الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Home » هل كانت 2023 سنة الأزمات والفضائح على المستوى الأدبي والثقافي؟

هل كانت 2023 سنة الأزمات والفضائح على المستوى الأدبي والثقافي؟

by admin

 

من الاعترافات المثيرة في مذكرات الأمير هاري إلى الإثارة التي أحدثتها المنافسة بين “باربي” و”أوبنهايمر” في شباك التذاكر، مروراً بوثائقيات “نتفليكس” التي تقدم جلسات مكاشفة لنجوم الصف الأول، ووصولاً إلى الجدل المثار حول قناتي “بي بي سي” و”جي بي نيوز”

انزبندنت عربية / جيسي طومسون

حسناً… خذوا نفساً عميقاً. أود أن أسأل أولاً، هل أنتم بخير؟ يبدو من المناسب استعارة ما قالته هولي ويلوبي في خطابها سيئ السمعة للأمة، لأن الأشهر الـ12 الماضية كانت مثيرة للغاية. في عالم الثقافة، كان عام 2023 عام الأزمات وتحرير المشاعر المكبوتة. عندما تتأملون فيما حدث، تجدون أن الأمور كانت تنهار إلى حد كبير أينما وليتم وجوهكم. للمرة الأولى منذ 63 عاماً، أضرب الممثلون والكتاب في أميركا في الوقت عينه – ويرجع ذلك جزئياً إلى التهديد المستمر الذي يشكله الذكاء الاصطناعي على الإبداع. كما أن الضربة الثلاثية المتمثلة في خفض تمويل مجلس الفنون، وتبعات جائحة كورونا، وأزمة كلفة المعيشة، تركت الفنون الحية تترنح. وكذلك تعرضت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، لهجمات مثيرة للجدل من جميع الجهات. كانت هناك فضائح على مستويات رفيعة، انفصالات، مذكرات مثيرة، وثائقيات شديدة الصراحة والصدق على “نتفليكس”. عندما لم يكن النجوم في حالات انهيار، كانوا يتذكرون الأوقات العصيبة التي أدت إلى انهيارهم قبل 20 عاماً. لا يبدو أن أحداً تمكن من التقاط أنفاسه هذه السنة.

بالتأكيد لم يتمكن الأمير هاري من ذلك، حيث كانت مذكراته التي صدرت في يناير (كانون الثاني) الماضي بعنوان “احتياطي” Spare مزيجاً من التنفيس الشخصي وسياسة الأرض المحروقة. أولئك الذين يعتقدون أن الأمير الذي اختار أن يكون منفياً استنفد كل ما لديه بعدما كشف المستور في لقاءاته مع أوبرا وينفري و”نتفليكس”، سرعان ما أدركوا أنهم على خطأ. بنبرة غاضبة ممتدة على 416 صفحة، أخبرنا هاري عن كل شيء: حزنه على والدته، وأفكاره الصادقة حول زواج والده الثاني، وفضيحة وعاء الكلب [التي يزعم فيها هاري أن وجهه ارتطم بوعاء طعام الكلب بعد سقوطه إثر عراك جسدي مع وليام] والأمير وليام، ووقت تجمد فيه “قضيبه” في القطب الشمالي. لم يؤد الكتاب إلى إسقاط العائلة المالكة، التي التزمت الاحترام والصمت – على رغم أن المرء يتخيل الأجواء الغريبة بعض الشيء التي سادت احتفالات عيد الميلاد هذه السنة – لكنه تسبب في ضغط شديد على الناشرين عندما عرضت نسخ منه للبيع من طريق الخطأ في وقت مبكر في إسبانيا، حيث كانت ترجمة الفصول تتم في الوقت الفعلي قبل النشر. وبعد 10 أشهر، واجه الصحافي المتخصص في الشؤون الملكية أوميد سكوبي مشكلة ترجمة خاصة به: فقد نشر كتابه “نهاية اللعبة” Endgame، وهو انتقاد شرس للمؤسسة الملكية، باللغة الهولندية متضمناً بطريقة ما أسماء من يزعم أنهم “أفراد عنصريون في العائلة المالكة”. سحبت هذه الطبعات بسرعة، لكن – على عكس “احتياطي” – لم تساعد النسخ المهينة في زيادة المبيعات: على رغم كل الضجيج، فقد بيعت 6448 نسخة فقط خلال أول أسبوع من طرح الكتاب في المملكة المتحدة.

