الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » هل ورث الرقميون الرحل البدو؟

هل ورث الرقميون الرحل البدو؟

by admin

 عملية البحث عن حياة أفضل تشكل جوهر التجربة الإنسانية

اندبندنت عربية \ نيرمين علي مراسلة @nermenali1

“يظهر اليوم نوع جديد من الترحال مختلف عن الحركة التي كانت سابقاً من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال ومن البلدان النامية إلى المتقدمة، فالشباب يتحركون الآن من كل مكان وفي كل مكان، وينتقلون إلى أماكن يتوقعون أنها ستسهم في تحسين حياتهم محولين العالم إلى سباق بين المدن والمناطق والشركات لاستقطابهم، وهم يفعلون ذلك لأن الحركة أصبحت مفتاح تحررهم، فبعد قرن من الاستقرار يكمن مستقبل البشرية ومفتاح نهضتها خلال القرن الـ 21 في إعادة تبني أسلوب الترحال، إذ تعزز الهجرة مجموعة صفات ستسمح لأبنائنا بالازدهار والنجاح”.

ما تقدم هو جزء من كتاب “الرحل الجدد” لفيليكس ماركوارت الذي يتحدث فيه عن كيف يمكن لثورة الترحال أن تجعل العالم مكاناً أفضل، إذ يجد ماركوارت أن عصرنا الحالي يتطلب مزيداً من الهجرة وليس العكس، وبرز إلى الواجهة خلال السنوات الأخيرة الماضية مصطلح “الرحالة الرقميون”، بعد أن دفع الوباء والركود العالمي العاملين إلى البحث عن فرص تمنحهم حرية أكبر في التنقل أثناء العمل قاصدين مناطق وبلداناً أفضل حالاً، فمن هم الرحالة الرقميون؟

العمل أثناء التنقل

يستحضر مصطلح الترحال أو الرحل في وعينا الجمعي صوراً لمجموعة من الناس المتنقلين من أماكن إقامتهم إلى أماكن أخرى طلباً للكلأ والماء، أما الترحال الرقمي فهو شكل جديد من أشكال العمل من بعد، فالرحالة الرقمي يعمل من أي مكان في العالم بدوام كامل أو جزئي أثناء سفره وتنقله من مكان إلى آخر قاصداً أماكن مختلفة بشكل منتظم، وغالباً ما يعمل من المكتبات العامة ومساحات العمل المشتركة والفنادق والمقاهي في البلدان والمناطق التي يقيم في موقتاً مستخدماً التكنولوجيا الحديثة في العمل، إذ يربط الرحالة أجهزتهم المحمولة أو اللوحية أو هواتفهم الذكية بشبكة “واي فاي” (Wi-Fi) أو باستخدام نقاط الاتصال الخاصة بهم.

ويسافر بعضهم بواسطة كارافان أو عربة سكن متنقلة، فيما يعيش بعضهم الآخر على قوارب شراعية، ويقيم آخرون في فنادق أو يستأجرون شقق أثناء السفر من بلد إلى آخر، وينتهج الرحالة الترحال كأسلوب حياة متكامل آخذين في الاعتبار مجموعة من العوامل مثل كلفة المعيشة ومتوسط الكلف الشهرية ومدى السلامة ومتوسط سرعة الإنترنت وعدد الأنشطة الممتعة وخدمات الراحة والاسترخاء وأماكن العمل المتوافرة في المنطقة.

وتتنوع الأعمال التي يمكن لهم القيام بها، فمع وجود اتصال ثابت بالإنترنت فالخيارات مفتوحة وتتوسع باستمرار، مثل التدوين والكتابة والتصميم وتطوير البرامج والتسويق وإدارة حسابات ومنصات التواصل الاجتماعي وبرمجة المواقع وغيرها.

نموذج جذاب

تطالعنا يومياً عشرات الصور لأشخاص يتابعون أعمالهم جالسين في مقاه جميلة ومساحات عمل مشتركة أو يستلقون على شواطئ خلابة، متمتعين برحلات طويلة يتعرفون من خلالها على أهم المعالم حول العالم ويحظون بفرصة الاستقاء من الثقافات المختلفة وتعلم مهارات ولغات جديدة وتكوين صداقات فريدة، وتكاد تكون هذه الصورة الأكثر إشراقاً للعمل عن بعد، فكرة أن تدمج بين السياحة والعمل في ظروف في غاية المرونة بعيداً من البيئات المكتبية وسياساتها المزعجة.

