بأقلامهم وليد الحسيني : أقر واعترف by admin 11 ديسمبر، 2023 written by admin 11 ديسمبر، 2023 206 أما وقد وقعت المذبحة، وتحول قطاع غزة، من مدن عامرة إلى أرض يباب، فالأمر بذلك يستدعينا دولاً ومقاومات، إلى استكمال طوفان الأقصى، لا إلى بتره بالهدن المضحكة في زمن البكاء، والتوسل إلى مجلس الأمن لوقف إطلاق النار. وليد الحسيني – رئيس تحرير مجلة الكفاح العربي أقر واعترف، وأنا بكامل اندفاعي ودفاعي عن القضية الفلسطينية، بأن طوفان الأقصى هو أقصى طوفان البطولات والعبقرية العسكرية. كما أقر واعترف، وأنا بكامل قهري التاريخي، بأن حرب الثلاث ساعات في 6 تشرين، كانت ثأراً عظيماً لحرب الستة أيام في 5 حزيران. وأيضاً… أقر واعترف، وأنا بكامل مشاعري الإنسانية، بأن الشهداء الآلاف، الذين قتلهم الوحش الإسرائيلي، هم أحياء عند ربهم يرزقون، دون منة شاحنات معبر رفح، سواء التي عبرت أو التي منعوها من العبور. ولأنني أعيش خارج غزة، أقر واعترف، وأنا بكامل طاقتي النضالية وقدراتي على التضحية، بأن التهجير والموت قصفاً وجوعاً ومرضاً، هو الطريق الوحيد، الذي يوصل في يوم ما إلى وصل النهر بالبحر. ومثلي في هذا الإقرار ملايين العرب، ممن هم جيران غزة أو بعيدين عنها، والذين يناضلون بالتضحية بأطفال ونساء غزة. إنه زمن الشرب من نهر الجنون، الذي تخيله المبدع توفيق الحكيم. وها نحن نشرب حتى الثمالة، بعد عطش مزمن للانتصارات… ومن تمسّك منا بعقله، ولم يملأ كاساته من نهر الجنون فقد اختار إحدى التهمتين، الجبن أو الخيانة. أما وقد اجتاحنا الجنون، فعلينا أن ننسى فوراً مآسي الغزاويين، كي لا ننسى قهر حماس للجيش الذي كان لا يقهر. علينا أن لا نحزن، وعلينا أن ننسى فظائع الوحش المدمى من أبطال 7 تشرين، وهو يقتل يومياً ثلاثماية غزاوياً، وأن نتذكر بافتخار أننا في المقابل نقتل يومياً أيضاً ما بين الثلاثة والعشرة من جنود الاحتلال. وعلينا أن لا نكترث لاستغاثات المليون ونصف المليون غزاوي، وهم يتضورون جوعاً ويرتعشون برداً وخوفاً، وقد أنهكهم الترحال من شمال إلى جنوب… ومن جنوب إلى جنوب الجنوب… فالقلوب والعيون العربية متفرغة لمفاجآت أنفاق حماس الأسطورية ومتابعة صواريخها العشوائية. وعلينا أن لا نخجل من مشاهد تعرية مئات الشباب وتركيعهم… فهذا ذل يستدعيه إذلال العدو في فشله في الوصول إلى السينوار والضيف وأبو عبيدة. وعلينا أن نستنكر جريمة إسرائيل، في السعي إلى اقتلاع أهل قطاع غزة من أرضهم ورميهم في صحراء سيناء المصرية، وعلينا في الوقت نفسه أن نثمن عالياً إنسانية أسامة حمدان، ممثل حماس في لبنان، في دعوته لهم، كما إسرائيل، إلى لجوء إنساني، يقيهم شر إسرائيل بإقامتهم على أرض سيناء المصرية، حيث لا هلع من قصف، ولا خوف من عطش وجوع وبرد. وعلينا أن نشكر الحكام العرب، فقد أبدعوا في الاستنكار، وأجهدوا لجنتهم الوزارية في التنقل على عواصم القرار، وما بدلوا في المواقف تبديلا. وعلينا… وعلينا… وعلينا. وعلى حماس أن تدرك، أن المطالبة بوقف النار هو إقرار بالعجز، واعتراف بانتصار العدو… وبذلك يتحول طوفان الأقصى إلى مجرد وسام يعلق على حائط التاريخ. وعلى الحكام العرب أن يدركوا أن حل الدولتين، حبل كذبه قد يطول لـ 75 سنة أخرى. أما وقد وقعت المذبحة، وتحول قطاع غزة، من مدن عامرة إلى أرض يباب، فالأمر بذلك يستدعينا دولاً ومقاومات، إلى استكمال طوفان الأقصى، لا إلى بتره بالهدن المضحكة في زمن البكاء، والتوسل إلى مجلس الأمن لوقف إطلاق النار. وإذا كان دوي القذائف والصواريخ لم يوقظ ملوكنا ورؤساءنا، فلعل صوت أم كلثوم وشعر نزار قباني يوقظهم من نومهم الفلسطيني العميق… فإلى القدس طريق واحد يمر من فوهة بندقية… وقصة السلام مسرحية… والعدل مسرحية… وحماسنا لحماس مسرحية. وليد الحسيني 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post Environment Canada issues special weather statements for the Maritimes next post غسان شربل يكتب عن: أوجاع «اليوم التالي» You may also like رضوان السيد يكتب عن: ذكريات الحرب وبطولات الأحياء! 19 أبريل، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: تريليونات ترمب وفلسطين 19 أبريل، 2025 دلال البزري تكتب عن: الحرب الأهلية اللبنانية التي... 18 أبريل، 2025 حازم صاغية يكتب: مرّة أخرى عن الذكرى الخمسين... 17 أبريل، 2025 كاميليا انتخابي فرد تكتب عن: الفرق بين المفاوضات... 15 أبريل، 2025 غسان شربل يكتب عن: حطب الخرائط ووليمة التفاوض 14 أبريل، 2025 وليد الحسيني يكتب عن: تعود العروبة.. يعود الإسلام... 13 أبريل، 2025 حازم صاغية يكتب عن: 13 أبريل 1975… المديد 13 أبريل، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب وخامنئي والعودة... 13 أبريل، 2025 رضوان السيد يكتب عن: الخوف في كل مكان…... 11 أبريل، 2025