كان كتاب “احتياطي” من سيحدد نبرة العام مع دخولنا عصراً جديداً من بوح المشاهير. أصبح الكتاب الأسرع مبيعاً على الإطلاق ضمن قائمة الكتب الواقعية، إذ بيع منه أكثر من 3.2 مليون نسخة حتى الآن – ولكن بريتني سبيرز لم تكن في مكانة متأخرة كثيراً عن ذلك، حيث باعت مذكراتها “المرأة التي بداخلي” The Woman in Me مليون نسخة في الولايات المتحدة في الأسبوع الأول من نشرها. ما الذي كان يأمله المعجبون بعد سنوات من عدم سماع صوت بريتني، وكفاحهم للمساعدة في تحرير المغنية من الوصاية المفروضة عليها بينما كانوا يتساءلون عما إذا كانت هي حقاً من ينشر تلك التعليقات الغريبة على “إنستغرام”؟ عندما سمعنا أخيراً نسختها من القصة، لم تكن جميلة، “غير مدروسة، غير منقحة، ومذهلة في غضبها”، هكذا وصف الزميل آدم وايت الصورة القاتمة التي يرسمها الكتاب للحياة في الكواليس لواحدة من أكبر نجوم العقد الأول من القرن الـ20.

ديفيد بيكهام فتح قلبه وتحدث بصراحة وصدق في وثائقي “نتفليكس” (نتفليكس)

 

مع رواج الاعترافات والبوح في الأوساط الثقافية اليوم، لم يعد هذا الأمر مجرد وسيلة يضمد بها المشاهير جروحهم القديمة، بل استراتيجية تسويقية ضرورية. ذكرنا وثائقي “بيكهام” Beckham على “نتفليكس“، من إخراج فيشر ستيفنز نجم مسلسل “توريث” Succession، كيف أنه ما من أحد تمكن من الاقتراب المكانة التي وصل إليها فيكتوريا وديفيد عندما كانا في ذروة شهرتهما. ناقش الزوجان كل شيء، بدءاً من البطاقات الحمراء وتجربة ارتداء أزياء تقليدية آسيوية وحتى ثياب زفافهما البنفسجية، كان وثائقياً يزخم بالعواطف والحنين، لكنه مبهرج أكثر من اللازم بعض الشيء. وبعد بضعة أشهر، قررت “نتفليكس” الغوص عميقاً في حياة ومسيرة روبي وليامز، لكن الحنين في هذه الحالة كان مرتبطاً بأمور مثيرة للقلق أكثر، حيث رأينا صاحب أغنية “ملائكة” Angels مرتدياً سرواله الداخلي بينما جلس يشاهد مقاطع فيديو قديمة لنفسه ويفقد سيطرته أمام ملايين المعجبين. في منصة “ديزني بلس”، قدمت كولين روني نسختها من قصة “محاكمة واغاثا” بعد فوزها في القضية التي رفعتها ضدها ريبيكا فاردي بتهمة التشهير. أهم ما كشف عنه الوثائقي هو أن وين روني انغمس في القضية لدرجة أنه بدأ في اقتراح الحجج على المحامين وفكر في دراسة الحقوق.

على كل حال، لمعظم السنة، بدا أن الشخصيات والمؤسسات الثقافية تتنقل من أزمة إلى أخرى، وتنشر فقط عناوين رئيسة لعدد من الفضائح المتفجرة. جملة “هل أنتم بخير؟” التي افتتحت بها هولي ويلوبي برنامجها، والتي تعرضت للسخرية على نطاق واسع، جاءت بعد أسابيع من الضغط. في البداية، طاردتها تقارير لأسابيع عن وجود عداء بينها وبين زميلها الذي يشاركها تقديم برنامج “هذا الصبح” This Morning فيليب سكوفيلد، ثم غادر هو العرض لأن قناة “آي تي في” قررت أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر”. لماذا؟ ما المشكلة؟ وسرعان ما اكتشفناها: فقد تبين أنه كذب في شأن علاقة غرامية مع زميل أصغر سناً. كان العرض يهوي بسرعة، بينما كان سكوفيلد يجلس مرتجفاً بصورة واضحة، أثناء إجراء مقابلة مع المذيع أمول راجان في “بي بي سي”، كشف عن اعتقاده أن حياته المهنية قد انتهت، وأن أفكاراً انتحارية كانت تراوده. لقد كان عاماً قاسياً على كلا المذيعين، اللذين كانا الوجه الصباحي للتلفزيون البريطاني لسنوات. في أكتوبر (تشرين الأول)، بعد ظهور تقارير عن مؤامرة اختطاف مزعومة ضدها، غادرت ويلوبي البرنامج الصباحي أيضاً.

