بأقلامهمعربي وليد الحسيني : حضور باسيل … وغياب الحريري by admin 9 يناير، 2023 written by admin 9 يناير، 2023 164 إذا كان ثمة طريق للإنقاذ، فإنه يبدأ بالحريرية، التي أنقذت لبنان من حرب أهلية، لها في كل عائلة مصيبة، وفي كل شارع دمار. وليد الحسيني \ رئيس تحرير مجلة الكفاح العربي هم ونحن. “هم”، كأنهم لا يعلمون أن البلد خراب!. يتقاتلون على صلاحيات النفوذ، رغم نفاد صلاحيات الحياة. و”نحن”، كأننا أحياء سلموا أمرهم لـ “هم”… وها “هم” يستبدلون ثلاثية “شعب وجيش ومقاومة” بحفر مقابر ثلاثية “دولة وشعب ووطن”. لا “نحن” نثور لمواجهتهم، ولا “هم” يكفون عن مواجهتنا. ترى هل من حل لهذا لحال؟. أكاذيب اللبناني الشاطر والحذق والمبدع لا تشفي داء الإنهيار، بل تلغي دور الدواء. فأي دواء يصلح الإنقسام الماروني والتبعثر السني؟. هل بمقدور المسيحية أن تتحد، وما زال جبران باسيل يتقمص شخصية “قابيل” القاتل للأخوة والمصالحة والمحبة؟. وهل بمقدور السنة أن تلملم نفسها بغياب سعد الحريري؟. سؤالان والجواب واحد: كلا. فباسيل يصر على حلمه الرئاسي… أو “عمرو ما يكون لبنان”. حلمه هذا تبرره وسائله المتطفلة على الذكاء السياسي. ها هو يسعى إلى الطلاق مع حزب الله، من منطلق الإنطلاق نحو التقرب من الأمير السعودي محمد بن سلمان، ونحو استعادة شعبية مسيحية لم يحافظ عليها في تفاهم مار مخايل. بدأ مخططه العبثي باتهام السيد حسن نصرالله بنكث تعهده بمقاطعة جلسة مجلس الوزراء… وأرفق الإتهام بغزل سعودي يفضحه النفاق. “نكث العهد” لم يثر ردة الفعل، التي كان ينتظرها باسيل… لكنه لم يفقد الأمل في نكث العهد الثاني حين انعقاد جلسة مجلس وزراء ثانية، مما يعطيه المبرر لإعلان أن ما كان بين الحزب والتيار لم يكن زواجاً مارونياً، بل كان زواج متعة انتهت مدته. ربما يحدث ذلك استجابة إلى نصيحة قطرية تعين الأمير تميم على جبر خواطر جبران، ورفع إسمه من قائمة العار الأميركية. إذاً، بفضل الحالة الباسيلية الحمقاء، ساد التنافس الماروني وسدت أبواب التوافق. ويزيد الحضور الباسيلي سوءاً، غياب الحريري الأسوأ. فإذا كان ثمة طريق للإنقاذ، فإنه يبدأ بالحريرية، التي أنقذت لبنان من حرب أهلية، لها في كل عائلة مصيبة، وفي كل شارع دمار. بخروج الشيخ سعد، أو بإخراجه، من القرار السياسي، يخرج أهل السنة من القرار الوطني… وهذا الخروج أدى إلى قيام مجلس نيابي بلا أكثرية. مجلس تشوهه أقليات تشوهها كيدية الأنا، وتبعية المرجعيات الخارجية. … وبما أن الأزمة تتفاقم، وقبل أن تنتهي بنهاية لبنان، نقترح حلاً يبدأ: – أولاً، برفع حزب الله حمايته للتيار العوني، وترك جبران باسيل يعاني وحدانيته السياسية وفقره المسيحي وخسائره الشيعية. – ثانياً، بعودة سعد الحريري إلى دوره المعتاد، ليعود الإعتدال كمنقذ للإنقاذ. ومن سوء الظن الإساءة للشيخ سعد واعتباره من بين كلهم يعني كلهم… فالرجل وحده، ولا أحد سواه، دخل السياسة فأنفق ما كان يملك، وخرج منها وقد استدان ممن كان لا يملك. ومن التخبط العشوائي محاولات استبداله بآخر. حاولوا… وحال الإنحياز السني إلى الحريرية دون نجاح محاولاتهم. – ثالثاً، بقانون انتخابي جديد، يُترك فيه للناخب “تفضيل” اللبناني على الطائفي. ويُترك فيه أيضاً لـ “اللوائح” نسبة وللمستقلين المنفردين نسبة. – رابعاً، بحل مجلس النواب الراهن، والمرتهن للخلافات الشخصية والحزبية، والمخالفات الدستورية والوطنية. هذه هي أركان الحل، إذا كنا نركن إلى حل ما. ومع فيروز نصرخ بوجه نواب النوائب: “يا صوتي ضلك طاير… زوبع بهالضماير… خبرهن عاللي صاير… بلكي بيوعى الضمير”. وتبقى “بلكي” مجرد أمنية… ولن نمنّي النفس بتحقيقها… لأن ذلك طويل على رقبتنا. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post حل اللغز.. كشف سر متانة الخرسانة الرومانية لآلاف السنين next post الروائية الأمريكية سوزان ميجن تعود إلى الظهور بعد عامين من إعلان وفاتها منتحرة You may also like رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024 نادية شادلو تكتب عن: كيف يمكن لأميركا استعادة... 14 نوفمبر، 2024 جهاد الزين يكتب من بيروت عن: تأملات ثقافية... 12 نوفمبر، 2024 نبيل فهمي يكتب عن: وماذا بعد؟ 12 نوفمبر، 2024 ماري ديجيفسكي تكتب عن: لماذا تفادى الناخبون الأميركيون... 12 نوفمبر، 2024