الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Home » هل يتحول لبنان إلى منصة لتصدير الدواء الإيراني؟

هل يتحول لبنان إلى منصة لتصدير الدواء الإيراني؟

by admin

وزير الصحة يؤكد أن الاستيراد الطارئ وفتح المجال لدخول أنواع جديدة من الأدوية سيكون بالالتزام بالضوابط الفنية ومعايير الجودة المعتمدة

اندبندنت عربية \ طوني بولس @TonyBoulos

يقدر المؤشر العالمي حول الأدوية والرعاية الصحية سوق الدواء في لبنان بنحو 1.4 مليار دولار سنوياً، مع تسجيل ارتفاع إلى نحو 2.21 مليار دولار في عام 2021، الأمر الذي برأي بعض المصادر الطبية فتح شهية بعد الدول المجاورة وأبرزها إيران للدخول إلى السوق اللبنانية من بوابة التأثير السياسي ورفع الدعم عن الدواء المستورد نتيجة الأزمة الاقتصادية، ما يتيح منافسة مريحة في فارق الأسعار بين الدواء الغربي والدواء الإيراني، في وقت تبحث طهران عن أسواق واعدة لمنتجاتها لمواجهة الحصار الأميركي والعالمي المفروض عليها.

وأسهمت الانهيارات المتتالية للقطاعات اللبنانية ومن ضمنها القطاع الصحي، فتح المجال لبعض الجهات استغلال الفوضى الحاصلة في القطاع، وفقدان عديد من الأدوية الرئيسة من الأسواق اللبنانية، واستدراج شركات من دول إقليمية لتغطية الفراغ في هذا القطاع.

ونتيجة لأزمة الدواء الحادة أعلن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن عن خطة تمكّن الدولة من استيراد الأدوية من خارج البلاد، وإعطاء تصاريح لشركات خارجية لتصنيع الدواء محلياً، تحت إطار الترخيص الطارئ لاستيراد وتصنيع الدواء، الذي اعتمد سابقاً في مواجهة فيروس كورونا.

استيراد طارئ

وفي السياق قال حسن، إن الهدف من فتح باب الاستيراد الطارئ والتسجيل السريع لأنواع الأدوية المفقودة في السوق المحلي بموجب موافقة مسبقة من وزارة الصحة العامة، هو لمواجهة النقص الحاد الذي تعانيه السوق اللبنانية، محملاً تجار الأدوية مسؤولية استغلال الأزمة لتحقيق أرباح غير مشروعة.

وأوضح أن الاستيراد الطارئ وفتح المجال لدخول أنواع جديدة من الأدوية سيكون بالالتزام بالضوابط الفنية ومعايير الجودة المعتمدة، على أن يستكمل المستورد الوثائق المطلوبة خلال ثلاثة أشهر من تاريخ الاستيراد. مؤكداً أن هذا الإجراء الاستثنائي يهدف إلى مواجهة وتخطي التحدي الناجم من فقدان بعض الأدوية، مشدداً على أن دوائر وزارة الصحة العامة ستكون جاهزة لاستقبال طلبات الاستيراد، وأن آلية التسعير ستضمن جودة الدواء وفعاليته بسعر تنافسي، نافياً أن تكون الآلية محصورة فقط باستيراد الدواء الإيراني.

وأوضح حسن أن “طريقة التعاطي في موضوع الدواء وما يتعلق بصحة المواطن، يجب أن تكون شفافة بعيدة من التجاذب، والهجمة التي نتعرض لها ليست بريئة والسبب أن صحة المواطن ليست وجهة نظر، بل هي واجب تقدمه الدولة والحكومة بمؤسساتها المالية”.

وقال مصدر في وزارة الصحة (رفض الكشف عن اسمه) إن التراخيص الطارئة الممنوحة للاستيراد كانت جاهزة واستحوذت على معظمها الشركات الإيرانية، مشيراً إلى أن تراخيص بعض الأدوية محلياً منح إلى شركات إيرانية من خلال شركائهم اللبنانيين، بهدف تغيير بلد المنشأ وتصديرها إلى الخارج على أنها صناعة لبنانية.

وأشار إلى أنه لا يوجد تجارب ودراسات جدية تثبت أن الدواء الإيراني صالح للاستهلاك البشري، موضحاً أن الأدوية تخضع لتجارب مخبرية دقيقة قبل تعميمها، في حين أن الأدوية الإيرانية كان لها سجل أسود أثناء تجربتها في بعض المحافظات العراقية، حيث سجلت تأثيرات خطيرة على بعض المرضى، إضافة إلى أن تلك الأدوية لم تحصل على موافقة منظمة الصحة العالمية.