وتقود هذه الصورة بعض من يتوق إلى مزيد من الحرية العميلة إلى مقارنة حياته الروتينية المملة بهذا النمط من الحياة، لكن وإن كان العمل عن بعد “أثناء التنقل” يبدو مريحاً وجذاباً إلا أنه لا يخلو من بعض الجوانب السلبية والتفاصيل التي قد تجعله لا يتناسب مع الجميع، سواء على مستوى الحياة الاجتماعية أو الإجراءات الخاصة بالتنقل أو نمط الحياة ككل، فكيف يعيش الرحالة الرقميون حياتهم بين الهرب من الروتين ونظام العمل التقليدي من جهة، وحرية التنقل من جهة أخرى؟

حياة اللااستقرار

غالباً ما يجد الرحل الرقميون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الشعور بالوحدة، فالحنين إلى العائلة والأصدقاء والبلد الأم يزداد مع مرور الوقت، وعلى الرغم مما توافره التكنولوجيا من خيارات تجعل من السهل البقاء على اتصال بالأشخاص المقربين، إلا أن الفارق الزمني قد يجعل التواصل أقل والتجربة أكثر صعوبة، إضافة إلى أن الرحالة يفقد مع الوقت عاملي الدهشة والإبهار المرافقين للسفر.

وبسبب كثرة التنقل والإرهاق المرافق للتحرك المستمر يسيطر على الرحالة جو من التشتت وغياب الحافز، مما يمكنه أن يوثر سلباً في الإنتاجية، فنمط العمل هذا يتطلب درجة عالية من الانضباط الذاتي الذي يعد عاملاً مهماً في تنظيم حياة الرحالة الرقميين لخلق توازن بين العمل والتنقل، وبالتالي ضمان استمرارية نمط الحياة والعمل هذا على المدى الطويل.

ولأن العمل خلال التنقل تؤطره مجموعة من التصاريح والقوانين الضريبية فلكل دولة قواعد ولوائح مختلفة، مما قد يجعل من الصعب تنظيم جميع المستندات الضرورية قبل السفر، لذا يتطلب هذا النوع من العمل مراجعة الإجراءات الملزم اتباعها لضمان عدم الوقوع في التعقيدات الإدارية.

مستقبل الترحال الرقمي

وفقاً لأحدث تقرير لشركة “كوالتريكس” الأميركية المتخصصة في قياس تجربة العملاء وتحسينها، فإن 80 في المئة من الموظفين الباحثين عن وظيفة جديدة يرون أنه من المهم أن تتيح لهم وظيفتهم التالية فرصة العيش في أي مكان، وعلى الرغم من أن فئة صغيرة اختارت حتى الآن انتهاج أسلوب العمل من بعد كرحالة إلا أن العدد في ازدياد، فبفضل الجائحة والأحداث المتلاحقة يختار مزيد من الأشخاص تبني أسلوب حياة مستقل عن الموقع يسمح لهم بالسفر والعمل من بعد.

وبحسب دراسة أجراها موقع “إم بي أو بارتنرز” (MBO Partners)  عام 2021، ارتفع عدد الرحالة الرقميين في الولايات المتحدة في عام 2020 50 في المئة تقريباً ليصل إلى 11 مليوناً، ثم في عام 2021 ارتفع هذا الرقم مرة أخرى إلى 15.5 مليوناً، وتقدر بعض الدراسات أن 35.7 مليون أميركي أو 22 في المئة من القوة العاملة سيتحولون إلى العمل من بعد بحلول عام 2025.

كما تحولت شركات عدة مثل “ليفت” (Lift) و “آر بي ان بي”  (Airbnb) و “ثري ام ” (3M) إلى العمل اعتماداً على نماذج مرنة ودائمة، وطرحت شركة “سبوتيفاي” ( Spotify) فكرة أن العمل ليس مكاناً تذهب إليه بل هو شيء تفعله.

وتحاول دول أجنبية عدة جذب الرحالة الرقميين للإقامة الطويلة عبر الاهتمام بإصدار تأشيرات خاصة بهم، فعلى سبيل المثال قررت البرازيل منح كل من التأشيرات الموقتة وتصاريح الإقامة للمهاجرين الذين يعملون لدى أرباب عمل أجانب، ونتيجة لذلك يمكنهم البقاء لمدة عام وتجديد التأشيرة لسنة ثانية.

وفي الآونة الأخير أعلنت إندونيسيا أن الدولة تعمل على تطوير تأشيرة جديدة ستكون سارية لمدة خمس سنوات، أطول من أي تأشيرة رحالة رقمية أخرى متاحة حالياً، وقفز عدد الدول المانحة لتأشيرات الرحالة الرقميين حتى الآن إلى 46 دولة.

من الحكمة أن يقوم الشخص الساعي إلى اتباع أسلوب العمل هذا بالبحث الدقيق وإدارة موازنته بذكاء واختيار أماكن أقل كلفة من خلال مقارنة كلفة المعيشة في مواقع مختلفة أولاً، والانتقال إلى أماكن تقدم إجراءات أسهل ثانياً، مع درس ما تقدمه كل دولة من ميزات إضافية للرحالة تسهيلاً لعملهم وتنقلهم في المطارات وداخل البلد ومؤسساته وتأمين اتصال مستقر بالإنترنت، والأهم من كل هذا التأكد من تحقق السلامة الشخصية.

المزيد عن: الرحالة الرقميون\ترحال\سفر\ثورة رقمية\العمل عن بعد

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00