ثقافة و فنونعربي “هي قالت” فضيحة هارفي واينستين من الصحافة إلى الشاشة by admin 2 ديسمبر، 2022 written by admin 2 ديسمبر، 2022 20 أوليفيا بيتير تحاور الصحافيتين اللتين أدى تحقيقهما في الرجل الأشد تأثيراً في “هوليوود” إلى تصفية حساب عالمية المستوى، والمخرجة التي حولت جهدهما إلى فيلم سينمائي اندبندنت عربية \ أوليفيا بيتر “كاتبة “لايف ستايل @Oliviapetter1 في منتصف فيلم “هي قالت” She Said نرى الصحافية ميغان توهي تصرخ في وجه رجل. كانت السيدة التي تعمل لصالح صحيفة “نيويورك تايمز” (تؤديها الممثلة كاري موليغان) موجودة في حانة بصحبة شريكتها في التحقيق جودي كانتور (الممثلة زوي كازان)، والمحررة ريبيكا كوربيت (الممثلة باتريشيا كلاركسون). اجتمع الثلاثي لمناقشة تحقيقهن في هارفي واينستين. تحدث المواجهة بعدما حاول الرجل المخمور التحرش بـ ميغان. تقول توهي مبتسمة “لم أفعل ذلك من قبل… لكنني كنت أنفجر غاضبة بانفعال على مر السنين، يعود ذلك إلى طفولتي عندما كنت أضرب المتنمرين في الحي لأنهم يسخرون مني ومن أصدقائي”، تتوقف للحظة قبل أن تتابع: “سيكون من السذاجة أن يعتقد الناس أننا، كصحافيين، يمكن أن ننغمس في التفشي المشين للاعتداء الجنسي ولا نشعر بالغضب. ببساطة لا أعتقد أن هذا واقعي”. في يومنا هذا، باتت قصة تقارير توهي وكانتور معروفة جيداً. سنة 2017، بدأ الثنائي التحقيق في مزاعم سلوك جنسي مسيء ضد أحد مشاهير “هوليوود”. وكانت النتيجة تحقيقاً حاز جائزة بوليتزر وحول حركة “مي تو” (أنا أيضاً) #MeToo إلى حملة واسعة الانتشار تشجع الناجيات من العنف الجنسي على الكشف عن معتديهم. أدى التحقيق كذلك إلى محاسبة المعتدين، وفي بعض الحالات، مثل واينستين، إيصالهم إلى السجن. لكن الرحلة لم تكن بسيطة، كما تشرح توهي وكانتور بالتفصيل في كتابهما الصادر عام 2018 الذي سيبنى عليه لاحقاً فيلم درامي يحمل العنوان نفسه. “هي قالت” الذي تولت إخراجه ماريا شريدر (في رصيدها مسلسل “لا أرثوذكسي” Unorthodox الحائز جائزة إيمي)، يتناول في ظاهره سقوط أحد أقوى الرجال في صناعة السينما. لكنه في الحقيقة قصة عن النساء. لا يدور فقط عن توهي وكانتور والمغامرات التي قامتا بها من أجل فضح واينستين، ولكن أيضاً عن الناجيات اللواتي تحدثتا معهن وأقنعتاهن بتوثيق ما حدث معهن. بالنسبة إلى موضوع العمل، فإنه يتبع أسلوب الأفلام الصحافية القديم مثل “سبوت لايت” Spotlight (الذي يدور حول الاعتداء الجنسي على الأطفال في الكنيسة الكاثوليكية) و”كل رجالات الرئيس” All the President’s Men (حول فضيحة ووترغيت). “هي قالت” عمل درامي ومليء بالتشنج والمخاطر الشديدة في مكان العمل (سمحت صحيفة نيويورك تايمز لصانعي الأفلام باستخدام غرفة الأخبار الفعلية) يفي بالدقة المطلوبة للتحقيقات الصحافية الاستقصائية. على كل حال، أشار بعض النقاد إلى أن الفيلم يفتقر إلى العمق العاطفي ويفشل في التعامل مع القضايا التي يدرسها حتى بسطحية. قد يرجع هذا ببساطة إلى الموضوع؛ لا يوجد إلا القليل من التفاصيل التي ترتاح الناجيات من العنف الجنسي لمشاركتها مع العالم. لكن هذا الجانب قد يكون أيضاً قراراً اتخذه صناع الفيلم عن دراية. تقول