاً، والسعودية نفطاً؟!!. … ومع ذلك، سنتخلى عن سوء الظن، ونسأل “توتال” كم سنة تحتاج للتنقيب والحفر والاستخراج؟. لو أتقنت عملها، وضاعفت جهدها، فلا مفرّ من مرور أربع سنوات على الأقل، لتكتشف ما إذا كان في بحر “قانا” سمك ينفث غازاً ويبصق نفطاً. وفي أربع سنوات، وربما أكثر، يخلق الله ما لا تعلمون من متغيرات دولية وإقليمية ومحلية. وإلى أن يبدّل الله الأحوال، يكون الخبث الإسرائيلي قد قطف ثمار الحرب الروسية – الأوكرانية بغاز فلسطيني، يجني من خلاله “يورات” دول أوروبا و”جنيهاتها”. ويكون قد أمن شر المسيرات التي ستمتنع عن السير باتجاه فلسطين المحتلة. ويكون قد اطمأن على أن “الصواريخ الدقيقة” ستتوقف عن دق أجراس الخطر. وسيبقى للخبث الإسرائلي الوقت الكافي، ليراهن على مصير قدرات حلفاء الممانعة. حيث لا يمكن التكهن بإمكانات روسيا، إذا اشتدت مقاومة أوكرانيا. وكذلك لا يمكن التكهن باستمرار الدعم الإيراني، إذا فشلت مباحثات فيينا. سنوات الإنتظار لشم “عطر غاز قانا”… تؤكد أن الذكاء اللبناني يتحول إلى هباء عوني… وغباء باسيلي… خصوصاً إذا عادت إسرائيل إلى الخروقات في الهدنة البحرية، كما أدمنتها مراراً في الهدنة البرية. وعلامة الغباء ستكون أكبر، فيما إذا كررت توتال في قانا، ما فاجأتنا به في “البلوك رقم 4”. حينئذ نكون قد رسمنا حدوداً أنعمت على العدو بالثروة والأمان… وأنعمت علينا باتفاقية، بلّت أوراقها في بحر قانا، وشربنا ماءها سياديّون ومقاومون ومحايدون. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “الإخوان المسلمون” والكذب في سبيل الله! next post عاشوراء: لماذا يحيي الشيعة ذكرى مقتل الحسين وكيف تُقام طقوسها؟ You may also like ريفا غوجون تكتب عن: رهانات فعلية في سباق... 12 يناير، 2025 حازم صاغية يكتب عن: مسألة «الصراع» و«القضيّة» اليوم! 12 يناير، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: نهاية الحروب اللبنانية... 11 يناير، 2025 رضوان السيد يكتب عن: سوريا بعد الأسد واستقبال... 10 يناير، 2025 ابراهيم شمس الدين يكتب عن: هوية الشيعة الحقيقية... 10 يناير، 2025 منير الربيع يكتب عن: “الوصاية” الدولية-العربية تفرض عون... 10 يناير، 2025 لماذا يسخر ترمب من كندا بفكرة دمجها كولاية... 9 يناير، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: هل مسلحو سوريا... 9 يناير، 2025 حازم صاغية يكتب عن: لا يطمئن السوريّين إلّا…... 9 يناير، 2025 ديفيد شينكر يكتب عن: لبنان يسير نحو السيادة... 9 يناير، 2025