بأقلامهم وليد الحسيني : أقر واعترف by admin 11 ديسمبر، 2023 written by admin 11 ديسمبر، 2023 179 أما وقد وقعت المذبحة، وتحول قطاع غزة، من مدن عامرة إلى أرض يباب، فالأمر بذلك يستدعينا دولاً ومقاومات، إلى استكمال طوفان الأقصى، لا إلى بتره بالهدن المضحكة في زمن البكاء، والتوسل إلى مجلس الأمن لوقف إطلاق النار. وليد الحسيني – رئيس تحرير مجلة الكفاح العربي أقر واعترف، وأنا بكامل اندفاعي ودفاعي عن القضية الفلسطينية، بأن طوفان الأقصى هو أقصى طوفان البطولات والعبقرية العسكرية. كما أقر واعترف، وأنا بكامل قهري التاريخي، بأن حرب الثلاث ساعات في 6 تشرين، كانت ثأراً عظيماً لحرب الستة أيام في 5 حزيران. وأيضاً… أقر واعترف، وأنا بكامل مشاعري الإنسانية، بأن الشهداء الآلاف، الذين قتلهم الوحش الإسرائيلي، هم أحياء عند ربهم يرزقون، دون منة شاحنات معبر رفح، سواء التي عبرت أو التي منعوها من العبور. ولأنني أعيش خارج غزة، أقر واعترف، وأنا بكامل طاقتي النضالية وقدراتي على التضحية، بأن التهجير والموت قصفاً وجوعاً ومرضاً، هو الطريق الوحيد، الذي يوصل في يوم ما إلى وصل النهر بالبحر. ومثلي في هذا الإقرار ملايين العرب، ممن هم جيران غزة أو بعيدين عنها، والذين يناضلون بالتضحية بأطفال ونساء غزة. إنه زمن الشرب من نهر الجنون، الذي تخيله المبدع توفيق الحكيم. وها نحن نشرب حتى الثمالة، بعد عطش مزمن للانتصارات… ومن تمسّك منا بعقله، ولم يملأ كاساته من نهر الجنون فقد اختار إحدى التهمتين، الجبن أو الخيانة. أما وقد اجتاحنا الجنون، فعلينا أن ننسى فوراً مآسي الغزاويين، كي لا ننسى قهر حماس للجيش الذي كان لا يقهر. علينا أن لا نحزن، وعلينا أن ننسى فظائع الوحش المدمى من أبطال 7 تشرين، وهو يقتل يومياً ثلاثماية غزاوياً، وأن نتذكر بافتخار أننا في المقابل نقتل يومياً أيضاً ما بين الثلاثة والعشرة من جنود الاحتلال. وعلينا أن لا نكترث لاستغاثات المليون ونصف المليون غزاوي، وهم يتضورون جوعاً ويرتعشون برداً وخوفاً، وقد أنهكهم الترحال من شمال إلى جنوب… ومن جنوب إلى جنوب الجنوب… فالقلوب والعيون العربية متفرغة لمفاجآت أنفاق حماس الأسطورية ومتابعة صواريخها العشوائية. وعلينا أن لا نخجل من مشاهد تعرية مئات الشباب وتركيعهم… فهذا ذل يستدعيه إذلال العدو في فشله في الوصول إلى السينوار والضيف وأبو عبيدة. وعلينا أن نستنكر جريمة إسرائيل، في السعي إلى اقتلاع أهل قطاع غزة من أرضهم ورميهم في صحراء سيناء المصرية، وعلينا في الوقت نفسه أن نثمن عالياً إنسانية أسامة حمدان، ممثل حماس في لبنان، في دعوته لهم، كما إسرائيل، إلى لجوء إنساني، يقيهم شر إسرائيل بإقامتهم على أرض سيناء المصرية، حيث لا هلع من قصف، ولا خوف من عطش وجوع وبرد. وعلينا أن نشكر الحكام العرب، فقد أبدعوا في الاستنكار، وأجهدوا لجنتهم الوزارية في التنقل على عواصم القرار، وما بدلوا في المواقف تبديلا. وعلينا… وعلينا… وعلينا. وعلى حماس أن تدرك، أن المطالبة بوقف النار هو إقرار بالعجز، واعتراف بانتصار العدو… وبذلك يتحول طوفان الأقصى إلى مجرد وسام يعلق على حائط التاريخ. وعلى الحكام العرب أن يدركوا أن حل الدولتين، حبل كذبه قد يطول لـ 75 سنة أخرى. أما وقد وقعت المذبحة، وتحول قطاع غزة، من مدن عامرة إلى أرض يباب، فالأمر بذلك يستدعينا دولاً ومقاومات، إلى استكمال طوفان الأقصى، لا إلى بتره بالهدن المضحكة في زمن البكاء، والتوسل إلى مجلس الأمن لوقف إطلاق النار. وإذا كان دوي القذائف والصواريخ لم يوقظ ملوكنا ورؤساءنا، فلعل صوت أم كلثوم وشعر نزار قباني يوقظهم من نومهم الفلسطيني العميق… فإلى القدس طريق واحد يمر من فوهة بندقية… وقصة السلام مسرحية… والعدل مسرحية… وحماسنا لحماس مسرحية. وليد الحسيني 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post Environment Canada issues special weather statements for the Maritimes next post غسان شربل يكتب عن: أوجاع «اليوم التالي» You may also like ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024