شريدر “لقد أرسينا بعض القواعد… أنا متأكدة تماماً من عدم رغبتي في أن أكون شخصاً يضيف مشهد اغتصاب آخر إلى العالم. لذلك التزمنا مصادرنا، وهي التقارير الواقعية التي قدمتها ميغان وجودي”. لقد كان هذا اختياراً جيداً – ولا يحتاج المرء فعلياً إلى رؤية الاعتداءات حتى يشعر بالصدمة التي نجمت عنها. توفر مشاهد الفلاش باك السياق المطلوب، ونسمع كيف تأثرت كل واحدة من النساء على المستوى الشخصي والمهني بعد رفضها استدراج واينستين. نُبذت الممثلة أشلي جاد (تجسد شخصيتها بنفسها في الفيلم) من “هوليوود”. استبدلت زيلدا بيركنز (الممثلة سامانثا مورتون)، المساعدة الشخصية السابقة لواينستين في المملكة المتحدة، وظيفة التعامل مع نجوم السينما بتدريب الخيول. حاولت روينا تشو (الممثلة أنجيلا يوه) التي كانت تعمل مساعدة في شركة ميراماكس، الانتحار. تمثلت القاعدة الأخرى في إبقاء حضور واينستين في الفيلم عند أدنى حد؛ نشاهده على عجالة وهو يقتحم غرفة الأخبار في صحيفة “نيويورك تايمز” – ونرى ظهره فقط. توضح شريدر “يركز عالم الترفيه دائماً على المعتدين، والأسباب التي جعلتهم كذلك… نحن أردنا التركيز على الناجيات وإسماع أصواتهن”. أطاحت التقارير الاستقصائية لصحافيي “نيويورك تايمز” ميغان توهي وجودي كانتور بهارفي وينشتاين (يونيفرسال) اهتم الفيلم أيضاً بالطريقة التي يصور بها بوهي وكانتور. في حين كانت بعض المشاهد مختلقة بالكامل – مثل مشهد الحانة – صور بعضها الآخر بأقصى قدر من الواقعية. تقول شريدر “ألقت جودي وميغان نظرة على جميع المشاهد وتأكدتا من دقة الصياغة”، مضيفة أنهما سمحتا لمصمم مواقع التصوير بزيارة منزل كل منهما حتى يتمكن من نقل صورة المكان والطريقة التي تعيشان بها خارج غرفة الأخبار إلى الشاشة بشكل صحيح. كانت العملية “مدهشة” بالنسبة إلى كانتور، التي نراها توازن بين التحقيق وحياتها الأسرية – في أحد المشاهد، كانت مع ابنتها الصغيرة عندما تلقت مكالمة هاتفية من الممثلة روز ماكغوان، فتأخذ قلم تلوين بعجالة وتكتب كلمة المرور الخاصة بحسابها على “نتفليكس” وتعطيها لصغيرتها حتى تتمكن هي من التحدث بحرية. لكن بالنسبة إلى توهي، تعمق الفيلم في شخصيتها أكثر، حيث تفحص صراعها مع اكتئاب ما بعد الولادة عقب إنجاب ابنتها. تقول “لم أتحدث عن الموضوع من قبل، لذلك عندما كنا نتحدث إلى صانعي الفيلم حول إمكانية تناوله في الفيلم، علي الاعتراف بأنه جعلني أشعر بالضعف قليلاً”. بقدر ما قد يبدو الأمر مخيفاً، كان إدخال حياتهما الشخصية في هذا المزيج عنصراً مهماً بالنسبة لتطور الأحداث في الفيلم. تقول توهي، “اتفقت أنا وجودي على أنه من المهم للأمهات العاملات أن يرين صورة واقعية لهن. وبالنسبة إلينا، أعتقد أن حقيقة قيامنا بصنع هذه القصة بينما نحاول التوفيق بين رعاية أطفالنا الصغار وما يرافق ذلك من مسؤوليات… كان تحدياً من ناحية، ومحفزاً حقيقياً من ناحية أخرى”. كان واينستين أول قضية تتولى توهي التحقيق فيها بعد عودتها من إجازة الأمومة. تقول: “كان هناك شيء خاص في الطريقة التي فتحت بها كاري موليغان باب غرفة الأخبار في أول يوم عمل لها، ويمكنك أن تلمس نوعاً ما أنها تستعيد إحساسها