شهادة: ليا هاملبي هي إحدى النساء اللواتي أخبرن قصتهن في الوثائقي (نتفليكس) ثقافة و فنون وثائقي “هل يمكنني إخبارك سرا؟”: قصة أكبر مطارد إلكتروني في بريطانيا by admin 5 مارس، 2024 written by admin 5 مارس، 2024 170 على مدار أزيد من عقد من الزمن، ضايق ماثيو هاردي النساء عبر الإنترنت من خلال إنشاء حسابات مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي ونشر الإشاعات. وفي وثائقي جديد تعرضه “نتفليكس” سرد لقصص ضحاياه وكفاحهن كي يؤخذن على محمل الجد اندبندنت عربية / كايتي روسينسكي عادة ما تبدأ القصة برسالة عبر الإنترنت. ستظهر عبارة “هل يمكنني إخبارك سراً؟” على شاشة جهاز الكمبيوتر أو هاتف المرأة، قبل أن يقدم المرسل معلومة شخصية غريبة ومثيرة للقلق عن حياتها: تحذير زائف من تعرضها للخيانة، أو تلميح إلى أنها تتقرب أكثر من اللازم من حبيب إحدى صديقاتها. كانت هذه البداية فقط، ثم قد تظهر حسابات مزيفة تستخدم صور المرأة للمشاركة في محادثات صريحة. وسيتم استهداف صديقات النساء وعائلاتهن برسائل مزعجة، تتضمن إشاعات كاذبة يمكن أن تقلب حياة الضحية رأساً على عقب. وبعد ذلك، يأتي عدد لا يحصى من التهديدات عبر مكالمات هاتفية، تجيب عليها النساء فقط ليسمعن تنفس الجاني على الطرف الآخر. هذا الجاني هو ماثيو هاردي، رجل عاطل من العمل من نورثويتش في مقاطعة تشيشر، يُعتقد أنه أكبر مطارد إلكتروني في المملكة المتحدة. على مدى أزيد من عقد من الزمن، قام بترويع ضحاياه من خلال إنشاء مئات الحسابات المزيفة واستخدامها لتدمير العلاقات والسمعة. أخيراً، في عام 2022، صدر بحق هاردي حكماً بالسجن مدة تسع سنوات لإدانته في خمس تهم بالمطاردة (تم تخفيض عقوبته لاحقاً إلى ثماني سنوات عند الاستئناف). الآن يستكشف وثائقي جديد تعرضه “نتفليكس” بعنوان “هل يمكنني إخبارك سراً؟” Can I Tell You a Secret? قصص النساء اللواتي استهدفهن هاردي، ويكشف لماذا استغرق تقديمه إلى العدالة وقتاً طويلاً. العمل المكون من جزئين من إنتاج شركة “مايندهاوس” التي يمتلكها صانع الوثائقيات البريطاني الأميركي لوي ثيرو ويستند إلى مدونة صوتية أنتجتها صحيفة “ذا غارديان” في عام 2022 عن قضية هاردي. تقول مخرجة الوثائقي ليزا ويليامز: “أذهلتني حقاً قوة قصص النساء وشجاعتهن… لقد لعبن دوراً كبيراً في تحديد كيفية القبض على الجاني، واضطررن إلى حل الموقف بأنفسهن إلى حد ما”. يقدم الوثائقي مقابلات مع ضحايا هاردي، تتخللها لقطات شاشة حقيقية للرسائل، إلى جانب صور مثيرة للقلق، ومخيفة حتى، مصممة “لجعل التأثير النفسي واضحاً للغاية”، كما تقول ويليامز. وتوضح أن بناء علاقات مع السيدات اللواتي أجريت مقابلات معهن استغرق وقتاً طويلاً، بسبب تجاربهن السابقة، “فإذا تلقين مكالمة من شخص لا يعرفنه، فقد يكون لذلك تأثير كبير”. وقرر بعضهن التحدث إلى صانعي الوثائقي بعيداً من الكاميرا، للمساعدة في عملية البحث، بينما وجدت أخريات أن عملية المقابلة “تطهيرية”، على حد قول المخرجة. بدأ هاردي، الذي يبلغ من العمر الآن 32 سنة، بمضايقة زملائه عبر الإنترنت عندما كان تلميذاً في المدرسة الثانوية، في أواخر العقد الأول من الألفية لما كان “فيسبوك” ما زال في بداياته. وعلى رغم تلقيه أمرين قضائيين بمنع الاقتراب بعد استهداف امرأتين في منطقته، إلا أنه واصل المطاردة. حوّل تركيزه لاحقاً إلى النساء اللواتي يعشن في أجزاء مختلفة بالكامل من المملكة المتحدة، ولم يكن لديه أي روابط معهن على الإطلاق. امتلكت عديدات منهن أعداداً كبيرة من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي؛ وكن يشاركن على الإنترنت باستمرار صوراً من مختلف جوانب حياتهن. كانت إحداهن هي زوي جيد هالام، عارضة أزياء من لينكولنشر، التي تظهر في “هل يمكنني إخبارك سراً؟”