حقل تجارب

من جانبه يشير وزير الصحة السابق غسان حاصباني، إلى أن القضية أبعد من تصدير الدواء الإيراني إلى لبنان، حيث “هناك سعي خبيث لتحويل البلاد إلى حقل تجارب سريرية على المرضى اللبنانيين، لتتمكن الشركات الإيرانية من استكمال دراساتها وملفاتها المطلوبة، بالتالي تمكنها من تسجيل أدويتها رسمياً وبيعها في البلدان الأخرى”، موضحاً أن “لبنان ليس أمام غزو للأدوية الإيرانية فحسب، بل هناك نوع من استخدام للواقع اللبناني، وللمعاملة الخاصة لهذه الأدوية، لكي يتم تحويل لبنان لحقل تجارب يُساعدها على تسجيل أدويتها لاحقاً في دول أخرى”، مشدداً على خطورة هذا الأمر على صحة المريض والقطاع الصحي بغياب الضوابط حول نوعية هذه الأدوية.

ويكشف حاصباني عن “مؤامرة دبرت بشكل ممنهج من قبل وزارة الصحة التي تركت فوضى استيراد الدواء قائمة”، ولم تسلم المصرف المركزي لائحة بالأدوية الأساسية لحصر الدعم فيها، واعتماد سياسة ترشيد الدعم منذ أكثر من سنتين بهدف استنزاف الأموال المخصصة لقطاع، إضافة إلى ترك مجال التهريب مفتوحاً ما أدى إلى خسارة ما يقارب المليار دولار.

وأوضح أن “التمهيد لانهيار الدعم كلياً كان فرصة مؤاتيه لفتح المجال أمام الاستيراد الاستثنائي للأدوية الذي يخضع لاستنسابية وزير الصحة، على الرغم من تشكيل الأخير لجنة مختصة لهذا الموضوع، لأن رأي اللجنة بالنتيجة هو استشاري فقط، بينما القرار في نهاية المطاف هو لوزير الصحة”، بالتالي الاستنسابية من قبل الوزير الذي ينتمي إلى “حزب الله”، “يفتح المجال أمام إدخال أدوية لجهات وشركات معيّنة تنتمي إلى الخلفية السياسية نفسها، مقابل عدم إدخالها لشركات وجهات أخرى”.

تفكيك القطاع الصحي

وأضاف أن “هدف تمسك حزب الله بوازرة الصحة في الحكومات المتعاقبة لا يتوقف عند مشروع الأدوية الإيرانية، إنما ينسحب نحو التفكيك الممنهج لكل الأسس، التي اعتُمدت للشفافية ولضبط الإنفاق والإدارة في وزارة الصحة، خصوصاً في ما يتعلق بالمراقبة المستقلة على المستشفيات وما يتعلق بآليات تسعير الأدوية، وإنصاف الصيادلة وضبط الأسعار المرتفعة للأدوية”، مؤكداً أن كل تلك الآليات التي وضعت خلال توليه للوزارة قد ألغيت من قبل وزراء الحزب”.

وبرأي حاصباني فإن “حزب الله اعتمد سياسة التفكيك الممنهج للحوكمة السليمة التي تم إنشاؤها في الوزارة سابقاً، حيث تمت إزاحة العقود مع شركات التدقيق المستقلة على فواتير المستشفيات، بالتالي فتح المجال للاستنسابية بتوقيع الفواتير ورفع السقوف المالية لمستشفيات مقربة من الحزب. إضافة إلى تجميد العمل بتمويل البنك الدولي لتطوير المستشفيات الحكومية ومراكز الرعاية الصحية الأولية. وإزاحة آلية تسعير الدواء وترشيد دعمه، وهو ما أدى إلى تفكيك ممنهج، وصولاً إلى تفكيك ملف الدعم”.

تخريب النظام الصحي

من ناحيته يشير المدير الطبي في مركز الجامعة اللبنانية الأميركية الطبي الدكتور جورج غانم، إلى أن مشروع إدخال الأدوية الإيرانية إلى لبنان، انطلق منذ ما يقارب العامين، بطريقة ممنهجة من خلال تخطي القوانين التي تتحكم بإدخال أي دواء إلى لبنان. مؤكداً أنه تم تخطي جميع الهيئات الفنية التي يفترض أن تكشف عن الأدوية كافة قبل دخولها إلى لبنان، وتم إدخال أدوية تُعنى بالأمراض المستعصية مثل الأمراض السرطانية والدم، والروماتيزم، مشدداً على أن فتح الأبواب للأدوية الإيرانية كان مُخطط له منذ وقت طويل.