بذاتها، وكيف يساعدها العمل على ذلك حقاً. هذا أمر واقعي جداً بالنسبة إلى كثير من النساء”. قامت كلتا الصحافيتين بتكوين روابط وثيقة مع الممثلتين اللتين تلعبان دوريهما. تقول كانتور، “كانت التجربة مزيجاً من قضاء بعض الوقت فعلياً معهما والتعرف عليهما، لكن في المقابل عدم محاولة السيطرة عليهما، والسماح لهما بالقول ’هذا ليس فيلماً وثائقياً، إنه عمل فني، أنتما تصنعان شخصيات سينمائية، تصرفا كما تشاءان‘… نشعر بأننا محظوظتان لأننا قضينا بعض الوقت الحقيقي معهما، في حين أن الأمر بالنسبة إليهما كان يتعلق بالبحث أكثر كما تعلمين، كان بالنسبة إلينا، متعلقاً بالثقة وفهم العملية”. مستحيل التحدث عن “هي قالت” من دون الاعتراف أيضاً بالحالة المتزعزعة لحركة “مي تو” (أنا أيضاً) #MeToo اليوم. في مقال لصحيفة “نيويورك تايمز” لمناسبة مرور خمس سنوات على نشر تحقيقهما، سجلت توهي وكانتور صعود وهبوط الحركة. هناك تفاؤل بفضل تمرير قوانين لحماية النساء في مكان العمل في 22 ولاية أميركية، وإصلاح القوانين في العالم لتسهل على الناجيات الإبلاغ عن العنف الجنسي، وتسليط الضوء على مزيد من الادعاءات ضد المعتدين جنسياً. لكن التشاؤم ما زال قائماً أيضاً. في أبريل (نيسان)، تم تداول منشورات تنعي حركة “مي تو” (أنا أيضاً) #MeToo عبر الإنترنت بعدما خسرت آمبر هيرد قضية التشهير التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة ضد جوني ديب. إضافة إلى ذلك، وبعد حوالى خمس سنوات من اعترافه بسوء السلوك الجنسي، فاز لويس سي كيه بجائزة غرامي. ومع تصاعد ادعاءات سوء السلوك الجنسي ضد لاعب اتحاد كرة القدم الأميركي ديشون واتسون الصيف الماضي، وقع عقداً بقيمة 230 مليون دولار. حتى واينستين، المسجون حالياً في نيويورك ويواجه محاكمة أخرى في لوس أنجليس، ربما لن تؤدي المزاعم ضده إلى توجيه تهم جنائية إليه أبداً – مع أن أكثر من 90 امرأة اتهمته بسوء السلوك الجنسي. تقول كانتور عن حالة الحركة، “لقد تغير كل شيء ولم يتغير أي شيء… لكن حدثت تطورات حقيقية في السنوات الخمس الماضية. يتعلق السؤال الأصعب بالنساء ذوات الدخل المنخفض. لنتخيل امرأة تعمل في مطعم للبرغر ويقوم رئيسها في العمل بلمسها بطريقة غير لائقة. هل وضعها حالياً أفضل حقاً مما كان عليه قبل خمس سنوات؟ لست واثقة من أننا نستطيع القول إن الإجابة هي نعم”. على كل، لا ينبغي أن نصاب بالإحباط. تقر كانتور بأن التغيير الاجتماعي يستغرق وقتاً. وسيكون من الصعب قياس بعض التقدم على مستوى عالمي. تقول توهي: “على رغم أن حملة ’مي تو‘ تمر بهذه التقلبات والمنعطفات، فقد شهدنا بروز أسئلة حول أماكن العمل الآمنة ومحاسبة الرؤساء السيئين أكثر من أي وقت مضى… أنا وجودي نشعر أن مشاركتنا في هذا هي مكافأة العمر”. أحد الانتقادات الموجهة لـ”هي قالت” هو أنه بتحويل كتابهما إلى فيلم “هوليوودي”، تقوم توهي وكانتور بإمداد الصناعة نفسها التي كشفتا عن سمومها. وأشار البعض أيضاً إلى أن الفيلم من إنتاج شركة “بي بلان” Plan B، وهي شركة منتجة أسسها براد بيت، الذي يعمل كمنتج تنفيذي في المشروع ويواجه حالياً مزاعم سلوك مسيء من زوجته السابقة أنجلينا جولي. نفى ممثلو