. في البداية، راسلها هاردي مدعياً أنه مصور فوتوغرافي، وتظاهر بأنه مهتم بالعمل معها؛ وسرعان ما بدأ بإنشاء حسابات مزيفة باستخدام صورها لإرسال رسائل ضارة. أخبرتني الشابة البالغة من العمر 33 سنة أنه في مرحلة ما “قام بإنشاء حساب مزيف لوالد شريكي، الذي يعمل طبيباً”، وبدأ محادثات غير لائقة مع فتيات صغيرات. اتبعت قصة ليا هاملبي، مالكة متجر صغير، مساراً مشابهاً. بعد إرسال رسالة أولية إلى هامبلي، التي تبلغ من العمر الآن 25 سنة، كان هاردي يتصل بها مئات المرات؛ كما قام بانتحال شخصيتها على الإنترنت، واستهدف الآخرين برسائل ذات طابع جنسي. تقول: “تقومين بحظر حساب واحد ثم يقوم بإنشاء حساب آخر… أو بعد ذلك، لا يتصل بي، بل يتصل بصديقة للعائلة أو بحبيبها أو بزوجها”. بعد مرور سنوات، “لا تزال تشعر بالإحراج” من الوجود مع بعض الأشخاص الذين تحدث إليهم هاردي باستخدام تلك الحسابات المزيفة. تقول: “أعتقد أن هذا الشعور سيبقى إلى الأبد. لا أعتقد أنه سيزول أبداً. حتى عندما شاهدت الوثائقي، جعلني أتأثر. لقد أحيا ذلك التساؤل: لماذا فعلتَ هذا بي؟”. الحياة أونلاين: كانت آبي فيرنس تشعر بالأمان عند مشاركة قصتها أونلاين (نتفليكس) كذلك شعرت بالقلق حيال سلامتها الشخصية، معتقدة أن مطاردها كان يتعقبها. في إحدى الليالي لما كانت تسهر خارج المنزل، أخبرت الحارس بما يحدث، فنصحها بعدم الذهاب إلى المرحاض بمفردها. “يجب أن تستمتعي بوقتك مع أصدقائك، لماذا أنت قلقة بشأن ذلك؟ هاردي على بعد مئات الأميال خلف شاشة الكمبيوتر، لكنه يتظاهر بأنه يراقبني”. أصبحت هامبلي “حذرة للغاية من كل شخص أقابله” – إذا سألها أحدهم سؤالاً، كانت تفكر على الفور: “أوه، هل هذا أنت يا ماثيو؟”. كانت هجمات هاردي استهدافية وشخصية للغاية، مما جعلها تفترض أن الجاني “كان شخصاً قريباً جداً… وهذا يجعلك تشعرين وكأنك قد جننت بعض الشيء”. في هذه الأثناء، أصبحت هالام “خائفة من ارتياد النادي الرياضي، لأن ماثيو كان يعرف الصالة التي أذهب إليها، وفي أي وقت أحضر الحصص الجماعية. لم يكن هناك ما يمنعه من ركوب سيارته وقيادتها وانتظاري في الخارج”. كانت شبكة هاردي الإلكترونية المعقدة من الحسابات المزيفة “تخلق عواقب حقيقية لجميع الأشخاص الذين عرفتهن [الضحايا]”، على حد تعبير المخرجة ويليامز، التي تتابع: “كان يدمر أسرهن وعلاقاتهن وصداقاتهن”. في الوثائقي، تكشف المؤدية آبي فيرنس، البالغة من العمر 24 سنة، كيف أدت الفوضى التي أحدثها هاردي إلى تفريقها هي وحبيبها (الذي تلقى رسائل تدعي كذباً أنها خانته)؛ ذات مرة، أرسل هاردي صوراً حميمة لفيرنس إلى رئيسها في العمل. بينما تعرضت ضحية أخرى لم ترد الكشف عن هويتها إلى تخريب يوم زفافها، عندما تلقت رسائل تزعم أن خطيبها لم يكن مخلصاً. كان يدمر أسرهن وعلاقاتهن وصداقاتهن” لكن وعلى رغم كل هذا، واجهت ضحايا هاردي صعوبات كي تأخذهن الشرطة على