السبت, نوفمبر 23, 2024
السبت, نوفمبر 23, 2024
Home » وجوه بوشعيب هبولي المشوهة تعكس صورة الإنسان المعاصر

وجوه بوشعيب هبولي المشوهة تعكس صورة الإنسان المعاصر

by admin

دار الفنون في الرباط تحتفي بالفنان المغربي الرائد وتقدم تجاربه المتعددة

اندبندنت عربية / ياسر سلطان 

تستضيف دار الفنون في مدينة الرباط المغربية حتى نهاية يناير(كانون الثاني) القادم معرضاً شاملاً لأعمال الفنان بوشعيب هبولي. يضم المعرض نماذج من تجربة الفنان الممتدة منذ خمسينيات القرن الماضي. ويعد هبولي واحداً من أهم الرموز الثقافية والفنية في الحركة التشكيلية المغربية خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وأحد أبرز مؤسسي هذه الحركة.

يقام المعرض برعاية الصندوق الاستثماري التابع للقصر الملكي المغربي (مدى) ويرصد المحطات الفارقة في تجربة الهبولي الفنية بعرض نماذج منتقاة من هذه التجربة كتكريم لصاحبها وتسليط الضوء على إسهاماته.

ولد بوشعيب هبولي عام 1945 في مدينة أزمور المغربية وعمل بالتدريس في مدارسها حتى قرر التفرغ للفن في بداية السبعينيات من القرن الماضي، ومعظم أعماله مستلهمة من روح هذه المدينة الأطلسية الهادئة التي فضل الاستقرار فيها والعمل من خلالها حتى اليوم.

قبل أن ينتقل هبولي للإقامة في مدينة الرباط  في بداية السبعينيات من القرن الماضي، كان قد وثق علاقاته بعدد من الأسماء اللامعة في الحركة التشكيلية المغربية من أمثال محمد القاسمي وحسن الفروج وفاطمة حسن وبلكاهية والملاخ والغرباوي، وغيرهم من الفنانين الذين مهدوا الطريق لتأسيس تجربة فنية ذات نكهة مغربية خالصة. وفي الرباط حيث أقام الفنان لما يقرب من خمسة عشر عاماً متصلة احتك بالحركة الثقافية فيها، وأقام معرضه الأول في عام 1970 ، وحين بدأت معالم موهبته في التشكل عاد مرة أخرى إلى مدينته أزمور ليستقر بها من جديد مستلهماً أجواءها ووجوه أهلها في أعماله.

لوحة وجه (الخدمة الإعلامية في المعرض)

عُرف هبولي على نحو خاص بأعماله المرسومة بالأصباغ والأحبار على الورق، وتميز في بداياته بعدد من العناصر التي وظفها في أعماله كالطائر والبصمة، واتسمت ألوانه بالحيادية، فلم يلجأ إلى الإفراط في استخدام الدرجات الزاهية والصريحة بل اعتمد على مزيج متناسق من الأبيض والأسود والرماديات والدرجات الترابية، كما اتسمت عناصره المرسومة بالرمزية، فهو حين يرسم الوجه على سبيل المثال، يلجأ إلى محو ملامحه حتى لا يبقى منه سوى الأثر، فيظهر كشبح أو كظل لإنسان.

جمال فطري

الوجوه التي يرسمها الفنان قد تتسم بالتشوه والتحريف، لكنها تحمل جمالاً فطرياً، وتزخر بالدلالات الإنسانية المعبرة عن محنة الإنسان المعاصر. أما السمة البارزة في تجربته والتي تُميزها عن غيرها من التجارب المغربية الأخرى، فتتمثل في الخامة التي يعمل بها، فهو لم يعتمد هذه المواد والخامات التقليدية المتاحة للتلوين، بل راح يبحث لنفسه عن خامات ووسائط جديدة، فلجأ أولاً إلى الأحبار والأصباغ الملونة، ثم ما لبث أن ابتكر أصباغه الخاصة، والمكونة من مزيج من المواد الصباغية التي يُجيد التوليف بينها. اللافت هنا أن هبولي لا يتعامل مع تلك التجارب اللونية كسر لا ينبغي البوح به بل يحاول نقل خبرته تلك في التعامل مع الخامة إلى الآخرين. وهو يعد من أكثر الفنانين المغاربة إخلاصاً للرسم على الورق، معتبراً إياه وسيطاً طيعاً ومرناً يحمل روح الطبيعة، ما يتسق مع سعيه الدائم للاعتماد على المواد والخامات البسيطة والسهلة.

وجه بالأسود والأبيض (الخدمة الإعلامية في المعرض)

لم يرتكن هبولي عبر تجربته الممتدة إلى أسلوب واحد في صوغ رسوماته فهو فنان متجدد، دائماً ما يفاجىء متابعيه بانتقالاته ومغامراته، سواء مع الخامة أو أسطح الرسم، أو حتى على مستوى الوسيط نفسه. فله تجارب مثلاً في تصميم الحلي والنحت وتصميم الأغلفة، كما تُزين أحد عناصر لوحاته وهو الطائر واجهة مستشفى علاج السرطان في الرباط. وفي تجارب هبولي الأخيرة ثمة محاولات لتوظيف الفوتوغرافيا والطباعة، كما يبدو في هذه اللوحة التي وظف خلالها صورته الشخصية معالجاً إياها بالأصباغ، فبدت ملامحه كأنها ذائبة ومنصهرة على السطح.

وللفنان طريقة خاصة في التلوين تعتمد على إتاحة الفرصة للخامة في التمدد والحركة على سطح العمل دون تدخل منه أو تحكم في مسارها. هو يتعمد ذلك بالفعل، لكنه يعرف جيداً متى يتوقف ومتى يلجأ إلى كبح جماح اللون السائل والمتدفق على سطح العمل في اللحظة المناسبة. فلا يلبث الفنان أن يعترض مسار اللون بضربات فرشاة أو أي آداة أخرى متاحة، ليجمع السطح المرسوم بين عفوية الخامة وصرامة التكوين. في الوجوه التي يرسمها هبولي تبدو العيون كدوائر أو تجاويف غائرة وسحيقة، هي وجوه متحورة أشبه بالمسوخ تجمع ملامحها ما بين البشر والحيوانات، فنرى الأذنين في لوحة وقد استطالتا مثلاً لتحتلا الجانب الأكبر من مساحة الرسم، أو يتحور الأنف في أخرى ليلتحم بالفم أو العينين في تشويه واضح ومُتكرر للوجه البشري، يعكس حس الفنان الساخر والمنتقد لكثير من الأمور والقضايا الراهنة.

المزيد عن: فن تشكيلي/رسام مغربي/بورتريهات/الإنسان المعاصر/تجريب لوني

 

 

You may also like

4 comments

sikis izle 13 نوفمبر، 2020 - 5:24 ص

Well I sincerely liked reading it. This subject provided by you is very constructive for proper planning. Laverne Webster Emmie

Reply
erotik 13 نوفمبر، 2020 - 7:55 م

Hello. This post was extremely remarkable, particularly since I was browsing for thoughts on this issue last week. Noella Barry Darlene

Reply
sikis izle 14 نوفمبر، 2020 - 5:50 م

If you want to use the photo it would also be good to check with the artist beforehand in case it is subject to copyright. Best wishes. Aaren Reggis Sela

Reply
sikis izle 15 نوفمبر، 2020 - 9:36 ص

Everything is very open with a clear explanation of the challenges. It was truly informative. Your website is extremely helpful. Thanks for sharing. Adrianna Griffie Chae

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00