بيت هذه المزاعم ووصفوها بأنها “غير صحيحة على الإطلاق”. ومع ذلك، يعتقد أن مشاركته في “هي قالت” كانت بالحد الأدنى. تقول شريدر، “لم يكن حاضراً أثناء التصوير”، موضحة أن شريكي بيت، ديدي غاردينر وجيريمي كلينر، كانا “عملياً المنتجين” اللذين عملت معهما، مضيفةً “لقد رافقا هذا المشروع من البداية إلى النهاية… أنا شخصياً لم أقابل براد بيت أبداً”. لكن لدى كانتور وجهة نظر مختلفة تجاه الانتقادات المتعلقة بتحويل تحقيقهما إلى عمل سينمائي. تقول شارحة، “أعتقد أن هذه نقطة قوة في المشروع… لأنها تعيد قصة واينستين إلى مجال عمله”. على كل، قد يكون العامل الأهم هو ما يقدمه الفيلم للناجيات. وتشير “قام واينستين بطرد هؤلاء النساء بطريقة مخزية، وفي بعض الحالات، كان عليهن حتى التوقيع على اتفاقيات تسوية تقول إنهن لن يتحدثن إلى أي شخص عن التجارب التي عشنها. سلبت “هوليوود” أصواتهن. سيعيد هذا لورا مادن وزيلدا بيركنز وروينا تشو إلى صناعة السينما، لكن باحترام وكرامة وذوق. يشعرنا هذا جداً بالرضا”. بدأ عرض فيلم “هي قالت” في دور السينما في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) © The Independent المزيد عن:هارفي واينستين\أفلام أميركية\نيويورك تايم\زحركة #_مي تو\التحرش الجنسي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “كليلة ودمنة”: نص عربي مرر الفكر السياسي الهندي إلى العالم next post 8 أيام انتظار في قسم الطوارئ: داخل أزمة الرعاية النفسية والعقلية في بريطانيا You may also like نظرية فوكوياما عن “نهاية التاريخ” تسقط في غزة 29 نوفمبر، 2024 لماذا لا يعرف محبو فان غوخ سوى القليل... 29 نوفمبر، 2024 جائزة الكتاب النمساوي لرواية جريمة وديوان شعر ذاتي 29 نوفمبر، 2024 طفولة وبساطة مدهشة في لوحات العراقي وضاح مهدي 29 نوفمبر، 2024 استعادة كتاب “أطياف ماركس” بعد 20 عاما على... 28 نوفمبر، 2024 تحديات المخرج فرنسوا تروفو بعد 40 عاما على... 28 نوفمبر، 2024 21 قصيدة تعمد نيرودا نسيانها فشغلت الناس بعد... 28 نوفمبر، 2024 الرواية التاريخية النسوية كما تمثلت لدى ثلاث كاتبات... 28 نوفمبر، 2024 بودلير وهيغو… لماذا لا يطيق الشعراء الكبار بعضهم... 27 نوفمبر، 2024 شوقي بزيع يكتب عن: شعراء «الخيام» يقاتلون بالقصائد... 27 نوفمبر، 2024
في منتصف فيلم “هي قالت” She Said نرى الصحافية ميغان توهي تصرخ في وجه رجل. كانت السيدة التي تعمل لصالح صحيفة “نيويورك تايمز” (تؤديها الممثلة كاري موليغان) موجودة في حانة بصحبة شريكتها في التحقيق جودي كانتور (الممثلة زوي كازان)، والمحررة ريبيكا كوربيت (الممثلة باتريشيا كلاركسون). اجتمع الثلاثي لمناقشة تحقيقهن في هارفي واينستين. تحدث المواجهة بعدما حاول الرجل المخمور التحرش بـ ميغان. تقول توهي مبتسمة “لم أفعل ذلك من قبل… لكنني كنت أنفجر غاضبة بانفعال على مر السنين، يعود ذلك إلى طفولتي عندما كنت أضرب المتنمرين في الحي لأنهم يسخرون مني ومن أصدقائي”، تتوقف للحظة قبل أن تتابع: “سيكون من السذاجة أن يعتقد الناس أننا، كصحافيين، يمكن أن ننغمس في التفشي المشين للاعتداء الجنسي ولا نشعر بالغضب. ببساطة لا أعتقد أن