بحلول ذلك الوقت، لم تكن هيئة الإذاعة البريطانية نفسها قد تعافت لفترة طويلة من تمرد داخلي، بعد إيقاف مقدم برنامج “ماتش أوف ذا داي” غاري لينيكر عن الظهور على الهواء بسبب تغريدة قارن فيها خطاب الحكومة حول سياسة الهجرة بألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي. لم يمض وقت طويل حتى وقف زملاؤه من الصحافيين النجوم في صفه تضامناً معه، وانتهى الأمر بمواجهة مع الإدارة، ولم تتمكن الهيئة لفترة وجيزة من بث برنامجها الرياضي المعتاد (عليكم أن تتساءلوا إلى متى سيبقى لينيكر في الساحة، إذ يهيمن الآن على عالم المدونات الصوتية من خلال شركته “غولهانغر بودكاستس”، وهو نشاط جانبي ناجح يفسح له المجال للتحدث بحرية). أظهر الأمر برمته أن “بي بي سي” كانت تكافح من أجل تحقيق التوازن بين قواعد حيادها وإرضاء بعض أشهر شخصياتها، لكن هذا لم يكن شيئاً يذكر مقارنة بالأزمة التي حلت بعد ذلك.

تبجحت صحيفة “ذا صن” بعنوان على صفحتها الأولى يقول: “خضوع نجم كبير في (بي بي سي) للتحقيق في شأن صور جنسية” – مطلقة سباق التكهنات. وأدى انعدام وجود معلومات واضحة إلى توجيه أصابع الاتهام إلى عديد من مقدمي البرامج المختلفين، الذين اضطروا إلى نفي مزاعم مفادها أنهم دفعوا أموالاً إلى مراهق ليخلع ملابسه أثناء مكالمة مصورة. وبعد فترة وجيزة من رحيل سكوفيلد، كان المزاج متعطشاً بطريقة سيئة، وكثرت النقاشات حول الخصوصية والأخلاق وواجب الرعاية. في النهاية، أصدرت فيكي فليند، زوجة هيو إدواردز، مذيع الأخبار في “بي بي سي”، بياناً وضع حداً للإشاعات، مطالبة بالخصوصية لأن زوجها الآن “يتلقى رعاية داخل المستشفى”. لقد كان عاماً مضطرباً بالنسبة إلى “بي بي سي” بصورة عامة، مع استقالة رئيسها ريتشارد شارب في أبريل (نيسان) بعد عدم إعلانه عن إقراض مبلغ لبوريس جونسون، بينما كان برنامج “نيوزنايت” Newsnight أحد البرامج التي شهدت أكبر تخفيضات في أعداد الموظفين.

بالطبع، إدارة قناة إخبارية ليست أمراً سهلاً، كما أثبتت تجربة قناة “جي بي نيوز”. فالمذيع دان ووتون، الذي يواجه حالياً عدداً من الادعاءات في شأن سلوكه غير اللائق، كان سبباً في إثارة غالب الشكاوى المقدمة إلى هيئة الاتصالات البريطانية هذا العام، عندما قابل حديث لورانس فوكس الكاره للنساء عن الصحافية السياسية آفا إيفانز بابتسامة ساخرة وقوله “من يريد أن يضاجع [تلك المرأة]؟” سأل فوكس، فيما بدا جزءاً من محادثة حول أزمة انتحار الذكور. أجاب ووتون: “إنها امرأة جميلة جداً يا لورانس”، محاولاً إضافة “لمسة من التوازن”. بعد ذلك، أقيل فوكس وأوقف ووتون عن العمل بشكل موقت ومنع من تقديم البرامج على الهواء (لا بد من ذكر خاص لمقدم البرامج في ” جي بي نيوز”، مارتن دوبني، الذي واجه صعوبات في التعامل مع متطلبات نقل خبر عاجل عن السجين الهارب دانييل خليفة على الهواء مباشرة. همهم قائلاً: “هذا خبر عاجل، سريع، ويحدث الآن”، قبل أن يطلق عليه توصيف “الرجل الإرهابي”.)