محمل الجد. أبلغت هامبلي عن تجربتها بعد وقت قصير من بدء استهدافها، ولكن قيل لها ببساطة: “عندما يحدث لك ضرر مادي، سننظر في الأمر. لكن حتى ذلك الحين، ابتعدي عن وسائل التواصل الاجتماعي ولا تقضي أوقاتاً في الخارج ببساطة”. بالتأكيد، اكتشفت بالفعل أن حظر حسابات هاردي لم يردعه. وكانت لهالام تجربة مشابهة جداً مع قوة شرطية مختلفة. تقول: “بمجرد أن تضعي كلمة ’إلكتروني’ بجانب أي شيء، فإن المطاردة الإلكترونية، والتحرش الإلكتروني، والتنمر الإلكتروني، لا تؤخذ على محمل الجد كما لو كانت مادية… لكن آلية عمل الإنترنت، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي الآن مدمجة في حياتنا، لم تعد تعني أن إطفاء هاتفك سيحميك من التعرض للمتاعب بعدها”. تتذكر هالام، التي كانت تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة لعملها كعارضة أزياء، كيف شعرت بأنها عرضة لأحكام مسبقة عندما أرت حسابها لأحد ضباط الشرطة. تقول: “حتى تعبير وجه فقط – كان الأمر برمته أشبه بـ ’حسناً، أنت تستحقين ما حدث لك، أنت تطالبين بذلك’ لأنني قررت أن ألتقط صوراً كاشفة أكثر بقليل مما قد يقبله. لم يقتصر الأمر على الشرطة فحسب، بل كان هناك أشخاص آخرون يقولون ’أنت تجلبين هذا لنفسك نوعاً ما’”. حتى أن بعض أصدقائها اعتقدوا أنها كانت تهوّل الأمر. تقول: “دائماً كانوا يقولون ’يا إلهي، زوي، أنت المستهدفة دائماً’. لم يفهم أحد جسامة الأمر حقاً على ما يبدو”. تصف ويليامز الاستجابة للضحايا بشكل عام بأنها “اللوم التقليدي للضحية”، ومن الصعب عدم تأييد ذلك: كان العبء ملقى دائماً على عاتق النساء لتغيير سلوكهن. لوم الضحية: واجهت زوي جيد هالام الملامة على المحتوى الذي تشاركه على منصات التواصل الاجتماعي (نتفليكس) خلال إحدى الزيارات التي قامت بها الشرطة إلى منزل هامبلي، تقول السيدة إنها علمت أن أحد أرقام الهواتف التي استعملها هاردي قد خضع للتفتيش سابقاً مئات المرات – وأدركت أنها لم تكن هدفه الوحيد. في تلك المرحلة، بدأت في تجميع “حزمة” من الأدلة، تشبه إلى حد كبير تلك التي جمعتها خلال فترة عملها كمساعدة قانونية؛ كانت تحتوي على لقطات شاشة لكل تفاعل وكل حساب مزيف (إنها حزمة ضخمة، كما يتضح لي عند الحديث معها عبر تطبيق زوم). تقول: “أتذكر أنني ذهبت إلى مركز الشرطة ومعي هذا الملف، وكنت أبكي، وتوسلت إليهم قائلة ’من فضلكم، هل يمكنكم مساعدتي؟ فأنا لا أعرف ماذا أفعل’”. في بعض الأحيان، استخدم هاردي حسابه الخاص لإرسال الرسائل؛ حتى أنه في مرحلة ما اعترف بما يقوم به لفيرنس. أبلغ بعض الضحايا الشرطة عن اسمه. لكن القضية لم تتحرك بالفعل إلا عندما بدأ كيفن أندرسون، وهو ضابط في شرطة تشيشر، التحقيق في شكوى مطاردة مختلفة ضد هاردي. عند النظر في سجلات الشرطة، اكتشف أندرسون أكثر من 100 شكوى ضد هاردي، من 62 ضحية؛ كما تبين له أنه تعرض للاعتقال 10 مرات. بدأ الضابط التواصل مع نساء من مناطق أخرى اللواتي أبلغن عن هاردي، بمن فيهن هالام وهامبلي وكثيرات غيرهما. تقول هالام: “خلال المحادثة معه، لم يكتف فقط بالإجراءات الروتينية وطرح الأسئلة الإجرائية ونصحي بتركيب أضواء كاشفة في منزلي… بل أظهر اهتماماً حقيقياً، يمكنك معرفة ذلك من خلال سلوكه بالكامل… انتابني إحساس بالراحة لأن هناك شخصاً ما يتخذ إجراء ما أخيراً”. في النهاية، اعترف