هذا واقعي”. في يومنا هذا، باتت قصة تقارير توهي وكانتور معروفة جيداً. سنة 2017، بدأ الثنائي التحقيق في مزاعم سلوك جنسي مسيء ضد أحد مشاهير “هوليوود”. وكانت النتيجة تحقيقاً حاز جائزة بوليتزر وحول حركة “مي تو” (أنا أيضاً) #MeToo إلى حملة واسعة الانتشار تشجع الناجيات من العنف الجنسي على الكشف عن معتديهم. أدى التحقيق كذلك إلى محاسبة المعتدين، وفي بعض الحالات، مثل واينستين، إيصالهم إلى السجن. لكن الرحلة لم تكن بسيطة، كما تشرح توهي وكانتور بالتفصيل في كتابهما الصادر عام 2018 الذي سيبنى عليه لاحقاً فيلم درامي يحمل العنوان نفسه. “هي قالت” الذي تولت إخراجه ماريا شريدر (في رصيدها مسلسل “لا أرثوذكسي” Unorthodox الحائز جائزة إيمي)، يتناول في ظاهره سقوط أحد أقوى الرجال في صناعة السينما. لكنه في الحقيقة قصة عن النساء. لا يدور فقط عن توهي وكانتور والمغامرات التي قامتا بها من أجل فضح واينستين، ولكن أيضاً عن الناجيات اللواتي تحدثتا معهن وأقنعتاهن بتوثيق ما حدث معهن. بالنسبة إلى موضوع العمل، فإنه يتبع أسلوب الأفلام الصحافية القديم مثل “سبوت لايت” Spotlight (الذي يدور حول الاعتداء الجنسي على الأطفال في الكنيسة الكاثوليكية) و”كل رجالات الرئيس” All the President’s Men (حول فضيحة ووترغيت). “هي قالت” عمل درامي ومليء بالتشنج والمخاطر الشديدة في مكان العمل (سمحت صحيفة نيويورك تايمز لصانعي الأفلام باستخدام غرفة الأخبار الفعلية) يفي بالدقة المطلوبة للتحقيقات الصحافية الاستقصائية. على كل حال، أشار بعض النقاد إلى أن الفيلم يفتقر إلى العمق العاطفي ويفشل في التعامل مع القضايا التي يدرسها حتى بسطحية. قد يرجع هذا ببساطة إلى الموضوع؛ لا يوجد إلا القليل من التفاصيل التي ترتاح الناجيات من العنف الجنسي لمشاركتها مع العالم. لكن هذا الجانب قد يكون أيضاً قراراً اتخذه صناع الفيلم عن دراية. تقول شريدر “لقد أرسينا بعض القواعد… أنا متأكدة تماماً من عدم رغبتي في أن أكون شخصاً يضيف مشهد اغتصاب آخر إلى العالم. لذلك التزمنا مصادرنا، وهي التقارير الواقعية التي قدمتها ميغان وجودي”. لقد كان هذا اختياراً جيداً – ولا يحتاج المرء فعلياً إلى رؤية الاعتداءات حتى يشعر بالصدمة التي نجمت عنها. توفر مشاهد الفلاش باك السياق المطلوب، ونسمع كيف تأثرت كل واحدة من النساء على المستوى الشخصي والمهني بعد رفضها استدراج واينستين. نُبذت الممثلة أشلي جاد (تجسد شخصيتها بنفسها في الفيلم) من “هوليوود”. استبدلت زيلدا بيركنز (الممثلة سامانثا مورتون)، المساعدة الشخصية السابقة لواينستين في المملكة المتحدة، وظيفة التعامل مع نجوم السينما بتدريب الخيول. حاولت روينا تشو (الممثلة أنجيلا يوه) التي كانت تعمل مساعدة في شركة ميراماكس، الانتحار. تمثلت القاعدة الأخرى في إبقاء حضور واينستين في الفيلم عند أدنى حد؛ نشاهده على عجالة وهو يقتحم غرفة الأخبار في صحيفة “نيويورك تايمز” – ونرى ظهره فقط. توضح شريدر “يركز عالم الترفيه دائماً على المعتدين، والأسباب التي جعلتهم كذلك… نحن أردنا التركيز على الناجيات وإسماع أصواتهن”. أطاحت التقارير الاستقصائية لصحافيي “نيويورك تايمز” ميغان توهي وجودي