على كل حال، واحدة من أكثر الفضائح المثيرة للقلق خلال العام كانت الادعاءات التي نشرها برنامج “ديسباتشز” Dispatches على “القناة الرابعة” Channel 4 وفي صحيفتي “التايمز” و”صنداي تايمز” حول الممثل الكوميدي راسل براند. اتهمته أربع نساء، كان عمر إحداهن 16 سنة فقط في ذلك الوقت، بالاعتداءات الجنسية والسلوك التسلطي والوحشي، كما اتهمته إحداهن بالاغتصاب. براند – الذي احتفي به في السابق كشخصية سياسية جريئة لتصريحاته في برنامج “نيوزنايت” حول عدم ضرورة تصويت الناس في الانتخابات – ظهر على قناته الخاصة على “يوتيوب” لينفي هذه المزاعم متبنياً خطاب نظرية المؤامرة. سأل ملوحاً بيديه بعصبية: “هل هناك أجندة أخرى على الطاولة؟… لقد شهدنا هجمات إعلامية منسقة من قبل”. لكن المعلقين حذروه على ما يبدو، قائلين: “احترس يا راسل، أنت تقترب من الحقيقة أكثر من اللازم”. هذا الشهر، استجوبته شرطة العاصمة للمرة الثانية، فيما يتعلق بستة ادعاءات أخرى بارتكاب جرائم جنسية في الماضي.

حققت هانا وادينغهام نجاحاً كبيراً في تقديم حفل يوروفيجن، إلى جانب غراهام نورتون (غيتي)

 

إذاً، هل كانت السنة جيدة بالنسبة إلى أي شخص؟ حسناً، بالنسبة إلى أولئك الذين يقدسون هانا وادينغهام نجمة مسلسل “تيد لاسو” Ted Lasso، كان قرار تكليفها تقديم حفل مسابقة يوروفيجن لهذا العام عبقرياً، حيث أقيم في المملكة المتحدة بسبب عدم تمكن أوكرانيا التي فازت في دورة عام 2022 من استضافته. كتبت إحدى المغردات بعدما تميزت الفنانة بأدائها وتألقت وتحدثت بلغة أخرى: “جعلني حديث هانا وادينغهام بالفرنسية ثنائية الميول الجنسية”. بعد مسيرة مهنية مجهولة في المسرح لسنوات، أصبحت كنزاً وطنياً بين عشية وضحاها. وعلى رغم أن مسلسل “التاج” The Crown لم ينته بالقوة التي كانت متوقعة، فإن “نتفليكس” أصدرت أول تقرير لها عن عادات مشاهديها، مؤكدة في الوقت عينه هيمنتها الكاملة بين منصات البث التدفقي: شوهد ما يقارب 100 مليار ساعة من المحتوى.

كانت عودة برنامج تلفزيون الواقع “الأخ الأكبر” Big Brother على قناة “آي تي في 2” ITV2 واحداً من الانتصارات التي لم تحدث ضجيجاً كبيراً في التلفزيون هذا العام، مع مجموعة من الشخصيات الرائعة. في المقابل أثبتت مشاركة نايجل فاراج التي كلفت 1.5 مليون جنيه استرليني في برنامج “أنا شخصية شهيرة” I’m a Celeb أنها لم تثر كثيراً من الحماسة. بعد ثلاثة مواسم انتهى مسلسل “الوادي السعيد” Happy Valley بحلقة أخيرة مظفرة فازت فيها البطلة الشرطية كثيرة الشتيمة كاثرين كاوود بالمعركة بين الخير والشر في مواجهة المجرم تومي لي رويس، بينما أصبح مسلسل “آخر من بقي منا” The Last of Us الذي تبثه شبكة “أتش بي أو” HBO أول مسلسل جيد مقتبس عن لعبة فيديو. وضمن مسلسل “توريث” Succession مكانته في عالم الدراما المرموقة بفضل خاتمته المؤثرة والمرضية: بالطبع، صار توم وامبسغانز، ذلك الموظف الخانع القاسي هو المهيمن.

