الإثنين, مايو 20, 2024
الإثنين, مايو 20, 2024
Home » هل لجان المقاومة السودانية جديرة بإسقاط حكم العسكر؟

هل لجان المقاومة السودانية جديرة بإسقاط حكم العسكر؟

by admin

تمكنت من أن تصبح رقماً مهماً في العملية السياسية في البلاد

اندبندنت عربية \ إسماعيل محمد علي صحافي سوداني @ismaelAli61 

في العام 2010، بدأت أولى محاولات تكوين لجان المقاومة في السودان، التي تقود حالياً حراك التظاهرات في الشارع السوداني ضد الاجراءات التي اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر (تشرين الأول) بإعلانه حال الطوارئ في البلاد، والتي اعتبرتها هذه اللجان وغالبية القوى السياسية انقلاباً عسكرياً.

وتمكنت هذه اللجان، من أن تصبح رقماً مهماً في العملية السياسية في ضوء المشاورات الجارية من قبل الأطراف الدولية والمحلية للوصول لحل للأزمة السودانية، انطلاقاً من كونها تمثل الواجهة المدنية في مقاومة ما تسمية الانقلاب العسكري، لكن هل بإمكانها الوصول إلى مبتغاها وشعاراتها بإبعاد العسكريين من المشهد السياسي من خلال الوسائل والأدوات التي تتبعها لإحداث هذا التغيير؟

صمام أمان

أشار الكاتب السياسي السوداني عبدالله آدم خاطر إلى أن “ثورة ديسمبر (كانون الأول) المجيدة هي امتداد لكل التجارب والثورات الإنسانية عبر التاريخ، ويعتمد نجاحها في الدرجة الأولى على المساهمة الفعلية لكل قطاعات الوطن في المجالات المختلفة سواء في مسألة التعبير الجماهيري أو السياسي أو الثقافي الفكري أو السياسي التشريعي، وفي هذا السياق، مؤكد أن ما يجري الآن من حراك شعبي شبابي يتمثل في المسيرات والمواكب التي تخرج من حين لآخر في مدن العاصمة الثلاث وبقية المدن السودانية، وفق جداول تعدها تنسيقيات لجان المقاومة، هو عمل كبير يمثل صمام أمان لإنجاح الثورة وأهدافها ورؤيتها في حل ومعالجة قضايا البلاد في كل جوانب الحياة”، وتابع خاطر، “في تقديري أنه بعد انقلاب 25 أكتوبر وإجراءاته وتداعياته، أصبح الخط المعلن عنه في الشارع الجماهيري هو السائد، وهو الذي سوف يقرر مسيرة السودان المستقبلية سواء في الداخل أو الخارج. صحيح أن المسيرات لا تكتب المستقبل، لكن الآن انتبهت كل مكونات الدولة السودانية سواء كانت فكرية، أو ثقافية، أو تشريعية، أو قانونية، أو سيادية، أو تنفيذية، وغيرها، أنه لا بد أن يكتب للسودان مستقبل بكتاب جديد يتمثل في تأكيد مدنية الدولة وديمقراطيتها ولا مركزيتها وفيدراليتها، بالتالي، الحراك الشعبي نفسه لا يعني التحول، إلا أنه يعتبر العامل الأول في أي تحول مقبل، وفي أي تغيير يمكن أن يحدث بالشكل الذي يمكن أن يجعل البلاد دولة متنوعة في وحدتها وذات صلة مميزة مع جيرانها في الإقليم العربي والأفريقي، وعضو فاعل في الأسرة الدولية”.

أضاف الكاتب السوداني، “في اعتقادي أن لجان المقاومة لم تدعِ في أي يوم من الأيام بأنها قادرة وحدها على خلق الواقع الجديد، أو بمعنى قلب نظام الحكم أو أن تقود الفعل المضاد للانقلاب، لكن أن الادعاء الأكبر بالنسبة للجان المقاومة أنها تتصدى لمسؤولية تهيئة المناخ للتغيير المقبل، بمعنى لا تفاوض الانقلاب ولا تتشارك معه في الحكم، ولا تتطلع أن تكون جزءاً منه، وهذا التزام قوي مارسته هذه اللجان وما زالت تحافظ عليه، لكنها بكل أمانة، فتحت المجال بشكل واسع وكبير للتحول الذي تحقق من خلال مبادرات مختلفة ومتنوعة، ومن أهمها مبادرات المؤسسات الجامعية التي كانت دائماً هي طليعة الاستنارة في البلاد، حيث تتولى تسهيل عملية الانتقال من الواقع الانقلابي إلى واقع مدني يستوعب القوات المسلحة وكل مؤسسات الدولة بشكل يخلق الواقع المدني الديمقراطي الفيدرالي للسودان”، ولفت إلى أنه من الملاحظ أن لجان المقاومة قامت برفع سقف مطالبها لأقصى حد، وما زالت مصرة عليه، وهو يعني عدم العودة للوراء سواء بالاحتيال أو الانقلاب أو بأي وسيلة غير موضوعية أخرى، وهذا في حد ذاته عمل وطني تحمد عليه هذه اللجان على الرغم من التضحية الباهظة الثمن والمستمرة، إذ فقدت 81 قتيلاً من شبابها، وآلاف الإصابات خلال أربعة أشهر منذ الانقلاب.