كانتور بهارفي وينشتاين (يونيفرسال) اهتم الفيلم أيضاً بالطريقة التي يصور بها بوهي وكانتور. في حين كانت بعض المشاهد مختلقة بالكامل – مثل مشهد الحانة – صور بعضها الآخر بأقصى قدر من الواقعية. تقول شريدر “ألقت جودي وميغان نظرة على جميع المشاهد وتأكدتا من دقة الصياغة”، مضيفة أنهما سمحتا لمصمم مواقع التصوير بزيارة منزل كل منهما حتى يتمكن من نقل صورة المكان والطريقة التي تعيشان بها خارج غرفة الأخبار إلى الشاشة بشكل صحيح. كانت العملية “مدهشة” بالنسبة إلى كانتور، التي نراها توازن بين التحقيق وحياتها الأسرية – في أحد المشاهد، كانت مع ابنتها الصغيرة عندما تلقت مكالمة هاتفية من الممثلة روز ماكغوان، فتأخذ قلم تلوين بعجالة وتكتب كلمة المرور الخاصة بحسابها على “نتفليكس” وتعطيها لصغيرتها حتى تتمكن هي من التحدث بحرية. لكن بالنسبة إلى توهي، تعمق الفيلم في شخصيتها أكثر، حيث تفحص صراعها مع اكتئاب ما بعد الولادة عقب إنجاب ابنتها. تقول “لم أتحدث عن الموضوع من قبل، لذلك عندما كنا نتحدث إلى صانعي الفيلم حول إمكانية تناوله في الفيلم، علي الاعتراف بأنه جعلني أشعر بالضعف قليلاً”. بقدر ما قد يبدو الأمر مخيفاً، كان إدخال حياتهما الشخصية في هذا المزيج عنصراً مهماً بالنسبة لتطور الأحداث في الفيلم. تقول توهي، “اتفقت أنا وجودي على أنه من المهم للأمهات العاملات أن يرين صورة واقعية لهن. وبالنسبة إلينا، أعتقد أن حقيقة قيامنا بصنع هذه القصة بينما نحاول التوفيق بين رعاية أطفالنا الصغار وما يرافق ذلك من مسؤوليات… كان تحدياً من ناحية، ومحفزاً حقيقياً من ناحية أخرى”. كان واينستين أول قضية تتولى توهي التحقيق فيها بعد عودتها من إجازة الأمومة. تقول: “كان هناك شيء خاص في الطريقة التي فتحت بها كاري موليغان باب غرفة الأخبار في أول يوم عمل لها، ويمكنك أن تلمس نوعاً ما أنها تستعيد إحساسها بذاتها، وكيف يساعدها العمل على ذلك حقاً. هذا أمر واقعي جداً بالنسبة إلى كثير من النساء”. قامت كلتا الصحافيتين بتكوين روابط وثيقة مع الممثلتين اللتين تلعبان دوريهما. تقول كانتور، “كانت التجربة مزيجاً من قضاء بعض الوقت فعلياً معهما والتعرف عليهما، لكن في المقابل عدم محاولة السيطرة عليهما، والسماح لهما بالقول ’هذا ليس فيلماً وثائقياً، إنه عمل فني، أنتما تصنعان شخصيات سينمائية، تصرفا كما تشاءان‘… نشعر بأننا محظوظتان لأننا قضينا بعض الوقت الحقيقي معهما، في حين أن الأمر بالنسبة إليهما كان يتعلق بالبحث أكثر كما تعلمين، كان بالنسبة إلينا، متعلقاً بالثقة وفهم العملية”. مستحيل التحدث عن “هي قالت” من دون الاعتراف أيضاً بالحالة المتزعزعة لحركة “مي تو” (أنا أيضاً) #MeToo اليوم. في مقال لصحيفة “نيويورك تايمز” لمناسبة مرور خمس سنوات على نشر تحقيقهما، سجلت توهي وكانتور صعود وهبوط الحركة. هناك تفاؤل بفضل تمرير قوانين لحماية النساء في مكان العمل في 22 ولاية أميركية، وإصلاح القوانين في العالم لتسهل على الناجيات الإبلاغ عن العنف الجنسي، وتسليط الضوء على مزيد من الادعاءات ضد المعتدين جنسياً. لكن التشاؤم ما زال قائماً أيضاً. في أبريل (نيسان)، تم تداول منشورات تنعي حركة “مي