أجابت الحلقة الأخيرة من مسلسل “توريث” عن كل الأسئلة (أتش بي أو/ غيتي)

 

من تتويج إلى آخر: كان حفل تتويج الملك تشارلز حدثاً غريباً، حيث ترك الأمر ـ بشكل غير مناسب ـ لكيتي بيري لتأتي وتقدم العرض. عادت مادونا من أزمة صحية كبيرة لتبين لنا السبب الذي جعلها تستحق لقب ملكة البوب: فهي في الـ65 من عمرها ولا تزال تؤدي جميع حركات الرقص في جولتها الغنائية العالمية “سيليبريشن” Celebration التي افتتحت في لندن. أحيا إلتون جون حفلاً ساحقاً في مهرجان غلاستنبري، في حين أعلنت فرقة “غيرلز ألاود” أول لم شمل لفرقة بوب من العقد الأول من الألفية يحدث منذ زمن طويل ويبدو في الواقع قراراً صائباً (يبدو أن الفرقة مدفوعة في المقام الأول بالرغبة في تكريم العضوة الراحلة سارة هاردينغ). بالطبع، كان هذا عام تايلر سويفت، التي اختارتها مجلة “تايم” لتكون شخصية العام، لكونها كما قال محرر المجلة “الشخص النادر التي كتبت قصتها وقامت ببطولتها في الوقت نفسه” (صورت على الغلاف مع إحدى قططها وهي متدلية على كتفيها). مع استمرارها في إعادة تسجيل ألبوماتها القديمة في معركة لامتلاك تسجيلاتها الأصلية، أصبحت سويفت أيضاً أكثر فنانة يستمع مستخدمو سبوتيفاي إلى أغنياتها في تاريخ المنصة. وولدت جولتها التي تحمل عنوان “إيراز” Eras ومدتها 3 ساعات أرباحاً تقدر بـ1.04 مليار دولار ونشاطاً زلزالياً يعادل هزة بقوة 2.3 درجة.

بعد الدراما التي ولدتها فضيحة صفعة ويل سميث العام الماضي، لم يكن من الممكن أن يبدو موسم جوائز هوليوود لعام 2023 إلا باهتاً ومملاً مقارنة. ومما زاد الطين بلة أن ما من أحد سيتذكر الفيلمين اللذين حصلا على الجوائز، “كل شيء، في كل مكان، دفعة واحدة” Everything Everywhere All at Once و”الحوت” The Whale. أصيب ريتشارد أي غرانت برهبة المنصة أثناء تقديمه حفل توزيع جوائز بافتا، وكان هيو غرانت فظاً بعض الشيء أثناء مقابلة على السجادة الحمراء خلال فعاليات الأوسكار، والشيء الوحيد الذي حصلنا عليه هو مقطع تحول إلى نكتة مصورة لأريانا ديبوز وهي تقول “أنجيلا باسيت هي التي قامت بالأمر” خلال جلسة غناء راب نسوية غريبة الأطوار سبقت العرض. وبعد بضعة أشهر، توقفت الصناعة مع إضراب الكتاب والممثلين ــ وهو الأول من نوعه الذي تنظمه نقابة الممثلين الأميركيين منذ أكثر من 40 عاماً ــ حيث قام المبدعون بحملة من أجل تحسين التعويضات وتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل منصات البث التدفقي وشركات الإنتاج.

