تدفع إسرائيل نحو 200 ألف نسمة في شمال غزة إلى النزوح وترك أراضيهم (أ ف ب) عرب وعالم هل مضت إسرائيل بـ”خطة الجنرالات” في شمال غزة؟ by admin 14 أكتوبر، 2024 written by admin 14 أكتوبر، 2024 82 200 ألف شخص يرفضون المغادرة خوفاً من تحويل المنطقة إلى ثكنة عسكرية اندبندنت عربية / عز الدين أبو عيشة مراسل @press_azz يتمترس المواطن أسامة في منزله داخل مخيم جباليا أي في النصف الشمالي لغزة وهذه منطقة قتال خطرة وفق تصنيف الجيش الإسرائيلي، ويعيش الرجل وسط حصار استراتيجي، إذ لا يستطيع الخروج من بيته مطلقاً. أسامة استرق بضع دقائق معدودة للحديث إلى “اندبندنت عربية” قائلاً “تطلق طائرات الدرون من نوع ’كواد كوبتر‘ النيران على أي جسم متحرك، في محافظة شمال غزة نعيش إبادة حقيقية أو ربما تطهيراً عرقياً”. لا يتوافر لدى أسامة ماء ولا طعام ولا دواء، يقول “نحن نموت، كل لحظة تستهدف الطائرات المنازل والطرقات، هناك قتلى في الشوارع ولا أحد يستطيع الوصول إليهم، لا أعلم إن كنت سأعيش أو لا، كل ليلة تكون أصعب من سابقتها، حرام ما يحصل بنا”. يعتقد الباحثون العسكريون بأن ما يحدث في شمال غزة مرتبط بخطة الجنرالات (اندبندنت عربية – مريم أبو دقة) عملية ثالثة لليوم الثامن على التوالي، يشن الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً وجوياً واسعاً على محافظة شمال غزة، وهذه البقعة تضم مدناً وقرى مختلفة منها بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا، وتختلف هذه المنطقة عن النصف الشمالي للقطاع، ولكنها جزء منه، إذ يضم النصف الشمالي للقطاع محافظتي شمال غزة ومدينة غزة المركزية. وتبرر المؤسسة الأمنية في تل أبيب عمليتها العسكرية الجديدة في شمال غزة بأنها تأتي لتدمير القدرات العملياتية لحركة “حماس”، ويوضح العميد في احتياط الجيش الإسرائيلي أمير أفيفي أن “هناك مؤشرات تدل على أن الحركة تعيد تجميع قواتها، بعد قصف ومعارك متواصلة منذ عام”. وفي محافظة شمال غزة ما زال يعيش 200 ألف نسمة، وهؤلاء كان الجيش الإسرائيلي طلب منهم إخلاء المنطقة مرات عدة، لكنهم يرفضون ذلك، ويقول أسامة “قرأت خطة إسرائيل في السيطرة على شمال القطاع وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، لذلك أرفض الإخلاء الكامل نحو الجنوب، فهذا يسهم في إفشال خطط الجيش”. تبرر المؤسسة الأمنية في تل أبيب عمليتها العسكرية الجديدة في شمال غزة بأنها تأتي لتدمير القدرات العملياتية لحركة “حماس” (اندبندنت عربية – مريم أبو دقة) إخلاء يدرك الجيش الإسرائيلي أن هناك مدنيين يعيشون في شمال غزة، ولذلك طلبت منهم المؤسسة الأمنية مجدداً إخلاء المنطقة والتوجه نحو جنوب غزة، ولكن السكان في تلك البقعة يرفضون ذلك ويصرون على البقاء في النصف الشمالي لغزة. تقول المواطنة هيام من شمال غزة “رفضنا الإخلاء منذ أيام الحرب الأولى، قبل أن نخسر أياً من ممتلكاتنا أو أحبائنا، فكيف لنا أن نقبله الآن، بخاصة مع استمرار الجرائم الإسرائيلية بحق أهلنا النازحين في الجنوب”. هنا يردّ العميد الإسرائيلي أفيفي أن “الانتقال من غزة إلى الجنوب ليس إجبارياً، لم نجبر أحد على الإخلاء، نحن وجهنا إليهم التعليمات فحسب”، ثم استدرك قائلاً “إذا فضّل مدنيون البقاء وسط منطقة حرب فإنه أمر خطر، إنهم معرضون لخطر كبير”. طوق الجيش الإسرائيلي منطقة شمال غزة وأنشأ ممراً عسكرياً جديداً (اندبندنت عربية – مريم أبو دقة) ممر عسكري رفض سكان شمال غزة الإخلاء باعتبار أن التعليمات في هذا الشأن طوعية، دفع الجيش إلى فرض حصار كامل على المنطقة لإجبارهم على النزوح، مما يتخالف مع إعلان تل أبيب الرسمي. وطوق الجيش الإسرائيلي منطقة شمال غزة وأنشأ ممراً عسكرياً جديداً يشبه إلى حد كبير ممر نتساريم الذي شطر قطاع غزة إلى نصفين شمالي وجنوبي، وفي الممر الجديد نُصبت حواجز عسكرية وسواتر ترابية ووضعت ممرات للمراقبة وكاميرات وأجهزة تصوير وتدقيق. وتملك الخوف المواطنين بمن فيهم أسامة وهيام من هذه الحواجز، وساد اعتقاد بأن إسرائيل تحاول تحويل شمال غزة إلى ثكنة عسكرية، بحسب أسامة الذي يخشى المجازفة بالخروج من الممر العسكري الجديد لأنه “محفوف بالموت وكل من يصل إليه يطلق الجيش النار صوبه”. بعد الانتهاء من تشييد الممر العسكري الجديد، فرض الجيش الإسرائيلي الحصار المحكم على محافظة الشمال، وبصورة رسمية طلب من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (أونروا) إخلاء المنطقة وأجبر المؤسسات الدولية على وقف الأنشطة الإغاثية فيها. هناك آلاف الأسر تعيش في منازلها وسط ظروف صعبة تحت القصف المركز (اندبندنت عربية – مريم أبو دقة) إخلاء بسبب واقع الظروف وحول ذلك يؤكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة أن “أمر الإخلاء من شمال القطاع لم يعُد طوعياً، فوقف أعمال الإغاثة وفرض حظر تجول ومنع تدفق الطعام والماء كلها تجبر السكان على التخلي عن الأرض”. وبالفعل شدد الجيش حصاره وشل القطاعات الحيوية، إذ منع القطاع الصحي من تقديم الخدمات الطبية ومنع سيارات الإسعاف من الحركة ومنع تدفق الوقود وأوقف تدفق المؤن والغذاء والماء والدواء وأجبر سبع مدارس إيواء على الخروج من المرافق التعليمية ولكن لم يرغمهم على الإخلاء أو الخروج من المنطقة المحاصرة. وتبعت هذه الإجراءات أفعال عسكرية ضخمة، إذ لم تتوقف طوال الوقت عمليات القصف المدفعي الإسرائيلي، إلى جانب قيام الطيران المسيّر بإطلاق الرصاص على كل متحرك في المناطق المحاصرة والمستهدفة. ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فيقول المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل “تفرض القوات الإسرائيلية حصاراً مطبقاً على شمال القطاع وتعزله عن مدينة غزة بصورة كاملة، وقد طلبوا إخلاء مستشفيات الشمال”. ويضيف أن “هناك آلاف الأسر تعيش في منازلها وسط ظروف صعبة تحت القصف المركز، والسكان غير قادرين على الخروج من منازلهم للتزود بالمياه”. ويوضح المتحدث باسم وزارة الصحة معتصم صلاح أن “الجيش أخطر بإغلاق مستشفيات الإندونيسي والعودة وكمال عدوان خلال 24 ساعة، وإلا فالكل معرض للخطر”. رفض الإخلاء وعلى رغم هذه الإجراءات، إلا أن سكان شمال غزة لم يخرجوا من أماكنهم، مما يثير قلق إسرائيل، وتحدثت “اندبندنت عربية” مع إبراهيم عودة الذي يقول “تحاول إسرائيل دفعنا إلى الهجرة والنزوح لمناطق جنوب قطاع غزة بعد عام من صمودنا في الشمال وخسارتنا منازلنا وأعمالنا”. ويضيف أن “إخلاء شمال غزة أمر بعيد المنال حتى لو فرض علينا حصار للأبد، لن نخرج من أماكن سكننا في الشمال إلا نحو السماء، نحن نعرف أن الجيش الإسرائيلي يعتمد على مبدأ الضغط العسكري على أهالي الشمال بصورة عامة لدفعهم إلى النزوح نحو الجنوب ولكن ذلك لن يحدث”. تطهير عرقي ما يحدث في شمال غزة وصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنه محاولة تطهير عرقي، لكن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان والمرصد الأورومتوسطي ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” اعتبروا ما يحدث أنه تطهير عرقي فعلاً. يقول غوتيريش “التطورات في شمال غزة مروعة، وهناك خطأ جوهري في الطريقة التي تتم بها إدارة الحرب”، فيما تعرب مسؤولة مكتب “أوتشا” ليزا دوتن عن اعتقادها بأن “أوامر الإخلاء لشمال غزة تهدد بزيادة عدد الضحايا وتفاقم الدمار والنزوح الجماعي، إنها ممارسات تطهير عرقي فعلاً”. وانتقدت الولايات المتحدة ما يحدث في شمال غزة، ويرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه “من دون خطة لمسار سياسي يحقق للفلسطينيين طموحاتهم، فإن إسرائيل ستعلق في غزة لفترة طويلة، أجرينا اتصالات مع الإسرائيليين حول الوضع الإنساني شمال غزة وطالبنا بإدخال المؤن”. ويقول “نحاول أن نقنع الحكومة الإسرائيلية بأنه لا يمكن أن تقتل كل شخص في شمال غزة، يجب أن تصل إلى نوع من وقف إطلاق النار ثم الحديث عما سيحصل بعد الحرب، هذا ما حدث في حرب فيتنام وغيرها من الحروب”. هل ما يحدث له علاقة بخطة الجنرالات؟ يعتقد سكان غزة بأن السلوك الإسرائيلي الممارس على الأرض يدل على تنفيذ “خطة الجنرالات” التي تهدف إلى تفريغ شمال القطاع من سكانه وإجبارهم على النزوح جنوباً ومن ثم إعادة احتلال المنطقة. وتقضي الخطة التي وضعها اللواء المتقاعد غيورا إيلاند بأن إجلاء المدنيين قد يتبعه حصار محكم بحيث لا يدخل شيء إلى المنطقة حتى يستسلم المقاتلون. لكن العقيد الإسرائيلي أمير أفيفي يقول “أعتقد بأن ما سنراه في المناطق التي تم إخلاء المواطنين منها إلى الجنوب هو أن الجيش الإسرائيلي سيكون قادراً على فرض حصار على المنطقة، الحصار سيشمل التأكد من عدم وصول أي مساعدات إنسانية إلى هذه المنطقة لإجبار المقاتلين على الاستسلام، لكن لا أستطيع أن أجزم مدى نجاح هذه الخطة أو مدى الاستمرار في تطبيقها”. وبصورة رسمية، ينفي الجيش تطبيق خطة الجنرالات ويطمئن إلى أن ما يحدث هدفه تدمير “حماس” فقط، ويوضح أفيفي أن “من الأهداف الأخرى للعملية البرية الجديدة هو ألا يضطر الجيش الإسرائيلي في المستقبل إلى القيام بعمليات برية أخرى لتطهير المنطقة من مقاتلي ’حماس‘، نحاول خلق واقع يجعل ’حماس‘ غير قادرة على السيطرة على المساعدات الإنسانية للشمال”. وفي فترة سابقة وضعت إسرائيل خطة تضمن أن يتسلم الجيش الإسرائيلي مهمة تسليم المساعدات الإنسانية إلى الشمال ولكن لم تشرع في تطبيقها بعد، وبسبب القتال العنيف لم تتأكد “اندبندنت عربية” من ذلك الأمر ميدانياً. لكن المراقبين العسكريين يشككون في أن يكون ما يحدث في شمال غزة هو تنفيذ لخطة الجنرالات، ويقول الباحث العسكري العقيد شهدي سكر “ما يجري حتى الآن عبارة عن قصف عشوائي لا يتبع أي خطة”، وفي الوقت نفسه هناك توجه عسكري بأن إسرائيل تعيد رسم خريطة غزة وتغيّر الديموغرافيا وتطبق خطة الجنرالات. المزيد عن: حرب القطاعغزةالجيش الإسرائيليالمدنيونشمال غزةجنوب غزةمخيم جبالياالدرونالمسيراتالعمليات العسكريةحركة حماس 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post لا بد من العودة الى الفيلسوف غرامشي في أزمنة الحروب next post هل تدفع الخطة (B) إلى حرب شاملة في السودان؟ You may also like “أمير العسس” رئيسا لاستخبارات سوريا الجديدة 27 ديسمبر، 2024 زيارة قائد الجيش اللبناني للسعودية رئاسية أم أمنية؟ 27 ديسمبر، 2024 شهر من الخروق الإسرائيلية لهدنة لبنان… ماذا بعد... 27 ديسمبر، 2024 السودان في 25 عاماً… حرب تلد حروباً 27 ديسمبر، 2024 إسرائيل تصدّ «رسائل دافئة» من دمشق 27 ديسمبر، 2024 لبنان تحت مجهر الإنتربول في تعقّب مسؤولي النظام... 27 ديسمبر، 2024 هل عاد المطلوب بالإعدام رفعت عيد من سوريا... 27 ديسمبر، 2024 “موقف المترقب”: متى تقبل مصر بإدارة سوريا الجديدة؟ 27 ديسمبر، 2024 مسؤولان لبنانيان يؤكدان هروب رفعت الأسد إلى الإمارات،... 27 ديسمبر، 2024 الإسلام السياسي وكعكة سوريا الجديدة 27 ديسمبر، 2024