هاردي بذنبه في خمس تهم بالمطاردة؛ وهو الوحيد الذي يعرف عدد الأشخاص الذين تأثروا بسلوكه. ادعى محامي الدفاع أن مشكلات هاردي المتعلقة بالتوحد والصحة العقلية أدت إلى عزله، مما دفعه إلى البحث عن التواصل عبر الإنترنت و”التصرف باندفاع” إذا تم “رفض” محاولات التواصل هذه. شعرت ويليامز أنه من المهم وضع هذا الادعاء في سياق الفيلم الوثائقي. تقول: “تحدثنا إلى جمعيات خيرية ومنظمات يديرها أشخاص مصابون بالتوحد وكان خوفهم الرئيس يتمحور حول افتراض أن هذا سلوك نموذجي لشخص مصاب بالتوحد، وهو أمر غير صحيح بشكل واضح… لا تظهر الغالبية العظمى من المصابين بالتوحد هذه الأنواع من السلوكيات… لكن من المهم أيضاً الحديث عن حقيقة أنه تم تشخيص ماثيو بالتوحد في وقت متأخر، مما يعني أنه تعرض لعزلة اجتماعية شديدة لما كان صغيراً. هذا هو العامل الذي جعله مهووساً جداً بوسائل التواصل الاجتماعي وملتصقاً بها بشدة. أعتقد أنه من واجب الفيلم مناقشة هذه النقطة: إنها ليست عذراً لسلوكه على الإطلاق، ولا تبرر الضرر الذي تسبب به، ولكنها نقطة مهمة يجب استكشافها”. الالتزام: الضابط كيفن أندرسون يساعد في جلب هاردي أمام العدالة (نتفليكس) تأمل كل من هالام وهامبلي أن يزيل الفيلم الوثائقي أي فكرة خاطئة مفادها أن المطاردة عبر الإنترنت جريمة أقل خطورة مما يسمى بالمطاردة “التقليدية”. تقول هالام: “نريد رفع مستوى الوعي، ونريد الضغط على منصات التواصل الاجتماعي لوقف القدرة على إنشاء عديد من الحسابات في فترة زمنية قصيرة جداً”. وتشير إلى أنها لا تزال تجد صعوبة في استيعاب الفارق بين الاستجابة التي استهانت بشكواها الأولى ووزن الحكم النهائي على هاردي. تقول: “لقد كان الفرق شاسعاً: بين عدم اهتمام أحد إطلاقاً و’نحن نأخذ هذا الأمر على محمل الجد، وهذه هي العقوبة التي نعتقد أنه يستحقها‘… أتمنى أن أخبر تلك الفتاة في بداية القصة ما سيحدث لاحقاً، لأمنحها فقط مزيداً من القوة، لأن القوة تأتي مصحوبة بالدعم، وأنا لم أشعر أنني امتلكت أي دعم في البداية. لكن في النهاية شعرت وكأن جيشاً يقف في صفي”. *وثائقي “هل يمكنني إخبارك سراً؟” متوافر للمشاهدة الآن عبر منصة “نتفليكس”. © The Independent المزيد عن: نتفليكسمطارد إلكترونيالمملكة المتحدة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post حقيقة الإشاعات الغريبة ونظريات المؤامرة المحيطة بكايت ميدلتون next post أندريه جيد يفضح في “الرحلة إلى الكونغو” الكولونيالية الأوروبية في أفريقيا You may also like مهى سلطان تكتب عن: جدلية العلاقة بين ابن... 27 ديسمبر، 2024 جون هستون أغوى هوليوود “الشعبية” بتحف الأدب النخبوي 27 ديسمبر، 2024 10 أفلام عربية وعالمية تصدّرت المشهد السينمائي في... 27 ديسمبر، 2024 فريد الأطرش في خمسين رحيله… أربع ملاحظات لإنصاف... 27 ديسمبر، 2024 مطربون ومطربات غنوا “الأسدين” والرافضون حاربهم النظام 27 ديسمبر، 2024 “عيب”.. زوجة راغب علامة تعلق على “هجوم أنصار... 26 ديسمبر، 2024 رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري… الراسخ في... 26 ديسمبر، 2024 محمد حجيري يكتب عن: جنبلاط أهدى الشرع “تاريخ... 26 ديسمبر، 2024 دراما من فوكنر تحولت بقلم كامو إلى مسرحية... 26 ديسمبر، 2024 يوسف بزي يتابع الكتابة عن العودة إلى دمشق:... 26 ديسمبر، 2024