كانت “باربي – نهايمر” ظاهرة سينمائية هذه السنة (أ ب)

 

في الأقل عندما طرحت الأفلام للمشاهدة الجماهيرية، كانت ضخمة. أصبح فيلما “باربي” Barbie و”أوبنهايمر” Oppenheimer اللذان أصدرا في اليوم عينه، لحظة ثقافية كبيرة جداً لدرجة أنها حصلت على تسمية خاصة بها: “باربي نهايمر”. كسب الفيلمان 30 مليون جنيه استرليني في عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية في المملكة المتحدة – وهو أكبر رقم مسجل في شباك التذاكر منذ عام 2019. أيهما تجب مشاهدته أولاً – العمل التاريخي بالأبيض والأسود الممتد لثلاث ساعات للمخرج كريستوفر نولان عن الرجل الذي يقف وراء القنبلة الذرية؟ أو الكوميديا النسوية الخفيفة التي تبعث على الشعور بالسعادة للمخرجة غريتا غيرويغ، والتي ترشح ريان غوسلينغ بفضلها بقوة لجائزة الأوسكار عن أدائه شخصية الدمية كين؟ أياً كان اختياركم، فهو واحد من أكثر التجارب السينمائية الجماعية الحقيقية منذ سنوات.

أشارت الهجرة الجماعية المثيرة للقلق للمخرجين الفنيين من بريطانيا – انتقل 14 مخرجاً في الأقل من جميع أنحاء البلاد في العامين الماضيين – إلى تحديات تشغيل المسرح في مرحلة ما بعد جائحة كورونا، في عصر أزمة كلفة المعيشة. غادر البعض، بطبيعة الحال، لأن وقت التنحي قد حان، كما في حالة فيكي فيذرستون التي تركت القاعة الملكية ليحل محلها ديفيد بيرن من مسرح ديوراما الجديد، أو إندو روباسينغهام رئيسة كلين السابقة التي ستتسلم منصبها في عام 2025 في إدارة المسرح الوطني بدلاً من روفوس نوريس. كانت روباسينغهام ــ أول امرأة تدير المسرح الوطني في تاريخه الممتد لـ60 عاماً ــ خياراً يحظى بشعبية. ومع استمرار الخلاف حول نقل دار الأوبرا الوطنية الإنجليزية – صدرت أوامر بمغادرة المؤسسة لندن أو خسارة تمويل مجلس الفنون – أعلن في نهاية المطاف أنها ستتخذ من مانشستر موطناً جديداً لها.

في حي المسارح، لم يشعر بعض أفراد الجمهور بالراحة بعض الشيء عند مشاهدة نسخة ويست أند المقتبسة من مسرحية “حياة صغيرة” A Little Life، من بطولة جيمس نورتون – حيث حدثت حالات إغماء أثناء بعض مشاهد العرض شديدة التصوير لإيذاء النفس. كان سلوك الجمهور السيئ أيضاً تحت المجهر ووصل إلى الحضيض عندما استدعي الشرطة لحضور عرض “الحارس الشخصي” The Bodyguard في مانشستر، حيث رفض اثنان من الحاضرين التوقف عن الغناء. صار الخلاف الذي أعقب ذلك ملتهباً للغاية لدرجة أن مقدمة برنامج “ذيس مورنينغ” الودودة أليسون هاموند اضطرت إلى إصدار اعتذار عن “لفت النظر” إلى الموقف. وفي خضم عام متوسط بالنسبة إلى المسرح بصورة عامة، كان النجاح الملحمي الحقيقي الوحيد هو إحياء المخرج جيمي لويد مسرحية “جادة صن ست” Sunset Boulevard. كانت الأوركسترا صاخبة، والمشاعر هائلة، وكان هناك أداء مركزي ممتع من مغنية نجمة هي نيكول شيرزينغر.

أعلن عن تسمية إندو روباسينغهام كأول مديرة للمسرح الوطني (من المصدر)

 