وأشار إلى “وجود خطة ممنهجة لتخريب النظام الصحي في لبنان، وضرب القوانين كافة، بهدف تحقيق المصالح الضيقة لفريق معين من اللبنانيين، يمكنّهم من السيطرة على القطاع الصحي في سياق استهداف القطاعات الناجحة في البلاد”، موضحاً أن “المشروع الإيراني سواء من ناحية الدواء أو السياسي، هو تخريبي بهدف السيطرة على لبنان وتحقيق الأرباح لمساعدة جماعتهم في لبنان”، مشدداً على أن الدواء الإيراني ليس البديل المناسب، ولا يشكل مشروعاً صحياً ناجحاً للبنان.

مشروع إيراني

وكشف أن السياسة المعتمدة تفتح المجال أمام استغلال وزارة الصحة لتمرير أدوية عبر “الخط العسكري للمشروع الإيراني”، مشيراً إلى أن التهريب لا يحصل فقط عبر الحدود، إنما داخل الإدارات الرسمية وعبر الحكومة اللبنانية ووزارة الصحة لتمرير أدوية إيرانية وغيرها.

ورأى غانم أن “سياسة فتح السوق اللبنانية أمام الأدوية الإيرانية ستنسحب أيضاً على استيراد المستلزمات الطبية غير الصحية، بحيث يتم تعمد خلق فراغات متتالية لتعبئتها لاحقاً بمواد وأدوية ومستلزمات ومعدات مشكوك بجودتها، عبر استيرادها من بلدان فاقدة للمرجعيات الدولية الشرعية”.

ويلفت إلى أن هذا المشروع يؤكد وجود إصرار لضرب القطاع الصحي والعاملين فيه، من مستوردين أدوية ومستلزمات، مؤكداً أن “هذه الجماعات تسعى اليوم لتغيير النظام الاقتصادي للبنان من طريق خط الأدوية الإيرانية، لقلب الطاولة على المواطنين العاملين في هذا القطاع، وإدخال زمرة جديدة من الناس تابعة لهذا الخط”.

ويعتبر غانم أن السبيل الأمثل لتنظيم قطاع الدواء في لبنان وخفض أسعاره على المواطنين، هو تشجيع الصناعة الوطنية التي تمثل حالياً بين 7 إلى 10 في المئة من الصناعة المحلية، حيث يمكن رفعها إلى 80 في المئة، الامر الذي يخفض كلفة الاستيراد وفتح فرص عمل جديدة.

المزيد عن: لبنان\الأزمة اللبنانية\الأدوية الإيرانية\وزارة الصحة اللبنانية\حمد حسن\حزب الله

 

 

You may also like

14 comments

black lives matter essay 12 نوفمبر، 2021 - 8:33 م

I like this site – its so usefull and helpfull. http://multiessay.com/

Reply
sex games\\ 18 نوفمبر، 2021 - 2:18 ص

Great looking internet site. Presume you did a great deal of your very own html coding. https://winsexgames.com/

Reply
keto bagels 19 نوفمبر، 2021 - 4:44 ص

I appreciate perusing your site. Thank you! https://ketogendiets.com/

Reply
sex games for children 19 نوفمبر، 2021 - 8:52 ص

I enjoy this website – its so usefull and helpfull. https://sexygamess.com/

Reply
keto graham crackers 20 نوفمبر، 2021 - 3:15 ص

You’ve got one of the best online websites. https://ketogendiet.net/

Reply
free sex games for pc 20 نوفمبر، 2021 - 9:07 ص

I like looking at your site. Regards! https://sex4games.com/

Reply
simple keto diet 21 نوفمبر، 2021 - 2:38 ص

Merely want to emphasize I’m just thrilled I happened
upon your web site! https://ketogenicdiets.net/

Reply
simple keto diet 21 نوفمبر، 2021 - 2:39 ص

Merely want to emphasize I’m just thrilled I happened upon your
web site! https://ketogenicdiets.net/

Reply
dirty keto diet 21 نوفمبر، 2021 - 5:16 م

Thank you so much for sharing your amazing site. https://ketogenicdietinfo.com/

Reply
nj online casino borgata 5 يناير، 2022 - 6:53 م

You’ve gotten incredible info listed here. nj online casino borgata

Reply
dating gay bbc meet twinks 12 يناير، 2022 - 1:32 ص

gay dating web sites denver. co best gay dating sites for
southwest florida adam4adam gay dating hook up site dating gay bbc meet twinks

Reply
god is dead nietzsche essay 13 يناير، 2022 - 2:34 ص

essay editor free narrative essay current event essay 2016 god is dead nietzsche essay

Reply
free slots no downloading 22 يناير، 2022 - 4:17 ص

free slots hollywood penny slots free vegas free slots games free slots no downloading

Reply
my konami slots 2 فبراير، 2022 - 1:16 م

free poker slots free on line slots free double diamond slots my konami slots

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00