تو” (أنا أيضاً) #MeToo عبر الإنترنت بعدما خسرت آمبر هيرد قضية التشهير التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة ضد جوني ديب. إضافة إلى ذلك، وبعد حوالى خمس سنوات من اعترافه بسوء السلوك الجنسي، فاز لويس سي كيه بجائزة غرامي. ومع تصاعد ادعاءات سوء السلوك الجنسي ضد لاعب اتحاد كرة القدم الأميركي ديشون واتسون الصيف الماضي، وقع عقداً بقيمة 230 مليون دولار. حتى واينستين، المسجون حالياً في نيويورك ويواجه محاكمة أخرى في لوس أنجليس، ربما لن تؤدي المزاعم ضده إلى توجيه تهم جنائية إليه أبداً – مع أن أكثر من 90 امرأة اتهمته بسوء السلوك الجنسي. تقول كانتور عن حالة الحركة، “لقد تغير كل شيء ولم يتغير أي شيء… لكن حدثت تطورات حقيقية في السنوات الخمس الماضية. يتعلق السؤال الأصعب بالنساء ذوات الدخل المنخفض. لنتخيل امرأة تعمل في مطعم للبرغر ويقوم رئيسها في العمل بلمسها بطريقة غير لائقة. هل وضعها حالياً أفضل حقاً مما كان عليه قبل خمس سنوات؟ لست واثقة من أننا نستطيع القول إن الإجابة هي نعم”. على كل، لا ينبغي أن نصاب بالإحباط. تقر كانتور بأن التغيير الاجتماعي يستغرق وقتاً. وسيكون من الصعب قياس بعض التقدم على مستوى عالمي. تقول توهي: “على رغم أن حملة ’مي تو‘ تمر بهذه التقلبات والمنعطفات، فقد شهدنا بروز أسئلة حول أماكن العمل الآمنة ومحاسبة الرؤساء السيئين أكثر من أي وقت مضى… أنا وجودي نشعر أن مشاركتنا في هذا هي مكافأة العمر”. أحد الانتقادات الموجهة لـ”هي قالت” هو أنه بتحويل كتابهما إلى فيلم “هوليوودي”، تقوم توهي وكانتور بإمداد الصناعة نفسها التي كشفتا عن سمومها. وأشار البعض أيضاً إلى أن الفيلم من إنتاج شركة “بي بلان” Plan B، وهي شركة منتجة أسسها براد بيت، الذي يعمل كمنتج تنفيذي في المشروع ويواجه حالياً مزاعم سلوك مسيء من زوجته السابقة أنجلينا جولي. نفى ممثلو بيت هذه المزاعم ووصفوها بأنها “غير صحيحة على الإطلاق”. ومع ذلك، يعتقد أن مشاركته في “هي قالت” كانت بالحد الأدنى. تقول شريدر، “لم يكن حاضراً أثناء التصوير”، موضحة أن شريكي بيت، ديدي غاردينر وجيريمي كلينر، كانا “عملياً المنتجين” اللذين عملت معهما، مضيفةً “لقد رافقا هذا المشروع من البداية إلى النهاية… أنا شخصياً لم أقابل براد بيت أبداً”. لكن لدى كانتور وجهة نظر مختلفة تجاه الانتقادات المتعلقة بتحويل تحقيقهما إلى عمل سينمائي. تقول شارحة، “أعتقد أن هذه نقطة قوة في المشروع… لأنها تعيد قصة واينستين إلى مجال عمله”. على كل، قد يكون العامل الأهم هو ما يقدمه الفيلم للناجيات. وتشير “قام واينستين بطرد هؤلاء النساء بطريقة مخزية، وفي بعض الحالات، كان عليهن حتى التوقيع على اتفاقيات تسوية تقول إنهن لن يتحدثن إلى أي شخص عن التجارب التي عشنها. سلبت “هوليوود” أصواتهن. سيعيد هذا لورا مادن وزيلدا بيركنز وروينا تشو إلى صناعة السينما، لكن باحترام وكرامة وذوق. يشعرنا هذا جداً بالرضا”. بدأ عرض فيلم “هي قالت” في دور السينما في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) © The Independent المزيد عن:هارفي واينستين\أفلام أميركية\نيويورك تايم\زحركة #_مي تو\التحرش الجنسي