وفي عالم الكتب، تعد قائمة غرانتا للروائيين البريطانيين الشباب، التي تصدر مرة كل عقد، مؤشراً إلى التغيير أيضاً. على رغم أن أربعة رجال فقط ظهروا في القائمة التي تضم 20 شخصاً، فإنها كانت ذات طابع أدبي للغاية وتفتقر إلى الأسماء المعروفة – ربما كانت الأكثر بروزاً هي الروائية الوحيدة التي يقل عمرها عن 40 سنة وأحدثت التأثير الأكبر في السنوات الـ10 الماضية: سالي روني (بصراحة، لم تكن مؤهلة لأنها إيرلندية – لكن عدم الاستحقاق هذا أثار تساؤلات حول صحة وجدوى القائمة). اختارت جائزة المرأة رواية ممتعة ومشوقة للفوز بدورة عام 2023 – رواية “ديمون كوبرهيد” Demon Copperhead الرائعة لباربرا كينغزلافر، والتي نقلت حكاية ديكينز الشهيرة “ديفيد كوبرفيلد” David Copperfield إلى أميركا التي ترزح تحت أزمة المواد الأفيونية في التسعينيات، وجعلتها أول مؤلفة تفوز بالجائزة مرتين. ضمت القائمة المختصرة لجائزة بوكر ثلاثة كتاب يحملون اسم بول، لكن بول لينش هو الذي ظفر بالجائزة عن رواية البائسة “نشيد النبي” Prophet Song على رغم اعتقاد كثيرين أن الكوميديا التراجيدية التي كتبها بول ماري “لدغة النحل” The Bee Sting تستحق الفوز. في الفن، تمكنت الأسماء الكبيرة من جذب الحشود، حيث حصل عرض ديفيد هوكني الغامر في قاعة “لايت روم” الجديدة على تقييمات بخمس نجوم، وأصبحت مارينا أبراموفيتش أول امرأة تقيم عرضاً منفرداً في صالات العرض الرئيسة في الأكاديمية الملكية. بعد فوزه بجائزة تيرنر عن الأعمال التي “تزعزع المفاهيم المتصورة عن العمل والطبقة والبريطانية والسلطة”، انتقد جيسي دارلينغ مارغريت تاتشر لبدئها توجه تقليص التعليم الفني.

كما أن الفراغ الذي خلفه العدد الهائل من المواهب التي فقدناها هذا العام كبير، حيث شملت القائمة عمالقة التمثيل مثل: مايكل غامبون، غليندا جاكسون، وجوليان ساندز، وأساطير الأدب: مارتن أميس، إيه إس بيات وبنجامين تزيفانيا. خسرت الموسيقى أيقونات مثل: تينا تيرنر، شنيد أوكونور، وشين ماكغوان، والشاشة الصغيرة أبطالاً مثل: بول أوغرادي، لين غودمان، جون موتسون، ومايكل باركينسون. في أكتوبر (تشرين الأول) رحل عنا نجم مسلسل “فريندز” Friends ماثيو بيري، عن عمر 54 سنة فقط، مما حطم كثيراً من الناس. ما يشعرنا بالامتنان هو المتع العديدة التي تركها هؤلاء وراءهم.

بينما كانت الأزمات تقع الواحدة تلو الأخرى، والاعترافات تكشف عن سنوات طويلة من انعدام الرحمة، والخلافات تتوالى، لا يمكن القول إن عام 2023 كان سهلاً، لكن كان هناك بصيص أمل في وسط هذه الظلمة. ولعل أفضل تجسيد للأمل هو الروائي حنيف قريشي الذي أصيب بالشلل العام الماضي بعد سقوطه في روما. بدلاً من الغرق في اليأس، واصل الكتابة من سريره في المستشفى، بمساعدة عائلته. يقول في أحد المقاطع التي كتبها في المستشفى في أوائل شهر يناير (كانون الثاني): “أنا متأكد من أن عديداً من الرسامين والكتاب والمهندسين المعماريين والرياضيين والبستانيين يحبون أدواتهم، ويعتبرون أدواتهم امتداداً لأجسادهم… آمل في أن أتمكن يوماً ما من العودة لاستخدام أدواتي الثمينة والعزيزة”. كان تصميمه على المقاومة مصدر إلهام لنا جميعاً، وأظهر أن الحفاظ على شعلة الإبداع متقدة أمر يستحق النضال.

© The Independent

المزيد عن: إضراب هوليوودمذكرات الأمير هاريبريتني سبيرزديفيد بيكهامنتفليكسغاري لينكيرفليم باربيفيلم أوبنهايمرمسابقة يوروفيجنراسل براندبي بي سيالذكاء الاصطناعيريتشارد شارببوريس جونسونويل سميثخرائط وحرائق 2023

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00