أدوات فاعلة

وأوضح الناطق الرسمي للجان المقاومة في الخرطوم محمد عمر نور، أنه “بلا شك أن أهداف لجان المقاومة حقيقية ومنطقية، وهي تعبر عن طيف واسع من الشعب السوداني الذي يلتف مع مطالبها وشعاراتها الرافضة لانقلاب 25 أكتوبر، وفي الوقت نفسه، تملك هذه اللجان من واقع التجربة، القدرة على إحداث التغيير المنشود، ولا أعتقد أن هناك ما سيمنعها من بلوغ أهدافها ما دامت الغالبية العظمى من الشعب تساندها، كما أن الأدوات والوسائل التي تستخدمها في مقاومة هذا الانقلاب فاعلة ومؤثرة، وقد تقوم بتغييرها من وقت لآخر، لكنها لا تخرج عن إطار السلمية التي تعتبر الشعار الأصيل لهذه الثورة، ولن تحيد عنها مهما مارس النظام الحاكم من عنف مفرط واستبداد في قمع التظاهرات التي تسيرها لجان المقاومة”.

أضاف نور، “بكل تأكيد أن الحراك الجماهيري سيتواصل في الشارع وبوتيرة أعلى من القائم حالياً، ويرجع ذلك إلى طبيعة النظام الحاكم كونه معادياً لشعبه ولم يستطع أن يبرر ما قام به من انقلاب، فضلاً عن أنه لم يتمكن من إيجاد الحلول للأزمة الاقتصادية التي أرهقت كاهل المواطن، ولم يحدث أي إيجابيات على المستويين الداخلي والخارجي، بل إن الوضع في كل نواحي الحياة سياسياً واقتصادياً وأمنياً واجتماعياً يتجه نحو الانهيار التام، بالتالي، سقوط هذا النظام أصبح مسألة وقت، لأنه فقد كل مقومات بقائه، فالشارع وصل إلى القناعة بأنه لا خيار غير التضحية من أجل الوطن، لذلك تجد الأسرة بكامل عددها في المسيرات، ولم تعد المواكب للشباب فقط، فكل الأعمار والفئات تشارك فيها”.

ورأى أن رفع لجان المقاومة سقفاً عالياً للمطالب “لا شراكة، لا تفاوض، ولا شرعية مع العسكر” لم يأت من فراغ، فهؤلاء الأشخاص الذين قاموا بهذا الانقلاب يفتقدون للمصداقية، إذ خرقوا وتراجعوا عن الوثيقة الدستورية التي وقعوها مع المكوّن المدني بحضور مراقبين دوليين وإقليميين، لذلك لم يكسبوا ثقة الشعب السوداني، ولا يوجد سبب أو مبرر يجعل الآخرين يعيدون معهم التجربة ذاتها مرة أخرى، لأنهم غير جديرين بالشراكة التي تقوم على مبدأ احترام العهود والمواثيق الموقعة بين الأطراف المعنية.

وأشار الناطق الرسمي للجان المقاومة إلى أن اللجان قامت بدورها الطبيعي عند وقوع الانقلاب من خلال دفاعها المستميت عن مكتسبات الثورة بكل الوسائل السلمية المتاحة، وصحيح أن الدور السياسي يجب أن تقوم به الأحزاب السياسية، لكن تجربة الحكم السابقة وما صاحبها من اخفاقات واضحة، جعل هذه اللجان تفكر في ضرورة أن تكون لها رؤية في مستقبل الحكم في البلاد، وهذا بلا شك لا يقلل من دورها الذي تلعبه حالياً في مقاومة هذا النظام.

81 قتيلاً

ويشهد السودان منذ 25 أكتوبر حالاً من التوتر جراء تصاعد موجة التظاهرات المتواصلة في الشارع، والتي قوبلت بعنف مفرط من قبل القوات الأمنية أدى إلى سقوط 81 قتيلاً بحسب لجنة أطباء السودان المركزية، الأمر الذي وضع الشارع السوداني وقواه السياسية والعسكرية، أمام اختبار صعب في كيفية الخروج من هذه الأزمة التي باتت تتعقد يوماً بعد يوم في ظل تزايد دائرة العنف لحسم وقمع هذه التظاهرات باستخدام الرصاص الحي والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية من ناحية، واتساع الخلاف بين المكوّنين المدني والعسكري في التعاطي مع هذه الأزمة من ناحية أخرى، ويعيش السودان، منذ 21 أغسطس (آب) 2019، فترة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات في يوليو (تموز) 2023.

المزيد عن: لجان المقاومة السودانية \ الشارع السوداني \ عبد الفتاح البرهان \ الشعب السوداني \الرصاص الحي \ القنابل الصوتية

 

 

You may also like

18 comments

syuriya.com 18 فبراير، 2022 - 2:31 م

There are many signs that could indicate the need for car ecu Testing uk – syuriya.com – repair.
Apart from the indicators mentioned above, a faulty ECU could alter the timing of your engine and
the fuel settings. Your car will run slower as a result.

Reply
web site 18 فبراير، 2022 - 2:32 م

Nice blog! Is your theme custom made or did
you download it from somewhere? A design like yours wit a
few simple tweeks would really make my blog jump out. Please let me
knpw where youu got your design. With thanks
web site

Reply
sewa meeting room jakarta 18 فبراير، 2022 - 2:33 م

Saved as a favorite, I like your web site!

Reply
car Keys repair 18 فبراير، 2022 - 2:33 م

You don’t need to worry about misplacing your keys to your vehicle.
There are many options online for car Keys repair key cutters.
There are a variety of options available, from automatic devices to
manual ones and most people find them practical and economical.

Reply
dundret 18 فبراير، 2022 - 2:34 م

Greetings! This is my first comment here so I just wanted to give a quick shout out and say
I genuinely enjoy reading through your blog posts. Can you suggest any other blogs/websites/forums that deal with the same topics?
Thank you so much!

Reply
달달오피 18 فبراير، 2022 - 2:34 م

WOW just what I was searching for. Came here by searching for 달달오피일산

Reply
best iptv service 18 فبراير، 2022 - 2:36 م

Hi there mates, nice post and fastidious urging commented at this place, I am in fact enjoying
by these.

Reply
Emergency Car Locksmith Near Me 18 فبراير، 2022 - 2:36 م

Ask all over. When you’re in necessity of a dentist,
a car mechanic maybe a gardener, you ask around.
Try the referrals from good friends or anyone you
grasp. The same goes to Emergency Car Locksmith Near Me professional
locksmith.

Reply
emergency locksmith in my area 18 فبراير، 2022 - 2:37 م

Ask for reference: If you are already along with a shady emergency locksmith in my area and will not really
determine if they are an ethical service provider, ask to obtain few references in your location. If they can’t offer you any, please refuse their services.

Reply
prom dress hire bristol 18 فبراير، 2022 - 2:38 م

Number 3 Fancy prom dress hire bristol Tip Unpredicted expenses
a work party think though what you’ve got planned.

Reply
메리트카지노 18 فبراير، 2022 - 2:38 م

One question that gets asked normal basis is do you think play Monopoly slots hosted?
The answer is if you live in the United States, you couldn’t.
Wagerworks makes on online version of the.

Here is my blog post: 메리트카지노

Reply
Electricians Near you 18 فبراير، 2022 - 2:39 م

If you are looking for an electrician in your area There
are some things you should look for. First of all, ensure that
Electricians Near you have a budget.

Reply
locksmith Car Key maker near Me 18 فبراير، 2022 - 2:40 م

If about to catch in the habit of smoking of using key chains for your important keys then discover learn the phone number of
an emergency locksmith Car Key maker near Me service.
Misplaced or lost keys end up being found by people of devious intent.

Reply
car key reprogramming 18 فبراير، 2022 - 2:41 م

The process of cutting a car key reprogramming key involves various aspects.
While a professional can quickly and precisely
cut keys without any difficulty but the technicalities can be challenging.

Reply
slot online Terpercaya 18 فبراير، 2022 - 2:41 م

Between it poker and specialty games there are 30 to play play slots online
. Sic Bo, Bingo, Craps, Roulette and Hot Dice below specialty games and Deuces Wild, Bonus Poker,
Loose Deuces, Joker Poker and Sevens Wild under video poker.

My blog slot online Terpercaya

Reply
شركة نظافة عامة بالرياض 18 فبراير، 2022 - 3:18 م

Thank you, I have just been searching for info
approximately this topic for a long time and yours is the best I have found
out so far. But, what about the conclusion?
Are you certain about the supply?

Reply
nauka jazdy 18 فبراير، 2022 - 3:22 م

That is really fascinating, You are an excessively
skilled blogger. I’ve joined your rss feed and look
forward to looking for extra of your fantastic post. Additionally, I have shared your web site in my social networks

Reply
정보이용료 24 فبراير، 2022 - 4:16 م

This is a topic that is close to my heart… Take care! Exactly where are your contact details though?

Here is my homepage: 정보이용료

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili